أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق مصلح - السنة النبوية: بين الشك والتحديث















المزيد.....



السنة النبوية: بين الشك والتحديث


طارق مصلح

الحوار المتمدن-العدد: 5750 - 2018 / 1 / 7 - 14:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ا. د. طارق مصلح
الملخص
هذه الورقة تحاول أن تبرهن أن الظروف التي دونت فيها السنة النبوية لم تكن تساعد على تدوينها بدقة موضوعية. فلقد بُدئ فعلياً بتدوين السنة بعد أكثر من مئتي سنة من الهجرة وذلك اعتماداً على ذاكرة "المعنعنين". أضف إلى ذلك أن الرسول نهى عن كتابة الحديث وان عدداً من الصحابة رفضوا جمعها لئلا يضعوا مع القرآن شريكاً آخر.
إن معظم السنة يتعلق بالحياة الشخصية المرتبطة بتغير الظروف ونسبية الأشياء. ويستنتج البحث ان على المسلم المعاصر أن يجتهد بنفسه ليقرر ما هو الصحيح والخطأ بشكل فردي وأنه ليس مضطراً أن يقيد نفسه بقواعد لا يمكن أن تكون صالحة لكل البشر وفي كل زمان ومكان وظرف، فالمصدر الوحيد للتشريع الإسلامي هو القرآن والاجتهاد وروح النص الديني وايحاءاته.


The Prophetic Tradition: Between Doubt and Modernization

Abstract

This paper tries to prove that the prophetic tradition was not documented objectively, and its documentation began actually more than two hundred years after Hijra and was largely collected from the memories of fanatic narrators. Moreover, the prophet himself asked people not to document Hadith and that some of the prophet’s closest disciples rejected the collection of tradition lest it could be a rival of the Koran. Most of the tradition is related to personal life which is usually bound by circumstances that necessitate a relative judgment.

The paper concludes that modern Moslems are under no obligation to restrict themselves to rules which can never be valid to all people regardless of time, place and context. Right and wrong could be decided individually, in the light of new circumstances and modern interpretations of the Koran.

لاشك أن حالة الفكر الإسلامي المعاصر هي من أسوأ الحالات التي مر بها الإسلام في عهوده المتعددة، فديمقراطية الفكر الإسلامي المعروفة عبر عصوره الأولى بشكل خاص، تكاد تكون معدومة الآن، فلقد كان هناك عدة مدارس ومذاهب إسلامية ، منها من خرج عن روح الإسلام وحاول أن يؤقلمه مع الفلسفة اليونانية والفلسفات الفارسية القديمة، ومع ذلك كان لهذه النزعات كامل الحرية في التعبير عن آرائها. وهناك مفكرون كثيرون ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فأثاروا نقاطاً حول صحة السنة النبوية وإمكانية تفسير القرآن بشكل مجازي ومنطقية الناسخ والمنسوخ فيه… الخ، ومع ذلك سجل لنا التاريخ آراء هؤلاء مع الردود المتعددة عليها بكل موضوعية علمية.
أما الآن فقد استكان معظم المسلمين – خاصة في الوطن العربي- الى عدد معين من المذاهب، وأنكروا أن يكون هناك مذاهب إسلامية أخرى، وأغلقوا فعلياً باب الاجتهاد، وأجمعوا أن السنة النبوية يجب أن تتبع بحذافيرها، بغض النظر عن الزمان والمكان، على الرغم من أن الظروف التاريخية في عهد الإسلام الأول، قد جعلت نقل هذه السنة بعيداً كل البعد عن الدقة والموضوعية العلمية، ورغم أن الرسول الكريم والخلفاء الراشدين أنفسهم لم يجمعوها، ومنهم من عارض ذلك، كما فعل عمر بن الخطاب ، ومنهم من أتلف الأحاديث لاقراره باستحالة تدوينها كما نطقها الرسول بالضبط، كما فعل أبو بكر الصديق. والإجماع الإسلامي اليوم يؤكد ويصر على اعتبار السنة النبوية جزءاً لا يتجزأ من الشريعة الإسلامية، وعلى أن اتباعها "الأعمى" فرض مقدس على كل مسلم ومسلمة.
ونحن نذهب إلى أبعد من ذلك بالإدعاء أنه من الناحية العملية، قد "أشرك" هؤلاء المقلدون دون أن يعلموا، وذلك بتقييمهم للحديث ووضعه موضع القرآن-إن لم يزد على ذلك عملياً- رغم أنهم يقرون نظرياً أن العكس هو الصحيح ، فالاستشهاد بالرسول ، وحتى بالصحابة، قولاً أو عملاً يطغى كثيراً على الاستشهاد بالقرآن، وحتى ولو استشهد بالقرآن لكان هذا الاستشهاد مقيداً ليس بالمناسبة المحلية التي نزلت الآية بها، وتفسير الحديث النبوي لها فحسب، بل بفهم الصحابة والتابعين وتابعي التابعين والمذاهب التي سمح التاريخ ببقائها للمعاني المتعددة لهذه الآية.
