أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - خليل اندراوس - ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (7)















المزيد.....

ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (7)


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 5704 - 2017 / 11 / 20 - 08:58
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    



** علم الأممية
أخذ الانتهازيون يقنعون العمال بأنه لا ينبغي لهم في ظروف الحرب خوض النضال الطبقي ضد البرجوازية، وأنه ينبغي لهم ان يعيشوا معها في سلام وأن يدافعوا معها عن الوطن، وجعلوا يحرضون أمة على عمال أمة أخرى.. في هذا الظرف التاريخي العصيب لم يرفع علم الأممية البروليتارية عاليا غير لينين وحزب البلاشفة، فقد دوّى في ارجاء العالم صوت لينين داعيا برجولة إلى اشهار الحرب على الحرب التي سببت للشعب ما لا يطاق من النكبات والآلام





وفي عصرنا الحالي هناك انتشار للنظرات الفلسفية التي تمثل طبقة رأس المال والاحتكارات العالمية مثل مفاهيم صراع الحضارات، ونهاية العالم وغيرها من النظرات العنصرية كأيديولوجية الصهيونية والافكار الدينية الرجعية كالوهابية التي تخدم جميعها الطبقة البرجوازية العالمية وانتشار هذه النظرات تهدف إلى التسليم بسياسات الامبريالية العالمية والصهيونية العنصرية والانظمة الرجعية في العالم العربي.
في ذلك الوقت قام لينين بمهمة عسيرة وهي الدفاع عن الفلسفة الماركسية وعمل الكثير من اجل نشر هذه الفلسفة وتطويرها، وفي سنوات الرجعية (أي بعد فشل ثورة 1905 – 1907) عندما اصبح الدفاع عن الفلسفة الماركسية امرا لا رجعة عنه، كتب لينين مؤلفه "المادية ومذهب النقد التجريبي" وقد شهّر لينين في هذا المؤلف بأعداء الفلسفة الماركسية، وبيّن الصلة الوثقى القائمة بين الفلسفة والسياسة.
وقد لعب كتاب "المادية ومذهب النقد التجريبي" دورا هاما في الدفاع عن الاسس النظرية للحزب الماركسي وفي تطوير هذه الأسس، وفي تسليح ملاكات الحزب نظريا، ان هذا الكتاب يجب ان يكون في يد الاحزاب الشيوعية ايضا الآن سلاحا فكريا قاطعا في نضال الاحزاب الشيوعية من اجل النقاوة الفكرية لهذه الاحزاب، ومن اجل سياسة ماركسية حقا.
في حزيران عام 1909 عقدت هيئة تحرير "بروليتاري" اجتماعا موسعا انبرى فيه لينين للانسحابيين بجد، وبين مبلغ الضرر الذي يسببه الانسحابيون لحركة العمال ولوحدة الحزب. وبرأي كاتب هذه السطور ايضا اليوم الانسحابات من الاحزاب الشيوعية، والحلقات والتكتلات وضرب وحدة الاحزاب الثورية وخاصة الاحزاب الشيوعية عالميا وفي المنطقة وايضا هنا في اسرائيل تجلب اعمق الضرر لهذه الاحزاب.
وكتب لينين في ذلك الوقت أي بعد انهزام ثورة 1905 – 1907، بأن البلاشفة استطاعوا بعد انهزام الثورة ان يتقهقروا بنظام وأنهم ما كانوا ليستطيعوا الحفاظ على صفوفهم لو لم "يشهّروا دون رحمة بثوريي الجمل ويطردوهم"، في تلك الفترة استطاع حزب البلاشفة ان يتخلص من أناس يحبون الكلمات "الثورية" المنمقة ولكنهم لا يحسنون القيام بالعمل الثوري اليومي العادي ولا يريدون القيام به.
وفي عصرنا الحالي هناك الكثير من الناس الذين يحبون ويمارسون استعمال الكلمات المنمقة وليس فقط لا يمارسون العمل الثوري لا بل يمارسون الكذب والخيانة وإلا كيف يمكن تفسير مرافقة رفيق لآخر بعد ان طلب منه الترشح للرئاسة، ودخول البيوت بطلب دعم الرفيق المُرشح وعودة الرفيق المرافق لنفس البيت والطلب من اصحاب البيت عدم التصويت لهذا الرفيق المرشح، او استعمال كل الجمل الثورية وممارسة الكذب والخيانة والتوجه للرفيق او الرفاق وطلب الاعتذار مرة ومرتين وثلاثا واربعا، والبكاء على كتف هذا الرفيق او ذاك طالبا السماح والاستمرار بممارسة اساليب الخيانة والغدر والكذب والنفاق والابتزاز، وتأتي هذه الهيئات او تلك هذه المؤسسات او تلك وتتغاضى وتنسى هذه الممارسات وتقوم بتكريم هذا الشخص او ذاك.
لا يمكن للأحزاب والمنظمات الثورية ان تقوم برسالتها التاريخية الثورية الا بالتخلص من هؤلاء ومن تاريخ هؤلاء لكي نستطيع ان نعيد ثقة الطبقة العاملة ثقة الجماهير الواسعة بالاحزاب الثورية بالاحزاب الشيوعية في كل مكان وهنا. فاستعمال الكلمات "الجميلة" "الثورية" بدون ممارسة ثورية صادقة وأمينة يعود بالضرر الفادح على الاحزاب الثورية الحقيقية على الاحزاب الشيوعية في كل مكان، ويسحب بساط الثقة، ثقة الجماهير بهذه الاحزاب.
وهنا لا بد وأن نذكر نضال البلاشفة ولينين في ذلك الوقت، أي في زمن وسنوات الرجعية بعد فشل ثورة عام 1905 – 1907 ضد تروتسكي، حيث اعلن تروتسكي في ذلك الوقت بأنه يريد بلوغ السلام في الحزب، ولكنه مارس جمع الفرق والتيارات المعادية للحزب ضد لينين، وقد فضح لينين تروتسكي ووصفه بالمنافق والوصولي والمفتري. وفي تلك السنوات نعت لينين تروتسكي بنعت "يهوذا"، (الاسم الحقيقي لتروتسكي، ليف دافيدوفيتش برنشتاين وسمى نفسه بهذا الاسم اثناء هروبه من بطش القيصرية وقد بقي في صفوف الحزب الشيوعي – البلاشفة وبعد ثورة اكتوبر اصبح كوميسار – أي مفوض شعبي – للعلاقات الخارجية.. وبعدها احد مؤسسي الجيش الاحمر.. والكوميسار الشعبي لقيادة الحزب، بعد وفاة لينين. وكان ايضا عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي بعد صراع على السلطة مع ستالين تم طرده من الحزب الشيوعي وابعاده عن الاتحاد السوفييتي.. وتم اغتياله لاحقا على يد رامون ميركادير في المكسيك وتم دفنه هناك).
كان لينين يرى في تلخيص نتائج الثورة الروسية الاولى (عام 1905 – 1907) وفي نشر دروسها بين الطبقة العاملة وجماهير الشعب واجبا من اهم واجبات الحزب الشيوعي – حزب البلاشفة، في تلك المرحلة، ورأى لينين النتيجة الرئيسية للثورة الاولى في كون البروليتاريا اكتسبت دور القيادة والزعامة في الثورة الدمقراطية الاولى، وفي كون الطبقات المظلومة قد تعلمت خوض النضال الثوري الجماهيري، وشرح لينين اهمية تعزيز تحالف الطبقة العاملة والفلاحين، وبين بمنتهى العمق عظمة مكتسبات البروليتاريا الروسية كتب لينين:
"... ان البروليتاريا الروسية قد اكتسبت لنفسها وللشعب الروسي خلال نضالها البطولي في غضون ثلاث سنوات (1905 – 1907) ما انفقت الشعوب الاخرى لاكتسابه عشرات السنين".
وأظهر لينين تأثير الثورة الروسية الاولى 1905 – 1907 في اتساع نضال الشعوب الآسيوية في سبيل التحرر الوطني وفي نهوض الحركة الثورية باوروبا. وتتلخص مأثرة لينين في مرحلة الرجعية القيصرية الحالكة أي بعد فشل الثورة الاولى عام 1905 – 1907 بأنه قد بيّن للحزب الطريق الصحيح لمواصلة التقدم إلى الأمام. وقد رسخ اكثر فأكثر يقين الطبقة العاملة بأن وقوع ثورة جديدة في روسيا أمر محتوم.
