|
الدين السماوى الالهى والدين الأرضى الشيطانى : ردُّ موجز
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 5721 - 2017 / 12 / 8 - 00:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الدين السماوى الالهى والدين الأرضى الشيطانى : ردُّ موجز أولا : 1 ـ المعترضون علينا منهم من يتجاهل الرد الموضوعى على ما نقول من رأى وينغمس فى هجوم شخصى بالسّب والشتم والتجريح . هذا يعلن إفلاسه مقدما ، إذ ليس لديه سوى السب والشتم والتجريح ، لا فارق بينه وبين أراذل الناس . بعضهم أكثر دهاء ، يتصيد كلمة من هنا أو تعبيرا من هناك فى آلاف المقالات والكتب والفتاوى والتعليقات المنشورة لى فى موقعنا (أهل القرآن ) ، هو لم يقرأ كل المنشور ولا يفهم المراد ، ولكن يكفيه ما يعتقد أنه خطأ جسيم يرانى وقعتُ فيه ، فيقيم الدنيا ويقعدها إذ حقّق أمنيته فى حياته الدنيا ووجدنى ـ فى نظره مخطئا . هذا ينسى ما أؤكده دائما أنى أقول وجهات نظر تقبل النقد والتصحيح وتتعرض للخطأ والصواب ، وينسى أننى فى مسيرتى البحثية من عام 1973 وحتى الآن لا زلت أقوم بتصحيح نفسى ، وقد بدأت وأنا أنظف ما أحمله من وساخات الأزهر التراثية ، وهو نفس ما قاله الامام محمد عبده للشيخ البحيرى . وأعترف أننى أستفدت ـ ولا زلت ـ أستفيد من النقد فى تصحيح ما اكتب ، بل وحتى النقد الظالم يدفعنى الى البحث لمزيد من التأكد ـ عسى أن أكون خطائا ـ فأرى أنى على صواب . الباحث هو (باحث ) عن الحقيقة ، ويظل باحثا عنها لا يملُّ ولا يكلُّ. هذا عكس شيوخ الجهل الذين يرون جهلهم يقول الحقيقة المطلقة ويعبر عن ( رأى الدين ) . 2 ـ ( المحمديون ) فى أديانهم الأرضية نحتوا لهم مصطلحات تراثية بعضها صار مقدسا ، مثل : ( السُّنّة ، التشيع ، التصوف ، الفقه ، الشرع ، الصحابة ،التوسل ،العتبات المقدسة ، الحسينيات ، الروافض ، النواصب، التطبير، الجرح والتعديل ، العصمة ..الخ . ) وبعضها تهجم على الاسلام مثل ( التفسير ، النسخ بمعنى الحذف ، التأويل ، الكشف ، الكرامة ، العلم اللدنى ، الحلول والاتحاد ووحدة الوجود ، الحضرة ، الخ ..) . فى منهجية البحث مع تحضير رسالتى للدكتوراة عام 1975 تعاملت مع هذه المصطلحات بعرضها على القرآن الكريم ، وبدأ البحث بأهمية تحديد المصطلحات القرآنية من داخل السياق القرآنى وحده ( السياق المحلى الخاص فى الاية ، والسياق العام للمعنى فى القرآن كله )، ثم تحديد المصطلح الأرضى سواء كان سنيا أو شيعيا أو صوفيا من خلال مصادره الأصلية. والاحتكام الى القرآن الكريم فى أقوال البشر . ومن عام 1977 بدأت طريق الآلام بمواجهة الشيوخ فى الأزهر بما إكتشفته . 3 ـ وبمواصلة المسيرة البحثية الإصلاحية كان لا بد من نحت وصياغة مصطلحات تقابل ما ابتدعوه من مصطلحات . وتخصّص باب ( التأصيل القرآنى ) ثم ( القاموس القرآنى ) فى توضيح مصطلحات القرآن ، كما أن المصطلحات التى قمت بنحتها ترددت فى أبحاث ومقالات . وبعضها كان عنوانا لمقالات . وهذه المصطلحات التى قمت بصياغتها ووجهت بإستنكار ثم ما لبث أن إكتسبت شرعية علمية وثقافية لأنها تصف ملامح لأديان ( المحمديين ) وتوضح تناقضها مع الاسلام ، وهى تتسلّح بالمفاهيم القرآنية . 4 ـ أهم هذه المصطلحات : (الاسلام السلوكى ) أى:( السلام ) ، ( الايمان السلوكى ) أى: ( الأمن والأمان ) ، الكفر والشرك القلبى والكفروالشرك السلوكى بمعنى الاعتداء باستخدام الدين . ومنه ( صحابة الفتوحات ) عن الخلفاء القرشيين الأوائل ومن معهم من الصحابة . ومنها مصطلح ( المحمديون ) ردا على التعبير التراثى (أمة محمد ) ، وللتنبيه على أنهم يعبدون ألاها اسموه ( محمدا ) يتناقض مع حقيقة النبى محمد فى القرآن ، بمثل ما فعل ( المسيحيون ) و ( اليسوعيون ) فى عبادة المسيح و عيسى ، وإفتراء شخصية إلاهية له تتناقض مع شخصية المسيح عيسى ابن مريم فى القرآن الكريم والانجيل الحقيقى . 5 ـ نصل الى بيت القصيد ، وهو المصطلح الذى قمت بصياغته وهو ( الأديان الأرضية ) مقابل ( الدين السماوى ) . جاء هذا ردا على أكذوبة لا تزال سائدة تُضلُّ الناس ، وهى قولهم ( الأديان السماوية ) يعنون ويقصدون : الاسلام والمسيحية واليهودية . ويرون أتباع هذه الديانات ( المسلمين والمسيحيين واليهود ) متميزين عن المجوس والهندوس والبوذيين والسيخ والبهائيين ..الخ . هذه الأكذوبة العريضة تتجاهل : 5 / 1 : أن المسلمين هجروا القرآن الكريم وإتبعوا كُتبا جعلوها مقدسة وزعموا أنها وحى سماوى ، وأنهم جعلوا كلام الفقهاء البشر شرعا إلاهيا يجب تطبيقه مع تناقضه مع شريعة الله جل وعلا فى القرآن ، ومع تناقضه مع بعضه ، وأن الاختلاف لا حصر له بين اولئك الفقهاء داخل الدين الواحد ، بل داخل المذهب الواحد بل داخل الكتاب الوحد . يتناسون هذا كله ويجعلون خرافات فقهائهم شرع الله . يقولون بلا خجل عنها ( الشرع ) أو ( الشرع الشريف ) 5 / 2 ـ الانجيل الحقيقى تم إخفاؤه ، وأٌستعيض عنه بأناجيل كتبها بعضهم ليست سوى سيرة للمسيح ، ثم صارت لهم كتب مقدسة ، ولا يزالون فى كنائسهم المختلفة يؤلفون كتبا مقدسة . 5 / 3 ـ قبلهم اليهود ـ قاموا بتحريف التوراة وكتبوا عنها أسفارا مقدسة ، إستعاضوا عنها بالتوراة حتى مع تحريفها .. وبالتالى فلا يوجد فارق بين ( المسلمين والمسيحيين واليهود ) وبين المجوس والهندوس والبوذيين والسيخ والبهائيين . الجميع يتبعون كتبا كتبها بشر ، ويقدسون أئمتهم . 6 ـ وهم لا يعرفون أن هناك دينا إلاهيا واحدا ، نزلت به كل الرسالات الالهية ، وحمل إسم الاسلام بشتى الألسنة التى نطق بها الأنبياء ، ثم نطق فى النهاية باللسان العربى بالقرآن الكريم العربى المبين ، والذى حفظه رب العزة معصوما من تحريف نصّه ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وجاء مصدقا لما سبقه من كتب سماوية . 7 ـ من هنا إستعملت مصطلح ( الدين السماوى ) الواحد ردا على خرافاتهم القائلة ب ( الأديان السماوية ) وإستعملت مصطلح ( الرسالات السماوية ) و ( الكتب السماوية ) فى هذا السياق . وتوضيحا للفارق جاء نحت مصطلح ( الأديان الأرضية ) ، وبالتالى فهناك ( دين سماوى واحد ) فى مواجهة أديان أرضية للمحمديين والمسيحيين واليهود والوذيين والمجوس والهندوس والسيخ والبهائيين . 