مسيرة العودة ابداع يحتاج لدعم

محسن عقيلان

الحوار المتمدن-العدد: 5834 - 2018 / 4 / 3 - 04:32
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

مقالة / مسيرة العودة إبداع يحتاج لدعم
بقلم / محسن عقيلان
انطلقت مسيرة العودة فى 30مارس من يوم الجمعة الماضية مخلفة ورائها زوبعة من التساؤلات عن براءة توقيتها و مسبباتها و عمق اهدافها و الرسائل المراد ايصالها و مدى جهوزية الاطراف للسيناريوهات المحتملة .
الواقع يقول مسيرة العودة انطلقت فى توقيت سليم لكن ذلك لم يعجب الاسرائيليين لانه يتزامن مع الاعياد اليهودية و التحضيرات للاحتفال بقيام الدولة ونقل السفارة الامريكية للقدس لذلك تتعامل الحكومة الاسرائيلية مع الحدث بانه متعمد لتخريب و افساد تحضيراتهم اما الفلسطينيون فيعتبرونه متزامن مع عدة مناسبات وطنية مثل 30 – 3 يوم الارض و 17 – 4 يوم الاسير و 15 – 5 يوم النكبة اما الاسباب الدافعة لمسيرات العودة فهى الشعور العام بالاحباط سواء على المستوى الشعبى او الرسمى او الفصائلى من اعلان ترامب القدس عاصمة لاسرائيل و تحديد موعد لنقل السفارة الامريكية اليها ولا يخفى عليكم ان مسيرة العودة اتت فى وقت مهم وحاسم بسبب التجاذبات الموجودة بين السلطة الوطنية و حركة حماس فأتت لاعادة البوصلة و تصحيحها باتجاه العدو المشترك مما ادت لرفع المعنويات و زادت من زخم المشاركة الشعبية والان سنذكر بعض الاهداف و الغايات المرجوة بالحد الادنى منها وهى :
1- تكريس مفهوم حق العودة
2- رفع لمعنويات الشعب و البعد عن التجاذبات الفصائيلية
3- الوقت الطويل المحدد لمسيرات العودة يتيح لجميع شرائح الشعب المشاركة و يكسر الحاجز النفسى عند البعض بعدم المشاركة .
ولا تقف مسيرة العودة عند الاهداف لان فى جعبتها رسائل تريد ايصالها
اولا : للراى العام الدولى ان قضيتنا عادلة ووسائلنا سلمية لاسترجاع حق واضح اقرته قرارات الامم المتحدة
ثانيا : للاحتلال بانه رغم الاجراءات التعسفية و قساوة القمع الا ان هناك شعب مؤمن بقضيته ولا ينسى حقه
ثالثا : للادارة الامريكية وترامب ان صفقة القرن المزعومة لن تمر طالما هناك شعب و قيادة متمسكون بثوابتهم . والان بعد انقضاء الجولة الاولى من مسيرة العودة هل هناك اى انجازات مقابل تلك الدماء الطاهرة التى روت ارض الوطن ؟ من السابق لاوانه الحديث عن انجازات الا ان هناك صحوة دولية والدليل على ذلك مطالبات كثير من الدول الاوروبية بفتح تحقيق فى مجازر و تجاوزات الجيش الاسرائيلى فى استخدام القوة المفرطة ضد شعب اعزل وصدور تصريحات من بعض الدول الاوروبية بحق الفلسطينيين فى التظاهر
لكن لو قفزنا داخل العقلية الاسرائيلية و قرانا ما هى الاساليب التى ستنتهجها لتخريب مسيرة العودة اعتقد من خلال معايشتنا للاحتلال انها ستكون على الشكل التالى :
1- الزيادة فى القتل و القمع لارهاب الجماهير المحتشدة
2- محاولة التصعيد و زيادة سخونة المناطق الحدودية لتحويلها لاشتباكات مسلحة
3- بث الشائعات من خلال اعوان الاحتلال للتاثير على معنويات المتظاهرين
4- الطلب من الوسطاء التدخل و عدم اكمال مسيرة العودة مقابل تخفيف اجراءات الحصار
5- زرع بذور الخلاف بين الفصائل المشاركة لالغاء و افشال عمل الهىئة الوطنية العليا لمسيرة العودة
لكن قبل ان نختم هل وضع الجانب الفلسطينى فى تصوراته للسيناريوهات المحتملة فيما لو اصبح الطوفان البشرى بالملايين واجتازوا السياج الحدودى حتى لو افترضا لمئات الامتار و على اربع جبهات الارد ن و سورية ولبنان و الاراضى الفلسطينية وخاصة جبهة غزة كيف ستكون ردة الفعل الاسرائيلية فى الواقع هذا السيناريو بعيد المنال وصعب التحقق لكن لو افترضنا نجاح و استمرارية مسيرة العودة و صمودها لغاية 15 -5 يوم الزحف الاكبر ما هى الخطوات التى ستعمل على انجاحها ؟ فى تصورى يعتمد ذلك على انضباط و التزام الجماهير بتعليمات و توجيهات اللجنة الوطنية المنظمة لمسيرات العودة بحيث يكون هناك برنامج وطنى واضح يراعى ظروف الناس ومشاغلهم و محاولة وضع خطط ابداعية للتغلب على عقبات المشاركة نفسيا و ماديا.

الكاتب / باحث فى العلاقات الدولية
[email protected]

#محسن_عقيلان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل