أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحيم احميداني - على خطاك يا ماما فرنسا














المزيد.....

على خطاك يا ماما فرنسا


عبد الرحيم احميداني

الحوار المتمدن-العدد: 5399 - 2017 / 1 / 11 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن إعلان وزارة الداخلية لمنع البرقع على شاكلة منع البوركيني في. فرنسا قد يراها البعض خطوة إجابية في سبيل تكريس مجتمع حداثي منفتح ،وقد يراها البعض الآخر مساسا بالحريات الفردية،كرؤية مفرطة في إنسانيتها الزائفة، وينظر إليها آخرون أنها إستهداف للثوابت ، وبين هذه الرؤية وتلك تضيع وتضمر العلة وراء هذه الخطوة الفجائية في نظر الكثيرين .
من المعلوم أن من بين آليات الاستبداد والقهر لذى السلطة ببلادنا هو ضرب كل تصور خارج عن تصورها للدولة ، ومن المعلوم كذلك أن السلطة ببلادنا تسوق لمقولة الدين المعتدل تبعا للمذهب المالكي الذي لطخته بالوسطية التي ليست وسطية بقدرما هي وسطية متطرفة تغرق في غلوها الديني في أمور لها علاقة بالحاكم وتغرق في أخرى لها علاقة بالعرف لاستمالة العامة من الدهماء ، وتغرق في فرض الطابوهات فرضا لا مجال فيه للحريات الفردية ، لذلك لا يمكننا أن نتفق مع عملية الفرض هذه انسجاما وتناغما مع سياسة السلطة المستبدة ، لكن عدم إتفاقنا معها لا يعني أننا مع لباس البرقع بدعوى الحرية الفردية ، فلباس البرقع لا يمثل الحرية بقدر ما هو تعتيم وتدنيس للجسد والنظر إليه نظرة منحطة ، كما أنه لا يمثل هويتنا الثقافية ولا يعتبر إنفتاحا على ثقافات أخرى بقدر ما هو تعبير عن التفكير المنغلق الذي يتمركز حول ذاته .
ما يجب أن يكون : ليس فرض الحجاب أو إزالة البرقع بل هو أن تعمل السلطة على العمل بجد وبحسن نية على إصلاح منابع الفكر السليم الذي يحترم فيه الإنسان إنسانيته وإنسانية الآخرين ، ولما نقول الإصلاح ليس بمعناه النيوليبرالي الذي يخدم فئة دون غيرها ولكن بمعناه النهضوي من أجل الرفع من مستوى وعي المواطنين على المستويين التعليمي والحقوقي ، حينها لن نحتاج لتدخل السلطة في فرض كل شئ . لكن الموطنين سيصلون هم أنفسهم الى قناعة تتعالى على تقييم أخلاق الإنسان من لباسه أو من كلامه ولكن من خلال بعده الإنساني الكوني الذي يلتزم بالواجب ولا يلزم به ، يرسم مسار تحرره وتقدمه ولا يرسم له ، يختار معتقده وأفكاره دون قيد أو شرط، إذ ذاك الأكيد أنه سيختار ما فيه خير له وللإنسانية جمعاء. لأن من منع ارتداء البرقع هو نفسه من يمنع العلاقات الرضائية ويحاصر المثليين ويرخص بيع الخمور ويجرم شربها بدعوى بيعها لغير المسلمين وهو نفسه من يضطهد حرية المعتقد ويقيم الحدودو على الأكل في رمضان...
وبهذا ما يمكن أن نقوله هو نحن لسنا مع أو ضد هذا الخطوة التي أقدمت عليها وزاة الداخلية ، وإنما مع إبتعاد السلطة عن تسلطها والعمل على بناء مجتمع لايقلد الحداثة وإنما ينتجها ويعبر عنها فكرا وعلما وممارسة ولباسا وفنا.. نحن مع أن يصل الأفراد الى مستوى وعي يحصنهم من كل آثام الفكري الرجعي القرسطوي.نحن مع فكر يؤمن بالحق في الاختلاف ويبتعد عن الاقصاء والاختزال، نحن مع التحرر وليس مع الحرية، نحن مع تأهيل المواطن فكريا وليس مع فرض الوصاية عليه ، نحن مع الابداع والجمال وفن الذوق ولسنا مع الطهرانية وثقافة الموت ،نحن مع الاخلاق الإنسانية ولسنا مع الاخلاق الثيلوجية...نحن مانحن عليه تتحمل السلطة فيه المسؤولية التاريخية .



#عبد_الرحيم_احميداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثلية الجنسية بين الفكر والتكفير بين الماضي والحاضر
- من الميثولوجيا إلى فلسفة الدين
- الذكاء الاصطناعي هو خلق جديد أم مجرد آلة ؟
- سلطة النحن وضياع الذات


المزيد.....




- ترامب يرد على سؤال بقدرته على إقناع بوتين لإنهاء حرب أوكراني ...
- أمريكا تنشر فريقًا لها لتنسيق إيصال المساعدات إلى غزة.. وتعل ...
- بعد وقف الحرب على غزة.. هل تغيّر المزاج الأمريكي تجاه ترامب؟ ...
- من هو الجنرال مايكل راندريانيرينا الذي قاد تمرد مدغشقر وتولى ...
- تقرير: تركيا تخطّط لتزويد سوريا بالسلاح وتسعى لاتفاق أوسع بش ...
- بولتون يسلّم نفسه ويتمسك ببراءته من كشف الأسرار
- طريق مقبرة الضمير بسوريا.. صيدنايا والقصر والروس والشاحنات و ...
- لماذا تُعد تمارين القوة أفضل دفاع ضد الشيخوخة؟
- مصادر: أفغانستان وباكستان تمددان وقف إطلاق النار 48 ساعة
- جندي روسي يقتل زميله وينتحر داخل قاعدة عسكرية


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحيم احميداني - على خطاك يا ماما فرنسا