أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صلاح بدرالدين - فدرالية تحت الاحتلال ولا فناء في ظل الاستبداد














المزيد.....

فدرالية تحت الاحتلال ولا فناء في ظل الاستبداد


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 5720 - 2017 / 12 / 7 - 18:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


العشرات بل المئات من شعوب التحرر الوطني في مختلف قارات وأصقاع كوكبنا ومنذ سنوات القرنين التاسع عشر والعشرين وبعد أن كانت في عداد المستعمرات وأشكال الاحتلال العسكري والهيمنة الاقتصادية من جانب ( المتروبولات ) نالت الاستقلال الشكلي ثم الكامل وتمتعت بحرية تقرير مصيرها بعد اجتياز مراحل شهدت أعمال عنف وانتفاضات ومواجهات دامية وانتهت بانسحاب الأجنبي مع جيوشه واداراته ومناسبة هذه التوطئة هو اقتراح المحتل الروسي ضمن وثيقة رسمية منشورة طرحت في الاجتماعات الأولية – بأستانة – يقضي بعقد مؤتمر شعوب سوريا في – سوتشي - ومشاركة كل الجماعات العرقية والدينية مع ممثلي الحكومة وفصائل المعارضة يقر فيه دستور سوريا الجديد مرورا بالانتخابات .
حتى لو جاء هذا المقترح من جانب طرف محتل لبلادنا عادى ثورتنا ومارس القتل والتدمير تجاه شعبنا ووقف الى جانب نظام الاستبداد بكل الوسائل العسكرية والسياسية والدبلوماسية مثل أي مستعمر في التاريخ وكان سببا في عدم سقوطه النهائي فان مقترحه المكتوب لايخلو من الواقعية ومن حظوظ النجاح في وقف اراقة الدماء وتحقيق المصالحة وحصول كل صاحب حق على مايسعى اليه اذا ماتم تنفيذه على أرض الواقع بحيث يكون القرار النهائي والفاصل لممثلي الشعب السوري بكل أطيافه وأقوامه وأعراقه وألوانه الدينية والمذهبية ولاشك أن جانبا من نصوص المقترح يحمل الجزء الناصع من تراث التجربة الاشتراكية في مسألة القوميات وحقوقها وخصوصا حول الاعتراف بوجودها وتشخيص هوياتها وقبول مبدأ حق تقرير مصيرها في أطر دستورية وحقوقية وادارية تبدأ بالاستقلال مرورا بالفدرالية والحكم الذاتي واللامركزية وانتهاء باالدوائر القومية .
ماهو مقترح ومطروح من جانب المحتل الروسي لايعود الفضل فيه الى الطغمة الحاكمة في موسكو بل هو ثمن دماء شهداء وتضحيات شعبنا فهو بكل آلته العسكرية لن يتمكن من البقاء محتلا الى الأبدحيث سيكون السورييون له بالمرصاد ان لم يكن اليوم فغدا أو بعد حين ومن مصلحته الانسحاب بأسرع وقت ثم أنه من الصعوبة بمكان أن ينال هذا المحتل ثقة وغفران السوريين ولن يأتمن الى وعوده ومشاريعه ومقترحاته الا عندما أن تتحول الصيغ والوعود الى أفعال .
ليس هناك من عاقل يمكنه تجاهل حقيقة أن لعنة الدكتاتورية والاستبداد والشوفينية العنصرية والطائفية في بلادنا وماأنتجت من كوارث وجرائم ضد الانسانية وانقسامات ومواجهات وصولا الى مايشبه الحرب الأهلية ليست بنت اليوم بل نمت نواتها الأولى عندما تم تسطير الأحرف الأولى لبيان المؤتمر السوري الأول في عشرينات القرن الماضي وصياغات مشاريع الدساتير التي وضعها الوطنييون السورييون ماقبل الاستقلال والتي اعتمدت في عهود الحكومات الأولى في ظل الاستقلال الى يومنا هذا والتي حملت خطيئة تاريخية لاتغتفر وهي تجاهل واقع المجتمع السوري المتعدد الأقوام بحيث خلت الدساتير من الاقرار بوجود شعوب وقوميات أخرى غير العرب ومن تحصيل حاصل تجاهل حقوقها ناهيك عن الأثنيات والأديان والمذاهب التي تزين التنوع السوري في مختلف المناطق .
