أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - احمد موكرياني - استشهاد علي عبدالله صالح ودور محمد بن سلمان في تأخير النصر على الحوثيين















المزيد.....

استشهاد علي عبدالله صالح ودور محمد بن سلمان في تأخير النصر على الحوثيين


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 5725 - 2017 / 12 / 12 - 14:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ليست هذه المقالة للدفاع عن الشهيد علي عبدالله صالح، فان التاريخ سوف يسرد حسناته وسيئاته، وسيكشف التاريخ دور من ناشدهم لدعمه لاستعادة اليمن لنظامه الجمهوري التسبب في استشهاده، ولكني ادون ما رأيت وما سايرت من الاحداث وفهمي للأحداث الجارية.
• يكفي علي عبدالله صالح انه انتفض ضد الحوثيين، مدرسة التخلف والتجهيل وعملاء لإيران، ومات شهيدا لموقفه ولمبادئه، بعد ان ساهم مع الثوار اليمن في اخراج اليمن من ظلمات العصور البائدة في الثورة ضد الامامة المتوكلية في 1962 التي يحاول الان عبد الملك الحوثي إعادتها لحكم اليمن بدعم من النظام الإيراني، مفرق الإسلام والمسلمين.
• ويكفي علي عبدالله صالح انه حقق حلم اليمنيين بتوحيد اليمنَيين وابقاها موحدة واستشهد واليمن دولة واحدة.

قابلت علي عبدالله صالح مرات عديدة وآخرها كنا لوحدنا في دار الرئاسة بناء على طلبي، وراسلته كثيرا ومنها دعوتي له للتدخل عند صدام حسين لوقف إبادة الكورد في العراق في عام 1991 ومواضيع أخرى مختلفة وكان يتجاوب معي ايجابيا في معظم الأحيان، وتوسط علي عبدالله صالح في اطلاق الرهائن الاجانب من بغداد في ديسمبر/كانون الاول 1990. بالرغم من ان بعض رسائلي لم تخلوا من نقد ولكنه كان يتقبله برحابة صدر، وآخر رسالة لي نشرتها هنا بتاريخ 17 أغسطس/آب 2017، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=569076، وقد وصلت الرسالة اليه عن طريق صديق رغم حجب هذه الصفحة عن اليمن، وكان الشهيد يحترم صراحتي كما علمتُ ذلك من أقرب مستشاريه.

سألت أحد مساعديه المقربين له المرحوم عبدالله الحضرمي عن طريقة تعامل علي عبدالله صالح مع مساعديه ومستشاريه عند الاجتماع بهم، وهل هو مثل صدام حسين، لم يكن يجرأ أحدا من اعوانه او وزرائه مناقشته او الاعتراض على قراراته، وذكرت له حادثة قتل صدام حسين للدكتور رياض وزير الصحة بنفسه لمجرد اقتراحه ان يستقيل صدام حسين موقتا لحين وقف اطلاق النار مع ايران خلال الحرب الإيرانية العراقية، فأجاب الحضرمي رحمة الله عليه ورضوانه، كثيراً ما نعترض على ما يعرضه علينا الرئيس وبصوت عالي احيانا الى درجة نجعله يغضب ولكن غضبه لم يؤثر على علاقته بنا، ولن يعاتبنا او يحقد علينا بسبب اعتراضاتنا له، فهكذا كان يتعامل علي عبدالله صالح مع مساعديه ومستشاريه.

كان علي عبدالله صالح حكيما كما اطلق عليه المرحوم الشهيد جورج الحاوي الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني لقب "حكيم العرب"، اغتيل الحاوي في عام 2005 من قبل عملاء إيران وسوريا في لبنان.
فقد استوعب علي عبدالله صالح تناقضات المجتمع اليمني وتعامل معها بدهاء وحافظ على اليمن مستقرة لأطول فترة من الفترات التي مرت على اليمن منذ 1948.

اكتشفت ذكاء علي عبدالله صالح من خلال لقاءاتي معه، التقيت به للمرة الأولى في عام 1987، وكانت اسئلته لي ولغيري تنم عن ذكاء وعن اعداد نفسه للقاء بدراسة موضوع اللقاء قبل أي لقاء مهما كان الموضوع بسيطا او معقدا، وهكذا كان يتفوق على زائريه وأصحابه وخصومه فاستمر بالحكم لفترة اكثر من ثلاثة عقود دون منافس او منازع، لذلك لا أتصور ولو للحظة واحدة ان الرئيس علي عبدالله صالح ان يعلن الانتفاضة دون الاعداد الجيد والمحكم لها ولكن لم يحسب خذلان السعودية وقيادات ما يدعى بالقوات الشرعية له وانسحاب القبائل من صنعاء خوفا من بطش الحوثيين.

