أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الشيخ عبدالقادر الخزنوي خارج الأسوار العالية














المزيد.....

الشيخ عبدالقادر الخزنوي خارج الأسوار العالية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5831 - 2018 / 3 / 30 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطفولة المتخيلة"1"

ما إن قرأت المنشور الذي كتبه الشيخ عبدالقادر الخزنوي على حسابه الفايسبوكي، في يوم 29 يناير الماضي، يبين فيه أنه فقد حوالي عشرين كيلو غراماً من وزنه، فجأة، وراح يطلب الدعاء من أهله، وأصدقائه، ومتابعيه، حتى أحسست بأسى وحزن عميقين، خوفاً عليه، إلا أنني لم أعدم الأمل في أن يعود إلينا سالماً، معافى، ورحت أتابع تواصلي معه، بين وقت وآخر، في مكالمات هاتفية ثنائية، أو ثلاثية مع صديقنا المشترك سليمان خالد، الأكثر تواصلاً معه في الفترة الأخيرة، وظللت أتواصل معه حتى قبل ساعات من غيبوبته، إذ بدا لي أنه بخير، بأكثر من حاله في بعض المكالمات السابقة، بعيد العملية الجراحية التي أجريت له. حيث كانت قامشلي. لقاءات الأهل والأصدقاء في باله، وقلت له ممازحاً: سنعود، ونواصل مسيرتنا في قامشلو، بل قلت له عبارة أخرى لأدخل التفاؤل إلى قلبه

تحدثنا خلال تلك المكالمة العاجلة عن شقيقه الشيخ محمد مبارك، وكان سعيداً أنه بخير، وغير ذلك، وخيل إليَّ أنه قد تجاوز مرحلة الخطر، قبل أن يعلمني صديقنا المشترك سليمان بأن وضعه قد ساء، إلى أن دخل مرحلة الغيبوبة، ما أزاد من توتري عليه، حيث لم أعدم الأمل بعودته إلينا، و لم تغب صورته عن بالي خلال هذه الأيام، كما أنه لم يكن ليغيب عن بالي طوال فترة مرضه، لأنه كان أحد هؤلاء الأصدقاء، الحميمين، المخلصين، المجربين، الذين لم يتغيروا.
لن أتحدث عن العلاقة بين أسرتينا: أسرتنا وأسرة الخزنوي، فبيننا علاقة تاريخية تعود إلى أكثر من مئة سنة في حدود تقديري، بل أتحدث عن علاقتي به، إذ إن اسمه كان يذكر أمامي منذ طفولتي، حيث كان قد مر بالقرية التي ولدت فيها وهي" تل أفندي"، وهو في سنوات طفولته الأولى- عندما كان دون السابعة من عمره- وقبل أن أولد، إذ نزل ضيفاً على بيوت بعض مقربي الأسرة: الحاج سليمان عيسى خضر آغا، والعم سلفيج إبراهيم آغا وبيتنا، يقيم فيها، باعتبار أن له مكانة خاصة في أسرته، ولدى والده الشيخ محمد معصوم، أكبر أنجال الشيخ أحمد الخزنوي. عندما فتحت عيني على الحياة في هذه القرية كان أهالي القرية يتحدثون عن بعض ملامح سيرته، من بينهم أبواي. وكانت العمة الحاجة شمسة معمو، زوجة العم الحاج سليمان، تخاطبني بحنو كبير:
عبدالقادر الثاني
سريع الغضب كالشيخ عبدالقادر
سريع الرضا أين كالشيخ عبدالقادر
وذلك كلما تصرفت كمشاكس، أو فوضوي، متمرد، ما جعلني أسأل، بعد أن تدرجت من سني الطفولة إلى اليفاعة: ما أوجه الشبه بيننا الاثنين؟. لقد صار لكل منا عالمه، باعتبار أن كلاً منا ابن جيل محدد، هو ابن الجيل السابق، وأنا ابن الجيل اللاحق، إلا أن مرجعيتنا الاثنين في العلاقات الأسرية، ولقاءاتنا في بيت عمي الشيخ عبدالقادر شيخ إبراهيم، وبحضور الشيخ معشوق الخزنوي، عززت تواصلنا، لاسيما بعد أن التقيته عن قرب، واطلعت على أفكاره، ومواقفه، بعد أن كنت أسمع بها، عن بعد، سواء عمن حوله في نطاق عمله، أو في الشارع، أو في المحيط الأسري. إذ لم يكف يوماً عن تسمية الأمور بأسمائها، من دون أن يخاف في الحق لومة لائم، ليكون الأول في هذه العائلة ممن يجاهر بآرائه، بعد أن سبقه إلى النضال التنظيمي شقيقه الراحل سيف الدين الخزنوي.
خلال ربع القرن الماضي، بات تواصلي مع الشيخ عبدالقادر يومياً، إذ إنه كان من المنفتحين على المختلفين معه في الرأي:
أنا كنت يسارياً
ولذلك، فإنني أستسيغ أفكارك، ولا أجد أي حاجز بيننا
الخطوط العريضة يا أبا مصلح نلتقي عليها
لكننا، كدنا نلتقي حتى على الخطوط الفرعية، لولا أنه كان جد ملتزم بطقوس العبادة، على نحو دقيق، من دون أن يمنع ذلك من استيعابه لسواه أية كانت آراؤه، إذ إن روحه الإنسانية السمحاء كانت فضاء رؤاه الكبرى، من دون نسيان خصوصيته كقومي كردي، وهي معادلة كان يجيد مراعاتها، من دون أن يغرق في أي بعد من أبعادها. قصص كثيرة رواها لي عنه ذوي: أبي وأمي وعماي، إذ كان جميعهم يشير إلى ذكائه ونباهته إلى جانب سرعة غضبه. الصفة التي شهدتها فيه بنفسي، في ما بعد. فهو سريع الرضا، أيضاً، بل إنه ليملك روح طفل حقيقي:
نحن متشابهان حقاً أقول له:
ما إن أستفزّ أحدهم حتى أفكر بأن أذهب وأطرق باب بيته معتذراً منه، مهما كان حجم أذيته لي. الأذية التي سببت غضبي.
يحدثني عن مواقف له
أحدثه عن مواقف لي

