فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5803 - 2018 / 3 / 2 - 18:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يواجه النظام الديني المتطرف في إيران الکثير من التهديدات التي تکاد أن تحاصره و تطبق عليه الخناق من کل جانب، ولأن الاوضاع بخطها العام تسير منن سئ الى أسوء و ليس هناك من أية آمال في الافق بتحسنها، فإن التأثيرات السلبية لذلك تنعکس بوضوح على النظام، ولذلك فإن الانقسامات الحادة بين أجنحة النظام بدأت تطفو الى السطح ولاتستبعد بعض الاوساط المطلعة بالشأن الايراني بأن يتم اللجوء الى اسلوب التصفية و الاقصاء بين هذه الاجنحة.
ماصدر عن الملا روحاني و عن سلفه أحمدي نجاد و عن الملا خامنئي و عن الملا صادق لاريجاني خلال الايام الاخيرة، تدل على أن هناك الکثير من الاختلافات بين قادة النظام و إن کل جناح يغرد داخل سربه بعيدا جدا عن السرب الآخر، وهذه الاختلافات التي تعصف بالنظام عصفا، تشتد أکثر فأکثر مع إشتداد الرفض الشعبي العارم ضد النظام و يتصاعد تزامنا معه الدور الحيوي و المحوري المستمر للمقاومة الايرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية وهو الامر الذي يصبب هلعا للنظام لأن ذلك يعني إن الاحتجاجات الشعبية تسير وفق سياق منظم بإتجاه تحقيق هدف واضح للغاية وهو إسقاط النظام.
طوال قرابة أربعة عقود، وهذا النظام لم يواجه ظروفا و أوضاعا صعبة و معقدة تشبه الاوضاع الحالية، خصوصا وانها تشهد إنسجاما و تآلفا و تعاونا ملفتا للنظر بين الشعب الايراني و المقاومة الايرانية، والتي کانت إنتفاضة کانون الثاني 2018، من أبرز معالمها، والذي يرعب النظام أکثر هو إقتناع الشعب الايراني إقتناعا تاما بأن تغيير النظام من خلال إسقاطه هو الطريق الوحيد لحل المعضلة الايرانية من الاساس.
إزدياد الحديث داخل اوساط نظام الملالي عن التغيير و أهميته، يأتي بعد أن علم النظام بأن موضوع إسقاطه صار هدفا اساسيا من جانب الشعب الايراني و ليس المقاوـة لوحدها، وهو مايعني بأن المقاومة الايراني باتت تسحب البساط من تحت أقدام النظام في داخل إيران نفسه، ولذلك فإن قادة و مسؤولي النظام ومن أجل الالتفاف على هذا التحرك الثوري فإنهم يسعون للتمويه و التغطية عليه من خلال الدعوة لإجراء تغييرات إرضاءا للشعب.
إنتهى عهد و موسم خداع الشعب الايراني و الالتفاف على مطالبه المشروعة، وإن النظام الذي شهد طوال العقود الماضية کذب و خداع النظام له، فمن المستحيل أن يرکن إليه ثانية ولذلك فإنه لايقبل بأي حل سوى إسقاط النظام و إن ذلك لم يعد مستحيلا و غير ممکنا ، بل هو ممکن و ممکن کثير.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