منذ أكثر من ثلاثة أشهر تداولت الاخبار عن تواصل علي عبدالله صالح مع السعودية بوساطة إماراتية، فلم يحاول على عبدالله صالح الاستعجال في اعلان الانتفاضة عند التجمع الجماهيري في ساحة السبعين في 24 أغسطس/اب 2017 حيث شارك عشرات الالاف من اعضاء ومؤيدي المؤتمر الشعبي للاحتفال بالذكري 35 لتأسيس المؤتمر الشعبي لأن الاستعدادات العسكرية لحماية الانتفاضة لم تكن كاملة.

واقعتان أدتا الى شهادة علي عبدالله صالح وفقا لمتابعتي للأحداث وستثبت الايام صحتها من عدمها، ولقناعتي التامة بإن علي عبدالله صالح الى جانب دهائه السياسي كان عسكريا شجاعا بشهادة العميد محمد عبد الخالق الذي كان القائد العسكري لصنعاء خلال الثورة على المملكة المتوكلية وكان علي عبدالله صالح عسكري برتبة ملازم تحت امرته، فعندما سألته عن علي عبدالله صالح فأجاب كان تيساً، إشارة الى بيت الشعر للشاعر علي بن الجهم في وصف للخليفة المتوكل: " أنت كالكلب في حفاظك للود ...... وكالتيس في قراع الخطوب ".

الواقعة الأولى: السعودية دفعت علي عبدالله صالح للتحالف مع الحوثيين.
• عندما زار احمد علي عبدالله صالح السعودية ولقائه مع محمد بن سلمان قبل بدء عاصفة الحزم بأيام في شهر مارس/اذار 2015 عارضا التعاون مع السعودية في محاربة الحوثيين مقابل حصانة له ولوالده ولعائلته وعرض عليه دعمه بـ 5000 فرد من قوات الحرس الجمهوري عالية التدريب والتجهيز مع أسلحتهم لمحاربة الحوثيين، فكان رد محمد سلمان الرفض والاستهزاء بأحمد علي عبدالله صالح اعلاميا.
• كان محمد بن سلمان يبحث عن نصر سريع لفرض سطوته على عائلة السعود وكان يعتقد بسبب عدم خبرته وعدم دراسته لتأريخ جمهورية اليمن بعد الثورة ضد الامامة المتوكلية، ولم يتفهم ثقافة الغدر والقتل للمليشيات الإيرانية التي تقتل على الاسم والهوية، فتوهم من امتلاكه لأسلحة متطورة، مقارنة مع أسلحة اليمن، ان تكون المعركة مع اليمنيين سهلة وسريعة، فأضاع فرصة ذهبية للاتفاق مع احمد علي عبدالله صالح لتحقيق نصر سريع على الحوثيين، فدفع رفضه علي عبدالله صالح الى التحالف مجبرا مع الحوثيين وضياع الهيبة العسكرية للقوات المسلحة السعودية والمتحالفين معها في عدم قدرتهم على هزيمة إيران في اليمن، وهذه الواقعة اعتبرها السبب الرئيسي لفشل محمد بن سلمان في تحقيق نصر على الحوثيين لحد الآن.

