أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم الحلي - ناظم الغزالي السفير الاول للاغنية العراقية / رحيم الحلي















المزيد.....

ناظم الغزالي السفير الاول للاغنية العراقية / رحيم الحلي


رحيم الحلي

الحوار المتمدن-العدد: 5824 - 2018 / 3 / 23 - 16:58
المحور: الادب والفن
    


ناظم الغزالي السفير الاول للاغنية العراقية / رحيم الحلي

ولد ناظم احمد الغزالي في منطقة الحيدرخانة عام 1921 وعاش يتيماً منذ سنوات طفولته المبكرة مما طبع حياته بالقلق والحزن منذ البدايات حيث لم تكتمل افراحه ونجاحاته ، كانت والدته ضريرة تربي اطفالها الذين خسروا والدهم ، عام 1931 دخل المدرسة المأمونية الابتدائية وتفوق في مادة النشيد المدرسي التي كانت فرصته في التعبير عن ميوله الموسيقية وحبه وموهيته الغنائية ، وبسبب المرض وبسبب الفقر ايضاً انقطع عن الدراسة في تلك الفترة التي عاشها في بيت عمه الذي التزمه بعد وفاة والدته حيث اصيب بذات الرئة والربو ، ابتدأ شغفه بالغناء منذ الطفولة حيث كان يستمع للاغاني في المقاهي البغدادية المنتشرة في الحيرخانة وغيرها من الحارات البغدادية القديمة اضافة الى سماعه للموالد النبوية التي يحييها القراء المشهورين في تلك الفترة بالاضافة الى ان الحيدرخانة التي عاش بها طفولته فيها العديد من الملاهي الغنائية ، ابتدأت ملامح شخصيته الغنائية بالظهور مبكراً من خلال سماعه وتأثره باغاني المطرب المقامي حسن خيوّْكه ومحمد القبانجي ، ، انتسب الى معهد الفنون الجميلة قسم المسرح وشارك في تأسيس فرقة الزبانية مع فنانين معروفين ممثلاً ومغنياً كان في تلك الفرقة الفنانين ناجي الراوي وفخري الزبيدي وحامد الاطرقجي وخليل شوقي وقدموا على قاعة الشعب مسرحية اصحاب العقول ومثل فيها الفنان ناظم الغزالي دور رجب التي كتبها الفنان حقي الشبلي ومسرحية مجنون ليلى التي غنى بها اغنية (هيا بنا هيا نطوي الفلا طيا) لكن ظروفه المعاشية الصعبة منعته من اكمال دراسته وعمل في امانة العاصمة في تفتيش تذاكر دور السينما والملاهي لمراقبة الرسوم المالية ثم عمل في الاعاشة في دائرة التموين وثم عمل في اسالة الماء ثم في مطعم العاصمة الشهير في منظقة الميدان ائنذاك بوظيفة كاتب وكان ينام في المطعم بسبب ظروف سكنه الصعبة ، تعرف على الفنان الفلسطيني روحي الخماش والفنان الحلبي الشيخ علي الدرويش عام 1948 الذي اسس فرقة الانشاد بترشيح من الاستاذ حقي الشبلي ، وفي ذلك العام إنضم ناظم الغزالي الى فرقة الموشحات الاندلسية التي اسسها الشيخ علي الدرويش في إذاعة بغداد بعد نجاح ناظم الغزالي في الاختبار وحصوله على اجازة مطرب وكان من اعضاء الفرقة الفنان رضا علي ومحمد كريم ويحيى حمدي ومحمد عبد المحسن و المطربة خالدة وجميل سليم وعدد من الاصوات النسائية ففي تلك الفترة تتلمذ ناظم الغزالي على يد الفنان الشيخ على الدرويش ، وتعلم كثيراً من الفنان الاستاذ محمد القبانجي الذي قاد مدرسة التجديد في المقام العراقي وتحديداً في اسلوب الاداء الغنائي المقامي ، قدم الاستاذ القبانجي للغزالي الكثير