أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم احميداني - قصة مستوحاة من تجربة واقعية مع قليل من البهرات














المزيد.....

قصة مستوحاة من تجربة واقعية مع قليل من البهرات


عبد الرحيم احميداني

الحوار المتمدن-العدد: 5783 - 2018 / 2 / 10 - 18:36
المحور: الادب والفن
    


لايسعني إلا أن أبكي حظيَّ العاثر وأنا أسمع قصتها التراجيدية والمقززة عن حبها الأعمى الذي جعلني أمقت نفسي كذكر وأراجع كل أوراقي الغرامية و الجنسية معها ، رغبة قتلها بي أحد أبناء القحبة الذي مثلني شر تمثيل لدى حضرة الأنثى في سفارة العلاقات العاطفية ومصلحة النوايا السيئة لمجتمع الخلاعة واللواطة والقوادة .
هي كانت تحبه وتعشقه حد الثمالة ، وهو كان يستحِل مابين فخذيها من ثروة ، كأنها بضاعة مزجاة لعابري السرير ومن تعمدو بفكر العبودية التي جعلت منا جميعا أنجاسا مناكيدا، هي صارعت الموت و الموروث وأعلنت التمرد والعقوق على العائلة لأجل ابتسامة تنسيها عذاب السنين وما اجتاحها من تصحرٍ في المشاعر وخيبات التجارب الفاشلة، فحاولت أن تمنحه كل شئ إلى أن لم يبقى لها شئ، كل ما تبقى لها ذكرى أخرى مريرة كالحنظل والكثير الكثير من عدم الثقة المبرر، جاء نتيجة ما إياه، منحته كل شئ بالتمام والكمال... حبا، شخصا، قيما في المقاومة والتمرد وجسدا ثوريا ينسيه ما يعانيه من أعطاب نفسية وعضوية، ضاجعته بعقر منزلها وعلى فراش والدها المعظم ، وتكلفت بمصاريفه وحتى بسجائره ونشوته شهرا كاملا من غير نقصان، ومثل الشهر عنده كأيام من الرياء المدجج بالاستغلال وسوء الطوية ، حركته وحوش من الرغبة المتصارعة داخل خصيتيه العفنة عفونة الفعل الذي أقدم عليه، ورتب حبكته بصورة مزيفة بغلاف من السولوفان ولباس "الهبيز " ويفطة هوات المغامرات وخلوة المتصوفين ومايمارسونه من فن "اليوغا"، بغزل معسول ذاق عسيلتها نظرا لخطئ في تكوينها الأكاديمي وضعفه الانساني. غرر بها رغم رشدها بما اقتطفه لها من قبح الكلام الناعم من كتاب مقدمة ابن خلدون في فن عمران الخطاب وفراغ الشخص، أخبرها أنه يحبها، أنها معبودته الساحرة، لكن ذلك كله كان مجرد تشخيص فجٍ لمسرحية مأساة ديدمونة وليس مأساة عطيل كما عنون شيكسبير سلفا، كان يداري طبيعته وحقيقته كنسخة رديئة من "السيمولاكر" للعاشق الوالهان الذي جاء زحفا على الحافلة للتعبد بمحرابها والبكاء على صدرها المكتنز كأنه يطلب الغفران من أحد قساوسة الكنيسة. يبكي لبكائها بدموع من حامض النتريك التي سرعان ما تحولت إلى زئبق في المواقف بفعل ما تعرفه المجتمعات الشرقية من تفاعلات كيميائية، لطال ما أسر بحبه وإعجابه ، ورقنته يداه على لوحة المفاتيح وهما يدردشان بالساعات وينظرنا ويسحلان بعضهما البعض على الكاميرا بلهفة ما قبل اللقاء.
آمنت به وكفرت بما عدا، لكنه كفر بها وبكل المواثيق الخصوصية التي تجمع بين عاشقين، فتحول إلى محارب لا يأبه بقوانين الحرب التي أعلنها مباشرة بعد سفره عنها، خيانة مبكرة مع إحدى صديقاته على قمة جبل وصور بغابة من حنظل، لامبالاة وعدم رد على رسائلها العديدة في المنسجر، ثم تعميم صورهما عراة على جميع أصدقائه وبدون خجل، وإرسالها بعد، ذام لوالدها بحساب وهمي لنسف كل الاتفاقيات وكل الاخلاقيات الانسانية التي جعلت منه مجرم حرب بالفعل وبالقوة .
