أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - الإمارات وشفيق .. محاولة لفهم ما حدث!















المزيد.....

الإمارات وشفيق .. محاولة لفهم ما حدث!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5715 - 2017 / 12 / 1 - 15:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بريق الإعلام قادر على الإيحاء لأي مسؤول يبحث عن دور جديد أنه إذا وضع قضيته في الشاشة الصغيرة فسيصبح بين عشية وضحاها أشهر من كيم يونج أون!

الفريق أحمد شفيق كان محظوظا لإقامته خمس سنوات في دولة الإمارات العربية المتحدة، بغض النظر عن كلام محاميته التي نفت نفيا قاطعا أنه كان في ضيافة الدولة.
القاعدة الشعبية لا تقوم بناء على التفاف الجماهير حول شخصية؛ إنما غالبا تقوم بناء على عدم التفافها حول منافسه، والفريق شفيق ارتكب عدة أخطاء أدت إلى سيرك الانتخابات في الإعلام، وبالتالي خسارته الفادحة.
أولا: أن الحلم الأمريكي الذي وضعه المخرج خيري بشارة في ( أمريكا شيكا بيكا ) وتوقف عند بوخارست الرومانية، وصوَّره بطريقة أخرى عاطف الطيب في ( أرض الأحلام )؛ لم يعد حلم المصريين، فدولة الإمارات أصبحت قِبلة الباحثين عن الحلم بعد تدفئته وخلجنته، فاكتسبت الدولة شعبية في خيالات الحالمين بالسفر والهجرة، وكذلك للامتيازات التي تقدمها الإمارات لمن يعيش على أرضها.
لذا كانت أول خسارة شفيقية هي معاداة الإمارات حتى لو كان العداء مبطنا وضمنيا؛ لكنه يمس أقدس ما في الإمارات وهي الأذرع المفتوحة لمن لجأ إليها.
ثانيا: القائد العسكري المُحنك لا يعلن من بيت مضيفه عن خطته للنزول إلىَ ساحة القتال، وهنا أيضا كذبتْ محاميته عندما زعمت أن الفريق أحمد شفيق لا يستطيع مغادرة بيته إلى المطار للسفر إلى مصر أو التوجه للقاءات مع الجاليات المصرية في الخارج أو للسفارة في أبوظبي.
مئة طريقة للسفر خارج الإمارات، مع افتراض أنَّ مزاعمه ومحاميته صحيحة، ومنها أداء العُمرة أو الخروج بالسيارة لدولة مجاورة أو السفر في رحلة سياحية ومنها يتخذ قراره!
لكنه اختار بيت مضيفه ليعلن ترشحه للرئاسة في مصر، ولم يكن متحضرًا في اختياره، أو متمدّنا في الزمان والمكان، فأحرج الإمارات، عن قصدٍ أو بحُسْن نيّة، وأعطى صورة مشوهة لبلد خليجي أتتْ بعد قليل من حادث الرئيس سعد الحريري، رغم أن الحادثين مختلفان، لكن الجماهير العربية في مثل تلك الأمور تحركها برامج التوك شو ذات اليمين وذات الشمال وكلبها باسط ذراعيه في الاستديو!

اختيار الفريق شفيق لبيتٍ استضافه خمس سنوات لمصارعة خصمه الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع القيادة الإماراتية كان غباءً استراتيجيا من عسكري كبير قاد انتخابات رئاسية من قبل وكاد يكتسح رجل الاخوان المسلمين، محمد مرسي، لولا حسابات دولية وأمريكية وتركية وريالية قطرية، وقبلها موافقة المجلس العسكري بقيادة رجل مبارك .. المشير طنطاوي.
ثالثا: غباءُ الفريق شفيق جعله لا يرى المشهد الخليجي البانورامي، من صنعاء إلى الدوحة، فلما حاول الزج بدولة الإمارات العربية المتحدة خسر من حيث لا يدري دولة مضيفة كريمة كانت تمثل له خط العودة في حال فشله في مصر، وأيضا حلمه في عرش قصر الاتحادية.

رابعا: التخبط في بيان الفريق شفيق كان إهانة موجهة للإمارات شعبا وقيادة، فليس فيه حِرَفية، وثغراته أكبر من سطوره، وفضح الفريق نفسه في خيالات مؤيديه الذين انتظروا رجلا تحدىَ محمد مرسي والمقطم والمرشد، وبنىَ للمصريين مطارًا جعلهم يظنون أن مصر شفيق ستكون هكذا، فإذا بالرجل يمهد لخسارة مصر في عهده، مع استحالة نجاحه، وفقدان أهم داعم مالي ومعنوي في المنطقة لمشروعات مصر المستقبلية.
خامسا: إن صناعة المعارك فنٌّ قبل أن تكون شراسة، ومن يختار ساحته؛ يجعل خصمه يستعد بسلاح يناسبها. الفريق شفيق ظن أن دعم الاخوان المسلمين له سيمهد الطريق لتوسعة شعبيته، ويبدو أنه فقد الاتصال بحقائق الأمور وغاب عنه مشهد الوطن، والاخوان مع تيارات التشدد الداعشي والطائفي يرون أن الإمارات أصبحت عدوهم الأول، فهي التي تنبه المنطقة لخطر دواعش التزمت الديني، وتحرّض على قطع العلاقات الخليجية مع الطائفية الحمقاء، ولا شك في أن الأمير محمد بن سلمان تأثر كثيرا بالفكر الإماراتي الجديد ضد الفساد والجماعات الدينية المتشددة.
قنوات تركيا وقطر التي تتعاطف مع الاخوان وتحمل قضاياهم وأهمها عودة المعزول محمد مرسي ستزيد من سعة الخسارة للفريق شفيق حتى لو جندت كل إمكانياتها الإعلامية، فالرجل خسر معركة الرئاسة قبل أن يغادر أبوظبي.
عني أنا شخصيا فلا أرى في الساحة من يستحق حُكم واحدة من أعرق بلاد الدنيا، ولا أحمل ذرة تعاطف أو تأييد للسيسي أو شفيق أو مرسي أو مبارك أو طنطاوي أو البرادعي، لكنني لا أنكر تعاطفي مع القيادة الإماراتية الرشيدة التي تحقق في كل يوم .. بل في كل ساعة انتصارات ملموسة على أرض الواقع من أجل السلام والرفاهية والتقدم، ولو أوقفت ايران دعمها للحوثيين والدوحة وانتهت الحرب لضاعفت الإمارات من إنجازاتها الرائعة من أجل الجميع، شعبها والشعوب المجاورة، أهلها وضيوفهم، بمن فيهم الفريق شفيق.
خامسا: لا يخفىَ على أحد أن الإعلام في مصر أصبح قاب قوسين أو أدونىَ من الانحطاط والسفاهة والعته والتخلف، وعندما تلقى إشارة القرداتي للهجوم على الفريق شفيق، أخذ معه دولة الإمارات كما فعل الدب الذي قتل صاحبه، والإمارات بريئة من أي معارك يخوضها الإعلام المصري للدفاع عنها، فهي أكبر وأرقىَ وأعظم من الانخراط عن غير رغبتها في دخول ساحة الردح والشتائم والسباب، وأخلاق الإماراتيين تمنعهم من الدخول في عالم يمس هيبتهم وسلوكياتهم وتحضرهم الإعلامي، لذا فجذب دولة راقية إلى التوك شو المصري ليس في صالح صاحب الدب.
سادسا: وهو ما أحزنني بشدة عن مصريين كثيرين من أهل بلدي، قضوا سنوات من أعمارهم في الخليج فإذا وقفوا على أرجلهم، وضمنوا لأنفسهم ولعائلاتهم في مصرالمستوى المادي المطلوب، وغادروا مضيفيهم عائدين، عضّوا اليد التي امتدت إليهم، وطبعا بمجهوداتهم وعملهم، وكتبوا أنهم عانوا التمييز رغم أن السبب الحقيقي هو التكالب على الأموال، وتحويل كل المكاسب والأرباح لأرض الوطن والاستغناء عن الحياة الكريمة في السكن والإنفاق كأهل البلد.
الفريق أحمد شفيق الذي قضى خمس سنوات سواء كانت بأمواله أو من جيوب المضيفين الكرماء سينضم لاحقا لقوافل الناكرين لحياة في الغربة جعلها أهلها له وطنا بديلا لبعض الوقت.
تهئنتي الثلاثية للإمارات بيوم الشهيد، وبالعيد الوطني، وبالتعالي عن خوض معارك مفبركة من الذين احتضنتهم؛ فأداروا ظهورهم لدولة الحلم العربي البديل.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في الأول من ديسمبر 2017
[email protected]



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا إعلان حرب قطري ضد الإمارات!
- العصبية لابن بلدي تُسقط العدل!
- مواقع التواصل الاجتماعي .. الخلطة العجيبة!
- أجيال عبرية بألسنة عربية! لماذا يكرهون عيدهم الوطني؟
- أنا والحوار المتمدن!
- مسيحيون ضد الإسلام .. أقباط مع الإسلام!
- الانتحار بين صفحات الدين!
- ثعبان في دولة قطر!
- النبي الجديد يفتتح سوق السلاح في بلادنا!
- نتائج انتخابات الرئاسة في مصر 2018
- إعلام مصر في الدرك الأسفل من الانحطاط!
- لماذا يخاف المصريون؟
- أيها المراقَبون .. لا تخافوا!
- صناعة الطاغية والشعب .. العلاقة التبادلية!
- مصرُ لا تحتاج الآن لعاصمة إدارية!
- أنا عربي حتى لو غادرت العربَ عروبتُهم!
- مصرُ .. حربُ المحاكم!
- الزمن الأطرش هو الأسمع!
- الإعلام المصري يحارب الشعب والجيش .. مع صمت الرئيس!
- الرئيس السيسي .. هل تسمح لي أن أبحث عن بديلٍ لكَ؟


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - الإمارات وشفيق .. محاولة لفهم ما حدث!