أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - وماذا بعد...، وهل من سبيل للتعامل العقلاني الحكيم بين بغداد وأربيل؟















المزيد.....

وماذا بعد...، وهل من سبيل للتعامل العقلاني الحكيم بين بغداد وأربيل؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5675 - 2017 / 10 / 21 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين دعيت مع مجموعة من المثقفين العرب من العراق والدول العربية لندوة عقدت بالسليمانية بتاريخ 16 و17 أيلول/سبتمبر 2017 حول قرار السيد رئيس الإقليم بإجراء الاستفتاء بالإقليم، التي اعتبرت المناطق المتنازع عليها جزءاً من الإقليم، أبدى المثقفون العرب، وأنا منهم، رأياً صريحاً وواضحاً وصادقاً لا لبس فيه، بأن الاستفتاء غير صحيح لعوامل كثيرة ومهمة، بما في ذلك الوضع في البيت الكردي ذاته، وتساءلنا جميعاً، وماذا بعد الاستفتاء؟ لم تكن هناك أذان صاغية لرأينا، بل قوبلنا بعد ارتياح عام من الأخوات والأخوة الكرد. ولكن الكثير من مثقفي كردستان العراق جاء إلينا وقال بوضوح لا لبس فيه: أنتم على حق، فنحن نخشى العواقب، وأنه قرار غير مدروس جيداً ومتعجل، لاسيما وأن القرار يؤكد إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها، حيث يعتبر مخالفة صريحة للدستور العراقي ومحاولة لفرض الأمر الواقع في وقت ما يزال العراق، ومعه كردستان، يخوضان حربا ضد داعش. لقد عشت أسبوعاً كاملاً بالسليمانية وأربيل والتقيت بعشرات المثقفين الكرد الذين كانت مشاعرهم القومية عالية جداً، ولكن الكثير منهم أيضاً، وبعض سائقي التاكسي، الذين تسنى لي الحديث معه، عبر لي عن خشيته الكبيرة من عواقب الاستفتاء وكان هذا البعض صريحاً معي دون أن تكون لهم معرفة بي. لقد كانت الكلمات التي ألقيت في ندوة السليمانية من الأخوة الكرد ترى بأن الاستفتاء انتصاراً للشعب الكرد، وإنها فرصة نادرة لا بد من الاستفادة منها وأنهم مستعدون لمواجهة كل العواقب.
حين صرح السيد رئيس الإقليم بأن المناطق التي حررتها قوات الپيشمرگة، والتي كانت ضمن المناطق المتنازع عليها، ستبقى جزءاً من إقليم كردستان ولن نخرج منها، نشرت بتاريخ 23/08/2016 مقالاً في جريدة العالم العراقية وفي مواقع كثيرة، منها الحوار المتمدن وصوت العراق والناس ومركز النور، تحت عنوان: "ما الموقف المطلوب من مشكلات المناطق المتنازع عليها بالعراق؟" قلت فيه بأن هذا القرار غير صائب لأنه مخالف للدستور ولأنه سيتحول إلى ألغام في العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، إذ لا بد من معالجتها بطريقة دستورية وبالحوار السلمي والديمقراطي بين الطرفين. وقد جاء في مقالي المذكور ما يلي: "صدرت في الآونة الأخيرة عدة تصريحات عن قياديين مسؤولين بإقليم كردستان العراق تشير إلى أن قوات الپيشمرگة لن تنسحب من المناطق التي حررتها أو ستحررها لأنها تعتبر جزءاً من المناطق المتنازع عليها وتشكل جزءاً من إقليم كردستان وستبقى فيه. إن هذا التصريح غير مناسب في هذه المرحلة التي يخوض الجميع النضال لتحرير كل المناطق المحتلة، إذ إنه يخلق المشكلات ويعقد النضال المشترك المطلوب حالياً، وهو بالتالي خاطئ. كما إن مثل هذا الموقف لا يؤسس لحل سلمي ديمقراطي عقلاني لكل المناطق