أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماهر عزيز بدروس - فَيَاشَدُ مَاَ أَتّعَلَّقْ بِكَ أَيُهَاَ المَسْيِحْ














المزيد.....

فَيَاشَدُ مَاَ أَتّعَلَّقْ بِكَ أَيُهَاَ المَسْيِحْ


ماهر عزيز بدروس
(Maher Aziz)


الحوار المتمدن-العدد: 5835 - 2018 / 4 / 4 - 22:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


...فَيَاشَدُ مَاَ أَتّعَلَّقْ بِكَ أَيُهَاَ المَسْيِحْ

بقلم
دكتور مهندس/ ماهر عزيز
استشارى الطاقة والبيئة وتغير المناخ


"قريبٌ"
"وعصىٌ على الإدراك هو الإله"
"لكن حيث يكون الخطر"
"تلوح كذلك النجاة"

وحيث تتربص الذئاب فى العتمة يستطيع – بلا خوف – أن يعبر أبناء اللـه فوق الهاوية على جسور الخلاص.. عندما يتساوى النهار والليل.. وفوق الممرات البطيئة ترف الأنسام مُثْقَلَة بأحلام النجاة، وتمتد إلى الظامئ يدٌ بالكأس المعطرة المترعة بنور سطيع، فتوجد الراحة عندئذ.. ويحلو النوم
فى ظل الإله.
...
...
وحيث يعانى الخاطئ محنة المتجول الوحيد الذى لا بيت له ولا وطن، ويتخبط العاثر فى ظلام التشرد والضياع.. عندما يحتدم الصراع بين ربيع الحرية المقدسة التى يحس أنه يستريح على قمتها وبين شتاء الأغلال القارس الفظيع.. ترف السحابة المقدسة فوقه، وتلمع النجوم المتفتحة اليانعة، وتمتد من بستان الحياة غير المنظورة، ومن حدائق الآب المزهرة، يد حانية رفيقة دائمة الفرحة.. فيفزع قلبه برؤية جديدة حين تصنع له أجنحة أبدية، ليعبر إليها بحس عظيم الوفاء.. ويظل فرحاً فى كل
الأوقات – كأغصان شجرة الصنوبر المخضرة دائماً – عندما يخطر على ضفاف الماء البرىء، مزدانة رأسه بإكليل انتقته اليد الحانية من أعواد اللبلاب.. فيتعلق الحب بالواحد.. ويخرج الغناء فى هذه المرة من صميم القلب..
"نحن الذين تنبأت بهم أنشودة القدماء عن أولاد الله"
"نحن الذين صَدَقَتْ عليهم"
"تحققت فى الإنسان على نحو دقيق وعجيب"
...
...
وحيث يجوس العاصى منهكاً فى السفوح الوطيئة ينوء بحمله العنيد، وتتراكم حول البائس قمم الزمان والهموم.. عندما يفر المتمرد فى ليل الغابات المذعورة، وتنهار التلال حين تراه يعاقر الحيات وهو يضحك من بين أسنانه، ويندفع مخبولاً كالفريسة يشق الأرض، ثم لا يلبث يعود ليجلس بين جدرانه المظلمة فقيراً من بهجة الروح فقر الشحاذين.. تأتى عاصفة الغناء لتبدد السحاب، وينزاح النقاب عن جلال الوجود غير المنظور، وتظهر جوقة الأفراح ساحرة فى رداء سماوى، فيذوب العذاب فى النور والهواء، وتتكسر الأغلال على صوت النشيد ليخرج منها المرذول أشد حرية وجسارة.. فيعمر القلب عندئذ ببهجة الخلاص، ويلتف ذاك الذى كان طريداً بعيداً بردائه القانى مفعماً بالنار الصافية.. فتشع البراءة الأولى ممجدة فى دم الخروف.
...
...
وحيث يظل الشقى سَكِيِنَ صحراء زاخرة بالرؤى هائلة على الدوام تغرى بالموت، وتتفتت شخصية الساقط مُزُقاً متناثرة فقدت المركز والرباط.. عندما تنكسر سفينة الحياة على صخرة اليأس والجنون وتتحول إلى حطام لا يستطيع أن يحمل فكرة أو عاطفة.. تتراءى قوى هائلة تتجول فوق الأرض، ويمتد السمع بعيداً نحو منقذ عطوف يقبل نحوه، وتتجلى ذروة الاعتزاز فى ليل بهيم جامد، فينسكب تيار النعمة عريضاً كالبحر، ويرده للطاعة والوفاء والفعل البرىء مخلص عجيب يعرف كيف لا يبخل وكيف يعطى ويبذل إلى حد الفناء.
...
...
هو ذاك.. أحنى السماء ونزل.. سعى ليقدم كل شئ.. حتى حياته فلم يبخل بها، وكانت التضحية هى الثمن المحتوم الذى يفرضه الحب اللانهائى.. والضرورة العليا التى يقتضيها العطاء المطلق والبذل إلى حد الفناء..