وقد ذهب الإنسان العادي المتدين وغير المتدين -على حد سواء – ضحية لهذا التقليد، الأول بسبب دأبه المتواصل على سؤال من سموا أنفسهم " ورثة الأنبياء"! عن جواز أوعدم جواز شيء ما في أدق التفاصيل في حياته اليومية، فهو يتوق دائماً إلى معرفة فيما لو عمل الرسول وصحبه والسلف الصالح هذا أم لم يعملوه، وكيف؟ والثاني في خلق "انفصام" بين حياته النظرية والعملية المتمثلة باعتقاده أن جلّ حياته مركب على خطأ، وأن هناك هوة شاسعة بين ما هو كائن وما يجب أن يكون ، وأنه سيتوب يوماً ما إلى الله، ويجد طريقة في غسل ذنوبه وتقويم انحرافه، وهو يعاني – بطبيعة الحال- من عقدة الشعور بالإثم بشكل متواصل.
ونحن لا نريد أن نشمل في حديثنا هذا جماعة المخرفين الذين يجعلون من وجوب دخول المرحاض بالرجل اليسرى، والتعوذ من الخبث والخبائث لردع الشياطين قُبيل هذه " الفعلة" مهنة يتكسبون فيها من الرعاع، وهؤلاء يزيدون بالطبع من توسيع الهوة بين الحياة النظرية والعملية، وإنما نريد فقط أن نخاطب العلماء من المسلمين الذين بالغوا أشد المبالغة في اعتبار السنة النبوية وحالة الصحابة في عهد الإسلام الأول مثلاً يجب أن يحتذى به بدقة بالغة في كل زمان ومكان وظرف.
وليس أدق من البدء في هذا الموضوع من اعتبار أن السنة نفسها تتضمن أحاديث تطلب فيها من المسلمين عدم تدوين السنة النبوية ، فالرسول بالذات قد نهى عن تسجيل السنة، وقال: "لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"(1). وقال أبو سعيد الخدري: "أستأذنت النبي (ص) أن اكتب الحديث فأبى أن يأذن لي"(2) . ويرى المقلدون أن الرسول قد غير رأيه فيما بعد، وسمح لبعض الصحابة أن يسجلوا السنة النبوية ، وحجتهم في ذلك أن النبي خشي في بادئ الأمر أن يختلط القرآن بالحديث، وعندما اطمأن إلى عدم حصول ذلك سمح بتدوين السنة، فالخطابي يقر بأنه " نهى الرسول(ص) عن كتابة الأحاديث أول نزول الوحي مخافة التباس أقواله وشروحه وسيرته بالقرآن"(3) . وهل لعاقل أن يتصور أن يكون هذا التعليل منطقياً للنهي عن كتابة السنة؟! وهل يصعب -خاصة على من كان الله من ورائه- أن يفصل السنة عن القرآن، ولاسيما انه من المفروض أن للقرآن أسلوبه الإعجازي المتميز عن كل ما كتبه البشر، ثم إن الله نفسه ينصّ في التنزيل: "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون" ويطمئن النبي بأن لا يقلق بشأن حفظ القرآن: إن علينا جمعه وقرآنه فكيف يخشى الرسول اختلاط سنته بما أراد الله حفظه أبد الدهر؟! وإذا سلمنا أن الرسول استطاع تحقيق هذا الفصل بعدئذ – حسب رأي المحدثين- فلم لم يستطعه قبلئذ؟!
وإذا افترضنا أن الصحابة قد امتثلوا لأمر النبي بإتلاف كل ما كتب عنه في بادئ الأمر – على الرغم من أن كتب المحدثين لا تعالج هذه المشكلة – فهل من المنطق أن نعتقد أن ضياع هذا الجزء القيم من السنة النبوية، بالإضافة إلى القسم الكبير من السنة الذي أتلفه الصحابة بعد وفاة الرسول وخاصة ابو بكر، لإقرارهم بعدم إمكانية نقل الحديث بدقة علمية(4)، كان عبثاً تاريخياً لا أكثر؟!