الواقعة الثانية: تأخر رد الحلفاء وعلي محسن الأحمر وعبد ربه منصور هادي في دعم علي عبدالله صالح في صنعاء
بعد الانتفاضة ضد الحوثيين:
• بعد ان دعا علي عبدالله صالح للانتفاضة ضد الحوثيين، انتفض الشعب والقبائل وتحررت مدن ومحافظات ومحاصرة القائد الحوثي صالح علي الصماد، المطلوب رأسه بعشرين مليون دولار للسعودية، في القصر الجمهوري في صنعاء، ولكن لم توجه السعودية قواتها الجوية لضرب القصر الجمهوري ودعم على عبدالله صالح الا بعد خروج صالح علي صماد من القصر الجمهوري واستشهاد علي عبدالله صالح.
• لم تتوجه قوات الجيش الوطني لدعم الانتفاضة مباشرة بل تأخرت في ردها على الانتفاضة.
• ان التأخر في الرد افزع القبائل ومؤيدي علي عبدالله صالح فانسحبوا من مواقعهم لاعتقادهم بان السعودية لا تدعم الانتفاضة.
o ان تأخر علي محسن الأحمر وعبد ربه منصور هادي في دعم الانتفاضة مفهوم لانهما كانا تابعان للرئيس علي عبدالله وان انتفاضته يجعله منافسا لهما وبطل قوميا في اليمن مرة أخرى بعد تحقيق وحدة اليمن والمحافظة عليها بعد معركة الانفصال التي كانت مدعومة من قبل اركان عاصفة الحزم الحالية.
o ولكني لا افهم سبب تأخر قيادة الاركان العسكرية للقوات التحالف في دعم على عبدالله صالح لتحقيق نصر عسكري على الحوثيين، فاعتبر هذا الـتأخر هو السبب الرئيسي الذى أدى الى استشهاد علي عبدالله صالح وفشل اخر لمحمد بن سلمان للتعامل مع القضايا الاستراتيجية الحساسة والحاسمة وعدم استغلاله للفرصة لتسجيل نصر عسكري على الحوثيين للمرة الثانية.

من طرائف علي عبدالله مع خصومه:
• خلال حرب الانفصال في 1994 عُين عبد الرحمن الجفري نائبا لرئيس مجلس رئاسة حكومة الانفصال في عدن بعد رفض المرحوم عمر الجاوي (مؤسس وامين عام التجمع الوحدوي اليمني) للمنصب، اتصل علي عبدالله صالح بالجفري هاتفيا وادعى انه مراسل محطة ام بي سي التلفزيونية، فلم يتعرف الجفري على صوته وأجاب على كل اسئلته حول سير المعارك، وبعد المكالمة الهاتفية قال علي عبد الله صالح لجلسائه مبتسما، من فرحة الجفري بمنصبه لم يتعرف على صوتي.

كلمة أخيرة:
• طالما بقت القيادات العربية والإسلامية تتعامل مع بعضها البعض على أسس العلاقات الشخصية، تآلفها وتنافرها، بالرغم من الاستراتيجيات المعلنة التي تجمعها، كما نراها الآن بوضوح في العلاقات الخليجية مع بعضها البعض وكذلك بين القيادات اليمنية المناهضة للحوثيين وحتى القيادات الفلسطينية والكوردستانية، فانه لا امان ولا استقرار ولا ازدهار للدول العربية والإسلامية.
• ان تفسير "طاعة ولي الامر" من قبل وعاظ السلاطين وبدعة "ولي الفقيه" فيروسات تشوه الدين الإسلامي والمجتمع العربي، فتجعل من الدول العربية والإسلامية مفقسات للإرهابين ومدارس للتخلف وتجهيل المجتمع الإسلامي.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصار العجم للعراق في آخر الزمان
- الدول العربية الى اين؟
- بعد الغاء الاستفتاء، ماذا بقي لعائلتي البارزاني والطالباني ف ...
- نكبة كوردستان: لابد من تقييم ونقد ذاتي ومصالحة كي نتجاوز الن ...
- نكبة كوردستان ووهم الانتصار ونشوة السُكر عند حيدر العبادي
- نكبة كردستان - غباء وخيانة قيادات الأحزاب الكوردستانية
- الغزاة والمحتلون الترك والفرس يشرعنون اغتصابهم لكوردستان ويع ...
- استفتاء كوردستان - اليوم التالي وزعيق الاقزام العبادي والجبو ...
- هوشيار زيباري جلب الدمار الى كوردستان
- متى يُحاكم المجرم والعميل الإيراني نوري المالكي
- عظمة الإسلام وخسة الحكام والفقهاء الكذبة
- رسالة الى الأخ الرئيس علي عبد الله صالح
- هل كان هناك بشر على الأرض قبل خلق آدم عليه السلام؟
- العراق ليس للسنة ولا للشيعة ولا للفرس بل للعراقيين
- تجليات شهر رمضان الكريم: ديمقراطية الله عز وجل وطغيان حكام ا ...
- حصار قطر والحرب ضد إيران واستفتاء كوردستان
- مؤتمر ترامب السعودي والعراق في الزمن الآتي
- عدو الكورد الاكبر الطاغية اردوغان
- استفتاء نيسان 2017، اردوغان على خطى السفاح الاحمق بشار
- الطاغية والمتهور اردوغان وهلوسة الزعامة


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - احمد موكرياني - استشهاد علي عبدالله صالح ودور محمد بن سلمان في تأخير النصر على الحوثيين