أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - امتحان عفرين وإعادة ترتيب العلاقات ضمن المعارضة السورية















المزيد.....

امتحان عفرين وإعادة ترتيب العلاقات ضمن المعارضة السورية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بينت الرسالة التي وجهتها قيادة الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية للمجلس الوطني الكردي مدى شساعة البون بين تفكير سوريي الائتلاف وكرده، إذ كانت وجهات النظر، المختلفة، فيما قبل ممكنة التساير، بعكس ما آلت إليه الأمور، الآن، إذ بلغت الأزمة بينهما"أوجها"، نتيجة تطورات العدوان على عفرين، إذ كانت للمكون الكردي في هذه المؤسسة وجهة نظرها في أكثر من مناسبة سابقة، وكان الائتلاف يتقبل ذلك على مضض، إلا أن امتحان عفرين أسقط ورقة التوت عن حقيقة العلاقة، غير الراسخة، بين الطرفين، إذ طالما كانت هنالك اختلافات في الرؤى والتفكير والممارسة، لاسيما في ما يخص الموقف من بعض القضايا والمسائل الشائكة التي تتعلق بالموقف مما يجري في المناطق الكردية في سوريا.


حيث اعتاد الائتلاف على ابتلاع شوك بعض التباينات في وجهات النظر، وكان يحاول استيعابها، جاهداً، ومرد ذلك أنه دأب على إصدار بياناته" ذات الحساسية تجاه الكرد" من مطبخه"التركي"، من دون مراجعة الكتلة الكردية، كما كان يفعل المجلس الوطني السوري الذي بني الائتلاف على أنقاضه، عبر ولادة قيصرية تمت في الدوحة في العام2012، ليتوسع ويضم فصائل جديدة، ويتم الاتفاق الدولي عليه، قبل أن يترك هو الآخر لمصيره، لاسيما بعد أن دبَّ في جسده الفساد، وبات يضم في صفوفه كثيرين من وجوهه التي لا تختلف في تفكيرها عن النظام السوري، إلا في ما يتعلق بحلمها أن تكون بديلة عن النظام في إدارة كرسيه، على حساب نهردماء السوريين الأبرياء، إذ لم يكن قبول أكثر أعضائه على أسس راسخة، وهناك أطراف سياسية افتراضية- من مكوناته ولدت في بضع دقائق، وأقامت مؤتمراتها، كما هو حال أسماء غدت ذات ثقل، دون أن يكون لها أي تأثير ميداني.

وإذا كان المجلس الوطني الكردي قد اتفق مع الائتلاف على نقاط سياسية عديدة تضمن حقوق الشعب الكردي، في سوريا المستقبل، كما نصت على ذلك تعهدات الحد الأدنى المتفق عليها، من طموحات الكرد السوريين، فإن ذلك قد تم نتيجة رؤية الحركة الكردية بضرورة الحضور الكردي في واجهات المعارضة السورية الوطنية، إلا أن تخبطات بوصلة الائتلاف، لاسيما في المحطات التي تتعلق بالموقف من الدم الكردي، أحرجته مرات عدة، إذ لا يفتأ الائتلاف يواصل دعمه وتبنيه للفصائل الراديكالية، وحتى بعض الفصائل المسماة بالمعتدلة التي لا تختلف في صميمها عنها، إلا في ما يتعلق بالإعلان عن وحشيتها، ولقد رأينا أن الائتلاف قد تبنى جبهة النصرة، وخصص إحدى الجمعات التي سماها ب" جمعة لا إرهاب إلا إرهاب الأسد" ردتً خلالها على تصنيف أمريكا للنصرة كمنظمة إرهابية، ولا تختلف عن هذا التنظيم وداعش فصائل ك"نورالدين الزنكي" التي قطعت رؤوس ضحاياها، والتي تشارك الآن في العدوان على عفرين، كما" أحرار الشام" التي عرضت نساء علويات- للأسف- في الأقفاص، ضمن إطار ممارسات الانتقام من النظام، وتطول قائمة هذه الفصائل ذات السجل الأسود من جهة الانتهاكات، وقد ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية قبل أيام أن تركيا تستخدم عناصر من داعش في حرب عفرين؟!

