أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - الكفيشي يرتجف على منبره ...














المزيد.....

الكفيشي يرتجف على منبره ...


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 5807 - 2018 / 3 / 6 - 00:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكفيشي يرتجف على منبره ...
في الأعوام القليلة التي تلت تحرير المانيا من جرائم النازية المقيتة ، وبعد انتخاب البرلمان الألماني الجديد ، برزت في خطابات بعض النواب اليمنيين نبرات معادية للوضع الجديد الذي تمخض عن وجود المانيا اخرى الى جانب المانيا الإتحادية . وتركزت هذه النبرات اليمينية على تكرار العداء للشيوعية باعتبار ان المانيا الأخرى هذه هي مستعمرة سوفيتية ، بالرغم من علم هؤلاء النواب الكامل ان المانيا الإتحادية اصبحت اكبر مقر للقواعد العسكرية لثلاث قوى عالمية ، وليس لقوة واحدة . فقد انتشرت القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية على جميع اراضي المانيا الإتحادية وفرضت على الدولة الألمانية الجديدة اجنداتها كدولة محتلة . إلا ان البرلمان الألماني لم يخلو في ذلك الوقت من السياسيين الذين ناضلوا ضد النازية وحملوا السلاح لمقاومة دكتاتوريتها والذين تكونت لهم علاقات مع المناضلين الآخرين ضد النازية ومنهم الشيوعيين والإشتراكيين الألمان . وكان يصعب على اعداء النازية هؤلاء ان يستكينوا لحملات الهجوم التي تُشَن على الشيوعيين ، رفاقهم في النضال بالأمس . وكان احد هؤلاء المناضلين ويدعى فيرنر من الصلبين جداً امام هذه الهجمات حيث كان يرد عليها بعنف واستهزاء بروادها في كثير من الأحيان . ومن جملة العبارات التي كانت تنقل عنه تلك التي يصف فيها كيف يرتجف هؤلاء النواب اليمينيون لمجرد سماعهم بكلمة شيوعي . لقد كانت مداخلات النائب فيرنر بحق سجلاً حافلاً بتوبيخ النواب اليمينيين الذين يتعرضون للفكر الشيوعي والإشتراكي حتى نجح هو وزملاؤه الآخرون بايقاف هذه الحملات التي لم يجرأ احد من النواب اليمينيين بعد على تكرارها.
هذه الرجفة من الشيوعية عشناها بالأمس في وطننا العراق حينما دعت فتاوى بعض المعممين إلى قتل الشيوعيين باعتبارهم كفرة وملحدين . ولم يُخفِ اصحاب الفتاوى هؤلاء خوفهم وارتجافهم مما كانوا يسمونه بالمد الشيوعي بالرغم من ان الحزب الشيوعي العراقي لم يكن موجهاً للسلطة السياسية في ذلك الوقت ولا فاعلاً فيها ، بل بالعكس ظل يعاني من تبعات مطاردة السلطة للشيوعيين منذ منتصف عام 1959 في الوقت الذي صدرت فيه هذه الفتاوى عام 1961 والتي فتحت الطريق على اوسعه للتهيئة والتخطيط ومن ثم التنفيذ لجرائم شباط الأسود الذي نفذ فيها مجرمو البعث فقرات الفتوى السيئة الصيت بالتفصيل من خلال قتل الشيوعيين وبمباركة اصحاب الفتوى انفسهم لهم بالبرقية المشهورة التي بارك فيها صاحب الفتوى ما سماه بالثورة على ذلك القائد الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم الذي سبق وأحسن كثيراً سواءً لقتلته او لمن دعوا إلى قتله .