من الملاحظات في طريقة الغناء الأمر الذي ساهم في تطوير شخصية الغزالي الغنائية وفي انضاجها مبكراً ، في عام 1952 إلتقى الفنان ناظم الغزالي بالمطربة الشهيرة سليمة مراد التي عشق صوتها واحتفظ لها بعشرات الاسطوانات الغنائية والتي التقاها في احدى الحفلات الغنائية العائلية التي تقيمها الاسر البغدادية الميسورة في مناسبات الاعراس وغيرها وجلسا في تلك السهرة طويلاً وتكلما عن الغناء والموسيقى وابدى اعجابه بصوتها فبادلته الاعجاب لتكون تلك السهرة بداية العلاقة العاطفية بينهما ثم تعمقت تلك المعرفة والعشق الى حب كبير ، وفوجيء الوسط الفني والاذاعي ان المطرب ناظم الغزالي اعلن عن عقد قرانه بالمطربة اليهودية سليمة مراد التي اضطرها ذلك الحب الجارف لتغيير دينها الى الاسلام كي تتمكن من الزواج من المطرب الحبيب ناظم الغزالي انها احدى مصائب التقاليد الدينية والاجتماعية فتلك الزيجات تسبب خراباً وقطيعة في علاقة الانسان الذي يستبدل دينه باهله واسرته ، وتزوجا عام 1953 ليصبحا من اشهر الاصوات الثنائية في العراق واستفاد المطرب ناظم الغزالي من تجربة المطربة الكبيرة سليمة مراد التي كانت استاذة خبيرة في الغناء والمقامات وانتفع كثيراً من خزينها الغنائي فهي تحفظ الكثير من الاغاني والبستات العراقية ، التقى المطرب ناظم الغزالي بالموسيقار جميل بشير ليبتدء مرحلة جديدة في تجربته ومسيرته الغنائية حيث قام الفنان جميل بشير باعادة توزيع الاغاني القديمة بتسجيل اجود مع استخدام اساليب موسيقية جديدة في التوزيع الموسيقي والغناء وقدم له انجح الاغاني مثل اغنية (فوق النخل) واغنية (مروا علي الحلوين) واغنية (طالعة من بيت ابوها) لينطلق ناظم الغزالي في عالم الغناء كسفيراً عراقياً للأغنية العراقية خارج العراق فقد نجح في كسر الحواجز المحلية في المفردة الشعرية والجملة الموسيقية ، اقام في بيته مجلساً غنائياً يحضره كثير من الشعراء والادباء منهم الشاعر حافظ جميل والدكتور مصطفى جواد والشاعر نزار قباني لذلك امتلك خبرة في انتقاء النصوص الشعرية حيث تأثر بقصائد العباس بن الاحنف وعمر بن الفارض وجميل بثينة التي اتصفت ببساطة المفردة وسهولة فهمها كي تستطيع الوصول الى قلوب الناس حتى لاتبقى عصية على الفهم وتبقى تائهة محلقة في فضاء مجهول واستعان بالشاعر جبوري النجار في كتابة نصوص اغاني سهلة سريعة الوصول اضافة الى انه ساهم في تغيير طريقة الغناء المقامي القديمة حيث كان القراء القدامي ائنذاك يرفضون غناء البستة بينما اهتم بها المطرب ناظم الغزالي مما تعرض الى نقد بعض المتمسكين بالاساليب والطرق الغنائية القديمة اعتقد اولئك المنتقدون انه غير قادر على غناء المقامات الكبيرة وانه لايمتلك قرار في صوته لذلك يبقى غنائه عالياً محلقاً في فضاء غير قادر على الرجوع الى قرار الغناء فهو بزعمهم يغنى اغاني مائعة وخفيفة ايقاعياً وفي الحقيقة فأن ناظم الغزالي ادرك ان للمقام العراقي خصائص محلية قد لاتكون سهلة عند المستمع العربي لذلك لابد من الاعتماد على ادخال الاغنية السهلة الايقاع والمفردة بالاضافة الى توظيف المقام في مقدمة الاغنية مما لاقى نجاحاً منقطع النظير لدى المستمع العربي في كل الاقطار العربية في تلك الفترة التي تميزت بسيطرة الاعلام والغناء المصري على المستمع العربي من خلال صوت ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الاطرش .
