أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أزهار أحمد - حَدَّقتُ في الظلام فرأيتُك .. وحَدَّقتُ فيك فرأيتني














المزيد.....

حَدَّقتُ في الظلام فرأيتُك .. وحَدَّقتُ فيك فرأيتني


أزهار أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1479 - 2006 / 3 / 4 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


في هذه اللحظةِ بالذاتِ وأنا بين يديك تُغرقني الدموع وتُغرق قميصك، يدك على قلبي كي لا يفر من صدري .. ليس حزناً ما أنا فيه وليس ألماً وليس فرحاً ولا خوفاً، إنما أنا بدهشةٍ مُطلقة من ذلك الثقبِ الذي كان يُوخز روحي، وكيف امتلأ فجأةً بقطرةٍ من لعابك وأصبح سهلاً منبسطاً أركضُ فيه وأرقصُ فيه وأدور فيه، وأنت تتجول حولي، ووراء كل خطوة ينبتُ لكَ ظلٌ أخضر، وبعد خطوتين يثمرُ الظلُ شجرة وقبل أنْ تصلني بخطوتين تزهر حديقةٌ كاملة وراءك.

ألا تريدني أنْ أبكي؟ وأنت معجزةٌ انبثقت من تحت قدميّ فرفعتني وأقعدتني عرش السماء فتبوأت منزلةً احتارت الأرباب فيها وتخاصمت الآلهة عليها، ألا يحق لدموعي أنْ تُبللَ يبابي كي أزهر أنا أيضاً بهذا العرش القدسي؟

My glass is full with your existence and I replace my plate with your breath. When your smell becomes my perfume, I turned to a fragrance rose.

بدهشة الحياة والموت أنا، بدهشةِ الوجود الثابت النابض الذي يجعلني في قمة الحكمة وصدق الذات .. هذا الجدار الأبيض العريض الفولاذي الإسمنتي الماثل أمامي حاجزاً فاصلاً بين مكان ومكان أصبح غزلَ عنكبوتٍ أرأفُ عليه من لمس أصابعي كي لا تخترقه فيضيع شكله .. الجدار هذا ليس إلا شكلاً ليناً مِطواعاً أمامي، أنا أمنحه الثبات أو الانهيار كما هو يقيني بالحياة الآن وأنا معك. إنها لا شيء سوى حفنة زهور نجمعها متى شئنا وننثرها متى أردنا لأننا معاً باقون ومنتهون .. اليقين الآن هو سكون الهدير الذي اعتاد ضجيجه سيرَ دمي في الشرايين، اليقين الآن ابتسامة قلبي وثقة خطوي واطمئنان روحي.

ولا تريدني أن أبكي؟

Shall I collect my tears, and set them drop-by-drop to be your body healing?

أليست دهشة، أنْ نرى الغيب ؟ بلى دهشة عظيمة تستوجب السجود ومنك أنا رأيت الغيب، حدَّقتُ في الظلام فرأيتك وحدَّقتُ فيك فرأيتني وحينها تسربتُ إليكَ ولم أخرج، انتهيتُ فيكَ وإليك .. هناك حدثت لي عجائب فرأيت اثنين ورأيت خطوتين واسعتين ورأيت ثقوباً ورأيت أرانبَ وأفاعٍ ورأيت أشجارَ برتقال يابسة على أغصانها ورأيت شيئاً يشبه القوارير المهشمة ورأيت أيضاً بحراً ينتهي بشاطئ أبيض وسفناً تائهة ومواخيرَ غارقة .. حدَّقتُ، ورأيت زهوراً ذابلة وزهوراً لم تظهر بتلاتها بعد ورأيتُ الخمرَ والعسلَ والدمَ كلاً في طريق .. وسمعتُ صوتاً يصيح : غريق غريق وحين رفعت رأسي قليلاً رأيت علبة حلوى يُطلُّ منها عصفوران ومن دهشتي نسيت لِمَ قد يخرج عصفوران من علبةِ حلوى، فجلت بعينيّ أبعد من هناك فلم أرَ شيئاً بعد علبة الحلوى سوى قوسٍ مُلونٍ يهيمُ، فخفضت رأسي فلم أر ما كنت رأيت، اختفى كلُّ شيء وانتشر عبقٌ ولوزٌ وياسمين .. وتردد رنينُ المطر، ابتسم قلبي لأنه رأى الغيبَ فاطمأن للجنة التي وُعِد بها ولها.
Paradise is your soul,
How I can explain your role
That took me from ocean to shore.

أليست دهشةً بعد ذلك أنْ يسيل العطر من فمي، ودهشةً أنْ ينبت الزهر تحت قدمي، ودهشةً أنْ أراني بداخلك، وأنَّ الكونَ الفقير أضحى ثرياً بوجودكَ فقلتُ : هذا من صنعني .. ولا يليق به سوى السجود فوق حضنه، فلا أرض قد تحتمل خشوعي .. هل يموت المحب دهشةً؟ بلى يموت ويحيا ويحيا ويموت وينجب دهشاتٍ أخرى أفقها لا ينتهي بمدى لأنكَ من وضعني بها فهل تعذرني الآن وتعذر تَصلَّبَ رأسي الساجد على حضنك؟

Allow me to worship you,
To pay my late
To comply your right,
Let me pray your name
To spend a clam night.

حدَّقتُ في الظلام فرأيتك وحدَّقتُ فيكَ فرأيتني عروساً يزفها صوتُكَ وتغني لعرسها ضحكاتك، فستانها قبلاتُك ورائحتها أنفاسك فاشتعل صخبُ روحي لأني نبضكَ وقلبكَ وجلدكَ وأنك الواحد الأحد الفرد الأمد الذي مني أتى ومنه أتيتُ فتزاوج الاثنان واتسع قلبُ الكون بيتاً يفيض عبقُ حدائقه ويغارُ البحرُ من سعته.

How smooth your way
How deep your soul
How vast your sky
How great you all

Either sound or silence
Either breeze or storm
Either life or death
You are my last guidance.

ليس الفرح ما أنا مأخوذةً منه ولا الحب الذي استمات العاشقون في تَسميةِ أحواله بل هي العودة التامة والنهاية الحقيقية لروحين وجسدين كانا هنا وكانا هناك وتأرجح بهما الزمن وآن أنْ تقف بهما الأرجوحةُ ويقف بهما الزمنُ عند لحظةٍ واحدةٍ هي لحظةُ لقاءِ الخطوتين.
من هذه العودة، من هذا الوصول يثور الحبُّ بلا أسماء ولا درجات ولا تاريخ، يثور الحبُّ ليصنع زمناً خاصاً بنا فقط .. فنصبح تاريخَ الحياةِ كلها.
الدهشة الكبرى أنْ يشهق جسدي كائناً ممتداً بين نقطتين، مسافراً عبر مسافة شاسعة وضعها صانعو الخرائط، ساخراً منهم ومن مسافاتهم ليقف أمامكَ بنشوةٍ تخجلُ النار من حرارتِها وتركع ما بين حاجبيكَ وتسجد فوق جبينكَ وتسيلُ على جسدكَ النوراني.

To breathe to live
To take to give
To walk to stop
To talk to cry
By all move
By all love

Nothing left
Behind
Nothing rest
Remind
Except His lap

A world of silence
Is all what I call now
As I am dying in love
And sinking in my God’s arm

Oh God,
Awake your Angels
And raise your creatures
The end is here
The beginning is here
But else nowhere

Oh God,
Play our tune
With a flourish tool
And ask life to dance,
On my happy heart.


حَدَّقتُ في الظـلام فرأيتُك وحَدَّقتُ فيكَ فرأيتني
حدقت في النور فرأيتك الشمس وحدقت في الشمس فرأيت الحياة وعرفت سرها.
وحين التصق صدري بصدرك عرفت مكان الله.
حدقت في المرآة فرأيت وجهي، وحدقت في وجهي فرأيتك.



#أزهار_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلبنا طعاماً صينياً
- يوكي والجمل
- غادة وابن جني
- العدُّ حتى تسع جَميلامات
- نبيُ قلبي
- كائنٌ كائنْ .. يا أنت


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أزهار أحمد - حَدَّقتُ في الظلام فرأيتُك .. وحَدَّقتُ فيك فرأيتني