تم تفسير رسالة الائتلاف التي أرسلها في يوم8-2-2018 على أنها تتوخى أمرين: رضوخ المجلس الوطني الكردي أمام تركيا أو طلاقه مع الائتلاف، لاسيما إنه طلب إليه الاعتراف بأن حزب العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي تنظيمان إرهابيان، وشرعنة العدوان التركي على عفرين، ومطالبة الائتلاف المجلس الكردي عدم إطلاق صفة العدوان على- عملية غصن الزيتون- بل طالبه بلقاء عاجل، اعتبره كثيرون من وجوه المجلس الكردي بأنه لا يختلف عن استدعاءات النظام السوري السابق لمن يراد استجوابهم!!!!؟

ومن المعروف أن المجلس الوطني الكردي لم ينضم إلى المجلس الوطني السوري، إلا أنه انضم إلى الائتلاف الذي تهيمن عليه جماعة الأخوان المسلمين وبعض الأطراف السياسية القومية والعلمانية التي تلتقي في الموقف من الكرد، ولم تختلف-غالباً- في موقفها من الكرد، كما أن الوثيقة التي اعترف بها المجلس الوطني بخصوص الموقف من القضية الكردية في سوريا" تونس أواخر2011" تبزُّ وثيقة الائتلاف من حيث أهميتها، وطبيعي، أن كرد سوريا وقفوا مع الثورة السورية، منذ بدايتها، وقد تضامنت مدن: عامودا- قامشلي- كوباني- عفرين" مع مدينة درعا في الأسابيع الأولى من بدء الثورة السورية، وتم اعتقال الكثيرين من الشباب الكردي على امتداد خريطة البلاد، ولايزال كثيرون من الناشطين الكرد في سجون البلاد، مجهولي المصير؟!

حقيقة، إنه خلال السنوات السبع الماضية مرت العلاقة بين المكونين العربي والكردي بأزمات عديدة، كان يتم استيعابها، وذلك على حساب جماهيرية- المجلس الوطني الكردي- الذي كان يؤكد على ضرورة العمل مع أحد أبرز واجهات المعارضة، على رغم الهوة بين الطرفين في عدد من المسائل، إلا أن تركيا- كما يبدو- لم تعد تقبل حتى بتفاهمات الحد الأدنى لأنها ستحاول تأزيم العلاقة بين الكرد والعرب، بما يخدم المخطط الذي يشتغل عليه الرئيس التركي أردوغان، وهذا ما يجعل الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت، لأن الأمانة العامة للمجلس الكردي، لابد ستخرج في اجتماعها الاستثنائي العاجل، لحسم الارتباط الشكلي بين هاتين الجهتين، لاسيما إن الشرخ بين الائتلاف التركي، والكرد بعامة، بات يزداد إلى الحد الذي يستعصى على أي شرخ.

وإذا كان المجلس الكردي يمثل أغلبية كرد سوريا الذين باتوا يؤكدون على شعار: عفرين أولاً، على رغم كل خلاف بين الاتحاد الديمقراطي والمجلس، وجمهوره العريض، إلا أن سجون الاتحاد لاتزال تعجُّ بمعتقلي المجلس الكردي، وأن حملة الاعتقالات بحق الكرد من قبله لما تزل مستمرة، وفي هذا تحد لابد من تفهمه من قبل الاتحاد، للكف عن ممارسة سياساته الخاطئة بحق كرده، كما تفرض ذلك إرادة الشعب الكردي، باعتبار عدوان عفرين لا يستهدفه- فحسب- بل هو يستهدف الوجود الكردي، وهو رسالة أردوغانية لكرد تركيا الذين يقارب عددهم الثلاثين مليوناً، كما هو رسالة لكرد العراق وإيران، على حد سواء. إن عفرين- بهذا المعنى- امتحان الكردي للكردي، وامتحان الكردي لشركائه، وامتحانه للعالم الذي لم ير فيه إلا أداة لتحقيق مصالحه، كما فعلت أمريكا وكما تفعل روسيا..!؟








#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيزيديو عفرين والفرمان الرابع والسبعون
- استعادة داعش بارين كوباني تخلع رداء الزيف عن قاتليها
- عفرين وتأشيرة فتح أردوغاني
- الفنان الكردي كانيوار إبداع مبكر ورحيل مبكر
- سفينة- مولانا- البغدادي
- طائر ساسون يعود أدراجه..
- سكاكين أمريكية في الظهرالكردستاني
- حوار حول مصير كردستان ومرحلة ما بعد احتلال بغداد ل- كركوك -
- انتصار ثورة الاستفتاء العظمى والحرب المفتوحة على كردستان!
- حملة التضامن- النهائية- مع رئاسة إقليم كردستان:: النسخة النه ...
- أربعة منشورات فيسبوكية
- الخطاب الثقافي الإعلامي العربي في مأزقه الجديد من-الاستفتاء- ...
- كركوك وطلقة الفراق مع كذبة أخوة الدين ...!
- من قتل جلال الطالباني؟
- على هامش صدور روايته-شارع الحرية- إبراهيم اليوسف: كتابة الرو ...
- دونكيشيتيو طواحين الهواء وحربهم على الاستفتاء...!
- رحل الفنان الكردي الكبير كانيوار وظل صوته يدوي...!
- مشروعية الاستقلال وعدوى العداء
- أعداء الاستقلال.. محاولات لعقلنة الاستعباد
- إبراهيم اليوسف في كتابه السيروي: -ممحاة المسافة: صور، ظلال و ...


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - امتحان عفرين وإعادة ترتيب العلاقات ضمن المعارضة السورية