كمال نعناعة
الحوار المتمدن-العدد: 5839 - 2018 / 4 / 8 - 23:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أساطيرنا
قصة الخرافات التي نعيشها
الدراسة مكونة من مجموعة حلقات متسلسلة
1- المقدمة:
نحن في مجتمعاتنا الحالية بحاجة ماسة إلى الكثير الكثير من الدراسات و الإرشادات و المفاهيم الجديدة في سبيل تغيير ما جمعناه من الأفكار و المفاهيم القديمة و التي هي السبب الرئيسي في كل هذا التأخر و التخلف الإجتماعي و الحضاري، مما جعلنا نكون من دول العالم الثالث (أي النائم). لذا قررت أن أساهم قدر إمكانياتي في إبراز الوعي المطلوب لهذه الأمة و تغيير المفاهيم القديمة و المتشددة مع إحلال الإدراك و المفاهيم الحديثة و المطلوبة لكي لا ننسى بأننا في القرن الحادي و العشرين.
قررت أن أكتب هذا الكلام بلغة مبسطة و مختصرة جداً لكي لا يمل القارئ من قراءته. و استندت في معلوماتي على ما قرأته من مصادر كثيرة تاريخية و دينية و غير دينية ضمن تاريخ طويل من الحياة المعقدة و الصعبة جداً.
و كان لي الدور الكبير في اختلاطي بالناس و ما رأيته و سمعته منهم بمختلف أفكارهم و اتجاهاتهم الفكرية و طرق تسيير أمور حياتهم و لا سيما تعصبهم الأعمى لاتجاهات عنصرية أو دينية مما أدى بنا إلى هذا التخلف و الإنحطاط في مجتمع متناثر و مشتت و صراعات مستمرة و حياة خالية من مباهج الحياة و الاطمئنان النفسي.
و بالطبع أدى ذلك إلى الابتعاد عن كل أشكال التقدم العلمي و التطور الإنساني و الاجتماعي و نسينا حقنا في الحياة السعيدة.
بالطبع لا ننسى التفاوت الطبقي و المعيشي الذي أدى إلى صراع الطبقات و زيادة الفساد الإداري و الاجتماعي و المالي.
و الآن يجب أن لا ننسى أننا في القرن الواحد و العشرين و بحاجة ماسة إلى النهوض العلمي و الفكري و الاجتماعي بما يناسب هذا القرن و كفانا أن نكون خاضعين للأجانب حتى في مجال طعامنا و سياستنا.
أساطيرنا
2- تمهيد:
لكي نعرف تاريخنا الحالي يجب أن نعرف تاريخنا الماضي:
نبدأ أولاً بالبحث عن أسباب التخلف و العداء الاجتماعي و الكراهية الموجودة بين الناس بسبب تعدد القوميات و المذاهب في البلد الواحد مع عدم وجود الاحترام الطبيعي المتبادل بين الناس و هذا ناتج عن الكيان الشخصي للفرد و ما يحمله من الأطباع و الأحقاد في المجتمع مما يؤدي إلى العداء بين الأطراف المختلفة و قد لعب فيه المشايخ على المنابر الدور الواضح في زيادة الكراهية و لا سيما الدينية و القومية بين أفراد المجتمع الواحد.
في مجتمعاتنا الشرقية هناك الكثير من الأفراد يؤيدون مشايخ المنابر بلا عقل بعكس ما يحتاجه الإنسان من الفكر النير الذي يقوده إلى الحياة المتطورة و الجميلة لكي يواكب مسيرة البشر المتطور الحالية مع الابتعاد عن كل السلبيات التي ورثها من الآباء و الأجداد.
و لو فكرنا بدراسة تكوين و بناء شخصية و كيان كل فرد في المجتمع نجد بأنه هناك ثلاثة أدوار و عوامل يمكن شرحها بإختصار كما يلي:
1 - الناتج الوراثي المتأثر عن طريق الوالدين و المقربين لهم وراثياً و هذا العلم طويل تم تطبيقه و دراسته عن طريق مجموعة كبيرة من العلماء المتخصصين في علم الوراثة و تم تثبيته مبدئيا عن طريق الزراعة و الفسائل الزراعية ثم تم تطبيقه على الحيوانات و البشر و جاءت النتائج حسب ما توقعه العلماء، و تبين بأن الفرد يأخذ الكثير من صفاته و كيانه عن طريق الأم و الأب و المقربين لهم وراثياً.
