أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير دويكات - لا تصالح














المزيد.....

لا تصالح


سمير دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 5780 - 2018 / 2 / 7 - 12:34
المحور: الادب والفن
    


1
لا تصالح ولو اتوك الف مرة
ولو اعطوك المال والجوهرة
ولو نصبوا لك خيمة الفرار
ولو اتوك بصبح
ولو انزلوك المساء
ولو عرفوك بالداء
ولو ضربوك بكل اسلحتهم
واو رايت الموت الفا والفا
او قطعوا عليك الهواء
او اغلقوا عنك بئر الماء
او قطعوا جسدك مرات ومرات
2
أرايت لو اخرجوك من حصنك عارياً
ذليلاً
مستسلماً
تنفض يديك فوق راسك
تحاول تغطية عوراتك
لا تستطيع ان ترى
وتحب ان توارى
وياتيك طفلاً
يحاول ان يمد يده ليغطى ما هو خجلاً
ولا تسطيع نساء الارض ان تنظر اليك
والحزن يملأ الجفوف لنا
3
بينما ان خرجت وجسدك ملفوف
ودمك الطاهر ينزف
وعيونك شاخصة للسماء
ويداك تلاعبان الريح
وريحك تملا المكان
وياتي الناس ليحجوا البيت الذي يأويك
قبل ان تسقط شهيدا
ويحملك عدوك
وحزنه يقتله
وقهره يدثره
وجبروته مهزوم
وتعبه لم يغفر له
ورصاصهم مهدور
وخططه فاشلة
4
بعدها بساعات قليلة
سيخرجون يزفون بشرى نصرك
وشهادتك
وصعوبة المعركة
ويروون قصص اصوات القنابل
والرصاص المنثور في الطرقات
وسيخرج الف طفل والف طفل
ليحتفظوا ببقايا رصاصك من على فوق التراب
من الارض حول جسدك
وقتها
سيقولون فيك شعر عنترة
وقصائد الثوار
وقتها لن تسعهم لغة الكلام
ولا حروف النسيان
ولا زمجرة الاصوات
ليس الا لانك
انت سيدهم
وسيد الازمان
وانت اطهر من شرفهم
الضائع
والمهدور
والمنسي
والمباع
وانت الخيال والجمال
وانت بكفك لك الف حوار
وانت فوق رؤوسهم تاج الزوار
وانت في خصرهم سيف الثوار
وانت في عيون الابطال نار ونار
وانت لم تمت بل هم ماتوا في خيانتهم المهدورة
وجبروتهم المكسور
وعنفوانهم المزيف
وباعلامهم المهزوم
5
انها قصة الوطن
لا تنسى
ولا تموت
وليس في قاموسها خيانة
ولا تنسيق يقال
ولا مصالحة على دم
بل نصر ونصر ونصر او موت
6
انه حرب ليس لنا الا ان نخوضها
ليس لنا الا ان نشرب كأسها
وليس لنا الا ان ننتصر او نموت
لا مناصب فيها
ولا دولارات
ولا سيارات
ولا مقاهي مخملية
ولا بارات
او سهرات عدا الثورية
او كازينو نلهو فيه
او نساء نشتم ريح عطرهن
بل هن يشتمين عرق الثوار
ودماء الثوار
وبارود الثوار
ونار الثوار
وجرح الثوار
ودموع الحزن الباقية
7
لا تصالح
وقاتل
ومت
فليس لك ان تجرب الخيانة
او الهزيمة
او التراجع
لانك لن تعود الى عرين الاسود
ولن تعود لتحمل سلاحك
ولن تعود لتطهر فؤادك
او تمسح جبينك
لانك لن تعود مرة الى حضنك الدافىء
الى بيتك العتيق
لانك لن تعود لقلوب الملايين
لانك لن تصلي طهورا
8
لا تصالح على الوطن
ولو منحوك اوطان السماء
وكل اوطان العوالم
فالدم لا تصالح فيه ولو بدم
والثأر لن يهدا ولو قطع رأس برأس
فرأس اخوك لن ياتون به
وقلب ابوك لن ياتون به
وحبيبتك المقتلوة لن يعيدوها
ووطنك المغتصب لن يعيدوه كما هو
وعمرك المهدور لن يعوضه احد
فكل ما سيمنحوه لك لن يساوي ما لدك
ولا يوزن في قاموسك
ولن يكون له رديف
بل ان لا تصالح
وتسلبهم عمرهم
وحياتهم
ان يهربوا
ان يذهبوا طائشين
تائهين كما اول مرة
ان تهدم فوق رؤسهم كل شىء
كما حصل في غزة
ان تزف الحرية نصرا
ان لا تموت وان تنتصر


9
لا تصالح
وصالح على ان تكون الاسمى
ان تكون ندا قويا
ان تزرع الارض نبتا
ان تكون وفيا
ان لا تخون النفس
ان ترسل للجيل وصاياك
ان تعلمهم الدرس
وان تلقنهم كل الدروس
في حب الاوطان
في حب الناس
في حب الاخ لاخيه
في ان تكون حيث لك ان تكون
10
لا تصالح
ما دمت انسانا حرا
ما دمت لن ترمي سلاحك
ما دمت محتلا
ما دمت لا ترى اطفالك سعداء
ما دمت لم تمت
فالصلح
خير مع امك
مع ابيك
مع اخي
مع صديق صدوك
11
لكن لا تصالح
على تاريخك
على وطنك
على حريتك
على سيادتك الوطنية
على ارضك
على شمسك
على قمرك
على بحرك
على اطفال السجون
على عيون الدمع الحزون
على دم الشهداء
والجرح النازف
على تراب يزرع
وعلى حاراتك العتيقة
على اقلامك
وكلماتك
لا تصالح ولو منحوك حياة في حياة
لا تصالح مهما فعلوا فيك
فالنصر آت بلا صلح معهم



#سمير_دويكات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علميني يا امراةً
- هل تعلمنا العبودية منذ الصغر؟
- الانتظار مساءا
- الانتصار
- الفقراء يا حكومة
- إسرائيل تتمزق داخليا
- الأسرى الفلسطينيون في القانون الدولي العام
- إلى متى سنلوم اوباما ؟
- وقفة مع الذات
- استثمار حرب - محرقة إسرائيل- على غزة
- جرائم -اسرائيل- والحاجة لتقييم عمل المؤسسات الدولية


المزيد.....




- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير دويكات - لا تصالح