يتبع....



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثم ماذا بعد أيتها الحرب اللعينة..!؟
- بعد مرور سبع سنوات على انطلاقة الثورة السورية لماذا هذا المص ...
- نوروز الرقة2010: وقصة نشر وتوزيع فيديو إطلاق الرصاص على المح ...
- حوار مع المجلة الثقافية الجزائرية
- ثلاثة بوستات صباحية:
- لاتفقدوا البوصلة إنها عفرين..! 1
- في بارين كوباني تلك اللبوة التي كتبت قصيدتها..!
- موعد مع روبرت فورد!؟
- مابعد كركوك
- العدوان التركي على عفرين: صفقة مكتملة بمقاييس دولية
- على مشارف عفرين الكردية الجيش الحريقتل مرتين..!
- امتحان عفرين وإعادة ترتيب العلاقات ضمن المعارضة السورية
- إيزيديو عفرين والفرمان الرابع والسبعون
- استعادة داعش بارين كوباني تخلع رداء الزيف عن قاتليها
- عفرين وتأشيرة فتح أردوغاني
- الفنان الكردي كانيوار إبداع مبكر ورحيل مبكر
- سفينة- مولانا- البغدادي
- طائر ساسون يعود أدراجه..
- سكاكين أمريكية في الظهرالكردستاني
- حوار حول مصير كردستان ومرحلة ما بعد احتلال بغداد ل- كركوك -


المزيد.....




- جامعات بتونس تشهد احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.. وصحفي يعلق لـ ...
- روجوف: ماكرون مصاب بـ -فيروس زيلينسكي-
- شاهد: حلقت لمدة 11 ساعة برفقة سوخوي سو-30.. روسيا ترسل قاذفا ...
- أردوغان يعلن إغلاق باب التجارة مع إسرائيل وتل أبيب تبحث فرض ...
- الصين ترسل مسبارا للبحث عن أسرار الجانب المظلم من القمر
- صحيفة: إسرائيل أمهلت حماس أسبوعا للموافقة على اتفاق لوقف إطل ...
- استخباراتي أمريكي سابق يحدد كم ستصمد ألوية -الناتو- في حالة ...
- بالفيديو.. مئات أسود البحر تجتاح منطقة فيشرمان وارف الشهيرة ...
- في يوم حرية الصحافة.. غزة وأوكرانيا تفضحان ازدواجية المعايير ...
- مصر.. أستاذ فقه بجامعة الأزهر يتحدث عن حكم -شم النسيم- والجد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الشيخ عبدالقادر الخزنوي خارج الأسوار العالية