أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إبريهي علي - مفهوم النظام ومركز المسؤولية في ادارة العراق














المزيد.....

مفهوم النظام ومركز المسؤولية في ادارة العراق


أحمد إبريهي علي

الحوار المتمدن-العدد: 5834 - 2018 / 4 / 3 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الصعب تصور امكانية الاجتماع الانساني، بشروط الحضارة المعاصرة، دون النظر الى الدولة والمجتمع نظاما واحدا لأدامة الحياة والكفاح المشترك للأرتقاء الأخلاقي والأقتصادي، وترسيخ مقومات الامن والحرية وحماية حقوق الأنسان وكرامته. وليس من المبالغة وصف الممارسة السياسة في العراق، وصناعة الراي العام، بابعاد الأذهان عن وحدة الكيان الكلي والروابط الضرورية بين عناصره. ولم يكن ذلك عن غفلة وجهل من جميع القوى المنخرطة في عملية التخريب تلك. فالمجتمع الأهلي قد انتهى تقريبا الى تلاشي فاعلية القواعد المنظمة لسلوك البشر وعلاقاتهم. إذ يعجز عن انصاف المظلوم، ويقف على الحياد بين الضحية والمجرم، ويكدح بحماس لتعطيل القانون مع ضعف وتكاسل وتخاذل الدوائر التي انيطت بها مهمات فرضه والحفاظ على هيبته.
والدولة قد تجزأت الى وحدات مستقلة، نعم هي كذلك، وتجاهل وإزدراء اية محاولة لأثارة مفهوم وحدة النظام ومركز التنسيق والمسؤولية. وقد اشاعوا ونجحوا بأن استقلال السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية عن بعضها وهي بدورها الى اجزاء اصغر فأصغر، يعني تحرر المجموعة الحاكمة من المسؤولية الاخلاقية والسياسية عن الدولة بمجموعها وادارتها والمجتمع. فعلى الصعيد العملي لا يوجد في اذهانهم العراق ودولة العراق ، انما مكاتبهم وما يصل اليها من بريد : موافق ، لا مانع لدينا ، تشكيل لجنة، لا باس سيأخذ التحقيق مجراه ، ... وهكذا " من كل حسب صلاحياته، التي لا يستخدمها إلا لأسقاط الفرض، ولكل حسب استحقاقه الأنتخابي " والجميع سعداء بهذا.
يتعذر اصلاح حال العراق دون وحدة النظام ومركز المسؤولية هو الدليل العملي على تلك الوحدة.
فاذا بقيت الوزارات ودوائرها ومعها العديد من الهيئات المستقلة والكيانات الأخرى دون قيادة مركزية تستطيع التحريك والربط والبرمجة لأزالة الخلل وضمان التقدم لا امل في المستقبل. فمن هي الجهة التي سوف تنهض بالبناء التحتي والخدمات العامة مثلا، ومن المسؤول الآن عن بناء القدرة الوطنية المطلوبة لأنجاز برامج التطوير في البناء والأنشاء واقامة الطاقات الأنتاجية الجديدة ؟ آلاف المقاولين ومثلهم من الموظفين يعملون كل على حدة ، وزارة التخطيط ، الاعمار والأسكان وشركاتها ، وزارة المالية ، لجان مجلس الوزراء ، ام اللجنة المالية او الأقتصادية في مجلس النواب ... وما الجديد المنتظر في عملهم.
وكيف يفرض القانون في العراق، من مراكز الشرطة كل على حدة، ودوائر التحقيق القضائي والمفتشين العموميين والنزاهة والقضاة والمحامين و ... هذا مستحيل دون قيادة في مركز المسؤولية عن كل العراق، تعرف كيف تضع الأمور في نصابها الصحيح. طبعا هناك العديد من التحديات في المنطقة والعالم ومختلف مصادر النزاع الديني والأثني والحزبي والشخصي وارث الحروب والأرهاب، لا شك في ذلك، لكن هذه التحديات تؤكد ان الحاجة ماسة الى تحول سريع في فهم الدولة وادارتها ثم التغيير الذي يساعد موضوعيا على تكوين مركز المسؤولية والقيادة المسؤولة. وأكثر من ذلك ، لقد اسهمت اللامركزية المشوهة والتوافقية المغشوشة بنصيبها من سفك الدماء واضاعة الفرص. وقد حان وقت الموقف الشجاع لردع الشراهة والمغالبة في التعامل مع الشأن العام، وهذا يحتم نزاهة الفكر، اولا، بمقاطعة شعوذات الأعلام السياسي التي صارت تسمى فكرا وفلسفة، وتحرير ضمائر الناس من قبضة المصالح الشريرة.
اما الكلام عن الأغلبية فلاعلاقة له البتة في المشكلة، لأنهم يعرفون جيدا، وليسألوا انفسهم كم مرة في العشر سنوات الماضية عقد أي حزب من الأحزاب اجتماعا لأعضائه، شاغلي المواقع المؤثرة وذوي المكانة الأجتماعية، وبحث معهم بأخلاص كيف يعملون بتنسيق مستخدمين نفوذهم وعلاقاتهم لتحسين اداء الدولة لوظائفها، او مواجهة القوى المعادية للقانون والحضارة في المجتمع. لا اقصد خطابات الأنشاء بل محاربة الفساد فعلا، او تطوير الصحة، او الضغط لأجبار الدولة على التزام برنامج استثماري للتصنيع ، او شبكة طرق ، او محافظة يحكمها ذلك الحزب ومن يريد التحالف معهم في الأكثرية.
ان التذرع بالمؤسسية والتخصص وتقسيم عمل ، وخطة وموازنة واستراتيجية ، في مجتمع من العشائر وما اليها مغالطة. لا بد من قيادة لكل العراق، تصلح الدولة لتقود عملية تحديث المجتمع، ولذلك من الضروري اعادة ترتيب اجهزة الدولة وادارتها في ضوء فكرة النظام ووحدة النظام قبل فوات الأوان. ومن المعلوم بعدم كفاية نصوص القوانين والضوابط والتعليمات والصلاحيات لأن المؤسسية اصلا مشروع للمستقبل ولذا لا يتوقع العاقل ان الدوائر تعمل بتلقائية حسب انظمة عملها لتنتج الخير العام ، فهذه اشنع من اسطورة آليات السوق التي تصنع ، لوحدها حرة، امة صناعية في اقتصاد متخلف فقير.
وربما يفهم من هذه المذكرة دعوة للديكتاتورية او ما يسمى الشمولية، لا ابدا، لأن التخلي عن الديمقراطية يدفع العراق الى مجهول وربما فناء. انما الديمقراطية لأكتساب الشرعية وهي وسيلة لا غنى عنها لتسوية التدافع على السلطة سلميا، وليس اكثر من هذا في اوضاعنا الحالية ولمدة قادمة قد تستغرق زمنا يطول. اما سيادة القانون والعدالة والتصتيع والأزدهار الأقتصادي والرفاه ... فهذه المهمات تنتظر قيادة حازمة ومتفانية لخدمة العراق في مركز المسؤولية. وهنا نشير الى عدم نجاح الأنتخابات عادة في تغيير نواة المجموعة الحاكمة في مثل مجتمعنا. كما ان اصل المشكلة قد لا تكون فيمن يُنتخب، بل في مجموع آليات عمل الدولة وادارة عملياتها الداخلية، بتفاصيلها، وانتظامها في الوحدة الكلية، والعيب الخطير في الواقع الحالي لبنية الدولة بما فيه وابرزه غياب المركزالمحرك والمسؤول.
ومن الأفضل حشد الجهود بهذا الأتجاه مهما كانت نتائج الأنتخابات، ودون الأستجابة لضغوط الطامحين الى السلطة او الذين يتطلعون الى تغيير شامل للعالم من اجل انقاذ العراق فيما بعد.
د. احمد ابريهي علي