وفي اعتقادنا أن السبب الفعلي لنهي الرسول أصحابه عن كتابة السنة، هو خشيته من أن يحصل ما حصل سابقاً في عدد من الأديان، وهي أن للعامة نزعة ملحّة، ليس في تمجيد الأنبياء أكثر مما ينبغي فحسب، بل وفي تأليههم أيضاً دون أن يشعروا، وفي حديث ابي هريرة: خرج علينا رسول الله ونحن نكتب الاحاديث فقال: ماهذا الذي تكتبون؟ قلنا: احاديث سمعناها عنك. قال: اكتابا غير كتاب الله تريدون؟ ما اضل الامم من قبلكم الا ما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله (5). وهذا هو نفس السبب الذي حدا بعمر بن الخطاب إلى الامتناع عن تدوين السنة النبوية: عن عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن، فاستشار في ذلك أصحاب رسول الله، فأشار عليه عامتهم بذلك، فلبث عمر شهراً يستخير الله في ذلك شاكاً فيه، ثم أصبح يوماً، وقد عزم الله له، فقال:"إني كنت قد ذكرت لكم من كتابة السنن ما قد علمتم، ثم تذكرت، فإذا أناس من أهل الكتاب قبلكم، قد كتبوا مع كتاب الله كتباً، فأكبوا عليها ، وتركوا كتاب الله ، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبداً " فترك كتابة السنن(6) . وحتى في عهد معاوية حينما دخل عليه زيد بن ثابت سأله معاوية عن حديث، فأمر انسانا يكتبه، فقال له زيد: ان رسول الله أمرنا ان لانكتب شيئا من حديثه، فمحاه (7 ).
ولقد يقول قائل لماذا الوثوق باحاديث تنكر كتابة السنة بينما هناك احاديث اكثر تثبتها! وجواب ذلك ان هذه الاحاديث مصنفة على انها "سلبية" من وجهة نظر المؤرخين الحريصين على السنة وهم الكثرة الغالبة، وكثيرون يشككون بها ومع ذلك حفظها التاريخ، فاحتمالية صحتها اكثر من الاحاديث التي تشجع على كتابة السنة. ولو ان الرسول غير رأيه في كتابة السنة كما يدعي المدعون لكان هناك حديث واضح بذلك كأن يقول الرسول مثلا: كنت قد نهيتكم عن كتابة السنة لسبب كذا وكذا والآن أسمح لكم لزوال هذا السبب... الخ. أضف الى ذلك لايوجد حديث واحد يدعي ان الرسول قد املى او راجع او صحح او اشرف او حرص على كتابة السنة باي شكل من الاشكال كما فعل بالقرآن. واذا كان الرسول فعليا سمح لبعض الصحابة من امثال عبد الله بن عمرو من تدوين الحديث فنحن لا نعرف ماذا كتب هؤلاء وخاصة بما يتعلق بالاحاديث الطويلة والخطب بذاكرتهم المحدودة، وهل ما يدعى بالصحيفة الصادقة بشكلها البدائي وصلت للبخاري مثلا ام انها نقلت مشوهة عن طريق عدة اجيال! اما الأحاديث المروية عن ابي هريرة فالحل واضح لاضفاء الثقة عليها: فالرسول دعا الله له ليجعل من ذاكرته مسجلة الكترونية لأنه باعترافه لم يكن يكتب.
والأهم من ذلك أن القرآن قد شمل كل شيء يتعلق بالأصول، وترك الفروع للاجتهادات الشخصية التي تلائم كل زمان ومكان وظرف، قال تعالى:  ما فرطنا في الكتاب من شيء وقال:  اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً. فالقرآن مثلا لم يحدد موضوع الزكاة ، وترك ذلك عمداً للزمان والمكان وربما للحاكم حسب ظروف مجتمعه. ولا شك أن الزكاة المحددة حسب الاجماع الإسلامي باثنين ونصف في المئة غير مناسبة في زمننا الحاضر، لأنها تعتمد أيضاً على الإحسان الفردي "الاعتباطي" الذي لا يمكن الاعتماد عليه في إنشاء أي نظام اقتصادي متكامل. فقد تكون الضريبة التصاعدية مثلاً أنجع من الزكاة بمفهومها التقليدي في معالجة الغنى الفاحش، ومحاولة تضييق الفجوة بين الأغنياء والفقراء. والقرآن لم يفرض الحجاب المعروف على المرأة وإن إجماع العلماء على جواز إظهار وجه المرأة وكفيها فقط، إنما هو من اجتهاداتهم الخاصة ونظرتهم المتحجرة واعتمادهم المطلق على التواتر الموروث والمشوه من السنة، فلا توجد آية واحدة في القرآن تحدد بوضوح كيفية الحجاب، وإنما هناك بعض الآيات تطلب من المسلمات الاحتشام، وحجب بعض المناطق الحساسة في أجسامهن، وعدم التبرج. وهذا ايضا ينطبق على اطلاق اللحية التي يتباهى بها السلفيون فهو تقليد اجتماعي من ايام الجاهلية ويستوي في ذلك أئمة الجاهلية والاسلام. اما رجم الزاني فيدعي المقلدون ان الرسول قد فعل ذلك بنفسه اعتمادا على آية يوردها التراث بعدة صيغ ويدعون انها منسوخة لفظا ولكن يعمل بها، وانا لاأعرف كيف تطبق آية لم تضمن في القرآن المعروف بمصحف عثمان وليس هناك اي حكمة من "نسخها لفظا ولكن يعمل بها"! ولاشك ان الذين يطبقون هذا الحكم هم آثمون، وكأن الحياة لاتستقيم الا بتنفيذ الرجم حتى الموت على مسألة شخصية يفعلها الغالبية العظمى من الناس بما في ذلك رجال الدين في الماضي والحاضر والمستقبل. وحسب المنطق الديني لايمكن لحديث ان ينسخ آية الجلد المذكورة في القرآن والتي لاتفرق بين اعزب ومتزوج. اما قتل المرتد والذي يعتمد على حديث "من بدل دينه فاقتلوه" فالقرآن يناقضه بان ترك عقوبة المرتد لله "يعذبهم الله عذابا اليما في الدنيا والآخرة" وليس للبشر.
