أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب هاشم الدراجي - رؤية فلسفية في الأدب والفن















المزيد.....

رؤية فلسفية في الأدب والفن


طالب هاشم الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 5714 - 2017 / 11 / 30 - 21:25
المحور: الادب والفن
    


.************* ( طالب هاشم الدراجي )***************
((يجب أن لا نمارس الفلسفة إلا بشكل قصائد)) هايدغر - فيلسوف ألماني .
بطبيعته يأخذ النص النثري شكلا فلسفيا من خلال تسطير النص بوتائر مختلفة
غالبية النصوص النثرية الغربية ، تكون كل سطر يطرح جزء من السؤال
حتى وأن كان السطر المتعاقب مكملا له . أنه صراع حاد بين الشكل العلني
وبين المعنى الباطني ، وبين الخفي والظاهر . الحقيقة أن هناك حدودا تفرض
على طموحات المرحلة وأي مرحلة من مراحل التطور والتقدم الفنّي الأدبي
حيزا إنتاجيا ينتهي عنده ، فلا يبقى له مكان ما في الواقع ، وعليه أن ينزاح
عن الطريق كي يفسح مجالا للأشكال الأدبية الجديدة القادمة بمختلف أنواعها
فما نراه اليوم أكثر علمية قد لا يكون كذلك في ذاته ، لأن مُحتمل رؤيتنا قد
يكون عاطفي ، وحتى لو كان عقلي ، فربما كان يفوق مستوى إدراكنا ، لذلك
فما من قاعدة ثابتة في مستوى النص والنقد ، وتطبيقات على ما أقوله هنا ،
لا يشكل عقدة غامضة ، أنظر إلى المدارس والمناهج الأدبية والنقدية ، كيف
كانت لحظتها ، وقت ظهورها وقت اعتناقها وقت التخلي عنها ، كذلك لا
نستبعد أن يكون المنهج الحديث اليوم هو الآخر يكون غير ذي جدوى عند
من يأتي حديثا أو يأتي بعدنا ، وهذا بحكم قناعاتي منطقيا جدا ، لذلك بقيت
مستمرا لحدِّ الآن ، أعتبر كل نظرية وبحث ودراسة نقدية ، أثر لا أمنحه
أكثر مما يستحق ، وهذه معادلة فلسفية المحتوى ، تشتمل على وعظ الفكر
مما سلف عندنا وما خلف لبعدنا ، سيان ما بين الاثنين ، نُغير قواعد كانت
ثابتة ، وتحركت عندنا ، فيُغير من بعدنا قواعدنا الثابتة ، هذا المنطلق الفكري
وحده بما يكفي ليجعل كل الرؤى والأفكار والبحث والتنظير والدراسة والقراءة
بحكم الثابت والمتحول ، وبهذا المبدأ أعتبر "ترك الباب مفتوحا للظن والترجيح
لما يستجد كشفه أسلم من الجزم والقطع" ، *(النقد الأدبي أصوله ومناهجه ).
ولا يبتعد الموضوع عن الأدب بصفاته التجنيسية ، من حيث الأنماط والأسلوب
والقوالب المتطبعة فيها ، مثلا : الكلاسيكية كانت منسجمة ومتكافئة مع البيئة
وروح المجتمع وأنفاسه ، شكلا ومحتوى ، من حيث المظاهر والتطلعات التي
اعتمد عليها المثقف والأديب الكلاسيكي وقتها في تعاطيها وممارستها والتعامل
بها ، الواقعية كذلك وغيرها من المدارس والمناهج الأدبية بصفة النقد كانت أم
بصفة النصِّ ، وما أريد توضيح عقدته ، هو عقدة التيارات الأدبية الحديثة في
واقعنا الأدبي ، ففي مستوى الشِعر ظهر تيار القصيدة العمودية المكتوبة دون
نظام الشطرين ، مع أنها تحتفظ بكافة أناقتها والتزاماتها تجاه ما لقانون الوزن
والقافية عليها ، وفي مستوى النثر ، ما زال الصراع محتدما بين شعرية النص
النثري وعدمها ، بين مُسمّى القصيدة والنصِّ ، بغض النظر عن نوع وكمِّ الضد
بينهما والتنافر والتجريم ، القصة القصيرة أيضا ، والقصة القصيرة جدا ما زالت
تُعاني في العراق من انقسامٍ غير مُتكافئ ، يشمل الحجم ومفهوم المصطلح الذي
يُترجم اليوم ترجمة جديدة ، لا نعرف له عقلنة تتقبل تفسيره ، فالتكثيف صار
مرنا ، كذلك الاقتصاد والإيجاز والاختزال ، مرونة لا تتوافق مع المفهوم من
حيث شرعنته ، كيف يكون لقصة قصيرة جدا ، أن تحتمل حتى ألفيّ كلمة ؟
أين منطقية المفهوم لمعنى (جدا) ، هل تمطيط (جدا) جزء من الحداثة وما بعدها
فالأمر لا ينحصر بــ (جدا) بل أنه شمل مفهوم العناصر والأدوات التي تتبناها
فنّية الكتابة ، من تكثيف ومفارقة وانزياح واستعارة وتشبيه ،إذ يبدو واضحا أن
العملية ممنهجة لتمطيط كل المفاهيم ، وهنا أسأل أي مثقف وكاتب وأديب ،على
ماذا سيعتمد الخلف في استدراك مفاهيم المصطلحات ، على مفاهيمنا الجديدة
ذات المرونة والتمطيط ، أم على الجذور الأصلية لها؟.
الفلسفة باعتبارها أسمى حدود المنطق واعظم شريعة للعقل كان لها من الفضل
في تأطير الجمالية والإبداع واعتماد مقاييسها في معيار التقييم الفنّي لها وتحديد
النسب على مستوى الفن بمجمله والأدب أيضا ، وعلى مر الزمان منذ عهد الكتابة
والتعبير بمختلف الاتجاهات الفنّية والأدبية ، من رسم وموسيقى ورقص وتمثيل
وكتابة ونحت وغناء وتصوير، كانت المقاييس ثابتة من جانب المفهوم لها ، فبقي
المفهوم طوال قرون من الزمن ، قائم على ما عقلته الفلسفة في المعايير الجمالية
فأنتجت نسب متفاوتة للتقييم ، تعتمد على القوة والضعف ، في العمل الفنّي والأدبي
بمجمل الفروع التي تتشعب منها ، ولم يخرج مفهوم التقييم والقياس عن نظم الفلسفة
حتى أخرجته ما بعد الحداثة من عرشه المجيد وأشركت له قرين ينافسه في كل
سلطاته التعريفية التي تُحدد معنى جوهره ، فالفن مثلا كان قائم على ملموسات
ومحسوسات جمالية ، كان الإشعاع الجمالي فيها هو المهارة والاحتراف والتقليد
والمحاكاة والتناص التماثلي المتكافئ شكلا وجوهرا ، هل هو اليوم كذلك ؟، أنا
لا أرى أي تكافئ أو تماثل بين صناعة الفن اليوم وبين الأمس ، فهل يوجد وجه
من الشبه والمقارنة بين أعمال ليوناردو دافنشي بلوحته "الموناليزا" ، أو لوحته
"العشاء الأخير" ، أو لوحة مايكل أنجلو " خلق آدم " ، أو لوحة "ليلة النجوم"
لفان جوخ ، أو لوحة "الصرخة" لإدفارد مونك ، أو لوحة "إصرار الذاكرة"
لسلفادور دالي ، وغيرها من اللوحات العالمية التي كلما تقدم بها الزمن ازدادت
قيمتها الفنّية والجمالية . هل نجد لهذه الأعمال وجه من الشبه والمقارنة الجمالية
والإبداعية ، مع الفن الحديث الباهت الفارغ من كل محتوى منطقي ومعقول ، وحتى
مقبول ،غير أن ما بعد الحداثة دسّت بين القيم مفاهيم جديدة تعتبر الأشكال الغريبة
جزء من الفن ، إذا ما قُدّمت بطريقة تأطيرية (ما كان داخل الإطار الفني للوحة)
بذريعة التأويل وتحريك الفكر الإنساني عبر تفسير هذه المظاهر الجديدة تفسيرا
منطقيا قائم على الابتكارالظنّي لا على المحاكاة والتمثيل والتشبيه والتقليد والتناص
، فلا تهمل لوحة مرسومة بشكل فوضوي ؟، ففي الشكل الفوضوي هذا حتما ستجد
لعبثية الفوضى وبحكم الصدفة ظهور شكل ما غير مقصود فنّيا من الرسام داخلها
يكفي أن يكون هذا جزء من العمل،باعتبار أن العبثية والعشوائية مهما كانت مشوهة
فلا يُستبعد أن يتشكل فيها رسما ما ؛ دالا على هيئة أو صورة موجودة في الواقع .
أنه الكسل بعينه ، أنه العجز والابتعاد عن ممارسة الجهد وصرف الطاقة للإنجاز
الإبداعي ، فأن مايكل أنجلو الذي صنع تمثال داوود لم يكن يرمي الأحجار بعضها
فوق بعض ليتشكل تمثال داوود من جرّاء عشوائية تراكم الحجارة ، لقد صنعه بيديه
وجهده ، واستغرقه إنجازه أكثر من 3 سنوات ، إذا بدأ العمل فيه منذ1501م ، فأكمله
في سنة 1504م، وهو تمثال هائل يبلغ طوله 6 أمتار تقريبا ، وهو عبارة عن تمثال
لذكر عاري يقف متكئ بكامل جسده على ساق واحدة بينما ساقه الأخرى تراها ممتدة ،
وبإبداع مايكل آنجلو تستطيع أن ترى التوتر الذي يعكسه لك التمثال لتشعر بالتحفز
والإثارة لحركة "ديفيد" التالية ، وهذا واحد من الأعمال مقارنة بباقي الأعمال من رسم
ونحت يطول بنا المقام لذكرها ، ولم تأت أو تُنجزَ باعتباطية أو جُزاف كما يحدث اليوم
في الفن الحديث ، الفن الحديث اليوم كسولًا جداً ، لا يحتمل مضاعفة الجهود للإنجاز
ويكتفي بتقديم عمل المخيلة على التجسيد .
كذلك هذا الأمر موجودا في الأدب في الرواية وفي القصة والشعر والنثر ، أيضا كان
كسولا ، حيث يجتهد الكثير من النقاد اليوم على أن يكون جانب التحليل والتأويل هو
الجانب المشرق في الأعمال الأدبية كي تنتعش نبتة النقد ويكون النقد الذي كان من
المفترض به ممارسة دور التقييم وإظهار الجمالية والإبداعية ، صار اليوم وسيطا
للقراءة ومترجم للمعاني ، وهذا بحدِّ ذاته استغفال للقارئ واستهانة بثقافته قبالة النص.
في النهاية أقول ، أن الواقع استعذب المجانية التي عوضته عن التكلف والجهد من
صرف الطاقة المضاعفة لإنتاج الأعمال الضخمة أو الدقيقة ، وهي فرصة كبيرة
أن ترتقي أعمالاً بسيطة للواجهة الأدبية والفنية ، ولا تُكلف أي جهد فكري أو علمي
أو جسدي ، لا بالوقت ولا بالطاقة والبذل ، يكفي أن تُقدم أيّ شكل ما للتعبير عن
فكرتك ، ولا يُشترط عليك أيَّ التزامات معيارية مقياسية ما دام ما تُقدمه يظهر
بعنوانِ جنسه الذي تختاره أنت في الفن أو في الأدب ، ولان الواقع اعتنق الفكرة
(فكرة المفاهيم الجديدة للفن والأدب) وشمل ذلك كثرة من المجتمع ، فان المفاهيم
الجديدة مقبولة ومتبعة ، ما دامت سائدة في المجتمع .



#طالب_هاشم_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيني وبينه ال سفاستيكا - اهداء للأستاذ الجميل علي غدير


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب هاشم الدراجي - رؤية فلسفية في الأدب والفن