#أحمد_إبريهي_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة في استفتاء الاقليم
- حول تقرير مجموعة عمل مستقبل العراق وسياسة امريكا في الشرق ال ...
- مفردات غائبة في مجموعة من مقالات الحوار المتمدن
- نحو مقاربات مختلفة لمواجهة المشكلة المالية وتحريك الاقتصاد ف ...
- كهرباء العراق : ارقام ومقارنات
- الوطنية الاقتصادية لليمين والاداء المضطرب للنظام الدولي مع ا ...
- الانتخابات القادمة في العراق: مرة اخرى
- نظام الانتخابات في العراق وتداول مواقع النفوذ
- فهم النزاعات والحروب الداخلية بوسائل البحث التجريبي
- ملاحظة حول النفط والهيمنة في السياسة الدولية للولايات المتحد ...
- ترامب والتطلعات الأقتصادية لناخبيه
- تتقلص فرص النمو الأقتصادي في العالم وبلادنا لم تباشر نهضة ال ...
- اقتصاد العالم وعلاج نقص الطلب في التقرير الأخيرللصندوق: بعض ...
- عقود المشاريع والتجهيزات الحكومية بحاجة إلى إدارة تُخالِف ال ...
- هل ثمة فرصة لأصلاح أجهزة الدولة وتحسين أدائها في العراق
- ملاحظات عامة حول الحساب الاقتصادي للخطط الخمسية في العراق
- سوق النفط و إخراج الأقتصاد العراقي من المأزق
- تسوية القضايا الخلافية وتعديل الدستور على اسس واضحة
- الأقتصاد المالي الدولي والسياسة النقدية: كتاب في سياق الحوار
- متابعة سوق النفط وملاحظات حول الوضع المالي


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إبريهي علي - مفهوم النظام ومركز المسؤولية في ادارة العراق