كانا خلال شهر يعيشان كل الأوقات لحظة بلحظة كما لو تبنته رغم أنها لا زالت طالبة حديثة السن، كانا يعيشان بالمنزل كل الأحاسيس المضطربة والمضطرمة والمشتعلة، حينها كان الوقت يقف بلا بلا حراك يرقصان لدقيقة او لساعة الجو يلتهم نفسه ويلتهمهما معا في زحمة المشاعر الجياشة منها والمفتعلة منه، بقبلات من نار . كانت تسألته عن عن نفسه فيظهر بمظهر الحكيم الذي، لا يعجبه الاحتكاك بالبشر، ليسهبه في الحديث عن عظمته وجلاله وما يروقه وما لا يروقه . وحديثه عن رحلاته ومغامراته الطرزانية المشوقة، وهي ترقب أسارير وجهه الذي كانت تشرق من شقوقها شموس ضحكتها وأحلامها الذابلة والنادبة، وهو يسترسل بطولاته الضائعة وقصصه الرومانية المصطنعة من ورق البردي، لكي يستكمل رجولته الغائبة بغياب الحقيقة. كانت مخمورة بحبه تحتسي كل لحظة علقم أكاذيبه وبشراهة، يبهرها بريق عينه الكاذب كالسراب. تعيش معه كل ليلة حالة من "la mania" على مسرح سرير اللعنة التي ألحقها بها ديونيزوس وقذفها بكل ركن من المنزل الذي أصبح حلبة لمعارك جنسية مؤجلة . أصبحت فيها ممارسة الجنس ضربا سريعا على الآلة الكاتبة بالحمام والمطبخ وعلى الأرائك وبكل الوضعيات كانا يلحسان بعضهما يلعقان بعضهما بشبقية بألسنة من لهب . ويرسمان صورة المجتمع العفوي والبدائي لحظة مشاعة العشيرة، المجتمع الذي تصالح مع العلاقات الرضائية وحقوق المعتوهين من الذئآب مثله.
يعزفان كل ليلة مقطوعات أوبيرالية بأصوات داعرة تختلط فيها الآهات بالصرخات ويصدح معهاصوت مؤخرة تصفعها أياديه الآثمة الملطخة بالخيانة.
صوت قضيب يلجلج داخل محبرة سال مابها من لعاب وعذاب. وارتطامات خصر كوني بخصيتين محليتي الصنع في معمل المجتمعات العربية، تتماشا كل تلك الأصوات والألحان وأغنية الميتال لإحدى الفرق الأنجليزية التي كانت تسمع نفسها حينذاك .
الفرقة كانت حارة، غابة ملتهبة تحول لهيبها لهدوء مع "لارا فابيان" وهي تبكي " je t aime " "je t aime وتتمزق معها أوصال الموسيقى وتتعالى أنفاس النشوة في جو يرعاه "الإيروس" ويباركه بقداس المغرمين. تحت نور خافت تكسره أصوات سيارات بالشارع، كما لو أن عاصفة تجتاح إحدى جزر المحيط.
الحر يجلدها على ظهرها الذي ينتهي بغمازتين وصدرها الذي يعتصره بوحشية تترك به أسوء الذكريات وهو لف حلمتيها بسياط من لهفة. نشوة ألمت بعالمها وجثمت على حواف جسدها البرونزي الذي أتم عقده الثاني. ويرفض الليونة في التعامل ويفضل بكل مازوشية عنف الجنس كما أفلام البورنو. هي كانت ظمآى من الجنس وجوعا من الحب. وهو كان مختلس مشاعر ومجرد عابر سرير.



#عبد_الرحيم_احميداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على خطاك يا ماما فرنسا
- المثلية الجنسية بين الفكر والتكفير بين الماضي والحاضر
- من الميثولوجيا إلى فلسفة الدين
- الذكاء الاصطناعي هو خلق جديد أم مجرد آلة ؟
- سلطة النحن وضياع الذات


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم احميداني - قصة مستوحاة من تجربة واقعية مع قليل من البهرات