هو ذاك.. جعل الأرض موطئاً لقدميه – ذاك الذى يصالح النهار مع الليل ويوجه حركة الكواكب أبد الدهر هبوطاً وعلواً – ليمنحنا الكلمة المتدفقة التى يهجرها النعاس كما يهجر جفون المصلين، ويهبنا الكأس المترعة والحياة الجسورة والتذكار المقدس أيضاً لنقضى الليل ساهرين..

هو ذاك.. جاء بنفسه وتقمص هيئة إنسان.. هبط فى هذه الأثناء إلى الظلال وهو يهز مشعله، وأتم العيد السماوى، فأشرقت الابتسامة فى النفس السجينة، وصارت النار الإلهية بعد ذلك تحفزنا بالليل والنهار على الانطلاقة المقدسة.. وكانت تلك هى مشيئة رب الأرباب الذى آثرنا بالحب الكبير..

نعم أيها المخلص العظيم.. حنانك البالغ لأعجب مما يتصور عقل ..و"معاملاتك مع الخطاة " لأروع مما يخطر على قلب.. وحبك الهادر لأقوى مما يستطيع أن يجاوبه حب..
"فياشد ما أتعلق بك"
"أيها المسيح".

(دعانى المتنيح رمسيس نجيب عام 1978 لأكتب هذا المقال كمقدمة لكتابه "معاملات المسيح مع الخطاة" (الكتاب الثانى) بعدما شرفنى بمراجعة الكتاب كله.. وكتب تقريظاً يقدمنى به أعلى المقدمة التى ظلت موجودة بصدر الكتاب فى الطبعة الثانية منه، لكن يداً غريبة رفعتها من الطبعة الثالثة.. فآثرت أن أنشرها هنا مستقلة كمقال).



#ماهر_عزيز_بدروس (هاشتاغ)       Maher_Aziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاقة المتجددة وتغير المناخ: اندفاعة المتجددات بعد مؤتمر ال ...
- بيريسترويكا كنسية (4): كهنوت لاوى؟.. أم كهنوت للعهد الجديد؟
- الحاجة ماسة إلى بيريسترويكا كنسية (3)
- لمصر .. لا لعبد الفتاح السيسى
- دعماً للجهد البابوى نحو النهضة - الحاجة ماسة إلى بيريسترويكا ...
- الفحم على مائدة الرئيس القادم
- أمانى المصريين فى الرئيس السيسى
- لماذا سيبقى الفحم أساساً للتوليد الكهربى لمعظم دول العالم؟
- مصر.. والفحم.. وخزعبلات علمية -2-
- مصر.. والفحم.. وخزعبلات علمية
- الفحم المفترى عليه..
- ... لم يعد فى قوس الصبر منزع
- قرار رئاسى بقانون


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماهر عزيز بدروس - فَيَاشَدُ مَاَ أَتّعَلَّقْ بِكَ أَيُهَاَ المَسْيِحْ