2 - التربية العائلية و المستوى الفكري للطفل و لغاية 7 سنوات تلعب الدور الكبير في كسب العادات و التقاليد العائلية مما يسبب الترسيخ في ذهن الطفل الكثير من الأسس التي تسير عليها العائلة في حياتهم و بعدها يكون من الصعب جداً في المستقبل الابتعاد عما كسبه من العائلة إلا بعد جهد جهيد.
3 - الاختلاط بالمجتمع و أفراد المجتمع الذين يحملون من العادات و الأفكار إن كانت جيدة أو سيئة. و كذلك الدراسة بالمدارس الأصولية أو غير الأصولية إن كانت جيدة أو رديئة حيث يمضي الفرد الكثير من عمره و وقته فيها و غالباً في بلداننا تكون النتائج سلبية أكثر منها الإيجابية بسبب المناهج الدراسية و سوء إدارة طواقم التعليم بسبب هبوط مستويات كوادر التعليم و المناهج الدراسية و الفتور النفسي لدى البعض منهم.
و هكذا فإننا مضطرون، إن قبلنا أو كرهنا، مربوطون بأفكار و سير شخصيات الماضي. و الأدوارالتي نمر بها هي إنعكاس إلى ما تلعبه التربية المنزلية و الإختلاط في المجتمع و المناهج الدراسية كما ذكرنا سابقاً.
أساطيرنا
3 – شيء من تاريخ الوجود:
إننا في كلامنا القادم لا يهمنا أن نفكر بوجود الرب و إنما نأخذ الأمور على إنها معقولة و مقبولة أو غير مقبولة حسب ما يتقبله العقل البشري.
و لنبدأ بما توصل إليه العلماء في نشأة الكون حيث كان هناك انفجار عظيم أدى الى تناثر أجزاء الكون الى المكونات الحالية في أنحاء الكون.
و من أولويات معرفة الكون يجب أن نعرف مقدما سرعة الضوء البالغة 300,000 كم في الثانية. و هذه سرعة عظيمة جدا. و كمثال نأخذ سرعة الضوء و المسافة المقدرة بيننا و بين الشمس هي حوالي ثمان دقائق لكي تصلنا أشعة الشمس الى الأرض. و هذه الأشعة لها خواص معينة فهي طاقة و لكنها تحمل خواص المادة أيضا و لها وزن. و من يستطيع أن يصل الى هذه السرعة أو حولها يفقد خواصه المادية و يتحول الى طاقة. و هناك الكلام الكثير عن أشعة الشمس و مواصفاتها و لكننا في غنى عنها بسبب بعدها عن موضوعنا الحالي.
و لكي نستمر في موضوعنا نقول بأن الكون يتكون من أجسام رهيبة في الحجم و الطاقة، و كمثال نقول بأن هذه الأجسام و عددها بالمليارات و أكبرها في حجمها أكبر من شمسنا بآلاف المرات و هي مكونة من أجسام منفردة أو على شكل مجمعات تشبه مجرتنا درب التبانة. و للعلم نقول بأن المسافة بين طرفي درب التبانة هي حوالي مئة سنة ضوئية تقريبا.
أما المجرات الأخرى فمنها ما هي أكبر و أبعد من ذلك. و توصل العلماء الى اكتشافات عجيبة منها مجرة الكبزار (مجرة ضخمة) انفجرت على بعد 14 مليار سنة ضوئية مع معرفة الحرارة و السرعة و المكونات الأخرى و ما الى ذلك ما لهذه المجرات و غيرها من الصفات التي يعجز عن إدراكها العقل البشري. و من المناسب أن نذكر بأن الهواء موجود فقط حول الكرة الأرضية و بعدها الفراغ يملأ الفضاء الكوني بين الكواكب و المجرات.
