الوضع الصحي للزعماء العرب ... خفايا وأسرار محظورة

هانى عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد ما أثير الآن من سجال واسع على الساحة السياسية فى الجزائر حول الاتجاة المسمى بمرحلة ما بعد بوتفليقة نظراً لغياب الرئيس وانقطاعه عن ممارسة نشاطه بعد رحلة العلاج الاخيرة وما وصلت اليه حالته الصحية من تدهور كان سبباً فى الدعوة لاجراء انتخابات مبكرة ,الأمر الذي هيىء إجؤاء من التوتر والصراع بين السلطة والمعارضة .وقبل ذلك ما أثارته أزمة الأسرة الحاكمة في الكويت و التي انتهت بعزل الأمير سعد العبد الله الصباح نظراً لحالته الصحية وتزامن تلك الازمة مع ما أذاعته وكالة الأنباء اليمنية (سباً)اواخر الشهر الماضى من أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح توجه إلى ألمانيا في زيارة خاصة لإجراء بعض الفحوصات الطبية والتى لم تكن المرة الاولى .


الأمر الذي فتح الباب أمامنا للحديث عن صحة الزعماء العرب مع تقدم سن أغلبيتهم و تكرار الانتكاسات الصحية المتتالية التي أصابت عدد من الزعماء في الفترة الأخيرة .والتي أسفرت عن رحيل أربعة منهم هم الرئيس عرفات والملك فهد والشيخ زايد والأمير جابر الأحمد الصباح.في ظل التكتم والتعتيم من قبل الجهات الرسمية عن حقيقة الوضع الصحي لهؤلاء الزعماء .

فمع تضارب الحديث عن الوضع الصحي للرئيس الجزائر (عبد العزيز بوتفليقة) بين ما أعلنته رئاسة الجمهورية الجزائرية من أن الرئيس يعانى من قرحة في المعدة وبين ما أعلنته مصادر طبية فرنسية ونقلته صحف جزائرية من أن الرئيس يعانى من سرطان الكلى بالإضافة إلى( تكلس الكلى) (kidney disease - polycystic) وهو مرض وراثي تتحول فيه خلايا الكلية إلى فقاعات، مما يفقدها القدرة تدريجيا على أداء وظائفها.في حين أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أن أخلاقيات وضرورات السرية الطبية تحول دون الكشف عن الوضع الصحي للرئيس الجزائري.مما جعل الأمر حائلاً للوصول إلى الحقيقة .

ويذكر أن الرئيس الجزائري تم نقله إلى مستشفى "فال دو جراس" العسكري بالعاصمة الفرنسية باريس في 26 نوفمبر الماضي على اثر مشاكل في الجهاز الهضمي عانى منها الرئيس.

أما في حالة الرئيس مبارك فقد أحاط حالته الصحية حالة شديدة من التكتم والسرية كانت سبباً في انتشار الشائعات حول صحة الرئيس بعد أن فوجىء الجميع بسفر الرئيس مبارك إلى مستشفى(اورتوتسنتروم مونشن) بألمانيا لإجراء جراحة في غضروف العمود الفقري في شهر يونيو 2004 .

لم تكن هذة هي المرة الأولى التي عانى منها الرئيس من مشاكل صحية فسبق وان أصيب بحالة إغماء أمام كاميرات التليفزيون، أثناء افتتاحه للدورة البرلمانية الجديدة في 17 نوفمبر 2003، وردت الجهات الرسمية بتصريح صحي حول ذلك بان الرئيس يعانى من حالة برد عابرة .وفى نهاية شهر يوليو 2001 أعلنت وكالات الأنباء أن الرئيس مبارك قد مدد فترة زيارته في ألمانيا لإجراء فحوص طبية اثر التهاب حاد في الأذن.

في المقابل مثلت الأزمة الصحية لأمير الكويت السابق سعد العبد الله الصباح سبباً رئيسياً ً في عزله من منصب الأمير لصعوبة أدائه لمهامه حيث يذكر أنه كان يعانى من مضاعفات اثر جراحة في القولون أجريت له عام 1997. وفى العام الماضي أمضى أسبوعا في المستشفى لإصابته بارتفاع في نسبة السكر بالدم، وسافر للعلاج في الخارج مرات عدة إلى بريطانيا والولايات المتحدة منذ ذلك الحين كان أحدثها في أغسطس الماضي.


و عن سبب أخفاء الحكومات لحقيقة مرض الزعماء وعدم إعلانها على الشعوب يفسر بعض المحللون ذلك بأن هناك علاقة وثيقة بين السلطة والقوة منذ العصور القديمة لذلك فان رئيس الدولة يحرص على أن يبدو سليما معافى، إيحاء بأنه قوي مهاب في دولته بين مستشاريه وشعبه لذلك بات الرؤساء يحرصون على أن يتم تصوريهم وهم يمارسون الألعاب الرياضة .وان هناك اعتقاد راسخ و خاطئ لدى الزعماء بأن الإعلان عن المرض ينال من هيبتهم ومكانتهم لدى الرأي العام بينما أن المرض ليس عائقاً أو ضعفا في السلطة، إذا ظل العقل سليما قادرا على اتخاذ القرار.

في حين يرى البعض الأخر في تستر الرؤساء والملوك خصوصا في بلادنا العربية عن حقيقة أمراضهم وإخفاءها عن شعوبهم له علاقة بفترة بقائهم بالحكم حيث أن مرضهم في ظل اعتلالهم للسلطة لفترة طويلة قد يمثل حرجاً لهم وحينها يصبحوا مطالبين بالتخلي عن السلطة

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل