أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - في ذكرى انتفاضة 20 فبراير (المغرب)














المزيد.....

في ذكرى انتفاضة 20 فبراير (المغرب)


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 5790 - 2018 / 2 / 17 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مساءلة الذات المناضلة ضرورة آنية..

في كل ذكرى، يواصل المناضلون الثوريون تمجيد وتعظيم نضالات الجماهير الشعبية المضطهدة، وفي مقدمتها الطبقة العاملة. وقد تجلى ذلك بالخصوص في التعاطي مع انتفاضات 20 فبراير والحسيمة وباقي مناطق الريف وزاكورة وجرادة... وفي نفس الوقت، يدينون النظام القائم وعملاءه (أحزاب سياسية وقيادات نقابية وجمعوية...) وكذلك أسياده (الامبريالية والصهيونية)، ويفضحون بالتالي الإجرام المتواصل في حق عموم أبناء شعبنا في شتى المجالات (السياسية والاقتصادية والاجتماعية...)، وخاصة ما تعلق بنهب خيرات بلادنا ومصادرتها واستنزاف طاقاتنا وحرماننا من أبسط حقوقنا المادية والمعنوية وترهيبنا، بل والزج برفاقنا ومناضلينا في غياهب السجون.
نعم، من واجبنا الاستمرار في الإشادة بتضحيات وبطولات شعبنا المكافح على الدوام، ومن واجبنا الاستمرار في إدانة أعداء شعبنا وأعداء كافة الشعوب المقهورة، قولا وفعلا، خاصة والفضائح تتواصل أمام ميوعة اللعبة الديمقراطية وعجز أساليب الطمس والتستر عن أداء وظائفها بإتقان وأمام كشف أقنعة المتخاذلين والمتواطئين من قوى ظلامية وشوفينية وبهلوانات سياسية ونقابية.
لماذا الاستمرار؟
الجواب بسيط، وهو مواصلة شعبنا لتضحياته وبطولاته، ومواصلة النظام وعملائه وأسياده لإجرامهم، حيث الكلمة الأولى اليوم كما الأمس هي "القمع"؛ فمختلف الأجهزة القمعية مثبتة في كل مكان...
إننا في كل ذكرى، نغتنم الفرصة لتسجيل حضورنا وإسماع صوتنا ومواقفنا...
وفي كل ذكرى، وأحيانا بدونها، نكيل ما شئنا من "الاتهامات" لبعضنا البعض... نعم للانتقاد (النقد والنقد الذاتي)، لكن لا معنى للافتراء وتزييف الحقائق... لقد فرض الوضوح نفسه، ولم يعد بإمكان أحد ممارسة الغموض أو لعبة حجب الحقيقة.. لقد صار بإمكان الجميع معرفة حقيقة الجميع، حيث يكفي بعض عناء البحث والتواصل للوقوف على الحقيقة ودرء الادعاءات الزائفة والافتراءات...
لقد صار واضحا اليوم أن الاختباء وراء انتقاد الآخر، وفقط انتقاد الآخر، يسيء الى القضية أكثر مما يخدمها...
مر الكثير من الوقت بالنسبة للانتفاضات الشعبية التي زينت سماء بلادنا وخضبت أرضها. لا داعي لذكر كل هذه الانتفاضات، لنتوقف قليلا أمام انتفاضة جرادة الأبية. إن آخر المعطيات تقول برفع المقترحات المطبوخة للجهات "المسؤولة" الى "الجماهير" للحسم فيها...
أمر ظاهره جميل، وباطنه غير جميل (حتى لا أقول شيئا آخرا)... إنها "الديمقراطية" الفجة أو المفترى عليها... إن اللقاءات أو الجموع العامة مخترقة وملغومة. ويحتمل أن تصيب، كما يحتمل أن تخطئ. فلن يترك النظام، عبر أذرعه الأخطبوطية المندسة، المناضلين أو الجماهير الشعبية تقرر مصيرها أو تتخذ مواقفها بدون تشويش أو توجيه.
إن الأمر الذي يجب البث فيه نضاليا هو مدى تمثيليتنا للجماهير الشعبية، كتنظيم وليس كأشخاص مهما عظمت تضحياتنا...
وفي غياب هذا التنظيم الثوري، سيستمر العبث والضحك على الذقون والإجرام...