و شمسنا أكبر من الأرض بآلاف المرات و هي تشكل البؤرة لمجموعة من الكواكب السيارة و هي تدور حول الشمس و عددها الرئيسي ثمانية كواكب مع مجموعة كبيرة من الكويكبات، و كلها تدور حول بعضها بفضل الجاذبية و قوة الطرد المركزي.
و من الطبيعي ان يكون كل جسم دوار حول نفسه يكون كروي الشكل و غير مسطح حتى قطرة الماء عندما تسقط من مصدرها تنزل بشكل كروي.
كذلك الأرض لنفس السبب تكون كروية و قطرها التقريبي حوالي 12،000 كم و تدور حول نفسها مرة كل 24 ساعة (أي بمعدل سرعة 1,800 كم بالساعة تقريبا عند سطح الأرض). و من الطبيعي ان تكون طبقة الهواء المحيطة بسطح الارض جزءا منها و هي تدور بنفس الدورات مع الأرض.
بقي ان نقول بأن عمر الشمس عندما استقلت من درب التبانة هو 7 مليارات سنة أرضية. و الأرض عندما استقلت من الشمس 5 مليارات سنة تقريبا. عندها كانت الارض كتلة من الغازات المتوهجة المختلفة كالإيثان و الميثان و ثاني اكسيد الكربون و غيرها من اكاسيد المعادن. و بالطبع كان بخار الماء من اكثر هذه الغازات.
و بدأت الارض بالتبريد تدريجيا. و بدأ المطر ينزل بغزارة لآلاف السنين ليشكل البحار و الانهار. و كانت الرعود مستمرة و الاكسجين غير موجود.
و بفعل الرعود و الغازات المختلفة حدثت تفاعلات حيوية و نتجت عنها بدابات سر الحياة (الحامض النووي) DNA . و خلال مليارات السنين تكونت بدايات الحياة الأولية كالطفيليات و الجراثيم و الحيوانات المجهرية الأخرى. لحد الآن الاكسجين كان مفقودا على الكرة الارضية.
و بفعل خواص المجهريات بدأ الاكسجين بالظهور نتيجة التفاعلات الداخلية للحيوانات المجهرية بعده بسبب وجود القليل من الاكسجين ظهرت الغابات الزراعية تدريجيا على شكل أشنات و بعدها صارت هي المصدر الرئيسي لإنتاج الاكسجين.
و رب سائل يسأل هل هذا الكلام معقول؟ يكون الجواب بأن الامريكان و الروس توصلوا الى خلق الحامض النووي في المختبرات. و كذلك وجد علماء البراكين في مناطق الاحواض الساخنة بكتيريا تعيش في الجو الحار حول أحواض البراكين. أما بخصوص خلق خلايا حية فقد أنتجت أمريكا خلايا مرض الايدز و كانت سابقا غير موجودة. و الروس أيضا لهم نفس البحوث.
كلامنا هذا مختصر و للعلم فقط.
أما بخصوص الارض فتكاثرت الحيوانات البدائية في البحار أولا و كان تاريخ حياتها عبارة عن انتاج غاز الاكسجين الذي بدأ يزداد تدريجيا مما ساعد على تشكيل باقي اشكال الحياة الحيوانية و النباتية. و من الواضح ان الحياة الحيوانية بدأت في البحار ثم انتقلت تدريجيا الى البر و قسم منها ظل باقيا في البحر الى يومنا الحالي. و بدأ التطور التدريجي لمليارات السنين و بعدها لملايين السنين حتى وصلنا الى عصر الديناصورات و كان ذلك قبل 350 الى 150 مليون سنة. و قد اندثرت هذه الديناصورات إثر كوارث حدثت على وجه الكرة الارضية و بقيت أثارها في متاحف بلدان العالم.
تبين الاكتشافات و الحفريات بأن الديناصورات كانت ضخمة جدا و على درجة عالية من الوحشية و الغباء.
الآثار الحية و الباقية الى الآن معظمها في بحار العالم كالحيتان الضخمة و أسماك القرش المتوحشة و انواع السلاحف الضخمة و افاعي البايتون الضخمة و التماسيح و ما الى ذلك و كلها بقايا من آثار الديناصورات بعد ان تطورت عن السابق.