عملت شركة جقمقجي على تسجيل الاغاني القديمة بصوت الفنان ناظم الغزالي بتوزيع جديد بإشراف الفنان جميل بشير ،عام 1963 قام بجولة فنية في لبنان واحيا خمس وثلاثين حفلة غنائية وسافر الى الكويت وانجز عشرين حفلاً غنائياً شهيراً في تلفزيون الكويت ساهم ذلك الحفل في تسويق المطرب ناظم الغزالي الى الاقطار العربية ، وفي تلك السنة سافر مع زوجته المطربة سليمة الى اوربا ثم الى لبنان لمتابعة مشاريعه الفنية وعاد الى العراق بسيارته يرافقه الفنان سالم حسين الذي كان يرتب معه لترتيب الادوات اللازمة لانجاز بعض المشاريع الغنائية ووصلا بغداد فجر الحادي والعشرين من ايلول عام 1963 حيث اتفقا على الغذاء معاً في بيت ناظم في ذلك النهار الخريفي وقد اتصلا الفنان سالم حسين بالفنان ناظم الغزالي في العاشرة من صباح ذلك اليوم ليخبره الاخير بانه والفنان محمد القبانجي سيذهبا الى مطار المثنى لاستقبال المطربة سليمة مراد وبعد ربع ساعة من ذلك الاتصال توفى الفنان ناظم الغزالي بالجلطة التي ربما سببها السفر الطويل والاجهاد توفى وهو في الثانية والاربعين من العمر ، شعر العراقيون بالصدمة والمرارة لخسارتهم هذا الفنان الذي ساهم في تطوير الاغنية العراقية وكان بالفعل سفير الاغنية العراقية باعتراف ملايين من المواطنين العرب الذين كانوا يعشقون اغانيه من المغرب والمشرق العربي الذي تمتد اراضيه على رقعة جغرافية واسعة تفصل بينها حدود دولية سياسية وحدود طبيعية في زمن كان التواصل فيه صعباً ان لم يكن مستحيلاً لكن المغني اثبت ان لاحدود تمنع وصول اغانيه الجميلة .. في ذلك اليوم الحزين وفي تلك السنة المشؤومة عام 1963 في تاريخ العراقيين خسر الغناء العراقي احد اعظم اعمدته الغنائية التي تركت بصماتها الخالدة في اغاني حفظها العراقيون جيلاً بعد جيل ..



#رحيم_الحلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان جعفر حسن .. ستون عام من العطاء
- رحيل السيد عزيز محمد السكرتير الاسبق للحزب الشيوعي العراقي
- الصبح آتٍ
- قصة قصيرة بعنوان الوتد
- اعتذار الى الشاعر الراحل غالب ليلو
- زيارة غير خائبة
- عربة الاغاني
- حطب الايام
- جبار الغزي الشاعر المتشرد
- قصة قصيرة بعنوان فارس من الكوفة
- هل ستعود البلابل الى بساتينها ؟
- المطرب ستار جبار بلبلُ في بستانٍ محترق
- الشاعرالغائب ذياب كزار ابو سرحان‏
- في الذكرى السادسة لرحيل الأديب والمناضل عبد الغني الخليلي
- كمال السيد .. ذكرى وتأريخ حياة
- يحيى قاف يقول الكلمة وما يخاف
- المفكر هادي العلوي الاشتراكي الصادق في الذكرى العاشرة لرحيله
- الاستاذ محمد علي محي الدين حقاً انت قلم الشهداء


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم الحلي - ناظم الغزالي السفير الاول للاغنية العراقية / رحيم الحلي