التي تعتبر ضمن المناطق المتنازع عليها، وستخلق أرضية خصبة للصراع والنزاع المستديم، بل وإلى احتمال التصعيد من قوى بعينها من الجانبين تقود إلى إشعال حرب عراقية – عراقية غير مبررة وتقود إلى سقوط ضحايا كثيرة وخسائر فادحة لا معنى لها. أشعر بأن الأخوة بالإقليم لم يفكروا جيداً بعواقب هذه الخطوة على صعيد المنطقة، خاصة وإن إقليم كردستان محاط بإعداء إلداء يسعون اليوم قبل غد إلى وأد الفيدرالية، وإن فيدرالية كردستان شوكة شديدة الألم في عيونهم. واعتقد بأن حكومة وأحزاب إقليم كردستان العراق، التي تعاني من صراعات داخلية معقدة، ستكون في وضع صعب وغير مبرر وغير مطلوب في آن، وهو ما لا ارجوه لها....، لهذا اقترح على رئاسة وحكومة إقليم كردستان العراق أن يدرسوا الأمر بعناية مع جميع القوى والأحزاب الكردستانية، والتمعن في الأوضاع المتوترة الراهنة لا على صعيد العراق حسب، بل وعلى صعيد المنطقة بأسرها، من أجل التعرف على كل الاحتمالات قبل اتخاذ قرار من هذا النوع، ولاتخاذ القرار السليم والمناسب الذي يحافظ على العلاقة النضالية المشتركة والمديدة بين الشعبين العربي والكردي وبقية القوميات بالعراق. " (الحوار المتمدن بتاري 23/8/2016). لم تجر إعادة النظر بهذا الموضوع فحسب، بل اتخذ، كما أرى، إجراء خاطئ أخر هو الاستفتاء، وهو الأمر الذي فاقم المشكلة وعمقها في ظرف غير مناسب تماماً، والذي أدى إلى ما نحن فيه الآن!
ولكن الآن، وبعد أن تم الاتفاق بين أطراف في البيت الكردستاني مع الحكومة الاتحادية باستعادة القوات والإدارة العراقية المشتركة للمناطق المتنازع عليها كلها تقريباً، لا بد من العودة إلى التفكير بحلول ديمقراطية حول العلاقة الأخوية والنضالية المشتركة مع الشعب الكردي والقوميات الأخرى بإقليم كردستان أولاً ومع الشعب العربي بالعراق ثانياً، وتنظيم العلاقات والإدارة الديمقراطية المشتركة في المناطق المتنازع عليها بما يسهم في تعزيز الأخوة والصداقة والتضامن بين جميع القوميات بالعراق الجمهوري الديمقراطي المنشود.
إن العلاقة السليمة مع الإقليم بحاجة إلى إعادة النظر بالدستور العراقي وإلى وضع قوانين حاكمة لهذه العلاقة على الصعيدين الداخلي، بما في ذلك موضوع النفط والمالية والصلاحيات والحقوق والقوات المسلحة.. الخ، والعلاقات الخارجية أيضاً، على وفق أسس الفيدرالية المعروفة دولياً والمجربة جيداً، بما يساعد على تجنب الخلافات والمشكلات بسبب المواد الدستورية الحمالة لأوجه عديدة.
وإذا كان العراق بحاجة إلى التغيير والديمقراطية والخلاص من الطائفية ومحاصصاتها والفساد، فأن الوضع بإقليم كردستان العراق هو الآخر بحاجة إلى التغيير والديمقراطية والحياة الدستورية والبرلمانية السليمة وحرية الصحافة ومحاربة الفساد، كما إنه بحاجة، وكذلك العراق كله، إلى برامج للتنمية الاقتصادية والبشرية، وبشكل خاص للخلاص من الاقتصاد الريعي والاستهلاكي والعمل الجدي لبناء صناعة وطنية وزراعة حديثة ومتنوعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير الأمن الغذائي والاقتصادي، بخلاف الوضع الراهن حيث لا أمن غذائي ولا اقتصادي والاعتماد على موارد النفط الخام لا غير بالعراق ومنه الإقليم ايضاً، والذي لم ولن يساهم في تقدم العراق كله بما فيه الإقليم.
