خطوة جديدة نحو- حكم ذاتي- للصحراء الغربية

هانى عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 09:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

في تطور جديد لنزاع الصحراء الغربية الممتد منذ 35 عاما ًبين المغرب و جبهة البوليساريو,أعلن مندوب المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة (محمد بنونة). عزم بلاده عرض مشروع صيغة الحكم الذاتي الذي تريد تطبيقه فيما تراه محافظاتها الصحراوية أمام مجلس الأمن قبيل نهاية ابريل المقبل, وقبل أن تنتهي مهلة التمديد الإضافية التي قررها المجلس في أكتوبر من العام الماضي ، لبقاء بعثة الـ«مينورسو» المكلفة تنظيم الاستفتاء في الصحراء.


وبالرغم مع غياب أية تفاصيل عن هذا المشروع من جانب المغرب ذاتها حتى الآن .إلا انه يعد تتويجاً للمبادرة التي سبق وقدمتها حكومة الرباط في أكتوبر الماضي بمنح الصحراء الغربية حكماً ذاتياً موسعاً

وتأتى التحركات الدبلوماسية المغربية بينما يخيم الجمود على الجهود الدولية لحل النزاع حتى أن بيتر فان فالسوم المبعوث الأممي (الهولندي)الجديد في الصحراء تقدم بتقريره إلى مجلس الأمن الدولي قبيل يومين من إعلان المغرب .معتبراً أن ما ورد به مجرد «تقويم شخصي وليس عرض خطة أو اقتراح»، علماً بان فالسوم قد تسلم ملف النزاع بعدما اخفق مبعوث الأمم المتحدة السابق جيمس بيكر واضطر إلى تقديم استقالته قبل نحو عام ونصف العام بعد مهمة دامت نحو سبع سنوات قدم خلالها خطة تنص على فترة حكم ذاتي من خمس سنوات يليها استفتاء حول تقرير المصير.


تقرير فالسوم أكد استمرار الموقف المغربي المتمثل في طلب التفاوض مع الجزائر في الدرجة الأولى , بعدما ظلت الحكومة المغربية طوال الفترة الماضية تتهم الجزائر بأنها العائق الرئيسي أمام إيجاد حل لقضية الصحراء الغربية عبر دعمها لجبهة البوليساريو .

من جانبها جددت الجزائر موقفها الرافض للجلوس على طاولة المفاوضات مع المغرب وأكدت أنها ليست طرفاً في النزاع وان مشكلة المغرب مع الصحراويين وليست معها .كما جددت إصرارها على المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره .

يذكر أن الجزائر صعدت في أكتوبر الماضي الأمر إلى مجلس الأمن, حيث طالبته بوقف ما اعتبرته تساهلاً في موقفه تجاه الرباط .وطالب ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة (السيد عبد الله بعلى ) من مجلس الأمن بان يجدد دعمه لخطة بيكر وان يحس المغرب على تطبيقها .

جبهة «البوليساريو» جددت على لسان ممثلها في أوروبا، أحمد بوخاري، رفضها التام لمقترح الحكم الذاتي المغربي، قائلة إن الجبهة لا تعترض على مبدأ الحكم الذاتي في حد ذاته، بشرط أن يصبح خياراً ضمن خيارات أخرى بينها الاستقلال، وان يحسم هذة الخيارات الاستفتاء على تقرير المصير.

وتقول البوليساريو أن "العرض" المغربي يتنافى مع موقف المجتمع الدولي لأن الصحراء الغربية "ليست إقليما مغربيا" حتى يعرض عاهل المغرب حكما ذاتيا له بل انه لا يزال"مستعمرة" مشيرة إلى توجه مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص الصحراء الغربية في سياق "تصفية الاستعمار" .

بوخاري هدد بأن «إقرار اقتراح المغرب يعني تدهور الأوضاع في المحافظات الصحراوية والعودة إلى النزاع المسلح» الذي توقف عام 1991 بموجب قرار وقف إطلاق النار بين الطرفين.

ويرى المراقبون أن المشاورات التي سيقودها الوسيط الدولي الجديد مع الأطراف المعنية قبل نهاية ولاية «المينورسو» في مارس المقبل ربما تمثل خطوة على طريق تسوية القضية حيث سترتكز على فكرة الحل السياسي واختبار فرص تقريب وجهات النظر إزاء خطة الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب . بعدما أصبح مشروع بيكر في حكم «الميت»، وبالتالي أصبح متجاوزا، لذا يجب البحث عن بدائل له للخروج من الأزمة .

وأكد المراقبون على أن انفتاح المغرب على خيارات بديلة، وطرحه لمشروع الحكم الذاتي من شأنه أن يفتح آفاقا مطمئنة لحل عادل وعقلاني يجنب المنطقة من انزلاقات خطيرة.وهو الأمر الذي تؤيده دولاً عدة في مقدمتها الولايات المتحدة.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل