أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - رحيل مباغت!














المزيد.....

رحيل مباغت!


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5801 - 2018 / 2 / 28 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا أستطيع أن أقول عن غيابك يا رفيقي، فالح عبد الجبار، سوى أنه غياب شكل خسارة كبيرة للعراقيين والعرب ولكل المختصين الدوليين في علم الاجتماع. برج من الأفكار النيرة والطموحات الخيرة هوى في وقت، ما أحوجنا فيه لمن يعيننا على اكتشاف خارطة الطريق نحو عراق آمن مسالم متنوع وموحد!
كنت نموذجا، اذا، للمثقف " العضوي " الذي تحدث عنه غرامشي، حيث لم تغب عن ذهنك مصالح الطبقات الفقيرة والمعدمة. تربيت على هدى الفكر الماركسي الذي كنت تعتمده في قرائتك لتاريخ الشعوب وصراعات طبقاتها السياسية.
ترعرعت " هنا " في طريق الشعب التي شكلت بالنسبة لك المدرسة الحقيقية الأولى في العمل الصحفي بمختلف مساراته وتشعباته، فنلت عن استحقاق وجدارة، وانت في ريعان الشباب، بمنتصف سبعينيات القرن الماضي، وسام اتحاد الصحفيين العالميين!
وحين اشتدت الهجمة الفاشية، في تلك السنوات، من قبل النظام البوليسي البعثي، على الحركة الشيوعية واليسارية اضطررت لترك العراق مثل مئات المثقفين من رفاقك وزملائك، متنقلا بين المنافي، حتى استقر بك المقام في عاصمة الضباب، ولكن دون أن يحجب عنك ذلك الضباب الرؤية لما يجب ان ترى مما يضطرم من صراع تحت سطح الصفيح الساخن في المنطقة!
ورغم قسوة الغربة وبرودتها إلا أنها لم تفل من حماستك في الدرس والمثابرة فنلت أعلى الشهادات، واهمها، التقدير الذي حظيت به من قبل حتى المختلفين مع فكرك، فأصبحت " ايقونة " عراقية مثل علي الوردي وجواد سليم ومصطفى جواد وشمران الياسري(ابو گاطع) وعزيز علي وعشرات آخرين..
لم ترفض يوما دعوة للحوار، ولم تبخل جهدا في تقديم المشورة لطالبيها، دون أن تحيد عن فكرك وطموجاتك بالإصلاح والتغيير، فبادرت بالعودة لوطنك حال سقوط نظام صدام، غير طامع بجاه او منصب او مال. فاثبت، مثل عشرات اخرين يعيشون في المنافي، بأننا لا نستطيع ان نضع الجميع في سلة واحدة! بمعنى بأنه ليس كل منْ جاء منَ المنافي هو " خماط" او " نهاز" فرص.
المنفى يعج بعدد كبير من الشرفاء أمثالك يا فالح، والذين لم تسنح لهم الفرصة ان يتبوأوا منصبا مهما، ولن يسمح لهم بالعمل في ظل نظام المحاصصة الحزبوية المقيت، المسؤول الاول عن الازمات التي " يفرخها"، وعن الفساد الذي نراه اليوم في العراق، وقد استشرى في كل مفاصل الدولة.
هذا الفساد لم يجلبه الشرفاء من أبناء المنافي كما يتصور البعض، بل هو تجلي لسياسة الحكومات المتعاقبة على دفة الحكم منذ 2003 !
نم قرير العين رفيقنا فالح عبد الجبار، ولم نقل لك وداعا، لأنك ستبقى حاضرا بيننا بافكارك النيرة. وستبقى كتاباتك تشكل بصيص ضوء في نفق إلعراق!



#طه_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعيدا عن المعايير الدبلوماسية!
- خيبة جديدة!
- الأيام الأواخر !
- أفراح عابرة للطوائف
- نعمة الانترنيت
- هيئة الامل المرتجى!
- مهرجان - الإنسانية - بنسخته العراقية!
- محنة الرموز!
- بدري حسون فريد .. غربة مزدوجة!
- الشيوعيون العراقيون يحتفلون بالذكرى المئوية لثورة اكتوبر
- اللاعنف والتعصب القومي
- العمود السابق..استوجب التوضيح!
- بيني وبين الكرد نهر من المحبة!
- صخرة الإخوة العربية الكوردية!
- لا تثقوا باقوال السيد الرئيس!!
- عين على الهيئة!
- إعصار التعصب!
- لن اتنازل عن لقبي!
- رياض احمد في باريس.. لم يكن يغن كان ينزف
- اثنان وثمانون عاما وما زلنا نسعى دون اوهام


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه رشيد - رحيل مباغت!