واليوم وبعد أن حصل ما حصل على الحكومة الاتحادية ان تتخذ مواقف صارمة إزاء التجاوزات التي وقعت وما تزال ترتكب ضد الكرد في المناطق المتنازع عليها والتي تقود إلى مزيد من التوتر والصراع والنزاع الدموي، كما حصل في خانقين والتون كوبري وكركوك وغيرها. إن قرار سحب "قوات الحشد الشعبي: من المناطق المتنازع عليها، بما فيها جماعات "الحشد الشعبي" المحلية مثل "الحشد التركماني والحشد العشائري، سيساعد على إبعاد محاولات الانتقام والإساءات أو التهجير القسري، كما حصل مؤخراً والعمل على إعادة من هجر قسراً أو بسبب خشيتهم من الانتقام إلى مناطق سكنهم.
إن من واجب الأخوة الكرد أن يسعوا إلى إعادة لملمة صفوفهم والدخول بحوار جاد ومسؤول مع الحكومة الاتحادية لتحقيق النتائج المرجوة والعادلة لكلا الطرفين. إن من واجب الطرفين الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبت في الفترة المنصرمة وبجرأة من أجل معالجة المشاكل القائمة بروح الأخوة والصداقة والتضامن ولصالح المجتمع العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه واتجاهاته الفكرية المتعددة.
لنعمل من أجل التغيير وانتصار الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات واتباع الديانات والمذاهب بالعراق كله، ولنعمل على دحر الطائفية والشوفينية والفساد والإرهاب والتدخل الخارجي في الشأن العراقي. لندحر كل القوى المتطرفة والساعية إلى تأجيج الصراعات والنزاعات الدموية والمليئة بالحقد والكراهية والتي أشار إليها رئيس الوزراء في خطاباته الأخيرة والذين مارسوا الاستبداد والقسوة والفساد في فترة حكمهم بين 2006-2014 والعواقب الوخيمة لتلك السياسات الطائفية المذلة للشعب وقواه الديمقراطية.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتتوقف التحشيدات العسكرية المتبادلة، ليحتكم الجميع للعقل وال ...
- هل شاخ الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني أم تخلى عن مبادئ ...
- السياسات المحمومة لدول الجوار والوضع بكردستان العراق!!
- الأخ الفاضل الأستاذ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
- الموقف من الاستفتاء في إقليم كردستان العراق
- بلاغ صادر عن اجتماع جمهرة من المثقفين العراقيين من العرب وال ...
- هل الكونفدرالية حل واقعي وعقلاني للعلاقة بين الشعبين العربي ...
- دور المتطرفين العرب والكرد في التصعيد المتفاقم وعواقبه
- من يروج للحلول العسكرية والتجويع والتشدد بالعراق؟
- إشكالية الهوية وحقوق المكونات القومية
- كتاب -مسيحيو العراق .. أصالة .. انتماء .. مواطنة ..
- كتاب -الإيزيدية ديانة عراقية-شرق أوسطية قديمة-
- طبيعة وقوى الصراع الجاري بالعراق
- من أجل عراق ديمقراطي يزيح الطائفية السياسية ومحاصصاتها المذل ...
- هل فقد الحاكم التركي المستبد بوصلة العقلانية السياسية والدبل ...
- الموقف من حق تقرير المصير والاستفتاء بإقليم كردستان العراق
- وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي ك ...
- سيبقى نجم المناضلة المقدامة فاطمة إبراهيم ساطعاً في سماء الس ...
- المعنى العميق والشامل لشعار -باسم الدين باگونه الحرامية-!
- سبل معالجة عواقب الكوارث التي حلت بالعراق، ولاسيما المناطق ا ...


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - وماذا بعد...، وهل من سبيل للتعامل العقلاني الحكيم بين بغداد وأربيل؟