أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب طلال - لماذا حبال الرحيل ؟















المزيد.....

لماذا حبال الرحيل ؟


نجيب طلال

الحوار المتمدن-العدد: 5736 - 2017 / 12 / 23 - 02:22
المحور: الادب والفن
    



قبـل القـراءة :

السـؤال أعـلاه ؛ ليس وليد فـراغ مـرجعي أو مـعزول عـن سبب نزوله ؛ بل مرجـعيته موضوع سبق وأن نشرناه تحت عنوان [ إشكالية الإنتحـار] وذلك عـبر العـديد من المواقع الثقافية العربية §§مشكورة بألف شـكر لمجهوداتها §§
إذ الموضوع سبب نزوله ؛ تأليف مسرحية بعنوان [ حبال الرحيل] التي ستصدر في الشهـر القـادم عن منشورات دار كتابات جديدة الإلكترونية ؛ وبالتالي فالأسطر أدنـاه رؤية شمولية لفحوى النص الذي يعيد استنهاض واستحـضار أربعة مبدعين ( مغاربة) انتحـروا ؛ ولم يـعـد أحـد يذكرهـم أو يلمح عـنهم ؛ وخاصة الذين طبلوا وولولوا في أوراق النعـي !!
إن نشرهـاته الورقـة كسابقتها معزولـة ؛ وإن كانا ( الورقتين) منوجـدين في ثنـايا الكتاب الإلكتروني ؛ ليس الأمـر فيه دعـاية مسبـقة أوإشـهارا منافيا لقيم لإبـداع ؟ بل نـشـرها تأكــيدا لـشــهوة مــا وراء الــنص ؛ الــذي يتحـرك خــلسة بين ثنايا الـواقــع الذي أدى بانتحــار هــؤلاء المبدعين وغـيــرهم من العالم العـربي كــثر ؟

شــهـــوة الـقــول :

من الطبيعي أن مسألة الانتحار؛ قـضية تهـز المشاعـر وتزعزع الأحاسيس كيفما كان عمق الإنسان؛ تركيبا وتكوينا وفي نـفـس اللحظة تفـرض التساؤل ؛ لماذا وكـيف تم هـذا الفعل التراجيدي ؟ فلماذا تتعـدد الروايات والأسباب والدوافـع ؛ لأن كـل منتحر في سجله حكايات وألف حكاية. وكيف تم الإقـدام على الـفعـل الإنتحاري ؛ فبدوره تختلف الوضعيات وأليـات فعـله وأدواته ؛ بمعنى لكل فعل انتحاري طقوسه الخاصة ومـقدماته المثيرة والتي يتصورها ويخطط لها – المنتـحـر- حسب قناعته الخاصة !
إذ كثير من الأفعال الإنتحارية؛ تترك الذهن مشدوهـا وعاجزا عـن فـك لغز الفعل؛ فحتى خبرة – المحـقـقين الجنائيين – في جرائم القتـل ؛ يظلون حيارى أمام العديد من الأفعال الإنتحارية ؛ رغم وجود شهادة إبراء ذمة في أوراق متروكة أو رسالة ؛ بأن الإنتحار تم بشكل شخصي واختياري ؛ وأتذكر عملية انتحار المسرحي التونسي- الحـبيب المسروقي– في 1980؛ حـسب ما رواه لنا أعضاء فرقة شباب نابل ؛ التي أنجزت مسرحية ( عصفور الجنة) في حـق روح الفنان – الحبيب المسروقي- وكذلك الفاضل الجعـايبي بمسرحية ( جنون) التي تحولت لشريط تلفزي فيما بعـد . بأن المحققين وجـدوه مشنوقا في الهواء؛ لا وجود لطاولة أو كرسي أو سلم صعد عليه ؛ بقدر ما وجدوا بقعة ماء فقط؛ اعتقـدوا في بداية الأمر – بوله – ولكن لاوجـود لبقعة مياه على سرواله. فكـيف انتحـر إذن ؟ ظـل السؤال معـلقا؛ حتى نطق عـفـويا أحد بائعي قطع الثلج ؛ بعدما وصله الخبر بشهور؛ بأنه اقتنى قطع ثلـج على شكـل مربعات ؛ بواسطتها صعد لتعليق المشنقة ؛ وظل فوق طوب الثلج حتى انصـهر؛ وكلما انصهرالثلج ؛ فطبيعي يتقلص طوله وتبدأ المشنقة في خـنق جيد المنتحر؛ وفعلا بعـد انصهاره انتهى وجـود – الحبيب المسروقي–
بالنسبة لنا في المغرب أربعـة مبـدعـين انتحــروا في أوقات مختلفة ؛ لكن القاسم المشترك بين :
المسرحي ( حوري الحسين 1946/1986) والشـاعـر( كريم حوماري 1972/1997) والقاص( سعيد الفاضلي1960/2004) والشاعر(ع القادرالحافوي1965/2014)
انتحـروا شنقـا ؛ وإن كانت أغلب الآراء تشك في انتحار : لأن رحـيل الفاضلي كان غامضا، إذ أنه توفي وحيدا في غرفة بفندق عادي بمدينة الدارالبيضاء، بعيدا عن أسرته الصغيرة وأصدقائه......لا يبدو سيناريو رحيل الفاضلي مقنعا أمام طبيعة شخـصيته الطموحة والتزامه بعدد من مشاريع البحـث(سعيد الفاضلي.. دهشة الرحيل– ج/الشرق الأوسط لحسن الوزاني 3 يوليو 2004 العدد 9349) من الطبيعى أن أي فعل خارج عن المعتاد؟ وغـيرخاضع لمنظوم التكـيف الاجتماعي؟ توضع عليه عـدة استفهامات وتتسلسل التأويلات وتبزر الشكوك . وبالتالي فمسألة انتحار- الفاضلي - واردة ؛ لأن صاحب الفندق شاهـد عن وجـوده و بقائه في غـرفة الفندق وحده ؛ فلو كان هناك قاتل لإنكشف في سياق المكان بنزلائه وزبائنه ؛وبالتالي فانتحاره يبقى قضية غامضة مثلها مثل الآخرين؛ إلا أن وجه الاختلاف أن المنتحرين تركوا رسائل وتلميحات لإقـدامهم على الفعل الانتحاري ! فالشاعر – حوماري – في رسالته لصديقه "مصطفى حيران" قبل انتحاره بقليل،: «عين الأشباح تطاردني صباح مساء، داخل عروق أصيلة المتشابكة في جسدٍ إيقاعُ دمعِه بطيء، وقلبُه له دقاتُ طبل، لكن لا أحد يسمع» هل هي صدفة أن يكتب هاته الرسالة التي تبدو مشفرة؛ لكن ارتباطا بما تحمله أشعاره من مقاطع مفعمة بالاحتجاج والرفض، وحضور أطياف الموت والإنهيار! تصبح الرسالة واضحة ؛ وأكثرها وضوحا؛ ما أشار إليه الشاعر ع القادرالـذي ترك رسالة من ثمان صفحات حسب تصريح أخيه – ع الله الحافوي – إضافة لما تركه بالقول في تدويناته ب = الفايس بوك : [ أنا أعـيش أسوأ لحظات عمري,,, سماحا أيها الأصدقاء / عـذرا سأنسى قواعد اللغة...كيف هو الانتحار] فهاته الأسطر الالكترونية والتي لم تعـرف التزوير؛ تشيرعلنا أن هناك نية مبيتة للانتحار! نـفـس الأمرالذي أشارإليه المسرحي – حوري الحـسين- في رسالة مطولة :
فتلك الرسائل تكـشف عن حضور وعي ورغبة شخصية ؛ نحو الانتحار؛ وهـذا إذا وضعنا عامل السِّـن أمامنا كمعيار للتجارب والنضج .فثلاثة متقاربين سـنا (الحافوي /49 = حوري/40 =الفاضلي/ 42) ( كريم/ 25) في مرحلة الشباب ؛ الذي يريد أن يعيش حياته بالطول والعرض ؛ حَـسب الظروف والإمكانات , وبناء على الرسائل والسن؛ نضيف اختيار المكان؛ الذي يوحي بوجود إرادة في الانتحار:
مكان مغلق = ( حوري/ الفاضلي/الحافوي) مكان مفتوح = ( حوماري)
وهاته الآمكنة المختارة سلفـا ؛ تجـسد الابتعاد عن الرقيب المتمثل في الآسرة والأصدقاء كعناصرللتدخل السريع لاحبـاط الفعل الانتحاري أو تأجيله.
لكن الملاحظة الآكثر أهمية؛ ان انتحار هؤلاء المبدعين الأربعة ؛ تم في فضاء ساحلي وليس في منطقة لو فضاء جبلي او صحراوي او داخلي ؟
(حوماري/ أصيلا – حوري / المحمدية – الفاضلي/ الدارالبيضاء – الحافوي / سيدي بنورمنطقة باقليم الجديدة الشاطئية) فهاته الإشارات تساهم إلى حـد بعيد إعادة النظر في مسألة الانتحار؛ وهذا سياق استثنائي فرض كتابة نص – حبال الرحيل – والذي جاء بناء على السياق العام ومفاده : استحضار هؤلاء المبدعين ؛ الذين تم نسيانهم وعدم تذكارهم كفعاليات ساهمت في المشهد الثقافي والابداعي في وقتها؛ وأقبرت من المشهد بعد موتها ؛ وما تلك الترنيمات والكتابات التي تمت حولهم إبان انتحارهم ؛ تبدو الا فورة بطولة مؤجلة في اعماق اصحاب من كتبوا وشعروا ومجدوا خصال ومجهودات الذين غادرونا عــبر حبال الرحيل . فما أقسى مشهد ذاك الحبل الذي كان في الجيد كقلادة ! وما أفظعها من حركة حينما يهْـوى الجَـسد ؛ ليعـطي للحبل إشارة الرحيل ! لا ننكر بأن إقـدامهم على الرحيل بتلك الطريقة ؛ مسألة جريئة ومغامرة مثيرة للغاية ؛ تبدو بطـولية بالنسبة لهـم ؛ وعند البعض مغامرة جبانة ؛ ولكـن كلا التعبيرين يبقى الانتحار أكثـر الظواهـر إلباسا وإلتباسا وطـرحا للأسئـلة العَـميقـة والمحـرجة في آن ؟ وعلى ضـوء كل هـذا فنص – حبال الرحـيل – لا تحمل شـهـوتها في حـواراتها و بين كلماتها بل شهْـوتها ما وراء الكـلمات ؛ وحمـولة الحـوار بين ما كان وما هـو كائـن.....

فــاس 10/07/2017 /



#نجيب_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد أم انحطاط ثقافي ؟؟
- أين المثقف المغربي من التأجيل ؟
- إشكالية الإنتحار ؟؟
- اعترافات ( شاهد عيان) ليلى الشافعي
- رحيل مفاجيء يامصواب ؟؟
- عتمة الرؤيا لصنم الكتبة - 09 -
- عتمة الرؤيا لصنم الكتبة - 08 -
- عتمة الرؤيا لصنم الكتبة - 07 -
- المرأة الحاضرة الغائبة
- عتمة الرؤيا لصنم الكتتبة - 06 -
- الكفيف والمسرح- 2-
- الكفيف والمسرح
- تفاهات عربية في انتخابات أمريكية
- صرخة خارج حلب
- قصص بين الذات والإيحاء !؟؟
- منظار المئذنة الحدباء
- بنيحيى عزاو عاش ومات في الظل
- قراءة في كتاب بين الحياد وصدق الحوار
- المسرح المغربي والهجرة01
- الجفاف المسرحي (03)


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب طلال - لماذا حبال الرحيل ؟