ثم إذا سلمنا مع المقلدين أن القرآن نفسه يدعو إلى اتباع السنة، فالمعروف تاريخياً- ويعترف بذلك جميع المقلدين- ان الغالبية العظمى من السنة لم تُدّون مباشرة، وإنما بُدئ فعلياً بتدوينها بعد أكثر من مئتي سنة من الهجرة، وكانت تُجمع من ذاكرة "المعنعنين" . وإذا كان أبو بكر الصديق –وغيره الكثير- "يجمع بعض الأحاديث ثم يحرقها" خشية منه أن تكون الذاكرة قد خانته في تسجيل ما قاله الرسول فعلا(8) ، وهو من أقرب المقربين له ، فكيف لمن عاش مئتي سنة أو أكثر بعد وفاة الرسول أن يستوثق بأن لفظ هذا الحديث هو فعلاً من قول النبي، وليس من وضع المغرضين؟!.
ويتأسف الدكتور صبحي الصالح من أن " ورع الصحابة كان يحملهم على إتلاف ما كتبوه من الأحاديث لأنفسهم مخافة أن تكون الذاكرة قد خانتهم" (9)، وهذا الإتلاف يشمل الكثير من الصحف من أمثال صحف ابن عباس وأبي هريرة، التي يدّعي المقلدون أن الرسول سمح بكتابتها(10).
ولا أدري لِم الأسف إذا كان الله لا يريد – ظاهراً- للسنة النبوية أن تُحفظ وتُتبع كالقرآن، أو إذا كان الله لا يريد شريكاً مع كتابه. وهذا الأسف هو دليل واضح على أن المقلدين يريدون الحفاظ على السنة، مهما كانت المكانة التاريخية المهلهلة التي تحتلها.
أضف إلى ذلك أن الآيات التي تحض على اتباع الرسول وطاعته إنما هي آيات عامة، تخصّ في معظم الحالات من عاصره، فالله أمر من عاش مع الرسول أن يطيعه، كما هو الحال في إطاعة  أولي الأمر منكم .. والرسول نهى أصحابه أن يسجلوا سيرته، ويجعلوا من هذه الطاعة وغيرها قرآناً آخر.
أما في الحالات المتبقية، فهذه الآيات تعني أن الرسول يجب أن يتبع لأنه أنما ينفذ أمر الله بما أتى به القرآن. فالآية  وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى تعني على وجه الخصوص القرآن، وليس القرآن والسنة كما يدعي المقلدون. فالرسول ليس معصوماً عن الخطأ، وإن هو إلا وحي يوحى فيما يتعلق بنقل القرآن للناس، وليس في تصرفاته الشخصية. وإذا كان الرسول معصوماً عن الخطأ، فكيف نوفق بين الآيات التي تدل على خطأ الرسول بالذات : لم أذنت لهم…  و  … عبس وتولى ، أن جاءه الأعمى، وما يدريك لعله يتزكى، أو يذكر فتنفعه الذكرى ، أما من استغنى فأنت له تصدّى …  و  … ولو شاء ربك لآمن من في الأرض أو أنت تجبر الناس على أن يكونوا مؤمنين…  و يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك…  . واذا صح الحديث الذي يظهر خطأ الرسول بعدم تأبير النخل والذي ينتهي ب: "أنتم اعلم بأمور دنياكم" فان ذلك يدل بشكل واضح على ان الرسول بشر يخطىء ويصيب.
وفي رأينا أن القرآن بشكل متعمد خطّأ الرسول في مناسبات عديدة، حتى لا يؤلهه الناس، كما فعلوا في حالة عيسى من قبله. ولا شك أن هذه الآيات حُفظت لنا كأمثلة واضحة على أن الرسول غير معصوم عن الخطأ ، وإنما هو " بشر مثلكم" فكيف يصرّ هؤلاء المقلدون ، بعد هذا كله، على التقليد الأعمى للرسول، ليس في أمور دينهم فحسب، بل وفي أمور دنياهم وفي أخصّ الخصوصيات في حياتهم الشخصية؟!.
