أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر عامر - قيثارة-قصة قصيرة














المزيد.....

قيثارة-قصة قصيرة


ياسر عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5770 - 2018 / 1 / 28 - 15:47
المحور: الادب والفن
    


في ذلك الظلام الحالك قبل مطلع ضوء الشمس عندما ينقضي السَّحَر وتعلو اصوات المآذن يكشف رجلٌ ملتح الغطاء عن شابٍ يافعٍ لم يبلغ مبالغ الرجال داعيا له للصلاة نعيم الشاب الذي يعيش مع عائلته المتواضعة ابن الشيخ المتدين معتصم الذي يعرف في حيه وجيرانه انه رجل دين ذو ورع وتقوى وصدق وصاحب شخصية جادة وحازمة اما نعيم الذي يملك قلبًا شغوفًا بالفن والجمال وعقلًا حالمًا كل ما جلس وحده يرسم له عقله الوانًا زاهيةً من عوالم تفتح لافقه خلجات تعبر عن هواجسه وعن امانيه في عقله الفني وفي احدى المرات عندما كان نعيم جالسًا تحت شجرة في الحديقة قرب الحي مع صديقه المقرب اياد يستمعان الى الموسيقى بكل هدوء في ظل اوراق الخريف هربًا من حرقة الشمس اللاهبة في كل ألفة وهدوء تسوده البسمة التي ترسمها الموسيقى على شفتاهما وعلى حين غرة يظهر رجلٌ يمنع عنهما ضوء الشمس المتسرب من اوراق الشجر ويكتم انفاسهما بنظراته الحادة وعقدة حاجبيه اللئيمة ووجهه العابس المتجهم نعم انه الشيخ معتصم والد نعيم ساد الصمت في حضوره ومن غير أي كلمات ينظر نحو ابنه بكل برود فيميل رأسه الى جهة اليمين مشيرًا الى نعيم بالذهاب وعند عودتهما الى المنزل يرتفع صوت الشيخ كأنه وحشُ يزأر في البراري مؤنب ابنه على ذلك الموقف صارخًا "يا غلام الم اقل لك الا تمشي مع هذا الفتى ؟ الم اخبرك الا تستمتع الى هذا الحرام ؟ " فيرد ابنه نعيم بأدب خوفًا من ابيه لا احترامًا له..... حاضر يا ابي سافعل,تمر السنين ويكبر الفتى ويكبر معه حبه وولعه للفن والموسيقى وقبل ان يبلغ العقدين يقرر قرارًا بحزم واصرار انه حان الوقت لكي يباشر بما يحبه حان الوقت ليجعل من عشقه للموسيقى وتأثره بداية ومنطلق جديد فيبتاع قيثارة كما فعل صديقه اياد الذي علمه بعض الاساسيات في العزف فيدخل البيت مسرعًا قبل ان يراه السلطان حاملًا معه كنزه المنتظر عروسه المحببة وصوت الحياة عنده لكن كما نقول في العامية (يا فرحة ماتمت ) فعين الصقر لمحت ذاك الجمال ومخالبه الحادة اصطادته فيدخل نعيم غرفته ويغلق الباب متبوعًا بابيه الذي يهرول ذاهلاً كأن مصيبة قد وقعت مناديا بصوته العال " افتح الباب افتح الباب يانعيم" يفتح الباب نعيم والرعبة تعلو وجهه والعرق يتصبب على جبينه وكأنه في مواجهة وحش شرس يتربص به لينقض عليه ليفرغ انواع الالام فيه وعيناه ترى العائلة تجمعت من حوله كأنه مجرمٌ افك حتى يحاط بهم وبنظراتهم التي علت عليها الدهشة يجر من يديه الشيخ تلك الوديعة القيمة ويضرب بها الارض كما تضرب السباع فرائسها تدمع عينا الشاب بسكوت وهو يرى ذاته ووجدانه يزول ويتحطم وعلى يد من! على يد ابيه من تمناه يكون ظهرًا له لا جلادًا له يصرخ الشيخ مجددًا ولعابه يتطافر ووجهه يحمر والحرقة تبح صوته المزعج وعيناه تشتعلان بالغضب " اتريد ان يقلب الله نعمته بنا ؟ اتريد ان تجلب لي العار ؟ ابن الشيخ معتصم يدخل الات الموسيقى واللهو والهوى والعياذ بالله" ادار ظهره وذهب يستغفر بصوته المعاتب وتكلمت الام بعد ان ذهب الطاغية قائلة لابنها نحن نتشبث برضى الله لاتغضب اباك وتفقده سجاياه وقف الشاب بلا حراك كان مستغربًا من منطق الموقف الذي حصل يسال نفسه أأنا المذنب هنا ؟ وبعد عدة ايام عندما راح نعيم ليفرغ ضيقه ويفرغ همومه مع صاحبه اياد وهما يتعلمان على قيثارة اياد وهو ينصح صاحبه الذي يشكو له مأسيه ... تكلم مع والدك يانعيم اقنعه لا يوجد انسان لا يقتنع انت ابنه وبالتأكيد لو شرحت القضية له بطريقة سهلة وبسيطة سيستبسط الموضوع وسيسمح لك باقتناء الة موسيقية دافع عن نفسك انت لم تعد صغير,راح نعيم يحمل الامل في عيناه المضيئتان يحاول مع ابيه لعله يتغير ويعير ابنه اذانه دون مشاكل وعندما انتهى الشاب من حديثه بحماس التفت اليه الاب المتمدد واغلق الكتاب الذي كان يتصفحه وكأنه لم يكن يصغي الى شيء مما ينطق به ابنه وقال" يا بني ان الموسيقى حرام اتحب ان تجلب العار لابيك؟ نحن عائلة متدينة اتريد لنا الشر؟ الملائكة تهرب من مزامير الابالسة والموسيقى دعوة للفجور وانت ترى كل مايرتبط بما يسمونه الفن نهايته المجن والفسق لكن الانسان عليه الا يسلم نفسه بسهولة قد تكون الان متأثر بسبب ما تراه وماتسمعه كشاب حديث متقلب الفكر والعاطفة لكن يجب على الانسان الا يستسلم للشهوات بسهولة ويضعف امام رغباتها بل يتصارع معها ويغلبها وان يؤنبها ويعذبها ليكون انسان حسن الخلق والصفات ورع النفس وتقي الايمان ذو فضيلة طاهرة وعقل صادق" فصفق نعيم وقال رائع كلام رائع يا ابي لكنه...
الاب:لكنه ماذا؟
الابن: لكنه يفتقر للمصداقية
راحت يد الاب تصفع خد الشاب الذي ايقن ان اباه مغسول العقل سواء حدثه ام لم يحدثه فلا فائدة مع نفسه الفاسدة ومزاجه المجنون فتراث التزمت اعمى المجتمع وافراده الواهمين فقرر الشاب قراره النهائي قرارًا لاعودة فيه وهو ان يترك وطنه باحثًا عن مكان يجد فيه ذاته عن مكان يصنع فيه عالمه عن مكان يحقق فيه احلامه عن مكان يرى فيه نفسه دون حرمان لحقوقه وحرياته دون سجن وقيود تفرض عليه من مجتمعه البائس فان كان وطنه صفعه على خده الايمن فلن يدير له خده الايسر



#ياسر_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيل المستقبل_قصة قصيرة
- فلسفة الحقيقة
- من مساوئ التاريخ الياباني
- الدين ليس علم


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر عامر - قيثارة-قصة قصيرة