ثم هناك حيوانات كثيرة عاشت تحت الارض ايام الكوارث و تطورت لكي تعيش على ظهر الكرة الارضية فيما بعد حيث تطورت تدريجيا و شكلت ما هو موجود حاليا على وجه الكرة الارضية.
و بوادر وجود الانسان على الارض حدثت قبل 2 مليون سنة و العظام الحقيقية للانسان التي اندثرت حينها اكتشفت الآن في اثيوبيا و كلها كانت قريبة جدا لمواصفات عظام البشر الحاليين. و استمر الانسان بالتطور خلال فترات طويلة الى ان اصبح قريبا من الانسان الحالي و سمي (نيوندرثال) أي الانسان الحديث و كان ذلك قبل 100,000 سنة.
و بعدها بدأ الانسان بالتطور السريع و قبل 30,000 سنة تعلم استعمال النار و قبل 10,000 سنة تعلم الانسان كيف يترك اثاره لنا على شكل صور و زخارف على جدران الكهوف و سمي ذلك (بالتاريخ البشري المدون) بعدا بدأ تطور البشر الحديث تدريجيا و بدأت التجمعات و الحضارات البشرية كالسومرية و البابلية و الاشورية في العراق و كانت الكتابة عندهم على شكل خطوط متقاطعة تسمى بالخط المسماري و كان ذلك قبل 6,000 سنة.
أما في مصر فكانت الكتابة على شكل رسوم و رموز و اشكال حيوانية و طيور و تاريخ و قصص الفراعنة واضحة و هكذا باقي الحضارات العالمية الاخرى. و لكي يكون كلام التطور البشري معقولا نقول بأن الانسان يتطور بمرور الزمن حسب نظرية البقاء للأصلح و للتأكد من هذا القول لاحظوا ما يجري في التكاثر البشري الحالي حيث يأتي الأبناء على أشكال مختلفة و لو نسبيا عن آبائهم و أمهاتهم. ماذا لو استمر هذا التغيير عشرات الآلاف من السنين؟
من الواضح ان البشر في مختلف حضاراتهم في العالم يتميزون عن بعضهم البعض في اشكالهم و الوانهم فمنهم الصيني و الهندي و الافريقي و السامي و الارامي و غيرهم لا يمكن ان يكونوا من صلب واحد حيث ان اجدادهم الاقدمين مختلفون.
و حسب قول المشايخ بأن الله خلق آدم و حواء قبل 8,000 سنة اذا من اين اتت هذه التشكيلة الواسعة و من جذور بعيدة كل البعد عن بعضها و بعيدة عن الــ 8,000 آلاف سنة و لنا في هذا المجال الكلام الكثير فيما بعد.
نقول الان ان فكرة آدم و حواء لم تأت بشكل مفاجىء بل جاءت على شكل أفكار بسيطة أيام بدايات الحضارات السابقة و تطورت (تغيرت) تدريجيا الى ان جاء الاسلام. و هي حاليا من كبريات الاساطير و المشاكل في حياتنا. و هي مربوطة ايضا بخلق الارض خلال ايام معدودة. و السؤال حاليا من اين جاءت مادة الارض هل هي من الطين كما ذكر في خلق آدم؟ علما بأن الله ليس كمثله شيء. أي لا هو مادة ولا شعاع ولا ذبذبة و السؤال الأهم من اين جاء الكون كله بهذا الحجم و الشكل الهائل الذي من الصعب جدا تصوره حيث ان المسافات بين الأجرام السماوية تقاس بمئات و آلاف و ملايين السنين الضوئية.
و الكرة الارضية لا تمثل حتى قدر رأس الابرة بالنسبة لهذا الكون. و ما يخص السماوات (السماوات السبع) فلا وجود لها و هي فراغ بلا هواء و لا مادة أخرى. و لون السماء الذي نراه نهارا ما هو الا انعكاسات الهواء المحيط بالكرة الارضية. و هذا الكلام تم اثباته بواسطة الاقمار الصناعية و المركبات الفضائية التي وصلت الى كوكب المريخ. و الأبعد من ذلك الى كوكب بلوتو الذي تم تصويره و ارسال الصور الى الارض.
أساطيرنا
4 – بدايات ظهور الأديان: (ستنشر لاحقا).
#كمال_نعناعة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