ورُعب الأمس من الشيوعية ينتشر اليوم على منابر بعض الجبناء الذين لم يستطيعوا مواجهة الفكرة بالفكرة والحجة بالحجة ، ولم يستطيعوا من شدة خوفهم وارتجافهم على منابرهم إلا ان يحرضوا على القتل ، على قتل الشيوعيين ، بنفس النبرة المبحوحة المرتجفة لمن سبقوهم وبنفس الحجة المنخورة السابقة التي لم تجد جديداً غير الكفر والإلحاد مخرجاً لهم مما يعانونه من كوابيس الفزع الذي ينخر في اعماق عظامهم . ويقدم الشيخ المرعوب الكفيشي مثلاً صارخاً لدعاوى القتل التي إن دلت على شيئ فإنها لا تدل على خوف الجبناء الأذلاء من مواجهة فكر الشرفاء الأوفياء للشعب والوطن فحسب ، بل انها تدل ايضاً على ضحالة فكر هذا المرعوب على منبره بحيث انه لم يجد غير الأسطوانة المشروخة لنباح الكفر والإلحاد التي لا تستحق ان تُرمى حتى باردئ الأحجار، ناهيك عن وضعها في مواقع النقاش الفكري والجدل العلمي . إن هذا الشيخ لا يعي موقعه الحقيقي في المجتمع إلا من خلال التحريض على الجريمة محتمياً بلصوص العملية السياسية الذين يتبجحون بالدين الذي سرقوا كل شيئ باسمه ، ولا يهمهم ما يعانيه الشعب والوطن من فقدان ابسط مقومات العيش الإنساني الكريم في بلد ازعجت الأوباش المتسلطين على خيراته حينما سمعوا ما قاله المهوال عن وطنه المنكوب هذا " عدنا الخير امكوَم والأحزاب اتفرهد بيه " . وليس الحزب الشيوعي العراقي ولا احزاب وتجمعات العلمانيين والديمقراطين هي التي تفرهد بهذه الخيرات ، بل هي احزاب الكفيشي ورهطه .
الجبناء حينما يدعون إلى القتل فإنهم يعبرون بذلك عن احتماءهم بغيرهم محاولين ان يتجنبوا السقوط المتوالي نحو هاوية الجريمة التي يؤمنون بها اشد الإيمان تجاه من يخالفهم الرأي . والأمثلة على ذلك كثيرة جداً لا تبدأ باخوان المسلمين بالأمس او داعش وطالبان وامثالهم اليوم ولا تنتهي بالكفيشي . ان تحريضهم على قتل مَن يخالفهم فكرياً مسألة حياة او موت بالنسبة لمتخلفين من امثال الكفيشي وزمرته . ويزداد هلعهم وخوفهم كلما تعلق الأمر بعدوهم الفكري الذي اثبت لأكثر من ثمانين عاماً مضت من عمر الحزب الشيوعي العراقي المليئ بالنضال والتضحيات ، بأن هذا الفكر يمتد بجذوره في اعماق اعماق ارض العراق الطيبة التي احتضنته وصانته من كل جرائم الفتاوى والقمع السعيدي والقتل البعثفاشي وكل وساءل المجرمين الكبار الذين لا يساوي الكفيشي هذا رذاذ بصاق تهريجهم . وما يحاوله هذا الداعي إلى القتل ، هذا الكفيشي المرعوب ، إلا ديدن الجبناء ، وإلا ان كان يملك ذرة من الشجاعة والمعرفة لواجه هذا الفكر بالفكر وقارع الحجة بالحجة . وعدم لجوءه إلى هذا الاسلوب في مواجهة الآخر المختلف لا يمكن تفسيره إلا باحد امرين : فإما ان المُحرِض على قتل الآخر المختلف جاهل بكل شيئ ولا يفقه من النقاش الفكري العلمي والموضوعي اي شيئ ، اي أصم أبكم . وإما ان ما يحمله من فكر لا يحرك جناح ذبابة ، وبذلك فإن صداه لدى الجماهير سيكون اشبه بصدى طبل اجوف . وفي الحالتين لا يُحسد اي انسان على هذا الوضع البائس الكئيب .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واحسرتاه
- مع بعض خطباء المنابر واكتشافاتهم - العلمية -
- التحالفات السياسية بين المنظور والمُنتَظَر
- مَن كان منكم بلا خطيئة ..... فليرشح للإنتخابات
- العنف بين المؤسس والمُنفذ
- تكفيريون بلا حدود ... حسن الشمري مثالاً
- كاتلونيا ... كوردستان ... اوجالان
- صراع الديكة ونتف ريش الشعب
- اعداء الشعوب ..... اعداء الأوطان
- حق الشعوب في تقرير مصيرها لا يتجزأ ولا يُهادِن
- وِجهة نظر ...
- مِحَنُ العقل
- هل من امل في تقويم الاحزاب الإسلامية ... ؟
- يرونها صحوة واراها كبوة
- ألأحزاب الإسلامية : معادن صدأت واراق احترقت
- صادق البلادي ... نجم هوى وبريقه يتألق
- الحكومة بالأمس واليوم
- عيدنا ... وعيد الحكومة
- مع الشيخ عامر الكفيشي وجهاً لوجه القسم الثالث والأخير
- مع الشيخ عامر الكفيشي وجهاً لوجه | القسم الثاني


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - الكفيشي يرتجف على منبره ...