أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - أمنيات العراقيين..هي نفسها من ربع قرن! دراسة سيكولوجية















المزيد.....

أمنيات العراقيين..هي نفسها من ربع قرن! دراسة سيكولوجية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5736 - 2017 / 12 / 23 - 12:02
المحور: المجتمع المدني
    


من عام 1995،اعتدت ان استطلع أمنيات العراقيين بداية كل عام جديد ،لغرضين: الأول،توثيقها لمن سيكتب عن تاريخ العراق الاجتماعي ،والثاني ،دراسة الحالة السيكولوجية للعراقيين.والغريب فيها انني لو جمعتها واطلع عليها الناس لما صدّقوا ان امنيات العراقيين في سنواتهم السبع والعشرين الأخيرة كانت بسيطة للغاية. اليكم بعض امنياتهم في العام (95):( آكل وجبة لحم ولو مرة بالاسبوع برغيف خبز أبيض مونخاله..في 13 سنة حصار )،و (توفر الكهرباء في حر تموز وبرد كانون..في 14 سنة ديمقراطية).والمفارقة،كان طاغية الدكتاتورية يأكل لحم الغزلان المطعم برائحة الهيل والشعب يأكل خبز النخالة المعجون برائحة الصراصير،فيما كان حكام أحزاب الاسلام السياسي ينعمون بالكهرباء والشعب يتبرّد بالمهفة في الصيف وتغرق بيوته في الشتاء،ويأكلون ما لذ وطاب من الأكل والشراب،وسبعة ملايين عراقي صاروا تحت خط الفقر بسببهم.
وفي العام 2012 تمنى الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني ان يكون العام الجديد "عاما لترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية والتعايش المشترك على قيم العدل والمساواة ولترسيخ الأمن والإستقرار وتنظيف البيئة الوطنية من عوامل الشر والإرهاب والجريمة والفساد"..وللأسف فان ما حصل كان عكس ما تمنى.فباستثناء التخلص من الأرهاب عسكريا ،فان العراقيين ما يزالون يتمنون تحقيق الأمن،الذي يعد ثاني اهم حاجة سيكولوجية في هرم حاجات الانسان لكونها تتعلق بحاجة الانسان الى البقاء.
وفي آخر شهر من عام( 2015) استطلعنا القرّاء بسؤالين:

بماذا تصف عام 2015 بايجابياته وسلبياته؟..فوصفوه بأنه:(عام الحروب والفقر والألم،والتوتر والصراعات ،وقلّة الخيرات وتقشف الحكومات،وعام الحزن على هجرة الشباب العراقي..وعام ماساة النازحين.ومنهم من سخر قائلا:(الله يخليك دكتور..ليش هي اكو ايجابيات)،فيما كانت توقعات المتفائلين لعام 2016 بأنه سيشهد:(تغييرا على الصعيد السياسي افضل بفعل زيادة الوعي الشعبي لصالح القوى المدنية،وسيكون الاحتجاج اكبر،وستنهار المحاصصة،والعام الذي سيؤدي فيه السخط الشعبي الى ان يتوحد العراقيون،والعام الذي سيشهد هزيمة القوى الطائفية)،فيما توقع المتشائمون بان العام الجديد سيكون:( أسوا من سابقه..وسيكون عام قحط،وحالة من اليأس على الصعيد الاجتماعي،وزيادة معاناة الناس وحالات القتل والتهجير،والعام الذي سيشهد الصراع بين الكتل بسبب انخفاض تردي الوضع الاقتصادي).فيما كان لسان حال اليائسين من اصلاح الحال تجسّده هذه (الحسجة السوداء):
( سنة جديده
والعراقي على كلبه حاط ايده
كضه عمره..وين ما يلتفت سطره
يمنه ..سطره
يسره..سطره
ينطي وجهه للسما..أهل السما يجيبوه بدفره
ينطي وجهه للأرض..بعد خطوه يشوف كبره.
هيّ شنهي المسألة؟
كلها مثله الناس..لو وحده ابتله؟!
بكل سنه جديده..العراقي على كلبه..حاط ايده).

امنيات العراقيين في العام الجديد 2018
في الشهر الأخير من عام 2017 توجهنا باستطلاع للقراء تلخص بالآتي:
حدد أمنية شخصية واحدة،وامنية وطنية واحدة تريد ان تتحققا في العام الجديد 2018.
ولقد تم تصنيف هذه الأمنيات على النحو الآتي:
الأولى،أمنيات شخصية:
وتوزعت بين :أسرية تمثلت بـ"لم الشمل"،ما يعني ان الكثير من العوائل العراقية قد تفرقت في بلدان الشتات،و"الأطمئنان على الاولاد والأحفاد" ،ما يعني خوف الوالدين على حياة ومستقبل واولادهم. وسكنية تمثلت ببناء بيت او التخلص من الايجار ،ما يعني ان العراقيين يعانون من ازمة سكن.وفردية تمثلت بالعودة الى حياة الريف والتخلص من صخب المدينة،والتحرر من الهموم النفسية وعدم التفكير بالرحيل عن العراق ،وتحقيق زواج ثاني!،والحصول على مقعد في الدراسات العليا، ونشر مسرحية (وانا اشاركه أمنيته بان يتم اخراج مسرحيتي " قيامة العراقيين" التي عمل الفنان عبد المطلب السنيد على اخراجها ولم تساعده وزارة الثقافة).
الثانية :امنيات وطنية:
كانت هي الأكثر،نلخّصها بالآتي:
تخص السياسيين.
- أن تنخسف الارض بالسياسيين اينما حلو مثل انخساف الارض بقارون.
- خفض رواتب وامتيازات السياسيين في البرلمان والحكومة.