ثم إن القرآن نفسه، سرد جزءاً كبيراً من سيرة الرسول، والاستنتاج من ذلك هو أن الله يريد هذا الجزء فقط أن يحفظ، وأن يتخذه الناس مثالاً في حياتهم. أضف إلى ذلك أن السيرة المحمدية الموجودة في القرآن قد نقّحها الله بنفسه، بمعنى أنه صحّح أخطاء وهفوات الرسول أو أقره على سلوكه وبارك خطواته. بينما لا يستطيع أحد الإدعاء أن الله اتبع نفس الأسلوب في الحديث.
ويزعم المقلدون أن العلماء قد أوجدوا منهجاً علمياً دقيقاً لتمييز الحديث الصحيح من الموضوع. فالدكتور صبحي الصالح يقرّ أن هناك خمس قواعد كانت تتبع لمعرفة أسلوب الوضاعين. الأول : اعتراف الواضع نفسه باختلاقه الأحاديث، والثاني: اللحّن والركة، والثالث: مخالفة العقل والحس، والرابع: المبالغة بالوعد والوعيد، والخامس: الانتصار لهوىً شخصي(11). فإذا لم يعترف الواضع بوضعه، ولم يلحن وكان أسلوبه بعيداً عن الركة، ولم يأتِ بشيء مخالف للعقل والحس، أو لم يبالغ بالوعد والوعيد، وتجنب إظهار تحيزه لهوىً شخصي، لوفق في وضعه، واستطاع على هذا الأساس تحقيق غرضه بشكل غير مباشر.
وهل يصعب تحقيق هذه الشروط الخمسة العكسية لمن كان يضمن أنه بوضعه هذا يحقق أشياء وأشياء، منها المادي كالتقرب إلى الحكام، ومنها المعنوي كالانتصار لمذهب معين والتعالم على العامة!؟ أضف إلى ذلك أن هناك الكثير ممن دخلوا الإسلام نفاقاً لتحقيق بعض المآرب، وكان همهم الوحيد تشويه الدين الجديد، فاختلقوا الأحاديث لهذا الغرض. وحسب قول حمّاد بن زيد :"وضع الزنا دقة أربعة عشر ألف حديث"(12) . ولم يقتصر الوضع على أولئك المغرضين، فقد تعداه إلى بعض العلماء الذين كانوا يعتقدون أن المبالغة في الترغيب والترهيب ، إنما هي عنصر أساسي في جلب العامة إلى التدين. فألفوا ما ألفوا ، ونسبوا ذلك إلى الرسول ، وهم يعتقدون أنهم يحسنون صنعاً. قال يحيى القطان: " ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه فيمن ينسب إلى الخير" (13).
والمعروف تاريخياً أن الوضع بدىء في سنة إحدى وأربعين بعد الهجرة في عهد علي بن أبي طالب ، حينما بدأت المذاهب الإسلامية تتشكل (14) ، وأنه بُدئ فعلياً بتدوين السنة بعد أكثر من مئتي سنة من الهجرة في عهد البخاري المولود في عام 194 للهجرة، فكيف يمكن للمقلدين أن يدّعوا أنهم استطاعوا أن يميزوا الخبيث من الطيب، وأن يحققوا معجزة يصعب تحقيقها في عصرنا التكنولوجي هذا ؟! فرغم أحدث الأجهزة الإلكترونية المستخدمة الآن في بثّ الإعلام، كثيراً ما نسمع أن أحد القادة السياسيين البارزين كالرئيس الأمريكي مثلاً، نفى ما نُسب إليه من إدعاآتٍ حول كذا وكذا.
وإذا رجع كل إنسان منا إلى نفسه، وهو يتذكر أنه يروي قصة ما، لعرف أن روايته لهذه القصة لا بدّ أن يشوبها بعض المبالغة أو الحذف أو إكمال ما هو ناقص أو إنقاص ما هو محرج، حسب الحالة النفسية، حتى لو كانت هذه القصة لا تخصه مباشرة، فكيف إذا كان لها صلة وثيقة بحياته ؟!.
نفعل ذلك كلنا دون استثناء بشكل واعٍ أو غير واع وبدرجات متفاوتة. والرسول كان يعرف ذلك حق المعرفة فخشي أن يشوه القرآن بذاكرته الإنسانية، ولكن الله طمأنه  لا تحرك لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه".
