لماذا انا شكوكي ..لست ملحدا ولن اكون مؤمنا

ماجد أمين

الحوار المتمدن-العدد: 5761 - 2018 / 1 / 18 - 13:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لماذا أنا شكوكي لست ملحدا..ولن اكون مؤمنا ؟
الجزء//الأول
#ماجد_أمين_العراقي
ليس من المعيب ان يظهر المرء نظرته الفكرية او منهجه في الاعتقاد ..
ولكن يحصل اللبس احيانا وعدم التفريق في تحليل اسلوب تفكير ومنهج كل منا ..لاتوجد خشية في ان يكون المرء مؤمنا او غير مؤمن ..ملحدا ..لادينيا ..ربوبيا ..او شكوكيا كما اتبع انا منهجا شكوكيا ..
لايخفى ان الإلحاد قديم قدم الأديان ..ولعل الفلسفة الدهرية ..هي مقدمات مهمة لفلسفة الإلحاد او الدهرية ..
ولكن ماهي عيوب الإلحاد ..والتي لاتختلف عن عيوب الإيمان من خلال القطعية المطلقة ..علما انه في وجود كوجودنا لا اثر للمطلق اللامدرك ..وحتى لانتيه في السرد نبين ان الله الواحد او الله الشامل . او الالهة الثنوبة كما في الزرادشتية او الثلاثية او المتعددة كما هي عند سكان بلاد الرافدبن او الفراعنة او اليونانيين ..
جميع هذا التسلسل الميتافيزيقي لهيئة وشكل ونوع واختصاص الإله بشكل عام هي فكرة بشرية ..خطها الإنسان بوعيه ولكن لم يضع توصيفا محددا او لوحة فنية او تشكيلا نحتيا معينا ..فكان الأله تارة ثورا مجنحا واخرى تصورات بوهيمية ..ووصل اخيرا لصورة شامله للوجود واللاوجود للمعقول واللامعقول ..للمدرك واللامدرك ..للخير والشر في آن واحد ..هذا التشتت يثبت ان فكرة الاله هي فكرة أوجدها الانسان لسد عجز الفجوات ..ولكن كلما ردم فجوة ظهرت عشرات الفجوات ..وكي نشتغل في مساحة المحاكاة ..لدبنا مثلا حول ان الفكرة متاحة للوعي ولكن تطبيقها يعتمد على عوامل التحضير والواقعية والقدرة ..
فلو اتينا بإنسان عاش قبل مائة الف سنة وقلنا له ان هناك فكرة وهي سيارة او مركبة فضائية ..في حينها سيضحك ويصفنا بالجنون فهو على موعد لصيد غزال يسد به رمقه وقد يصيد وقد لابحصل على طريدة .ولكن فكرة المركبة الفضائية او السيارة تحققت بسهولة بعد مائة الف عام ..
اذا الفكرة هي طاقة ولكن استثمار هذه الطاقة تحتاج لعوامل معينه تحول الفكرة الى واقع تجميعي حتى وان كان خادعا ..لان الوحود اصلا هو وجود خادع لايخضع لقانون ثابت مجسد .. امر يمكن حصوله تجريبيا وتطبيقا
مشكلة الالحاد انه لايؤمن بوجود فكرة الله او إله ...حسنا ربما منطقيا يبدو منهج الإلحاد صحيحا ..ولكن لا ادري لماذا حتى الملحدين رغم افقهم وعقليتهم الفائقة لايدركون ان الله مرتبة فكرية وليست فكرة تجسيدية ..بمعنى ..ان الإنسان في مرحلة ما يمكن ان يكون إلها ..لماذا لا ..فهو قاض وهو محامي وفيلسوف ومفكر وبدرجات ..
طيب لماذا نستنكر تطور الانسان الى مرتبة الالهة ..اليست الآلهة هي في تصنيف الوعي (ذات عليا) مجردة من الذات السفلى وهي الغرائز ..!!
اذا يمكن للإنسان ان يحظى بالذات العليا طالما امتلك مساحة وعي فعال ومنتج ..
واذا كان العلم وهو احد مرتكزات الإلحاد او الإيمان وان كان واضح التأثير عند الالحاد هو يعتقد بالتطور كنظرية علمية وتطبيقية وتجريبية ..اذا لماذا لايعتقد بان الإنسان يمكن ان يصل الى الالوهية ..طالما شكلت هاحسا وغاية لدى الانسان ..
لذلك يقع الالحاد بخطأ غريزي ذو دفاع سلبي وهو رفض فكرةالله و ضع ..فكرة وجود الله بين مزدوجين ...كذلك يقع الإيمان بنفس الخطأ عندما يؤمن بوجود الله الخالق الشامل إله الخير والشر معا إله القدرة الكاملة والأفعال المناقضة للقدرة ...
إله بعيد..صعب المنال ولايمكن ادراكه لابصريا ولا حسيا لابل حتى عقليا لايدرك وكما يقال:( من تفكر في الله فقد كفر).. خلق الكون وان افعاله عبث كطفل يلهو بعذاب حمامة بين بديه ...ولكن دون تحدبد معالم او حتى وجودا اثيريا كالذبذبات مثلا أو كطيف من الترددات او كدالة يمكن تمثيلها ...
لذلك يبرز المنهج الشكوكي ليضع خطا فاصلا ويقول ان الشك الإيجابي هو شك التعديل وشك التحديث وجعل العقل في حركة مواكبة للوعي الوجودي..وهو شك ليس كالشك الغرائزي كما يظن البعض ..ففي هذا الوجود ليست هناك حقيقة مطلقة ..فكل الزوايا وكل الاحداث هي نسبية غير خاصعة للثبات ...
ترى ماذا يقول الإلحاد اوالايمان او كلاهما معا لو اصبح الانسان إلها او ذاتا عليا ترتقي وتصل ماكان صعب ادراكه ..هنا سيكون الإثنان في مأزق المنطق والحقيقة الغير مطلقة ..
"يتبع"
#ماجد_أمين_العراقي

#ماجد_أمين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل