أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الاخرس - سقوط إيران حتمية قائمة















المزيد.....

سقوط إيران حتمية قائمة


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 5748 - 2018 / 1 / 5 - 23:58
المحور: المجتمع المدني
    


الباحث في التركيبة الهيكلية للنظام الإيراني يدرك إنه أمام نموذج أوحد في العالم الذي يتكون من هيكل سلطات معقدة التركيب تعود بسلطتها الرئيسية إلى ما يطلق عليه ( ولاية الفقيه)، وهي الولاية المطلقة للإمام والمرجعية الدينية والسياسية التي تتمتع بسلطات واسعة (شبه مطلقة) ، ثم تأتي هيئات دستورية تتمتع بسلطات واسعة وكبيرة، ويطلق لها اليد في تحديد صلاحية المرشحين للعملية الإنتخابية الإيرانية وفق هوية النظام العقائدية الدينية، الأقرب للأنظمة الشمولية التي تمارس العمليةى الديمقراطية بشكليتها وليس بجوهرها، وهذا ما أسس له النظام الإيراني بعد ثورة 1979 والذي اتخذ خطًا ثوريًا راديكاليًا من العديد من القضايا الاقليمية والعالمية، وهو ما انعكس على موقفه من بعض القوى وعلى وجه التحديد الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، واستطاع من خلال هذا النهج والخط- أن يستقطب قطاعات واسعة من الشعوب الإسلامية والعربية حتى اندلاع الحرب العراقية - الإيرانية في العقد الثامن من القرن الماضي، وهي الحرب التي اكتسبت من خلالها الجمهورية الإيرانية خبرات دافعة وقوة عسكرية، وعلمية استطاعت من خلالهما بناء بنى تحتية في العديد من المجالات أهمها المجال العلمي، والمجال العسكري ومواكبة التطور العالمي ممار فرضها قوة اقليمية صاعدة وواعدة، برز دورها في المنطقة عقب سقوط بغداد عام 2003 والتي حققت منها إيران انتصارات كبرى أهمها صعود شيعة العراق إلى رأس الهرم السياسي العراقي، وتحول العراق من عدو إلى صديق وحليف، وكذلك نجاح إيران تأمين حدودها مع أفغانستان وتحييد ضربات القاعدة من مواجهتها بعدما استضافت قيادة الأخيرة بعد غزو أفغانستان واحتلاله أمريكيًا، أي أن ايران استطاعت بسياساتها العامة مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية سواء في العراق أو أفغانستان، وحافظت على ثوريتها وخطها الثوري الذي أطلقته عام 1979، كما ولا زالت تدعم قوى المقاومة في المنطقة وعلى وجه التحديد في لبنان وفلسطين، وتبلور حلف ممانعة قوي ومتماسك كان له الكلمة الفصل في الأزمة السورية، وازداد عنفوان وقوة وصلابة مع دخول روسيا في المواجهة بجانب هذا الحلف، ورغم خروج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلا أن إيران لم تغامر وتقطع الطريق مع الحركة بل حافظت على التوازن في التعامل مع الحركة، مما يؤكد قدرة إيران على القراءة الإستراتيجية لمستقبل المنطقة، ومستقبل الأحداث ونجاح مراهناتها بعيدة الأفق، وما يؤكد ذلك عودة ححركة حماس للحلف (الممانعة) ولإيران بعد الإنتخابات الداخلية الأخيرة في الحركة، كذلك حفاظ إيران على علاقة متوازنة مع تركيا، وتجنيب العقلية المذهبية في الصراع ونسج العلاقات مع العديد من القوى الإقليمية، عكس الدول العربية على وجه العموم وخاصة(السعودية) التي تأجج الصراع المذهبي في المنطقة، وخلق بؤر توتر مذهبية، ومنح الصراع هوية مذهبية فشلت في تحقيق أي فوائد لها حتى راهن اللحظة، بل وواجهت السعودية والخليج العربي ضربت مشددة من قوى سنية راديكالية مثل القاعدة سابقًا، وارتد الصراع لأعماقها عكس الساحة الإيرانية التي لم تواجه هذا الخطر، وهذا يدلل أن إيران تسير وفق خطط إستراتيجية ممنهجة، تتحرك وفقها وتحقق من خلالها انتصارات سواء على المستوى السياسي أو العسكري، وكذلك الديبلوماسي في كل معاركها التي خاضتها بما فيها معركة البحرين التي تعاملت معها إيران بحنكة ولم تصل بمستوى الصراع إلى صدام عسكري مذهبي بل تاملت مع الأزمة البحرينية بحنكة وعمق مستقبلي وحافظت على حالة اللاسلم اللاحرب في البحرين، تاركة للشعب البحريني حق ممارسة نضاله وفق الشكل الذي يراه مناسبًا، ولم تؤجج الصراع الم1هبي كما فعلت السعودية والخليج في سوريا واليمن، وهو يأتي ضمن حسابات دقيقة ومدروسة بعمق يدلل على أن إيران لديها مشروع استراتيجي تسير وفقه بسياسة المراحل والخطوات المركزة.
دخلت إيران العديد من الأزمات أهمها الأزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب حول ترسانتها النووية، حيث واجهت هذه الأزمة بحلف روسي - صيني شكل حماية لها ولقدراتها التسليحية، وحائط صد أمام محاولات الولايات المتحدة الأمريكية من دولنة الصراع، واستصدار قررات دولية تحد من قوة إيران، وتتدخل في شؤونها الداخلية، كما فعلت بالعراق سابقًا، مما يدلل على أن الحلف الإيراني المبلور مع قوى دولية واقليمية حلف مؤسس على شراكة فعلية واستراتيجية قوية ومتينة، ضمن المصالح المشتركة لهذه القوى، وعليه لم تنجح الولايات المتحدة الأمريكية في عزل إيران عن هذا الحلف، أو زعزعة الإستقرار الإيراني الداخلي سواء بتحريض بعض القوى الليبرالية الإيرانية، أو بعض قوى المعارضة للنظام الإيراني وولاية الفقيه، واستطاعت إيران أن تتحخدى وتواجه هذه المحاولات وتعالجها بقدرة كبيرة على قراءة الأحداث والوقائع، وبعقلانية دولة كبرى.
وبالعودة لصلب هذا المقال فإن الدولة الإيرانية تعتبر من الدول الفتية الصاعدة التي تعتمد على العسكرة في السيطرة على قطاعات الشعب الإيراني ومتناقضات المجتمع الإيراني، يساعدها على ذلك نهجها الثوري الذي لا زالت تنتهجه في خطابها وسلوكها العام، كما إنها تعتبر من الدول النفطية الغنية التي يمكن لها معالجة أي أزمات اقتصادية وعدم الخضوع لإبتزاز الدول الكبرى، والقدرة على معالجة الأزمات اعتمادًا على ثرواتها وصناعاتها، ومقدرتها الداخلية، ورغم خروج الشعب الإيراني قبل أيام بتظاهرات ذات عنوانين الأول: الأزمة الإقتصادية، الثاني: الحريات العامةوهما الملفان الأخطر في مواجهة النظام الإيراني والتهديد الأكثر قوة في مواجهة الصمود الإيراني الحالي، وهذين الملفين لا يمكن قهرهما إن انفجر الشعب الإيراني، وربما التجربة السوفيتية مرشدًا حيًا لا زال ماثلًا في التجربة العالمية، وانهيار الامبراطورية السوفيتية بفعل العامل الاقتصادي واهمالها لهذا الملف معتمدة على التسليح والعسكرة، والنظام الشمولي التقليدي المهمين على مقدرات الدولة ضمن سلطات مطلقة للحزب الأوحد، والشخص الأوحد، وهي نفس الأزمة التي تواجه إيران حاليًا ومستقبليًا فالإشكالية التي تواجهها إيران حاليًا، هي القدرة على إدارة هذين الملفين، واتباع سياسة أصلاح شاملة يلتمس الشعب الإيراني نتائجها سواء على المستوى الإقتصادي أو الحريات العامة، وبما أن هذا الأخير يتعارض مع سلطات وأيديولوجيا النظام الإيراني المرتكز لولاية الفقيه، والسلطات المطلقة للمرجع الديني( الإمام) وبعض هيئات السلطة( كمجلس تشخيص النظام) يتطلب إيجاد صياغات واسترارتيجيات جديدة تمنح الشعب الإيراني بعض حرياته المدنية، كما فعل ولي العهد السعودي محمد بن سليمان الذي أطلق يد بعض الحريات وكبل اليد الدينية، تمهيدًا لفرض سيطرته وهيمنته المستقبلية.
إذن فإيران وإن نجحت في مواجهة التظاهرات الأخيرة إلا أنها تواجه خطرًا متزايدًا في ظل هذه الهجمة والمؤامرة الكبرى التي تقف على رأسها العديد من القوى الإقليمية والدولية، فإنها لن تنجح في السيطرة مستقبلًا على صوت الشعب الإيراني خاصة وأن رقعى المعارضة والإحتجاجات تزداد توسعًا شعبيًا بين كل محاولة وأخرى.
وعليه لابد وأن يخض النظام الإيراني عملية مصالحة مجتمعية شاملة وعامة مع كل قوى الشعب الإيراني وتياراته ، واستيعاب واحتواء هذه القوى في ظل شراكة تامة خاصة بعدما تأكد النظام أن هذه القوى قادرة على قيادة الشارع الإيراني وتأجيج الساحة الإيرانية انطلاقًا من القضايا المطلبية المجتمعية، وأن لهذه القوى من يساندها اقليميًا ودوليًا، ولها أيضًا من يتعاطف معها مجتمعيًا حتى من مؤيدي النظام الإيراني سواء على مستوى الداخل الإيراني أو على مستوى الإقليم، فلا يمكن للنظام النأي بنفسه عن صوت المجتمع الإيراني وإن كان هذا الصوت يشكل أقلية في الوقت الراهن، فإيران إن لم تعيد النظر ببعض القضايا الأساسية فهي ورغم قوتها العسكرية قابلة للزعزعة واسقاط نظامها.



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب والاقتصاد والتنمية والعدالة
- السعودية وولادة المملكة الثالثة
- مصالحة برسم وطن
- الإستراتيجية السياسية لحركة حماس بعد الوثيقة
- أيها المفتش أخرج لصك
- الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مواقف صامته
- مصر ومستقبل القضية الفلسطينية
- حماس بين الراديكلية والليبرالية
- غزة والسيادة
- منظمة التحرير الفلسطينية بدائل وحلول
- الفقراء يموتون لا يتحدثون (عمال الأنفاق)
- فاجعة رفح استمرار لحالة الذهول الوطني
- قراءة في نتائج انتخابات حماس الداخلية
- السفارة والإستيطان بعهدة ترامب
- فلسفة المقاومة الفلسطينية
- مؤتمر فتح أزمة لحل أزمة
- مصالحة فتح قراءات وخلفيات
- التيار الثالث ضرورة وطنية
- المشهد الإنتخابي في الخريطة الجيوسياسية الفلسطينية
- الحدث التركي دروس وعبر


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الاخرس - سقوط إيران حتمية قائمة