ومن جهة أخرى فان الأسباب الرئيسية للصراع في بلادنا وفي معظم بلدان الشرق الأوسط وتحديدا في بلدان ثورات الربيع وسوريا من ضمنها تتعلق بقضايا حرية وكرامة الانسان وحقوق الفرد والجماعة القومية والدينية والمذهبية الذين عانوا جميعا الحرمان والتجاهل والقمع وارهاب الدولة بأشكالها الحزبية الآيديولوجية والقومية الشوفينية والطائفية أو لم تكشف ثورات الربيع حقيقة تعددية العديد من البلدان التي كانت تبدو بسيطة في حين كانت مركبة من أقوام أصبحت في طي النسيان وهدفا لتمثلية القومية السائدة وقد يعود الفضل الى تلك الثورات في اعادة الاعتبار لتلك المكونات وجودا وحقوقا من الكرد والتركمان وغيرهما في سوريا والأمازيغ في بلدان شمال افريقيا .
ومن خلال الحكومات والأنظمة المتعاقبة على سوريا وخصوصا في عهد حكم البعث وفي ظل فقدان أي رادع دستوري وقانوني ناهيك عن الأخلاقي فقد تعرضت القوميات والأثنيات غير العربية خاصة الكرد الى التنكيل وطالت محاولات تغيير التركيب القومي والاجتماعي مناطقهم عبر مخططات التعريب والتهجير القسري والحرمان من حق المواطنة والتملك والتعليم وكانت تلك السلطات الحاكمة تستخدم النزعة العنصرية والمغالاة القومية اللفظية في صب جام غضبها على الكرد وغيرهم في بعض الأحيان للمزايدة من أجل التشبث في الحكم والتستر على طبائعها الطائفية .
نعم كلنا بمختلف هوياتنا ننتمي الى الشعب السوري وهو الجامع الوطني العام الذي يحمل في طياته أقواما وأطيافا وألوانا تدل كلها الى الغنى والتنوع وفي أي دستور قادم لسوريا الجديدة من خلال ارادة سورية أو عبر المحتل الروسي يجب أن يقر بهذه الحقيقة ويحدد الحقوق بحسب ارادة الأقوام والمكونات وفي اطار البلد الواحد ويضمنها ثم يقدم تعريفا للمواطنية الحقة المتساوية التي تضم الجميع شركاء متكافلين متكاملين متضامنين متكافئين وعلى الجميع أن يعلموا أن سوريا بحدودها الراهنة ومكوناتها الحالية تشكلت ليس بارادتنا بل بقرارات دولية وحسب اتفاقيات ومعاهدات آخرها سايكس – بيكو ولذلك ليس من حق أي مكون أن يفرض ارادته دون الآخرين ونحن جميعا أحوج مانكون الى نوع من التوافقية حول عقد اجتماعي عادل لارساء قاعدة العيش المشترك بوئام .
كل الدلائل تشير أن – سوتشي – ستكون نهاية المطاف خصوصا بعد ملاحظة تلكؤ عملية – جنيف – 8 وتأكيد ذلك من جانب – بوتين – " الذي أعلن عن ولاية رابعة " في تصريح أخير : حيث دعا ( كل الأطراف، الحكومة السورية وبلدان المنطقة والأمم المتحدة، إلى بدء مرحلة جديدة، في العملية السياسية وأن بداية هذه العملية كما اتفقنا مع الرئيسين الإيراني والتركي ستكون بعقد مؤتمر شعوب سورية وزاد أن المهم البدء بالتحضير لإقرار دستور جديد، وبعد ذلك، وبالتوازي مع تقدم العملية السياسية، يمكن الذهاب إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية وأن هذا المسار طويل، ونقطة بدايته يجب أن تكون في تثبيت وقف النار ومناطق خفض التوتر ووقف سفك الدماء في سورية) .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة بين مواضيع الساعة
- الرياض 2 خطوة أخرى الى الوراء
- سوريا وكردها والمستقبل الغامض
- لعنة كركوك
- أزمة الكرد السوريين في - أحزابهم -
- أربيل - دير الزور - بيروت أو طريق - الحشد - السالكة
- لا لاملاءات الطائفيين والعنصريين
- على هامش تطورات كردستان العراق
- ( هيئة التفاوض – قاسم سليماني )
- الكرد السورييون أمام الاستحقاق المصيري
- الكرد في مواجهة ارهاب أنظمة الاسلام السياسي
- انهاء الثورة تحت غطاء محاربة الارهاب
- ( رحيل مام جلال – مابعد الاستفتاء )
- مثقفون عرب يتضامنون مع الكرد
- ( أحزابنا - شوفينية القومية الأكبر – الاستفتاء - مقترح لانصا ...
- حول اللقاء الكردي – الكردي السوري
- ( الاستفتاء – المبادرة – أمريكا – عرب )
- مبادرة للقاء وتنسيق كردي سوري
- المشهد بايجاز
- ( الرياض 2 – مهرجان كولن – حق تقرير المصير )


المزيد.....




- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صلاح بدرالدين - فدرالية تحت الاحتلال ولا فناء في ظل الاستبداد