وليتربع سماسرة المرحلة على جراحنا وعلى معاناتنا وبؤسنا، ولا محالة سيغرقون عاجلا أم آجلا في بحر عرق الفقراء ودموع المحرومين والمظلومين ...
أما نضالنا، فسيستمر حتى النهاية، حتى النصر الأكيد...
لينشغل المناضلون بالدراسات الميدانية في مجالات الثروة الفلاحية والصناعية والمعدنية/المنجمية والبحرية...؛
لينشغل المناضلون بالمتابعة والتقصي بشأن الجرائم السياسية المقترفة في حق أبناء شعبنا (شهداء ومعتقلين سياسيين ومختطفين...)؛
لينشغل المناضلون بالتواصل مع رفاقهم من أجل توحيد الرؤى وبلورة خطط العمل النضالية؛
لينشغل المناضلون بتنظيم صفوفهم وتمتينها وابتكار آليات متطورة للنهوض بالأعباء التنظيمية والتواصلية؛
لينشغل المناضلون بالتكوين والتأطير من أجل تجويد الأداء النضالي وتجديده على أرضية المستجدات العلمية والتقنية وما تمور به الساحة السياسية من أحداث ومعطيات متسارعة، ولينهلوا من تجارب الشعوب استيعابا وإبداعا وليس اجترارا أو نقلا بليدا؛
إن من يتجاهل هذه المهام النضالية وينشغل عنها بتشويه المناضلين والافتراء عليهم، ليس مناضلا، ولا يمت بصلة للمناضلين وللقضية، وكذلك من ينزوي بعيدا فوق أبراج عاجية ويوزع التهم والمهام حسب مزاجه المريض وتقلبات طقسه غير المستقر، كما يستشعرها بأدواته الخشبية المتجاوزة (النميمة والتلصص والإغراء...).
إن التحدي اليوم هو إنتاج ما يخدم قضية شعبنا ويقدم نضالات شعبنا، وليس ما يكرس التيه والتخاذل ويرسخ اليأس والإحباط.
نعم، إن فضح المتخاذلين والانتهازيين والتحريفيين والتشهير بهم من مسؤولية ومهام المناضلين الثوريين، لكن ذلك لا يجب أن ينسينا أولوياتنا ومسؤولياتنا ومهامنا الرئيسية...
إننا أمام المحك، وأيضا مصداقيتنا ونزاهتنا النضاليتين...
لنكن في مستوى الاعتراف (النقد الذاتي)، من أجل مواصلة المشوار النضالي عن جدارة، وحتى لا نسقط في "النمطية" أو نتلاشى بفعل الصدأ وتكرار أنفسنا... إن من لا يتقدم، يتأخر بالضرورة...
لقد ضحى شعبنا كثيرا... ألا يكفي ذلك؟!!
ليسائل كل مناضل ثوري ذاته، قبل أن يسائل رفيقه؛
ليعترف كل مناضل ثوري بحقيقته، قبل أن يطلب حقيقة رفيقه؛
لنضع برنامجا لأنفسنا قبل أن نضعه لشعبنا أو لنطالب به غيرنا؛
لننظر الى المرآة لنرى أنفسنا قبل أن ننظر الى شعبنا أو غيرنا...
في الذكرى السابعة لانتفاضة 20 فبراير، لابد من مساءلة الذات المناضلة قبل غيرها..



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن سجناء الماضي...
- الى أمي قبل أن ترحل...
- 2018 لن تكون أحسن من 2017
- المحاكمة السياسية
- -المرحوم- بنكيران: هل سيذكر بخير؟!
- مسيرة 10 دجنبر 2017 بالرباط..
- ملهاة البهلوان الأمريكي ترامب
- مناضلان معتقلان
- شهيدات لم تدق جدار الخزان..!!
- الشهيد عبد اللطيف زروال: أي حضور الآن؟
- المناضل تهاني أمين
- جورج عبد الله..
- المضربون عن الطعام في سجون الذل والعار
- المعتقلون السياسيون السابقون: الغياب أم الحضور..!!
- آه من ألم الإضراب عن الطعام!!
- جيش التحرير المغربي: ذكرى -مثلث الموت-
- تكسير الأصنام السياسية
- الرفيق أمين: كل تضامني..
- ورشات التطبيع مع -الشيطان-!!
- بؤس المثقف ببلادنا: -لا حول ولا قوة لي-


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن أحراث - في ذكرى انتفاضة 20 فبراير (المغرب)