استغفر الله، فلقد نسيت أن ناقلي الحديث كانوا يتمتعون بذاكرات " ذهبية" تعدل "المسجلات" في يومنا هذا ، وبموضوعية علمية لم يعرفها التاريخ من قبل، ولا من بعد، مما جعل الكثير من المستشرقين "المتآمرين على تراثنا" يهزأون بسذاجة علمائنا.
والمقلدون يريدون أن يقنعوا أنفسهم بشتى الوسائل أن السنة النبوية التي يتبعونها لا يتعداها الشك، ولا يأيتها الباطل، فالدكتور صبحي الصالح يستنتج بكل اطمئنان: " على أننا – نحمد الله- أن حفظ دينه من عبث العابثين ، وكلام نبيه من كذب الوضاعين بما قيض للأمة من علماء أمناء مخلصين مازوا الخبيث من الطيب، وعرفوا أسباب الوضع، وجرحوا الوضاعين ، وكشفوا معايبهم، وألفوا الكتب في الموضوعات يجمعونها، وأحياناً يحفظونها، لكيلا يلتبس عليهم شيء"(15). ثم يتابع مطمئناً: "وأشهر الكتب في الموضوعات هو "الموضوعات" لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي" . وبعد شرح محتويات الكتاب يستنتج هو نفسه أن ابن الجوزي "حكم… بالوضع على بعض الصحاح والحسان"(16) . ويورد أن " ابن حجر وجد أربعة وعشرين حديثاً من المسند، أوردها هذا في كتابه على أنها موضوعات، فرد عليه حكمه، ودافع عن صاحب المسند الإمام أحمد بن حنبل"(17) ، ثم يستطرد "واستطاع السيوطي في ذيله على هذا الكتاب أن يستخرج من موضوعات ابن الجوزي أربعة عشر حديثاً أخرى"(18) ويورد أخيراً مشيراً إلى " الموضوعات" : "فيه من الضرر- كما يقول ابن حجر - أن يظن ما ليس بصحيح صحيحاً"(19).
فإذا كان كتاب ابن الجوزي- وهو حسب آراء المقلدين – أشهر الكتب التي عرّت الوضاعين، يتصف بالتسرع والحكم على " ما ليس بصحيح صحيحاً"، وإذا كان العلماء يختلفون في عدد الأحاديث الصحيحة بشكل متباين في كتاب واحد، رغم محاولاتهم الفاشلة في إظهار وجهة نظر موحدة حول هذا الموضوع فكيف الإطمئنان إلى أن السنة النبوية نُقلت إلينا بدقة علمية بالغة وموضوعية فريدة من نوعها، لا يتسرب إليها الشك؟!
ولعمري لو أراد الله من المسلمين أن يتبعوا السنة النبوية لحفظها كما حفظ القرآن، ولكن الله لا يريد ظاهراً من عباده، أن يكونوا مجرد آلات أو ببغاوات، يتبعون في كل شيء وعلى شكل أعمى إنساناً يُخطئ ويصيب، فالمهم ، حسب القرآن ، أن يتبع المسلم عدداً محدوداً من العبادات للتقرب بها إلى الله ، وأن يعمل صالحاً في مجتمعه، ويجتهد ما استطاع وحسب قدرته الشخصية في إيجاد طريقة "مناسبة" يعيش بها، بما يتفق والزمان والمكان والظروف التي يحياها.
وعلى أساس الاتباع الأعمى للسنة، فقد استنتج الغربيون أن الإسلام هو دين جامد - على خلاف المسيحية المعاصرة في الغرب- يقيد الإنسان في حياته ومسلكه ومأكله ومشربه، وفي جميع حركاته وسكناته، ولا يترك له مجالاً للتفكير الإفرادي الأصيل في أي شيء ، وهم غالباً ما يشيرون للإنسان المسلم: بمحمدي Mohammedan لملاحظتهم أن المسلمين يتبعون نبيهم في كل شيء، في حياتهم الخاصة والعامة.
ولا شك أن هذا الانطباع في أغلبه ، موروث عن التمسك الحرفي للمسلمين بالسنة النبوية، وحقيقة الأمر أن الشريعة الإسلامية المعتمدة على القرآن ، لا تشمل إلا جزءاً ضئيلاً من حياة الإنسان ، وبنفس الوقت تتضمن جميع الأصول، ولا تتعدى في حجمها بضع صفحات. ولو تمسك المسلمون المعاصرون بالقرآن فحسب ، لوجدوا أن هناك مرونة ما بعدها مرونة في معظم الأحكام، وأن الإسلام على عكس ما يدعي الغربيون والمقلدون على حد سواء، دين سموح يعظم الفردية والإبداعية في التفكير والاجتهاد في معظم الأحكام الشرعية. فالجهاد الذي هو مثار جدل كبير الآن يجب ان يفسر على ان معظم آياته محلية ولاتنطبق علينا بحرفيتها نظرا لتغير الظروف، وعلى ان الدولة هي التي تحدد معنى الجهاد وليس جماعات منشقة ومتشددة ومتصلبة وخارجة عن القانون، وجيش هذه الدولة والشرطة والمخابرات كلها تقوم بدور رائع في الجهاد وذلك بحفظ الأمن والأمان في المحتمع.
