أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - مدخل لعلم جديد فى القرآن الكريم : ( الجملة الاعتراضية ) : ( 2 من 2 )















المزيد.....

مدخل لعلم جديد فى القرآن الكريم : ( الجملة الاعتراضية ) : ( 2 من 2 )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5716 - 2017 / 12 / 2 - 01:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مدخل لعلم جديد فى القرآن الكريم : ( الجملة الاعتراضية ) : ( 2 من 2 )
تابع نماذج للجملة الاعتراضية :
سبحان الله
1 ـ تأتى أحيانا جملة أساسية ، كقوله جل وعلا : ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) يونس ) ( قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (68) يونس ) ( إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (171) النساء ) ( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) الانعام ) ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) التوبة ) ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) الانبياء ) ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) المؤمنون )
2 ـ وتأتى أحيانا جملة إعتراضية بين جملتين أساسيتين ، كقوله جل وعلا : ( وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) البقرة ) ( وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57) النحل)( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) الانبياء )
فى القرآن وحده
يقول جل وعلا ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً (46) الاسراء ) : بدون كلمة ( وحده ) جاء هذا المعنى فى سورتى لقمان (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7)) والجاثية ( يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8)). أى ولوا على أدبارهم نفورا . ولكن كلمة ( وحده ) فى آية 46 من سورة الاسراء مع كونها إعتراضية إلا إن معناها وموقعها فى غاية الروعة . لأنها تفيد أنك اذا ذكرت الله ( وحده ) فى القرآن ( وحده ) ولوا على أدبارهم نفورا . أى لا إله إلا الله ( وحده ) ولا حديث إلا حديث الله فى القرآن ( وحده ) ، وهذا ما جاء فى سورة الجاثية : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) الجاثية )
كما يقولون :
قال جل وعلا : (قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌـ كَمَا يَقُولُونَ ـ إِذًا لاَّبْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ) ( الاسراء 42 ـ ) . ( كما يقولون ) فى الآية جاءت جملة إعتراضية لتؤكد عدم الاعتراف بتلك ألالهة .
بما قدمت أيديهم
قال جل وعلا عن المنافقين : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) النساء ) . جملة ( بما قدمت أيديهم ) إعتراضية . ولكنها توضح أنه إذا حدثت لهم مصيبة فهى عقاب لهم وبما كسبت أيديهم . قال جل وعلا فى قاعدة حاكمة (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) الشورى ). وهى تسرى على النبى محمد نفسه ، قال له ربه جل وعلا (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنْ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً (79) النساء )
فى الشهادة :
فى إدمانهم الكذب نفاقا كان منافقو المدينة يأتون للنبى محمد يشهدون أنه رسول الله ، مع ان الله جل وعلا وصفهم بالكفروأنهم فى الدرك الأسفل من النار ـ إذا ماتوا على كفرهم ونفاقهم ( النساء 145 : 146 ) . يقول جل وعلا عنهم : (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) المنافقون ) . قوله جل وعلا (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ) جملة إعتراضية . جىء بها تأكيدا على أنه عليه السلام رسول الله . وقد جىء بها بين شهادة المنافقين ـ وهم يقولونها بما يخالف عقيدتهم ) وبين شهادة الله جل وعلا فيهم وهى أنهم كاذبون فيما يزعمونه من الايمان بأنه رسول الله . ولا ننسى أن هؤلاء المنافقين من ( الصحابة ) ، شهد الله جل وعلا عليهم بالكذب مرارا ، ولكن أئمة الدين السنى يجعلونهم عدولا ومعصومين من الكذب . ومن يهاجمهم يكون كافرا بالدين ( السُّنّى ).!
غير أولى الضرر
يقول جل وعلا : ( لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (95) النساء ) . ( غير أولى الضرر ) جاءت إعتراضية . لأن من لديه عذر من الرجال والنساء لا حرج عليه فى موضوع الجهاد الحربى ( القتال ) ، قال جل وعلا فى سياق القتال فى سورة ( الفتح ) : ( لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ) (17) ).
ولو حرصتم
فى تعذر العدل بين النساء قال جل وعلا : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (129) النساء) جملة ( ولو حرصتم ) إعتراضية ، وهى فى موضعها تماما ، لذا ترتب عليها الحكم الشرعى ( فلا تميلوا كل الميل ) .
( ـ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ ـ لَّوْ تَعْلَمُونَ ـ عَظِيمٌ ـ )
عن القرآن الكريم قال جل وعلا : (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ـ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ ـ لَّوْ تَعْلَمُونَ ـ عَظِيمٌ ـ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ) ( الواقعة 75 ـ )
هنا جملة إعتراضية هى ( وإنه لقسم عظيم ) وداخلها جملة إعتراضية اخرى هى ( لو تعلمون ). السياق أن يقال ( فى اقسم بمواقع النجوم انه لقرآن كريم ) . جىء بجملة اعتراضية فى تعظيم القسم ، وفى داخلها جملة اعتراضية أخرى تحوى حقيقة علمية لم يكن العرب يعلمونها ، وهى أننا لا نرى النجوم ولكن نرى الضوء الواصل الينا من مواقعها التى تتغير بحكم حركتها ، أو لأن بعضها يبعد عنا مليارات السنين الضوئية وقد انفجرت وتحولت الى ثقب أبيض أو ثقب أسود ، ولكن لا يزال ضوؤها يصل الينا من موقعها القديم قبل إنفجارها وتحولها لثقب أو شبح .
وهو الحق من ربهم
قال جل وعلا : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ـ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ـ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) ( محمد 2 ). لم يقل جل وعلا ( وآمنوا بمحمد ) لأن الايمان بمحمد هو كفر ، إذ لا إيمان بشخص حتى لو كان شخص النبى . الايمان هو بالوحى الذى صار به هذا الشخص نبيا مرسلا. الايمان بالرسول أو الرسالة . لذا قال جل وعلا ( وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ) كان يمكن طبقا للسياق أن يقال : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) لكن جىء بالجملة الاعتراضية ( وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ) وصفا للقرآن الكريم تأكيدا على انه الحق من الله جل وعلا .
وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ
قال جل وعلا : (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ ـ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ ـ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) ( آل عمران 135 ). السياق أن يقال (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) . جىء بالجملة الاعتراضية : ( وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ ) حثا على التوبة .
وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ
( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التوبة ).السياق أن يقال:( وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ). جىء بالجملة الاعتراضية : ( وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ ) حثا على الجهاد بالنفس والمال .
يَحْفَظُونَهُ
عن ملائكة حفظ وتسجيل وكتابة الأعمال قال جل وعلا : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) ( الرعد 11 ). السياق أن يقال (: ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ). ولأنهم من أمر الله الله جل وعلا أمرهم بحفظ وتسجيل الأعمال ، بحيث إذا مات الانسان وفنى جسده بقى عمله محفوظا مكتوبا فى كتاب أعماله تأتى به نفسه يوم القيامة . لذا جاءت كلمة ( يحفظونه ) إعتراضية ولكن فى محلها. وعن ملائكة تسجيل وحفظ الأعمال يقول جل وعلا :( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) الانفطار ) (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80) الزخرف ) (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق ).
وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ
عن القرآن الكريم قال جل وعلا : ( وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ـ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ـ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ) ( الشعراء 210 : 212 ). هى جملتان إعتراضيتان قوله جل وعلا : (وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ )
وَمَا يَنبَغِي لَهُ
عن خاتم النبيين عليهم جميعا السلام قال جل وعلا : (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ ـ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ـ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ ) ( يس 69 ). قوله جل وعلا (وَمَا يَنبَغِي لَهُ ) هو جملة إعتراضية .
عَلَى حُبِّهِ
قال جل وعلا عن الابرار : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ ـ عَلَى حُبِّهِ ـ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) ( الانسان 8 ). جملة ( على حبه ) إعترضية ، يمكن ان يقال ( ويطعمون الطعام مسكينا ويتيما وأسيرا )، بمعنى أى نوع من الطعام ، ربما من ردىء الطعام . جاءت كلمة ( على حبه ) وصفا للطعام المبذول ، وانه الذى يحبه الأبرار ويفضلونه ، ويطعمون منه المحتاجين . ونظير ذلك قوله جل وعلا فى صفات الأبرار : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) (92) آل عمران )(وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ )(177) البقرة ).
أهلكناها
كررت قريش طلب آيات حسية بديلا عن القرآن الكريم ، وتكرر الرفض من رب العزة ، ومن أسباب الرفض أن الآيات الحسية لم تجعل السابقين يؤمنون فأهلكهم الله ، ولو انزل الله جل وعلا لقريش آية حسية فن يؤمنوا . قال جل وعلا عنهم : (بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلْ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ (5) مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ ـ أَهْلَكْنَاهَا ـ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ)( الأنبياء 6 ). جملة ( أهلكناهم ) إعتراضية ، وهى فى محلها تماما . ونظير ذلك قوله جل وعلا عن طلبهم آية حسية : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمْ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) الانعام )
أن تميد بهم
(وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ )( الأنبياء 31 ). الجبال هى رواسى الكرة الأرضية وبها تتثبت القشرة الأرضية التى نعيش عليها . جاءت كلمة (أن تميد بهم ) إعتراضية ولكنها توضح وظيفة الجبال رواسى الأرض . وعن الجبال قال جل وعلا (وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً (7) النبأ )
وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ
عن إلقاء اصحاب الجحيم فيها كأكوام الزبالة قال جل وعلا : (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ قَالُوا ـ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ـ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) ( الشعراء 94 : 98 ) . جملة ( وهم فيها يختصمون ) إعتراضية تعطى حركة للصورة .
أخيرا : فى السخرية
والجملة الاعتراضية تأتى أحيانا للسخرية . ونعطى لها أمثلة :
1 ـ كانت اللحظة الصعبة فى حياة المنافقين عندما يتحتم القتال ، عندئذ يسارعون بتقديم الأعذار الوهمية حتى لا يشاركوا فى القتال ، وينتظرون النتيجة فإذا فاز المؤمنون بالنصر والغنائم تحسروا على ما فاتهم من الغنائم والنصر ، أما إذا أصابت المؤمنين الهزيمة استبشروا بالسلامة لأنفسهم ، والله جل وعلا يصور نفسيتهم فيقول : ( وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّه لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ) النساء 72 : 73 ) . الجملة الاعتراضية الساخرة هنا هى قوله جل وعلا : ( كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ ). سخريتها فى الاشارة الى محاولة المنافقين التحبب للمؤمنين ، مع أن تصرفاتهم تقول العكس .
2 ــ وفى غزوة أحد انتهز بعضهم الفرصة فى أن النبي لم يسمع رأيهم بالانتظار فى المدينة وخرج للقاء المشركين عند جبل (أُحُد ) حسب رأى الأغلبية المؤمنة المتحمسة . ولذلك رأوها حجة مناسبة للتخلف فى المدينة . فلما انهزم المسلمون فى أحد رأوها فرصة أخرى فى التشفي والانتقام للنبي والمؤمنين . ونزل القرآن يرد عليهم وعلى أقوالهم ومنها قوله سبحانه وتعالى : ( الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ( آل عمران 168 ). أى أن القرآن يرد عليهم بأن الموت هو المصير الحتمي لكل إنسان ، ولن يستطيع الهرب منه ، وأولئك المنافقون لن يستطيعوا الإفلات من الموت ، ولكن هذا الرد الجاد احتوى على جملة اعتراضية ساخرة وهو قوله تعالى : " ـ وقعدوا ـ " ، أى يصف حال أولئك " الفلاسفة"بأنهم فى داخلهم جبناء جبنوا عن المواجهة ،وبعد انتهاء المعمعة أخذوا يتشدقون ويزايدون وينتقدون متناسين إنهم آخر من يتكلم فى الحرب وابعد من يشارك فيها .
3 ــ ومنه هذا الذى نسى نفسه ونسى خلقه وممّ جاء فأخذ ينكر البعث ، قال عنه جل وعلا : (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا ـ وَنَسِيَ خَلْقَهُ ـ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) ( يس 78 ). جملة ( ونسى خلقه ) إعتراضية ساخرة ، تذكّر بما جاء فى نفس السورة فى الآية السابقة : (أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) )
ودائما : صدق الله العظيم .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل لعلم جديد فى القرآن الكريم : ( الجملة الاعتراضية ) : ( ...
- يسألونك عن ( التّقية )
- ثقافة الكذب.. المصرية
- شيخ الأزهر مجرم حرب.. فماذا عن الرئيس السيسى ؟
- هؤلاء الهجّاصون .!!
- إلى متى تستمر إسرائيل فى إذلال الفلسطينيين عند الحواجز الأمن ...
- (الاسلام دين الصدق ) الكتاب كله
- الخاتمة : الاسلام دين الصدق ، فماذا عن المنتسبين للإسلام ؟
- هذا الكتاب : ( الاسلام دين الصدق )
- القاموس القرآنى ( صدق ):(7 ):(إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ )،( إن ...
- القاموس القرآنى ( صدق ): ( 6 ) بين الصدق والكذب فى الدين
- القاموس القرآنى ( صدق ): ( 5 ) : التداخل بين الصدق والحق
- القاموس القرآنى : ( صدق ) ( الصدقة ) من الصدق (4 )
- القاموس القرآنى ( صدق ): ( 3 ) فى التعامل
- القاموس القرآنى ( صدق ): ( 2 ) صدقُ أى تحقُّقُ الوعد الالهى ...
- القاموس القرآنى ( صدق ): (1 ) : بمعنى الايمان والتصديق
- مصير ابن سلمان ومملكته السعودية
- فى إعتماد ابن سلمان على المرتزقة : لمحة عن الجيش والثروة وال ...
- أين هذا الجيش الذى يضحى بحياته دفاعا عن أسرة سعودية مترفة فا ...
- فى تحليل ما يحدث فى السعودية الآن :


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - مدخل لعلم جديد فى القرآن الكريم : ( الجملة الاعتراضية ) : ( 2 من 2 )