أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمدعلي شاحوذ - الذئاب ترتدي أحيانا اللون ألأبيض !!!














المزيد.....

الذئاب ترتدي أحيانا اللون ألأبيض !!!


محمدعلي شاحوذ

الحوار المتمدن-العدد: 5839 - 2018 / 4 / 8 - 00:59
المحور: كتابات ساخرة
    


الذئاب ترتدي أحيانا اللون ألأبيض !!!
من سوء حظي أنه وقع على عاتقي إصلاح ذات البين بين طبيب وزوجته الطبيبة التي تعمل بتخصص يختلف عن تخصص زوجها, إعتذرتُ في البداية فأنا لا أصلحُ لهكذا نوع من المهمات, ولكنني أمام توسلات الزوجة المسكينة لحرصها على بيت الزوجية, وأمام إلحاح الزملاء كوني أُمثِلُ جهازا لكشف الكذب, وافقت في النهاية, ومع أني أعرف كل تجاوزات زوجها بحقها, ألا أنها أصرت أن تستعرض حجم ظلم زوجها المستمر لها, وكانت قد حذرتني منه حينما أقابله, وطلبت أن أتعامل بحذر معه !!. بعدها توجهت الى زوجها بعد أن إتصلت به ورتبت موعدا في مكان عمله, بعدما عرفّ الرجل طبيعة مهمتي التوفيقية, راح يختلق مختلف القصص المضحكة الساذجة, ليدحض كل ألادلة ألدامغة التي تدينه, وباح بكل أسرار وتفاصيل حياة زوجته, فقط ليثبت أنه على صواب, كنت أراقب بشدة حركاته, لكي أحلل طبيعة شخصيته, فكان يتجنب النظر بعيني ، وينظر الى السقف وزوايا الغرفة, وهو يسرد لي مختلف الأكاذيب الرخيصة عن زوجته ليغطي على سوء أفعاله وقبحها, وكانت يده تلامس دائما فمه ووجهه, ويضعها أحيانا خلف أذنيه, كان وجهه ليس فيه استرخاء كما أن جسمه ورأسه يتخذان دائماً حركات مفاجئة, وهذه كلها حركات تدل على كذب صاحبها و تفضحه, ثم إجتاحته موجات من الغضب والهيجان والجنون, حتى إتخذتُ تدابيرا إحترازية خوفا مما لا يُحمدُ عقباه, ورحت أفكر: هل حقا هذا من يخفف ألام المرضى؟.
وبعدما أيقنتُ أنهُ غير سوي, لم أمهلهُ طويلا لأكاشفه بأنه رجل كاذب ومخادع وكل ما كان يفعله هو الكذب فقط, وتعجبت كيف يجروء على الخوض في مواضيع حساسة تمس شخصا مهما وهي زوجته, وأخذ يستخدم أشنع الكلمات السوقية ولم يترك لفظا مبتذلا إلا أستخدمه , وراح يشتم ويصرخُ عاليا بصوت مزعج وبإسلوب رخيص ووضيع, مما جعلني في صدمة وحيرة من أمر هذا المخلوق الهلامي وحيد الخلية, الذي ذكرني بالبراميسيوم واليوغلينا !!.
ورحت أتساءل : كيف سيأتمنه المرضى على أسرارهم وهو من لم يحفظ أسرار أهل بيته؟؟, وكيف غاب عن باله أنه قبل أن يكون طبيبا كان عليه أن يكون إنسانا أمينا مع الناس, سليم القلب، عفيف النظر، صادق القول, موزون التصرفات وألأنفعالات؟.
وإذا ما كنا نعيش فى عصر سادت به قوانين الغابة, وطغت فيه الأخلاق الرذيلة من أحقاد وجحود وكراهية, فيجب على الأطباء أن يقفوا حاجزا قويا أمام طغيان الثورة المادية هذه لأن الأخلاق والمثل الطبية العليا هى أساس مهنة الطب فى كل زمان ومكان.
وأنا هنا أخاطبه, عزيزي المحترم: لا تنس أن الطبيب هو أكثر الناس حملا للأمانة، وسترا لأسرار المريض، ونسبة الأمانة بين الأطباء أكبر بكثير من غيرهم، ولا تنس أن تتعامل بالكلم الطيب وأن تنتقي عباراتك بكل دقة, وأن تتصرف كنبي لا كدعِ فالفرق كبير جدا, وأن تكون صبورا, طويل البال والتفكير, وأن تتصرف كفيلسوف, وتتعامل كملاك, وتمتلك روح شاعر, وتفكر كفنان, وتتحرك كفراشة, وتقرر كقائد جيش, وتتحمل ألألام والمعاناة والتحديات كأنك مسيح أو ولي, وأن تستخدم المنطق والعقل مع شئ من العاطفة والكثير من الرحمة.
عزيزي الطبيب: ومع سنوات طوال قضيتها للحصول على التخصص بعد طول تعب والدورات التي دخلتها, والمهارات العلمية التي قد حصلت عليها, لا تنس أنك بحاجة الى إكتساب مهارات اللباقة ومفردات الثقافة العامة, عليك أن تكون حصيف ألرأي, سلس التفكير, وبليغ القول, وهادئ التصرفات, و واثق الخطوات, ضاحك الوجه, ثابت ألقرار.
عزيزي الطبيب: حتى تتمكن من النجاح في تشخيص وعلاج مرضاك وإقناعهم بجدوى الوثوق بك وبإسلوبك, فإن خير ما تفعله لهؤلاء المرضى, هو أن يرون بأعينهم أنك قادر على تشخيص عِلتكَ وشفاء مرضكَ أولا !!.
وتعلم أن تتناقش مع غيرك بهدوء بعيدا عن التشنجات وألإستعراضات والإرهاصات التي قمت بها أمامي لأنه من الواجب أن أخبرك أن طوال ربع قرن من ممارستي لمهنتي لم تمر عليّ حالة مثل حالتك وأجد نفسي عاجزا عن إيجاد العلاج الناجع لها !!.



#محمدعلي_شاحوذ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجوه بشعة وتصرفات أبشع
- ضمائر سليكون
- المرأة العربية وأبرهه الحبشي !!
- من فضلكم ..إرفعوا رؤوسكم واستروا مؤخراتكم


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمدعلي شاحوذ - الذئاب ترتدي أحيانا اللون ألأبيض !!!