والقرآن لا يثقل الإنسان بالعبادات والطقوس التي يكررها العامة كالببغاوات، وهم يفكرون بنفس الوقت في أمور دنياهم. فلحظة خشوع صادقة بين يدي الله خير من تأدية كثير من هذه الطقوس التي قد يكون لا معنى لها، والتي ورثناها عن السنة، والموضوع طبعاً ليس بالكم بل بالكيف.
وشخصياً لم نشهد مرة في حياتنا صلاة التراويح تؤدى برزانة واتزان وخشوع، وإنما تؤدى بسرعة رهيبة كأنها واجب غليظ يجب التخلص منه، وذلك لعددها الضخم وتأديتها بعد العشاء مباشرة. أي أن " السنّوي" يصلي ثلاثاً وثلاثين ركعة في وقت واحد. ويقال إن الرسول صلى التراويح مرة ثماني ركعات وأخرى اثني عشرة ركعة، على نحو متقطع ، فجمع " أهل الخير" العددين حتى أصبح عشرين ركعة. وهذا الجمع – برأينا – هو دليل واضح على أن المقلدين كانوا يزيدون بشكل مستمر في الطقوس الدينية، ويثقلون العبء على المسلمين أكثر بكثير مما ينبغي. ومن هنا، وبسبب صعوبة هذه الطقوس، يشعر المسلم العادي الذي لا يستطيع تأديتها بفجوة كبيرة بين حياته النظرية والعملية.
وإذا كان الرسول لم يصلّ التراويح عشرين ركعة فكيف يبيح المقلدون لأنفسهم زيادة صلاة التراويح فوق ما كان يؤديه الرسول نفسه، ويجعلون من ذلك تقليداً ثابتاً يجب أن يُتبع؟!.
ويُدخل المقلدون في عقول العامة بأنهم مقصرون أشدّ التقصير، خاصة إذا ما قورنوا " بسجلات" الأوليين، وعبارة " أين نحن منهم" شائعة جداً بين العوام ، وكأن " الأوليين" جبل يستحيل الصعود إليه. فمهما صلى الإنسان العادي، ومهما كرر الطقوس الدينية التي ابتدعها له " السنّويون" تدريجياً، فإنه – لابد – يشعر بتقصير غريب وبتأنيب ضميره المتواصل، وبعقدة نقص تجاه" الأوليين" . وهذا الموقف طبعاً مضر كثيراً بالصحة النفسية. وكل باحث موضوعي يدرك أن حياة " الأوليين" إنما هي حياة عادية. فيها السلبي والإيجابي، ولكن التاريخ حفظ لنا جانباً واحداً فقط، لأسباب سياسية واجتماعية ودينية. زد على ذلك أن خيال "السنّويين" و" أصحاب الخير" من المؤرخين، أضاف بشكل مستمر إلى هذا الجانب، حتى جعل من هؤلاء البشر" أنصاف آلهة" و"أصناماً" يتوجب عبادتها. وأسخف حديث شائع بين السذج (من العلماء والعوام) ان للرسول جارا يهوديا يضع الزبالة على بابه يوميا ثم مرض هذا اليهودي فاستفقده الرسول ونتيجة هذا الموقف أسلم الرجل! ويعادله سذاجة حديث تعرض الرسول لعملية جراحية لنزع الشيطان من قلبه! اما حديث ان المسلم المؤمن قد يزني او يسرق ولكنه لايكذب فالرد عليه بانه غير واقعي فلا يوجد انسان لايكذب بطريقة او باخرى ومن هو المسلم الذي يزني او يسرق وهو صادق علما ان كلا العمليتين مبنيتان على الخداع والكذب! ومن هو الغبي الذي يزني ويخبر زوجته بكل صدق بمافعل اذا شكت به!
ومن المؤسف أن زمننا الفكري الذي نعيشه الآن لا يسمح بثورة عارمة على تمجيد السنة على حساب القرآن، وعلى حساب الحرية الفردية والشخصية للمسلمين. فلقد بلورَ هؤلاء المقلّدون السنة النبوية، ووضعوها في قوالب وكأنها كتاب سماوي آخر ، يجب أن يتبع بحذافيره. وهذا ما خشي منه الرسول، وفيما بعد عمر بن الخطاب بشكل خاص، كما يدل حديثه الوارد آنفاً . فمن خرج عن هذا التقليد يُعتبر كافراً، ويجب أن يُحارب. وهناك مقاييس دقيقة عند " السنّويين" يكفرون بسهولة على أساسها من أرادوا . ولو أن هؤلاء المقلدين بينوا لعامة الناس ما حفظه لنا التاريخ من الظروف التي تم فيها نقل السنة، وما طرأ على كثيرٍ منها من تعديلات وإضافات، تلائم المذاهب الإسلامية المتعددة ونزوات المتشددين من المرهبين والمرغبين، وما اعتقد ذوو الذاكرات العجيبة من أن الرسول قال هذا فعلاً وبهذا اللفظ بالذات، لتحرر الناس – ولو نظرياً- من هذا التقليد الذي يسيطر على حياتهم الخاصة والعامة بكل دقائقها.
ونحن لا ندعو إلى نبذ السنة النبوية كلها. فهناك أمثلة رائعة من حياة الرسول، قد حفظها لنا التاريخ ، ويجب قراءتها وتذكير الأجيال بها، ولكن هذه يجب أن تُقرأ على أساس أنها تاريخ وتاريخ فحسب لنبي عظيم، ولكننا نعارض أشد المعارضة أن يُقلّد الناس حياة إنسان بكل خصائصها، ولا سيما أن هذا الإنسان غير معصوم عن الخطأ، وأن التاريخ لم يحفظ لنا السنّة كما حفظ القرآن.
وعلى عكس رأي الدكتور صبحي الصالح الوارد آنفاً، والذي يحمد الله على أنه "حفظ" السنّة، فالحمد لله على أنه لم يمكّن السنة النبوية من مزاحمة القرآن، وأنه سخر ظروفاً جعلت نقل هذه السنة موضع الشك، ونثني على الله لأنه خفف عنا في القرآن الطقوس الدينية إلى الحد الأدنى. وترك لنا الخيار في طريقة تأدية معظم هذه العبادات، وأعطانا الحرية الشخصية الكافية لنقود حياتنا بالطريقة التي نراها، و حسب الزمان والمكان والظروف، مهتدين بذلك بالقرآن الكريم وسيرة الرسول العظيم التي يذكرها القرآن بشكل خاص.

الهوامش والمراجع:
1- صحيح مسلم 8/224 من حديث أبي سعيد الخدري. دار الطباعة العامرة: 1329- 1332هـ .
2-الخطيب البغدادي، تقييد العلم 32، دمشق 1949م.
3-الخطابي البستي، معالم السنن 4/184، حلب 1351هـ.
4-أنظر: د. صبحي الصالح، علوم الحديث ومصطلحه، دار العلم للملايين. بيروت ط3 – 1965- ص11.
5-مسند احمد بن حنبل 3/12. دار المنهاج للنشر والتوزيع: 2011 .
6-تقييد العلم، ص50، وانظر ما يقاربه في جامع بيان العلم: 1/64، وطبقات ابن سعد 3/1 ص 206 ، وكنز العمال للمتقي الهندي : 5/239.
7-الخطيب البغدادي، تقييد العلم 33،34،33.
8- شمس الدين الذهبي، تذكرة الحفاظ: 1/ 5- ط 30- 1955م.
9-علوم الحديث ومصطلحه ، ص31.
10- علوم الحديث ومصطلحه، ص31.
11-علوم الحديث ومصطلحه، ص 263.
12- السيوطي، التدريب ص ، 103/ ط . مصر 1307هـ.
13- محمد الصنعاني، التوضيح ، القاهرة ط1 ، 1366هـ.
14- علوم الحديث ومصطلحه، ص263.
15- علوم الحديث ومصطلحه، ص271.
16- علوم الحديث ومصطلحه ، ص271.
17- علوم الحديث ومصطلحه، ص271.
18- علوم الحديث ومصطلحه، ص271.
19- التدريب ص 100، وعلوم الحديث ومصطلحه ص 272.



#طارق_مصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ليتها بقيت اسماً-، أكرم شلغين


المزيد.....




- بعد مظاهرة داعمة لفلسطين.. يهود ألمانيا يحذرون من أوضاع مشاب ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف ميناء حيفا بصاروخ -الأرق ...
- يهود ألمانيا يحذرون من وضع مشابه للوضع بالجامعات الأمريكية
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف ميناء حيفا الإسرائيلي بصاروخ ...
- المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها ...
- الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة
- أقباط مصر يحتفلون بعيد القيامة.. إليكم نص تهنئة السيسي ونجيب ...
- إدانات لإسرائيل.. إسطنبول تستضيف مؤتمرا دوليا لمكافحة العنصر ...
- مفتي رواندا: المسلمون يشاركون بفاعلية في تنمية الدولة
- هاجروا نحو -الجنة- في أوروبا... أسر تونسية تبحث عن أبنائها ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق مصلح - السنة النبوية: بين الشك والتحديث