انتخابات:
-ان تكون في البلد حكومة تكنوقراط منتخبة من قبل الشعب،ورؤية دولة مدنية ديمقراطية اتحادية في انتخابات السنة الجديدة.

-ان تكون انتخاباتنا وطنية تشهد صعود قوى مدنية نزيهة لتشكل رقما يؤهلها لتشكيل حكومة وطنية لا حكومة محاصصات وسرّاق.
-ان يرتفع وعي المواطن لينتخب الكفوء والنزيه
تربوية:
تمثلت بحل مشكلة الخريجين،ما يعني كثرة البطالة بين خريجي الجامعات،واعادة الاعتبار للتعليم العالي في العراق،ما يعني تدهوره بسبب المحاصصة السياسية.
وكانت هنالك امنيات ساخرة،نلتقط منها الآتي:
"ماتت في ادمغتنا خلايا التمني!"، "في بلدنا الحبيب كل ما تتمناه يتحقق لكن عكس المطلوب..تتمنى طماطه يجي خيار"،"ان ارى القانون هو السيد وليس السيد هو القانون"، "أن لا ارى ملتحيا في القنوات الفضائية"..وآخرها ساخرة موجعة:"عزيزي الدكتور هي امنية واحدة لا اكثر، ان يكون لي وطن!"
العراقيون..استثنائيون.
ما يعجبك في العراقيين انهم برغم المحن التي حرمتهم من ابسط الأمنيات فانهم محبون للفرح والسلام.ففي الاسابيع الأخيرة من عام 2015 تزامنت صلاة قدّاس المسيحيين وصلاة جمعة المسلمين في آخر جمعة من 2015 ،وعاشت مدن العراق ليلة عامرة بالأفراح نذكر منها أن مدينة النجف الأشرف احتفت بحضور بابا نوئيل وزينت شوارعها باشجار ملونة..وقال أهلها النجفيون اننا نريد ان نردّ الجميل لأخوتنا المسيحيين الذين شاركونا أحزاننا في اربعينية الأمام الحسين بأن نشاطرهم أفراحهم بمولد السيد المسيح وعيد رأس السنة..وهكذا سيفعلون وهم يستقبلون عامهم الجديد هذا(2018).
غير ان القراءة السيكولوجية لما حدث ويحدث توصلنا الى نتيجة خلاصتها
ان مزاج العراقي صيرته الأحداث ان يكون أشبه بـالأرجوحه..(رايح..جاي) بين أزمة،انفراج،أزمة...وأن عدوى التشاؤم لديه سريعة الانتشار في أوقات الأزمات،وعدوى التفاؤل سريعة الانتشار في اوقات الانفراج.ولأن مناسبات الأزمات ومددها أكثر وأطول فان تفاؤله يكون بحذر.
ومع ان خواتيم العام الذي يودعه العراقيون الآن..شهدت احداثا ايجابية اهمها القضاء عسكريا على "دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام" ،والوعد بالقضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين،فان نسبة المتشائمين ستبقى هي الاعلى لكثرة ما تعرضوا له من خيبات..والخشية ،ان ياتي يوم نكتب فيه مقالة عنوانها:( امنيات العراقيين..هي نفسها بعد نصف قرن!)
23 كانون الأول 2017



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذ يحب الحاكم العربي كرسي السلطة؟ دراسة تحليلية
- جمهور الفيسبوك العراقي والمصري..مقاربة سيكوبولتك
- مصداقية حيدر العبادي..بين الوعود والتطبيق
- الشخصية العراقية بين الدين والديمقراطية
- وزارة عدل..تشرعن اغتصاب الفتيات!
- قانون الأحوال الشخصية الجعفري..من منظور سيكولوجي
- للعلمانيين حصة في الحسين..مقاربة مع الدينيين
- الحسين منهجنا في بناء المواطن والوطن
- تطبير الأطفال في عاشوراء من وجهة نظر سيكولوجية
- سبعة أيام هزّت بغداد واربيل.
- العراقيون وأزمة استفتاء اقليم كردستان (2-2)
- العراقيون وأزمة استفتاء اقليم كردستان (1-2)
- التفاوض علم وفن وليس كما يفعلون (2-2)
- التفاوض علم وفن وليس كما يفعلون (1-2)
- الطبقة السياسية في العراق..فاسدة ، من قمة الهرم الى القاعدة
- وساطة بين بغداد واربيل
- العراق..وطن منهوب.مقاربة بين نظامين ضدين (2-2)
- العراق..وطن منهوب.مقاربة بين نظامين ضدين (1-2)
- شباب العراق..مخدرات ،مهلوسات، انتحار،..وأيدز
- في الزمن الديمقراطي..تضاعف حالات الانتحار في العراق (دراسة ع ...


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - أمنيات العراقيين..هي نفسها من ربع قرن! دراسة سيكولوجية