أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إبريهي علي - ملاحظة حول النفط والهيمنة في السياسة الدولية للولايات المتحدة الامريكية















المزيد.....

ملاحظة حول النفط والهيمنة في السياسة الدولية للولايات المتحدة الامريكية


أحمد إبريهي علي

الحوار المتمدن-العدد: 5393 - 2017 / 1 / 5 - 21:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملاحظة حول النفط والهيمنة في السياسة الدولية للولايات المتحدة الامريكية
الدكتور احمد ابريهي علي
يقدر استهلاك الولايات المتحدة الامريكية 20 مليون و 110 الف برميل يوميا من النفط الخام عام 2017، وهو اكثر من خُمس الطلب العالمي على النفط الذي يقدر بحوالي 95 مليون و560 الف برميل يوميا لنفس السنة، حسب احدث تقرير لمنظمة الاقطار المصدرة للنفط اوبك.
واتخذت الولايات المتحدة الامريكية، منذ الصدمة النفطية الاولى في السبعينات، سياسات تكنولوجية وسعرية وضريبية حدّت من نمو الطلب على الطاقة عموما، وتراجع نمو طلبها على النفط في السنوات الاخيرة دون المعدل العالمي بكثير. وهي بذلك منسجمة ومشجعة للمسار الذي حافظت عليه المجموعة المتقدمة لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ( أو ، إي ، سي ، دي). ومع ذلك بقيت حاجة الولايات المتحدة للنفط الخام عالية فهي اربعة امثال ثقلها السكاني النسبي.
و تنتج من النفط الخام تقريبا 13 مليون برميل ونصف المليون يوميا وتستورد الفرق وهو اقل من 7 مليون برميل في اليوم. لكن معدل انتاجها مرتفع نسبة الى احتياطياتها المثبتة من النفط الخام التي تتراوح بين 33 مليار حسب تقدير منظمة الطاقة الامريكية و55 مليار برميل تبعا لتقديرات شركة النفط البريطانية. وذلك يعني ان احتياطياتها تكفيها لثمان سنوات على الاكثر وخمس سنوات على الاقل في حالة عدم الاستيراد.
لك الولايات المتحدة افضل حالا من اوربا المتقدمة بكثير فهذه تستورد اكثر من 10 مليون برميل في اليوم وتنتج اقل من 4 مليون برميل في اليوم واحتياطياتها قليلة. وايضا الولايات المتحدة الامريكية اكثر امنا في النفط من الصين التي تستورد 7 مليون برميل ونصف المليون في اليوم، وتنتج حوالي 4 مليون برميل في اليوم واحتياطياتها ادنى مما لدى الولايات المتحدة الامريكية. وايضا الصين سوف يتزايد طلبها على النفط كثيرا في السنوات القادمة في حين من المتوقع عدم تزايد طلب امريكا على النفط او ربما يتناقص . والهند ايضا تفتقر الى الاحتياطيات النفطية باشد من الصين وتنميتها في المستقبل تتطلب حجوما نفطية كبيرة.
من جهة اخرى سوق النفط موحدة على مستوى العالم، فالنفط يذهب من اي مكان الى اي مكان آخر. ومن المتعذر محاصرة هذه الدولة او تلك نفطيا ، اذ تشتري من طرف ثالث ما لم تجمع القوى العظمى عسكريا في العالم على حصارها وهذا لا يحدث الا بموافقة الولايات المتحدة الامريكية!! .
ويقال ان اهتمام الولايات المتحدة بنفط الشرق الاوسط، وحضورها العسكري من اجله، كي لا تسيطر عليه جهة معادية. وماذا ستفعل تلك الجهة : ان قلصت انتاج النفط، كما فعلت الدول العربية وايران في حرب تشرين 1973 مثلا، فسوف ترتفع الاسعار على جميع المستهلكين ومنهم امريكا. واذا توقف انتاج النفط من هذه المنطقة فان الصين والهند واوربا والباكستان واليابان وغيرها يصيبها من الضرر اكثر مما يقع على الولايات المتحدة الامريكية.
ايضا لدى الولايات المتحدة احتياطيات غاز بحم مناسب وهي خامس دولة في احتياطيات الغاز. و تحتوي اراضي الولايات المتحدة على الكثير من الفحم وهي الدولة الاولى في احتياطياتها وبفارق كبير عمن يليها.
ومما يجدر التذكير به ان البترول ينتج من الغاز، وحتى اوبك تصدر يوميا اكثر من 6 مليون برميل مكافئ للنفط من الغاز المسيل. بل حتى ان الفحم قابل للتسييل، لكن الاضرار البيئية لعملية التسييل باهضة اضافة على التكاليف لأن الهيدروكربونات السائلة من الفحم اقل من ثلثه. نريد القول ان الدولة القائدة للتكنولوجيا في العالم في سعة من الطاقة اذ تتحول نحو المصادر غير الاعتيادية اذا تطلبي الامر وتستطيع.
ونشرت الصحافة النفطية تقديرات عن الاحتياطيات النفطية بالعلاقة مع الاسعار وكيف انها انخفضت، تلك الاحتياطيات، بعد هبوط اسعار النفط ، لماذا ؟ لأن الاحتياطي النفطي ليس هو النفط بذاته في المكان الجيولوجي بل ما يمكن استخراجه من ذلك النفط في حدود الجدوى الاقتصادية. والاخيرة تعتمد على اسعار النفط وتكاليف الاستخراج، وتتغير التكاليف بالمسشتحدثات التكنولوجية. وقد نجحت الولايات المتحدة الامريكية في السنوات الاخيرة في تطوير تقنيات الاستخراج جوهريا. ولا استبعد وجود احتياطيات اخرى من النفط والغاز لدى امريكا في ارضها الواسعة او المياه الاقليمية وما اوسعها في المحيطين.
يضاف الى كل ما تقدم احتياطيات فنزويلا الهائلة من النفط ، وهي ليست بعيدة عنها، وايضا كندا لكن هذه النفوط اكثرها من النوع الثقيل قياسا بالمتعارف عليه، ويتطلب لأستخراجه وتحريكه في الانابيب وتصفيته تقنيات مختلفة وتكاليف مضافة، لكن التقنيات متغيرة وعندما ترتفع اسعار النفط تستوعب المستويات العالية من التكاليف. والمهم ان أمن الطاقة في الولايات المتحدة الامريكية مضمون، او على الاقل تتعرض لمخاطر ادنى بكثير من دول اخرى.
وهكذا يتضح ان النفط ذريعة لتبرير الاهتمام المبالغ به في الشرق الاوسط ، ولا استبعد انها تنطلي حتى على موظفين كبار في البيت الابيض او حتى الرئيس الامريكي نفسه.
امريكا تريد الشرق الاوسط للهيمنة، فالدول والمجموعات الحاكمة تتوق الى التسلط كما يسعى افراد الناس الى السلطة للتحكم بحياة الآخرين ومصائرهم. الهيمنة قيمة عليا مطلوبة لذاتها ، ضمن منظومة القيم السياسية الشريرة والفاسدة التي تحكم العالم، وسوف تبقى لحين الارتقاء الاخلاقي للبشر فيتجاوزوا هذه الدناءات.
ومع الاسف بالغ الكتاب العرب في الترويج لسياسة الهيمنة الامريكية، طبعا على غير قصد منهم، عبر تأكيدهم على النفط. ودون مبالغة يجمع العرب على الاهمية الحيوية للولايات المتحدة الامريكية في السيطرة على نفط الشرق الاوسط، وهذه من المقدمات التي لا تناقش لكل اطروحة تناولت السياسة الامريكية وعلاقتها بالعرب. وهي من الاوهام لكنها اقوى من الحقيقة في التاثير على عقول الناس ووضمائرها. ومن حسن الحظ يوجد من الباحثين الامريكان في الاقتصاد النفطي من تجرأ وتصدى لهذا الوهم .
بقيت عناصر اخرى مهمة في ما يسمى الاستراتيجية الكبرى ( غراند ستراتيجي) مثل امن اسرائيل ؛ او ان الهيمنة الامريكية ضرورية لأمن الولايات المتحدة الامريكية، وهي اكثر الدول امنا في العالم. وهناك الاطروحة التي اصبحت بمثابة عقيدة لا يستطيع احد اخضاعها للمناقشة والتي تصادر على ضرورة الهيمنة والعسكرة لأدامة حيوية الأقتصاد الأمريكي لأنه المركز العالمي لأقتصاد السوق والملكية الخاصة، او ان الهيمنة والعسكرة تخدم الراسماليين ... وهذه قد نتورط في مناقشتها على رغم حساستها العالية لرسوخها من جهة، ولأن بعض الاصدقاء يراها من اساسيات الموقف النقدي للغرب والترتيبات الساسية الدولية السائدة.
د. احمد ابريهي علي



#أحمد_إبريهي_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب والتطلعات الأقتصادية لناخبيه
- تتقلص فرص النمو الأقتصادي في العالم وبلادنا لم تباشر نهضة ال ...
- اقتصاد العالم وعلاج نقص الطلب في التقرير الأخيرللصندوق: بعض ...
- عقود المشاريع والتجهيزات الحكومية بحاجة إلى إدارة تُخالِف ال ...
- هل ثمة فرصة لأصلاح أجهزة الدولة وتحسين أدائها في العراق
- ملاحظات عامة حول الحساب الاقتصادي للخطط الخمسية في العراق
- سوق النفط و إخراج الأقتصاد العراقي من المأزق
- تسوية القضايا الخلافية وتعديل الدستور على اسس واضحة
- الأقتصاد المالي الدولي والسياسة النقدية: كتاب في سياق الحوار
- متابعة سوق النفط وملاحظات حول الوضع المالي
- الأستثمار الأجنبي والنمو وسياسات الأستقرار الأقتصادي:مقاربات ...
- إقتصاد العراق في دراسات للدكتور احمد ابريهي علي: عرض مختصر ل ...
- تعريف بكتاب الأقتصاد النقدي للدكتور احمد ابريهي علي
- التمويل وسوق الصرف والتنمية في اقتصاد نفطي للدكتور احمد ابري ...
- الحفاظ على الديمقراطية في العراق وتطوير النظام السياسي لقد إ ...
- النزاع على السلطة اساس الأزمة في العراق
- إحتياطيات البنك المركزي العراقي ومورد النفط وعجز الموازنة ال ...
- الديمقراطية التوافقية و محنة العراق
- ضعف الدولة يستنزف العراق اقتصاديا
- مقاولات المشاريع الحكومية في العراق


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إبريهي علي - ملاحظة حول النفط والهيمنة في السياسة الدولية للولايات المتحدة الامريكية