ان توقعات لينين بصدد حتمية النهوض الثوري الجديد قد تحققت، فقد استمرت الحركة الثورية في تصاعد وخاصة بعد عام 1910، وانجذبت إلى النضال جماهير الكادحين، كما انجذب اليه الجيش والاسطول، وترأس الحزب البلشفي حركة الجماهير الثورية. وأشار لينين بسرور كبير إلى نمو ملاكات الحزب المنبثقة من بيئة العمال ووجه انتباها كبيرا إلى نمو ملاكات الحزب المنبثقة من بيئة العمال، ووجه انتباها كبيرا لتحضيرها سياسيا، وفي ربيع سنة 1911 نظم لينين مدرسة حزبية في بلدة لونجيومو على مقربة من باريس، حيث كان يعيش في تلك الفترة وكان تلامذة المدرسة من العمال المناضلين السريين في المنظمات الحزبية، وفيما بعد جرى ارسال طلبة المدرسة الحزبية في لونجيومو إلى روسيا للعمل الحزبي.
في اوائل سنة 1912 سافر لينين من باريس إلى براغ، حيث التأم مجلس حزب البلاشفة العام الذي اندرج في تاريخ حزب البلاشفة باسم مجلس براغ العام. نزل المندوبون (مندوبو حزب البلاشفة الروس) ضيوفا على العمال التشيكيين، وفي مسكن من مساكن العمال التشيكيين عاش لينين مع العامل اونوفرييف مندوب منظمة بطرسبورغ الحزبية، وقد كتب الرفيق اونوفرييف يقول: "كان لينين فرحا مرحا عالي المعنويات وظهر قريبا منا على الفور حتى خيّل لنا اننا نعرفه من سنين طويلة، وكان لينين يحسن الاستقصاء حتى بلوغ الامر الرئيسي الاساسي. ان لينين بعيد عن العجرفة بسيط بساطة مدهشة سحرتنا وأسرتنا على الفور". قاد لينين عمل المجلس العام في براغ.
لعب مجلس براغ الحزبي العام دورا بالغ الأهمية في بناء حزب البلاشفة الحزب من طراز جديد، وكان قرار طرد المناشفة – المصفين من صفوف الحزب احد القرارات الهامة المتخذة في هذا المجلس العام، وكانت لقرارات مجلس براغ العام اهمية اممية كبرى إذ ان قطع البلاشفة لجميع الروابط التنظيمية التي تربطهم بالانتهازيين، قد كان قدوة للعناصر الثورية في الاحزاب الاشتراكية الدمقراطية الاخرى وكم بحاجة اليوم لا بل هناك ضرورة ملحة تقع على عاتق الاحزاب الثورية وخاصة الاحزاب الشيوعية في قطع العلاقة مع القوى الانتهازية والحلقات الفاسدة والمفسدة داخل هذه الاحزاب.
في ربيع عام 1912 انشئت بمبادرة عمال بطرسبورغ جريدة يومية بلشفية علنية باسم "برافدا" (الحقيقة)، في تلك الفترة انتقل لينين من باريس إلى كراكوف لكي يكون قريبا من روسيا وكان يوجه "البرافدا" بصورة يومية. وفي تلك الفترة كتب يقول "ان انتصار الحزبية هو انتصار البرافدا".
وبرأي كاتب هذه السطور انتصار صحيفة حزبنا الشيوعي "الاتحاد" وتوسيع انتشارها ووصولها إلى كل بيت والى كل تجمع عمالي والى كل المصانع باللغة العربية والعبرية هو انتصار لحزبنا الشيوعي وهذه الرسالة يجب ان تكون رسالة كل عضو حزب، ولا يعقل ان تكون قرى ومدن في الوسط العربي، يتواجد فيها هيئات ومنظمات حزبية لا بل قياديون في الحزب او الجبهة او حتى اعضاء كنيست في السابق او الآن ولا تصل اليهم صحيفة الحزب.
وشرح لينين من على منبر "البرافدا" مبلغ ما للتنظيم وتراص الصفوف من اهمية في تأمين نجاح الطبقة العاملة وكتب يقول: "العمال المبعثرون – لا شيء، والعمال المتحدون – كل شيء"، وقد ربت "البرافدا" جيلا جديدا من العمال الثوريين مئات الالوف من البروليتاريين الذين لعبوا فيما بعد دورا جسيما في انجاح ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى.
ان قيام لينين وزملائه بتنظيم واصدار "البرافدا" في ظروف قاسية، في ظروف القيصرية واستخدامها في تطبيق الاتجاه الثوري وفي تربية الجماهير سياسيا قد كان مثلا رائعا في تاريخ الأممية برمتها.
وبرأي كاتب هذه السطور، كان لصحيفة "الاتحاد" عندنا دور كبير في تطبيق الاتجاه الثوري لدى جماهير شعبنا ومن اجل الحفاظ على هويتنا ورسالتنا الأممية – القومية، القومية – الأممية، ولذلك من المهم تعميق ونشر هذه الرسالة إلى جماهير الشعب الواسعة ورص صفوفها من اجل العمل الثوري التقدمي ليس فقط هنا في اسرائيل لا بل في المنطقة.
في خريف عام 1912 جرت انتخابات الدوما الرابع وقد اعتبر لينين الاشتراك في الانتخابات يساعد الحزب في توثيق علاقاته وروابطه بالجماهير وينشط عمل المنظمات الحزبية. وقد كتب لينين يقول: "على نتائج الانتخابات تتوقف امور كثيرة تتعلق ببناء الحزب".
وأهمية هذا القول، تتماشى وتنطبق على عمل الاحزاب الشيوعية اليوم في كل انحاء العالم، فالمشاركة بالانتخابات يجب ان تكون من خلال توثيق الروابط بالجماهير من خلال برنامج انتخابي واضح وموضوعي ومدروس والعمل على تنشيط المنظمات الحزبية. وقد كتب لينين بعد انتخابات الدوما ان النواب البلاشفة "لم يلمعوا بالعبارات الطنانة، لا بـ "انفتاح" منتديات المثقفين البرجوازية امامهم. انما لمعوا بارتباطهم مع جماهير العمال، بتفانيهم في العمل بين هذه الجماهير، بقيامهم بوظائف متواضعة وغير مرئية، صعبة لا يذكرها احد وخطرة جدا بوظائف المنظم والداعية الذي يعمل في السر".
في تلك السنوات قاد لينين عدة مرات مداولات داخل اللجنة المركزية مع العاملين في الحزب وقد وصف سنة 1912 بأنها سنة انعطاف تاريخي عظيم في حركة العمال الروسية، وأشار إلى ان مهمة المنظمات الحزبية هي ان تؤيد بكل وسيلة وتطور وتنظم نضال الجماهير: الاضرابات الثورية، المظاهرات، الاجتماعات الجماهيرية، وان تجذب الفلاحين إلى نضالات متراصة تأتي في وقت واحد مع نضالات العمال.
في تلك الفترة طور لينين في تأليفيه: "ملاحظات انتقادية حول المسألة الوطنية" و"حول حق الأمم في تقرير المصير" ودعم البرنامج الماركسي في المسألة الوطنية وسياسة الحزب البلشفي الوطنية، وقد ضمن لينين برنامج الحزب في المسألة الوطنية المطالب الاساسية التالية: المساواة التامة بين الشعوب، حق الأمم في تقرير المصير (أي حق الانفصال وتأسيس دول مستقلة) توحيد العمال من ابناء جميع القوميات توحيدا وطيدا في منظمات بروليتارية واحدة، وبين لينين ان حزب البلاشفة هو الحزب الوحيد الذي يدافع قلبا وقالبا عن حقوق الشعوب المظلومة ومصالحها.
كانت الحركة الثورية في روسيا تتسع باستمرار، فقد اشترك في الاضرابات خلال النصف الاول من سنة 1914 حوالي المليون وخمسمئة الف عامل وكانت الاضرابات الاقتصادية تتلاحم مع الاضرابات السياسية. لقد كانت روسيا تسير نحو ثورة جديدة.
وأخذ البلاشفة يستعدون لعقد مؤتمر حزبي جديد لكن لم يتيسر لهم عقد هذا المؤتمر، فقد حالت الحرب الاستعمارية العالمية دون ذلك (أي الحرب العالمية الاولى).
عند اندلاع الحرب العالمية الاولى كان لينين في بورونين (قرية بالقرب من مدينة كراكوف) ومنذ اندلاع الحرب ناضل لينين ضدها بأشد الحزم. ولم تلبث السلطات النمساوية ان اعتقلت لينين بناء على وشاية كاذبة ووجهت اليه تهمة التجسس وبعد ان أبقت السلطات النمساوية لينين في السجن لمدة اسبوعين اضطرت إلى تخلية سبيله نظرا لسخافة التهمة وطلب لينين السماح له بالسفر إلى سويسرا، وقد عاش في سويسرا في البدء في برن ثم في زوريخ حتى 27 آذار سنة 1917.
في الحرب العالمية الاولى دار الصراع بين فريقين من الدول الاستعمارية الكبرى: المانيا والنمسا والمجر من جهة وانجلترا وفرنسا وروسيا من الجهة الاخرى. وفيما بعد دخلت الولايات المتحدة الامريكية واليابان ودول أخرى. لقد كانت الحرب نكبة كبرى على الشعوب، وقد نزلت على كواهل الكادحين بكل ثقل اعبائها، وكان لينين قد نبه غير مرة إلى اعداد الرأسماليين لعدة الحرب ودعا إلى النضال ضدها.
وكانت المؤتمرات الاشتراكية الأممية قد صاغت خطة الاشتراكية الدمقراطية حيال الحرب وكان زعماء الاحزاب الاشتراكية في بلدان اوروبا الغربية قد تعهدوا بالنضال ضد الحرب وباستنهاض الطبقة العاملة، في حالة اندلاع الحرب للنضال في سبيل اسقاط الرأسمالية، ولكن زعماء هذه الاحزاب خانوا مصالح البروليتاريا عندما ابتدأت الحرب وجعلوا يبررون سياسة الحكومات الاستعمارية في بلدانهم ودعوا الشعب إلى تأييد الحرب.
وأخذ الانتهازيون يقنعون العمال بأنه لا ينبغي لهم في ظروف الحرب خوض النضال الطبقي ضد البرجوازية، وأنه ينبغي لهم ان يعيشوا معها في سلام وأن يدافعوا معها عن الوطن، وجعلوا يحرضون أمة على عمال أمة أخرى. وكان ذلك خيانة مشينة لقضية الطبقة العاملة وكان بليخانوف من الاشتراكيين البارزين الذين خانوا قضية الاشتراكية، وهذا أدى إلى افلاس الاممية الثانية.
في هذا الظرف التاريخي العصيب لم يرفع علم الاممية البروليتارية عاليا غير لينين وحزب البلاشفة، فقد دوّى في ارجاء العالم صوت لينين داعيا برجولة إلى اشهار الحرب على الحرب التي سببت للشعب ما لا يطاق من النكبات والآلام. وكم نحن اليوم بحاجة إلى قيادات في الاحزاب الاشتراكية والشيوعية العالمية تدعو إلى اشهار الحرب على الحرب لا بل الحروب التي تقوم بها الولايات المتحدة واسرائيل والتي تهدد ليس فقط بحرب "عادية" لا بل استعمال السلاح النووي. يجب ان تكون سياسة مكافحة الحروب الامبريالية العالمية والصهيونية في المنطقة في سلم اولويات كفاح الاحزاب العمالية والاشتراكية في شتى انحاء العالم، وليس ما جرى سوتشي حيث تم دعوة احزاب صهيونية عنصرية شوفينية للمشاركة في مؤتمر الشباب العالمي الذي يجب ان يرفع شعار شن الحرب على قوى العدوان والاحتلال وعلى رأسها الصهيونية العالمية. ما جرى في سوتشي هو خيانة لمبادئ السلام لمبادئ الحرية هو خيانة ضد شعوب المنطقة، وهو طعنة في ظهر القضية الفلسطينية العادلة.
وسيكشف التاريخ لاحقا كم من عملاء سي.آي.إيه وعملاء الصهيونية لهم دور في هذه الممارسات البعيدة كل البعد عن مفاهيم الاشتراكية عن مفاهيم الأممية، عن المفاهيم الثورية فالتعامل مع الحركة الصهيونية العنصرية الشوفينية والتي هي، أي الصهيونية، من تقييحات وإفرازات الامبريالية العالمية هو خيانة للطبقة العاملة العالمية هو خيانة للشعوب المضطهدة هو خيانة للسلام العادل في المنطقة، منطقة الشرق الاوسط.
وبرأي كاتب هذه السطور منذ ان حل حزب البوند نفسه وهاجر من هاجر منهم من روسيا ودخل جزء من اعضائه حزب البلاشفة، هناك افرازات وتقييحات صهيونية داخل الاحزاب الاشتراكية وحتى الشيوعية ويكفي ان نذكر تاريخ مولوتوف اليد اليمنى لستالين والذي طالب ستالين بإعطاء شبه جزيرة القرم لليهود، وما قام به ستالين بعد ذلك عام 1953 من تصفية العناصر الصهيونية العميلة لم تنته هذه القضية واليوم نجد في روسيا اصحاب رأس المال المرتبطين بالصهيونية العالمية ولهم دور مركزي في الاقتصاد الروسي، للأسف.
بعد تغرب استمر عشر سنوات وصل لينين بتروغراد بتاريخ 3 نيسان 1917، وقد استقبلت روسيا الثورية في تلك الفترة زعيمها الكبير بالابتهاج وتهليل عظيمين وتوجه إلى المحطة الفنلندية الوف من العمال والعاملات حاملين الأعلام الحمراء.
ووسط هتافات التحية المتصاعدة من صفوف المستقبلين ارتقى لينين سيارة مصفحة كانت في انتظاره وتوجه إلى العمال والجنود والبحارة مهيبا بهم ان يناضلوا في سبيل ثورة جديدة، بروليتارية في سبيل سلطة مجالس السوفييت.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (4)
- ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (3)
- ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (2)
- ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (1)
- المادية التاريخية وعلم المجتمع
- فلسفة هيغل ودورها التاريخي (3-3)
- فلسفة هيغل ودورها التاريخي (2-3)
- فلسفة هيغل ودورها التاريخي
- أهمية دمج الفكر الماركسي مع نضال الحركة العمالية والنضال الط ...
- أهمية دمج الفكر الماركسي مع نضال الحركة العمالية والنضال الط ...
- الفلسفة الماركسية وتطور المجتمع
- المنهج الجدلي - مقدمة لدراسة الديالكتيك
- حول دور روسيا في سوريا – وبداية نهاية هيمنة القطب الواحد
- مداخلة حول القانون الجدلي للتطور الاجتماعي
- وجهة نظر جدلية نقدية للحاضر
- فريدريك انجلز -الأنا- الثانية لماركس
- أمريكا وآل سعود
- مقاومة محور الشر ضرورة موضوعية وتاريخية
- مدخل إلى المادية الجدلية 5
- مدخل إلى المادية الجدلية (4)


المزيد.....




- أندر إوز بالعالم وُجد بفناء منزل في كاليفورنيا.. كم عددها وك ...
- بعدما وضعتها تايلور سويفت في كوتشيلا.. شاهد الإقبال الكبير ع ...
- طائرتان كادتا تصطدمان في حادث وشيك أثناء الإقلاع.. شاهد رد ف ...
- بعد استخدامها -الفيتو-.. محمود عباس: سنعيد النظر في العلاقات ...
- لبنان.. القبض على رجل قتل زوجته وقطع جسدها بمنشار كهربائي ود ...
- هل ستجر إسرائيل الولايات المتحدة إلى حرب مدمرة في الشرق الأو ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 10 فلسطنيين في مخيم نور شمس شمالي ...
- الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشا ...
- احباط عملية تهريب مخدرات بقيمة 8.5 مليون دولار متوجهة من إير ...
- -كتائب القسام- تعرض مشاهد من استهدافها جرافة عسكرية إسرائيلي ...


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - خليل اندراوس - ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (7)