أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الاخرس - أيها المفتش أخرج لصك














المزيد.....

أيها المفتش أخرج لصك


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 5626 - 2017 / 8 / 31 - 12:35
المحور: المجتمع المدني
    


أيها المفتش أخرج لي لصك؟
أتذكر في صغرنا وصبانا كنا نلعب لعبة يطلق عليها الحاكم والجلاد، فطفولتنا لم تكن تشهد لعب التكنولوجيا والتطور، والإنترنت بل جلها لعب شعبية بسيطة من وحي البساطة التي كانت سمة لحياتنا الخشنة، وطفولتنا الخشنة، ولكنها خشونة تعبر عن واقع مؤلم ولكنه منسجم مع ذاته ومع الأخرين، بسيط لكنه غني بالثقة والمحبة، والعفة. وهذه اللعبة هي أحد التعابير عن واقع لم نعلم أنه ماضي، وحاضر، ومستقبل، حيث كان في أحد أحداث هذه اللعبة يقول الحاكم، أيها المفتش أخرج لصك، وعليه يخمن المفتش من هو اللص إن نجح يتم جلد اللص بما يحكم الحاكم، وإن لم يفلح يحكم على المفتش بالجلد بما يحكم الحاكم أيضًا، وهي المهمة الصعبة للمفتش لأنها تعتمد على قوة ثبات الطفل الذي أوقعه حظه بورقة لص وإتزانه النفسي والجسدي، وهي تحتاج خبرة واحترافية من الطفل لدرء الجلد عن نفسه، وربما هذه الخبرة لم يتعلمها أو لم نتعلمها، ولكن أدركناها بعفويتنا، وبراءة طفولتنا أن اللص الوحيد كان“إسرائيل“ وأن حامي اللص هو اللص الأكبر“ أمريكا“ الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أنه كان يتنامى لآذاننا أن فلان لص لماذا؟ لأنه سرق أموال الثورة، وأموال المنظمة، سرقها لأنه ليس جائع أو محتاج، بل لأنه لص يرتدي ثوب ثورة وسيكبر في المستقبل الزمن ويصبح لص قائد، وثائر، وما أكثر لصوصك أيتها الثورة، حقيقة أدركناها عندما كبرنا واصبحنا ندرك أن عدد اللصوص بالثورة أكثر من عدد شهداء الثورة.
لم نعد نميز بين من سرق قوت فقراؤنا، ومن سرق ثمن بندقية شهيد أو مقاتل أو رصاصة مناضل ليتركه يقتل بلا بندقية، لأننا لم نميز بين أنواع اللصوص، منهم من يصدحون بالشعارات، ومنهم من يتلون علينا الآيات، ومنهم من يخطبون فينا بالمهرجانات والمناسبات، ومنهم من يؤمون فينا بالصلوات... ومنهم من يزورونا بالجنازات...إلخ، فكيف لنا أن نميز بين اللصوص؟.
نعم“ إسرائيل“ اللص الأكبر، وقديسة اللصوص هكذا تعلمنا لأنها سرقت حقنا في الحياة، وفي الأرض، وفي الكرامة، وسرقت مستقبلنا، كما سرقت مستقبل أطفالنا، وأجيالنا، ولكننا نحاكمها ونعاقبها بكرهنا، بقتالنا، بتربية أجيالنا أن هذا اللص لا يغفر له، فهو عدونا وهو قاهرنا فاقتلوه وقاتلوه أينما ثقفتموه، ولكن من يعاقب اللصوص الآخرين؟ من يعاقب من يتولون أمورنا، ويتصنمون على منصات قيادتنا، ومن يحمل صولجان الحق، ومطرقة العدالة ليطرق بها رؤوس اللصوص الذين لم يكتفوا بسرقة أموال الثورة، وأموال الجوعى، وصدقات الفقراء، ومساعدات المقهورين، من يحاكم من يسرقوا الوطن منا ومقدراته، ويسرقوا الوطنية من صدور شبابنا، ويتعملقوا في قتل أجيالنا، من يحاكم من سرقوا - ولا زالوا- يسرقوا حلمنا، وحلم أطفالنا، ومستقبل أجيالنا ويخرجوا علينا مهللون شاهرين بشائر زيفهم، وشعاراتهم لسرقة ما تبقى لنا من كرامة؟ ولم يتبق لنا إلا القول أيها المفتش أخرج لي لصك؟
د. سامي محمد الأخرس
[email protected]
31 أغسطس 2017




#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مواقف صامته
- مصر ومستقبل القضية الفلسطينية
- حماس بين الراديكلية والليبرالية
- غزة والسيادة
- منظمة التحرير الفلسطينية بدائل وحلول
- الفقراء يموتون لا يتحدثون (عمال الأنفاق)
- فاجعة رفح استمرار لحالة الذهول الوطني
- قراءة في نتائج انتخابات حماس الداخلية
- السفارة والإستيطان بعهدة ترامب
- فلسفة المقاومة الفلسطينية
- مؤتمر فتح أزمة لحل أزمة
- مصالحة فتح قراءات وخلفيات
- التيار الثالث ضرورة وطنية
- المشهد الإنتخابي في الخريطة الجيوسياسية الفلسطينية
- الحدث التركي دروس وعبر
- تراجيديا الانتخابات البلدية
- ما المطلوب من تركيا؟
- الدكتور أحمد يوسف بين الوسطية والجدلية
- الانسحاب الروسي من سوريا
- أهداف زيارة وفد حماس إلى القاهرة


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الاخرس - أيها المفتش أخرج لصك