أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - النرجسية المرضية والسادية عِلّتان يتميز بهما حكام الشرق الأوسط..!















المزيد.....

النرجسية المرضية والسادية عِلّتان يتميز بهما حكام الشرق الأوسط..!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5714 - 2017 / 11 / 30 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكام العراقيون لا يختلفون بكثير أو قليل عن حكام الشرق الأوسط، فهم جميعاً ودون استثناء من طينة واحدة عجنت في مضمون العلاقات الإنتاجية السائدة في هذه الدول، بالرغم من التباين النسبي في مستويات تطور القوى المنتجة ووعي الفرد والمجتمع في كل منها. إن هاتين السمتين السلبيتين أو العلتين لا تقتصران على الحكام فحسب، بل وعلى الغالبية العظمى من السياسيين، إن لم نقل جميع الأشخاص الذين يحترفون السياسة ويعملون ضمن أحزاب سياسية أو على رأس عشائرهم. والحكام العراقيون يقدمون نموذجاً صارخاً لكل الحكام في هذه المنطقة المشحونة بالتوترات والنزاعات والحروب والمليئة بالمشكلات المعقدة المرتبطة عضوياً بما في هذه المنطقة من خامات أولية وتعدد في القوميات والديانات والمذاهب وما رسم لها من حدود بين الدول بعد الحرب العالمية الأولى والمستمرة حتى الآن.
تشير المعطيات التاريخية إلى أن أغلب الحكام العراقيين الذين تميزوا بالنرجسية المرضية أو النرجسية والسادية في الحكم انتهوا بقتلهم بصيغ مختلفة على أيدي منافسيهم الذين لم يختلفوا عنهم بذات السمات السلبية. والحاكم الوحيد الذي مات بشكل طبيعي ولم يكن يحمل السمتين هو عبد الرحمن محمد عارف. فمنهم من قتل أو أعدم علناً، ومنهم من قتل بطريقة غامضة، ومنهم من دس له السم الزعاف فمات بشكل تدريجي، ومنهم من ينتظر.
لا اتحدث هنا عن عبد السلام محمد عارف، ولا عن أحمد حسن البكر، ولا عن صدام حسين، ولا على الزعانف التي كانت معه ومارست نهجه وأصيبت بعلاته، فهم كانوا معروفين بما يعانونه من علل لم تساهم بموتهم فحسب، بل وبتدمير العراق، بل أتحدث هنا عن رئيس الوزراء العراقي السابق، الذي ما يزال يحتل مركز نائب رئيس الجمهورية والمرشح لرئاسة التحالف الوطني للبيت الشيعي العراقي، والطامع في رئاسة وزراء جديدة ليكمل ما ساهم بتدميره بالعراق وصب الزيت المزيد منه على نار الطائفية والتمييز خلال فترة حكمه والتي كان قد مارسها رئيس الوزراء الذي سبقه في الحكم. هذا الرجل يشارك في سماته وعلله النفسية مع أغلب حكام المنطقة الذين يعانون من العلل النفسية والاجتماعية ذاتها والتي تبرز بشكل صارخ في اختلال علاقاتهم مع المجتمع ومع القوى والأحزاب الأخرى أو مع أتباع القوميات والديانات والمذاهب الأخرى ومع العالم. فالنرجسية نجدها بهذا القدر أو ذاك لدى جميع البشر، ولكن صاحبنا مصاب بالنرجسية الخبيثة Malignant narcissism التي تجلت بنهجه السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والبيئي، حيث عمت الرثاثة والخراب والنهب والسلب لأموال العباد والتخريب في كل أنحاء البلاد، وهو ما يزال من منصبه الجديد يمارس ذات الخباثة النفسية في نهجه وممارساته اليومية. ومثل هذا الشخص لا يمكن ولا يجوز له أن يبقى في السلطة أو في أي موقع عام، بل لا بد من حجزه والحجر عليه ووضعه في مصحة للعلاج النفسي مدى الحياة، لأن وجوده طليقاً يؤدي إلى عواقب وخيمة على المجتمع، خاصة وأنه في مجتمع وفي دولة هشة وفي محيط حكومي وإعلامي يساعد في تعجيل تحول الحالة النرجسية إلى نرجسية مرضية خبيثة وإلى سادية مفرطة واستبداد مريع، ولاسيما لمن له الاستعداد الذاتي على ذلك. لم يكن رئيس الوزراء السابق بهذه السمات خلال وجوده في المعارضة، كما يشير إلى ذلك أكثر الناس معرفة به، إلا إن الحكم وتلك المجموعة من الانتهازيين والطبالين والمرتزقة هم الذي ساهموا في النفخ بصورته المشوهة وحولوه تدريجياً إلى شخصية مصابة بالنرجسية الخبيثة والفساد الفكري والسياسي والاستبداد. فأحد أعضاء حزبه، وهو يدرك علل رئيسه، ولكي يتقرب منه، أكد في مقابلة صحفية "إذا مات المالكي نستنسخ من خلاياه مالكي أخر.." ليؤكد إخلاصه له، ولكي يواصل إرهاب القوى الأخرى، وهو الذي تسبب في سقوط الموصل بأيدي عصابات الرذيلة والإجرام والتكفير، عصابات داعش. من يرغب أن يتعرف على هذه العلل التي يعاني منها هذا الرجل عليه أن يقرأ في كتب علم النفس، لاسيما علم النفس الاجتماعي ليجد من يغنيه.
ولكن الغريب بالأمر أن هذا الرجل الذي تسبب في سقوط الموصل وعموم نينوى، وقبل ذك الأنبار وصلاح الدين وغيرها، والذي فرط بمئات المليارات من الدولارات الأمريكية من خزينة الدول العراقية، والذي أخضع القضاء العراقي لإرادته السياسية، والذي اعتقل ووضع بالسجن نائب محافظ البنك المركزي العراقي وعدداً من الموظفين والموظفات، وفلت من الاعتقال محافظ البنك المركزي، ثم أفرج عنهم وعين نائب المحافظ من جهاز القضاء نفسه ثم عين مستشاراً لرئيس الوزراء الجديد، والذي وضع جميع الهيئات المستقلة في خدمته الشخصية ومارس التجاوز الفظ عل الدستور، كما في سلوكه مع مفوضية الانتخابات "المستقلة!"، ما زال هذا الرجل ليس طليقاً فحسب، بل ويحتل واحداً من أعلى المناصب التنفيذية بالدولة العراقية ليمارس من خلاله ما يمكنه لإشعال الفتنة بالعراق ومواصلة الفساد والتعتيم على الفاسدين وعلى الملفات التي كان يتحدث عنها بأنه لو فتحها لزكمت الفضائح أنوف العراقيين والعراقيات!
ولو تابعنا اليوم ما يمارسه تلفزيون العراقية لوجدنا جمهرة من العامين فيه والمسؤولين عنه يعملون بالنهج ذاته وبثبات انتهازي صارم مع رئيس الوزراء الجديد في محاولة منهم للنفخ في صورته وجلب من يمدح به ولا يتعب، وهو الأسلوب البائس الذي من شأنه أن يمارس التأثير ذاته عليه، كما حصل مع من سبقه، وهو الأمر الذي يبدو صارخاً في هذه الفترة. وهو نفس السياسة التي مارسها بعض المستشارين والسياسيين بالإقليم مع رئيس الإقليم، دون أن يكونوا صريحين معه فيما يفترض أن يقولوه له.
في لقاء مع أحد كبار المسؤولين الكرد سألني عن الوضع بالإقليم، أجبته بصراحة تامة وبوجود السكرتير الشخصي، بأن الوضع غير جيد وأن الكثير من الناس غير مرتاحين من الوضع والسياسة ومن انتشار الفساد، كما إن مستشاريه ومن حوله، بمن فيهم السكرتير الذي هو الآن معنا، لا ينقلون لك ما يجري بالإقليم، بل ينقلون لك ما يطيب خاطرك ويريحك، وفي الغالب ما تريد أن تسمعه. وأن شئت الحقيقة فليس لك إلا أن تذهب إلى الناس لتسمع منهم ما يريدون قوله لك وبصراحتهم المعهودة. ولم يحصل ما كان يفترض أن يحصل!
إن واجب ومسؤولية رئيس وزراء العراق أن لا يبدأ بالحيتان الصغيرة التي التهمت فتات الموائد، بل عليه أن يبدأ بالقيادات التي نشرت الفساد وأفسدت الناس وسمحت لهم بشراء العمارات في بريطانيا وفنلندا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وغيرها وأن يملأوا حساباتهم بالسحت الحرام، وأن ينتهي بالحيتان الصغيرة. عند ذاك يقتنع الناس بأنه يسعى إلى البدء الفعلي بمحاربة الفساد!! وأول الفساد الذي يجلب محاربته وفيه تجاوز فظ على الدستور هي المحاصصة الطائفية ذاتها التي سمحت لكل أنواع الفساد الأخرى بما فيها الفساد الإداري والاجتماعي والثقافي والبيئي والعسكري أن يسودا بالعراق!!!



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من أفق لإقامة أوسع تحالف مدني ديمقراطي شعبي بالعراق؟
- حزب الفضيلة ووزير العدل بالعراق يبيحان اغتصاب الفتيات القاصر ...
- أينما تمتد أصابع السعودية وإيران وتركيا في الشرق الأوسط يرتف ...
- رسالة مفتوحة إلى الأخوات والأخوة أبناء وبنات شعب كُردستان ال ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- العراق والموقف الحضاري من المبادئ والقيم الإنسانية! (الحلقة ...
- قراءة في كتابين للكاتب العراقي هاشم الشبلي
- الحوار الديمقراطي سبيل العراق الوحيد لمعالجة مشكلاته وليس ال ...
- قراءة متمعنة في كتابين -مذكرات هاشم الشبلي- و -محطات سوداء ف ...
- نظرات في كتاب -مذكرات نصير الچادرچي-
- وماذا بعد...، وهل من سبيل للتعامل العقلاني الحكيم بين بغداد ...
- لتتوقف التحشيدات العسكرية المتبادلة، ليحتكم الجميع للعقل وال ...
- هل شاخ الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني أم تخلى عن مبادئ ...
- السياسات المحمومة لدول الجوار والوضع بكردستان العراق!!
- الأخ الفاضل الأستاذ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
- الموقف من الاستفتاء في إقليم كردستان العراق
- بلاغ صادر عن اجتماع جمهرة من المثقفين العراقيين من العرب وال ...


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - النرجسية المرضية والسادية عِلّتان يتميز بهما حكام الشرق الأوسط..!