أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سام أبوزخار - السقوط السعودي يقابله تصدير جائر للسلفية الوهابية وحرب على الأباضية!















المزيد.....

السقوط السعودي يقابله تصدير جائر للسلفية الوهابية وحرب على الأباضية!


فتحي سام أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 5762 - 2018 / 1 / 19 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لا يقبله العقل اليوم اجترارنا كمسلمين للصراع السياسي الإسلامي في الماضي بحجة السلفية وإسقاطه على الحياة السياسية المعاصرة، بل الألعن من ذلك هو خلق صراع مذهبي ديني وهمي لا يخدم إلا أعداء الدين الإسلامي. من الصراع السياسي الدموي القديم استطاع أعداء الإسلام المعاصرين بقراءة متأنية للتاريخ الدموي الذي وظف فيه الدين الإسلامي لغرض توسيع الممالك واعتلاء قمم السلطة. فاستطاعت بريطانيا، ومعها فرنسا، وروسيا، هزيمة الإمبراطورية العثمانية، ومعها ألمانيا، بعدما استحضرت الفكر التكفري مستعينة بالسلفية وابتدعت الوهابية لتقارع مذهب أبوحنيفه العقلاني الذي انتهجته الإمبراطورية العثمانية في سياق واحد، وبدون تعارض، مع التصوف النقشبندي.
لقد واكب الصراع السياسي منذ بداية ظهور الاسلام الفكر التكفيري وبدون الخوض في أحقية الإمامة لآل البيت أو قريش أو بالعموم للعرب (الأشراف) فتقريبا جميع المذاهب السياسية أضفت النكهة الفقهية على المذهب بحيث يختبأ تحت عباءة الفقه الخبث والمكر السياسي أو تستباح التقية المذهبية لخدمة سلطان الإمامة.. وبدون لف ولا دوران فإن المذهب السياسي الذي رفض كل أشكال الشرف التي تبنتها المذاهب "السنية" وحتى "الشيعية" هو مذهب أهل الاستقامة "الأباضية" الذي أعلن منظريه بأنه ليس من شروط الإمامة النسب العربي بل سلطان العدل. وعلى هذا الأساس فقط الكاتب أباضي!
السعودية على أنقاض الدولة العثمانية:
قد تنقلب الموازين اليوم لتكون الدولة التركية على أنقاض السعودية! فمن ضمن الوعود التي أعطتها بريطانية لآل سعود لاعتلاء سدة الحكم المشاركة في الحرب ضد الدولة العثمانية ورفع لواء السلفية الوهابية والعروبة، وأخلت بريطانيا بوعدها بشأن الفلسطينيين وفي المقابل كان وعد بلفور (الرشوة لليهود) وكانت تقسيم سايكس بيكو لتركة الدولة العثمانية وتم خلق الجامعة العربية برعاية بريطانية. الواضح أن وصفة بريطانيا انتهت اليوم صلاحيتها لسببين: لأنها حققت النتائج المرجوة منها، وبريطانيا لم تعد العظمى كما كانت.
اكتساح ترامب للسعودية:
استلمت أمريكا راية توظيف التطرف الديني التكفيري، هذه المرة للإلحاد، لخدمة مصالحها ولطرد الروس من أفغانستان. وأخيرا الواضح أن زيارة ترامب للسعودية السنة الماضية عملت على قلب الموازين القديمة فيها رأسا على عقب فالتجديد الذي أراده، وربما برعاية إسرائيلية، هو خروج السعودية من تحت عباءة السلفية الوهابية (بالثوب والإزار العربي ) إلى الإعلان عن فتح المراقص وتحرير النساء السعوديات من الكبت بقيادة السيارات مقابل الاستمرار في تصدير السلفية لشمال أفريقيا حيث تتبعها ربيبتيها داعش والقاعدة بعد أنهت مهامهما في الشام والعراق وأفغانستان بحيث يؤمن الطوق الذي تتحزم به إسرائيل من جانب ويستمر ضخ المليارات إلى أمريكا الداعمة لسياستها الانتقائية بالشرق الأوسط بدرجة عالية.
المسلمون والمسلمات يمولون سياسات أمريكا الانتقائية الشرق أوسطية:
المسلمون والمسلمات الجهلة يساهمون في زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بأداتين : بدفع المال، وزرع الكراهية، ويكون ذلك على النحو التالي:
• الترويج الذي صدرته السلفية الوهابية لمختلف أصقاع البلاد المسلمة بشأن التدافع على الحج والعمرة بشكل أغرب من الخيال وكأنهم بذلك يوزعون صكوك الغفران لمن يدفع لخزينة السعودية. فنجد حتى الفقراء والمساكين يحرمون أنفسهم من التوسعة على أنفسهم بخصوص بعض الضروريات لتصرف أموالهم على العمرة والإدعاء بزيارة النبي صل الله عليه وسلم بل نجد من مقتدرين الحال من يصرف على تردده المتكرر للحج والعمرة مبالغ قد تصل عشرات الآلاف من الدولارات وربما أكثر ليتنهي بها المقام في خزنة ترامب !!!
• أبتدع الفكر السلفي التكفير مع ظهور الشيخ محمد عبدالوهاب فاستبيح قتل اتباع الصوفية والمذهب الحنفي وزوار المقابر بل يقتلون كل من يرون، وحسب فهمهم، أن عقيدته ليس على مذهب السلف! وكأنهم يمتلكون مقياس للأيمان ولسان حالهم يقول بأن الله سبحانه قد تنازل لهم بحيث هم يحكمون على من يشاءون بالأيمان أو ينعتون من يشاءون بالكفر!!!! واليوم يسهل للكثير من اتباعهم الوصول إلى السعودية بحجة العمرة للتزود بالفكر التكفيري في حلقات معلنة وخاصة ونشره من بعد بين البسطاء والجهلة في شمال أفريقيا والعالم!
تصدير السلفية لأباضية شمال أفريقيا قد يكون الأنسب:
ربما افتتاح المراقص الليلية بالسعودية يحتاج لتكثيف تصدير السلفية الوهابية ولو تطلب إشعال حروب عرقية مذهبية بشمال أفريقيا. فبأموال الحج والعمرة، إضافة للبترول، بات عندهم اتباع جيش من الموظفين، بسراويلهم القصيرة ولحاهم الطويلة واكسسواراتهم الحديثة والقديمة ، قد تم توجيههم إلى شمال أفريقيا وإلى بقاع مختلفة من العالم. والواضح أن ضرب الأباضية في شمال أفريقيا يخدم أعداء الإسلام بالنبش في الصراع السياسي الإسلامي القديم واستحضار الكراهية والتكفير والحرب من جديد.. فنسمع من الوعاظ الوهابية ينصحون الأمازيغ الأباضية بالتخلي عن احتفالهم برأس السنة الأمازيغية لأنه اقتداء بالكفار المسيحية وهو طقس من قبل بعث المسيحية. كما ويحاضر على أمازيغ الجزائر شيخ دكتور عربي يعيش ببلاد الغرب، أو الكفر على حد تعبيره، وينصح في مدونته أمازيغ الجزائر برفض الكتابة بالحرف الاتيني الكافر! واستخدام الحرف العرب المسلم أو في أسوء الظروف التنازل إلى التيفيناغ الأمازيغية! ربما هذه التوجيهات الفوقية العربية هي التي تجعل الكثير من الناطقين بالأمازيغية التمسك بالأباضية وذلك لرفضهم شرط الإمامة للعربي وهي أيضا ما قد يؤجج حقد عرقي بالتأكيد لا يخدم أوطان شمال أفريقيا. والواضح أن أموال الحج لا تصرف إلا في ثلاثة أوجه لا تخدم الإنسان ولا الإسلام وهي:
• حرب اليمن وسوريا والعراق وربما أيران.
• نشر الكراهية التكفيرية من خلال السلفية الوهابية.
• حرب الشعوب الأصلية من أمازيغ وأكراد وآشورين ويزيدين وأقباط وغيرهم بدافع عدم استقرار أوطانهم.
كلمة أخيرة للكثير من أخوتي أتباع السلفية:
لا يمكن أن نجمل جميع اتباع السلفية في سلة واحدة . صحيح البعض منهم لهم أطماع دنيوية قد تكون مال أو جاه أو حضوه دينية أو سلطان ولكن الكثير هم ضحايا محدودية إطلاعهم أو تفكيرهم ولا نبالغ لو قلنا للبعض ضحايا جهلهم. فبالرغم من أني أقول أنا أباضي ولكن أنا إنسان قبل ذلك وأمازيغي بعد ذلك ومسلم .. الأباضية تعني لي المذهب السياسي في الإمامة الذي يشترط العدل في الحاكم بالدرجة الأولى ولا يشترط أن يكون عربي. وأقول لمن يقول أنا سلفي .. ما الذي يشدك للسلف؟ هل لأنهم اتباع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟ إذن لماذا لا تتمسك بما جاء به محمد الصادق الأمين من قرآن وسنة فعلية وقولية وتبتعد عن التكفير!
كلام مستمر لأمازيغ وإباضية شمال أفريقيا:
الوعي والإدراك بألا يستفزنا تكفيرنا والاستنقاص من الكتابة بالتيفيناغ بأن نوظف كأداة حرب وتدمير في وطننا الكبير شمال أفريقيا وفضائنا الأورومتوسطي .. وعلينا فتح حوارات معمقة مع أخوتنا وأخواتنا في الوطن لتتسع صدورنا لقبول معتقداتنا المذهبية بل وحتى الدينية وليكن تنوعنا الثقافي والعرقي إضافة إلى أوطاننا وإثراء لتنميتها. ولنعبد الله كأننا نراه .. وإن لم نرتقي إلى استحضاره سبحانه وتعالي في أنفسنا وحياتنا بهذا الشكل فلنكون على يقين بأنه يرانا وهو ليس كمثله شيء جل وعلا!
نسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن .. تدر ليبيا تادرفت
أ.د. فتحي سالم أبوزخار






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2968 اسوقاس دامقاز ماس فايز ن السراج
- رسميا كفر الأمازيغ إباضيا وخونوا لغويا وتستباح اليوم زواره ر ...
- عسكرة ليبيا إهانة إنسان وغياب آمان .. وتبذير على السلاح
- رؤوس الأطفال تتدلى من نوافذ السيارات .. وغياب رخص الزواج


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-سيطرة إيران على سفينة تضم جنودًا من إسرائيل ...
- أول ظهور لخامنئي منذ بدء الصراع بين إسرائيل وإيران
- أسوأ فيضانات منذ 46 سنة في سيتشوان الصينية مع ارتفاع قياسي ف ...
- ليبيا - صدمة وطلب أممي بتحقيق شفاف في الوفاة الغامضة لعبد ال ...
- إيلون ماسك يعلن تشكيل حزب سياسي جديد -حزب أمريكا- لـ-يعيد ال ...
- فرنسا لا تزال تأمل في بادرة إنسانية من الجزائر لإطلاق سراح ب ...
- كيف استعادت الدراما العراقية جمهورها بهذه المسلسلات؟
- البلجيكي ياسبر فيليبسن يفوز بالمرحلة الأولى لسباق فرنسا للدر ...
- عشرات الشهداء في غزة والاحتلال يستهدف محطة تحلية مياه
- الشرطة البريطانية تعتقل مؤيدين لـ-حركة العمل من أجل فلسطين- ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سام أبوزخار - السقوط السعودي يقابله تصدير جائر للسلفية الوهابية وحرب على الأباضية!