8 ـ نعود الى هذا الذى يتصيد لنا الأخطاء ، وهو يرى أن استعمالنا لمصطلح ( الرسالات السماوية ) ( الكتب السماوية ) ( الدين السماوى ) خطأ لأنه لم يرد فى القرآن الكريم . صاحبنا لا يعرف أنّ : 8 / 1 : الهدف هو الرد على إكذوبة ( الأديان السماوية ) باستعمال ( الدين السماوى الواحد ) . أى إن كلمة ( السماوى ) هنا ترد على نفس الاستعمال هناك . 8 / 2 : ما أكتبه وما أقوله ليس دينا ، بل هو وجهة نظر لباحث ، وهو يعرض بحثه على الناس ، ولا يزعم إمتلاك الحقيقة المطلقة ، ويحترم حق الآخرين فى الاختلاف معه ، وإن كان يتمنى أن يكون الاختلاف حضاريا ومهذبا . 8 / 3 : كتبت كثيرا فى توضيح أن الأديان الأرضية تقوم على وحى شيطانى ، واصفها بالأديان الشيطانية ، وفى المقابل كتبت كثيرا أصف الرسالات السماوية بالالهية والدين السماوى بالالهى . وتعرض لهذا أحدث كتاب منشور عن ( الاسلام دين الصدق ) . يعنى إن لم يعجبه مصطلح الدين السماوى فأمامه مصطلح الدين الالهى .وهو مفهوم من أن الدين عند الله هو الاسلام ، وانه جل وعلا له الدين واصبا . أخيرا : فى هذا المقال الموجز لم اشأ الاستدلال بالآيات القرآنية فقد سبق الاستدلال بها فى موضوعها مئات المرات .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( نشأة الدين الوهابى فى نجد وانتشاره فى مصر ) الكتاب كاملا
-
( وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا ) ( الأحزاب 27 )
-
لماذا أنت ؟
-
لمحة عن توظيف الشعر والشعراء
-
( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ )
-
مدخل لعلم جديد فى القرآن الكريم : ( الجملة الاعتراضية ) : (
...
-
مدخل لعلم جديد فى القرآن الكريم : ( الجملة الاعتراضية ) : (
...
-
يسألونك عن ( التّقية )
-
ثقافة الكذب.. المصرية
-
شيخ الأزهر مجرم حرب.. فماذا عن الرئيس السيسى ؟
-
هؤلاء الهجّاصون .!!
-
إلى متى تستمر إسرائيل فى إذلال الفلسطينيين عند الحواجز الأمن
...
-
(الاسلام دين الصدق ) الكتاب كله
-
الخاتمة : الاسلام دين الصدق ، فماذا عن المنتسبين للإسلام ؟
-
هذا الكتاب : ( الاسلام دين الصدق )
-
القاموس القرآنى ( صدق ):(7 ):(إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ )،( إن
...
-
القاموس القرآنى ( صدق ): ( 6 ) بين الصدق والكذب فى الدين
-
القاموس القرآنى ( صدق ): ( 5 ) : التداخل بين الصدق والحق
-
القاموس القرآنى : ( صدق ) ( الصدقة ) من الصدق (4 )
-
القاموس القرآنى ( صدق ): ( 3 ) فى التعامل
المزيد.....
-
’إيهود باراك’ يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى والكيان من ’
...
-
ما قصة الحرس السويسري ذي الملابس الغريبة؟ وكيف وصل إلى الفات
...
-
اغتيال بن لادن وحرب النجوم أبرز محطات أسبوع مايو الأول
-
بعدما نشر صورته بزي بابا الفاتيكان.. هكذا جاءات الانتقادات ل
...
-
حقوق الاسير بين القيم الاسلامية والمنظومة الغربية
-
خامنئي: لو توحد المسلمون لما ضاعت فلسطين ونزفَت غزة
-
لوموند تحذر من المعايير المزدوجة حول الإسلام بفرنسا
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر الأقمار الصناعي لتسلي
...
-
قائد الثورة: لو توحّدت الأمّة الاسلامية لما وقعت مأساة فلسطي
...
-
هيئة الحج للحجاج: ابتعدوا عن الأفكار السياسية وتجنبوا الشعار
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|