سرمد قانع
الحوار المتمدن-العدد: 1470 - 2006 / 2 / 23 - 04:34
المحور:
الادب والفن
... لي ( لا استطيع أن أقول صديق ) كان صديقا في بداية ألأمر عندما كانت ألأمور لا تتعدى الجلوس قرب محلة وتداول ألأحاديث العامة والتي تغلب السياسية عليها دائما أما ألآن هو من المعارف , ذلك لمحاولاتي المتكررة لتجاهله بعد أن بدأت تتضح لي بعض الصفات التي ظهرت عليه مؤخرا , و منها حب التظاهر والجري وراء أصدقاء المسؤولين عسى أن يجد له حظا في ذلك ,في أن يصنع له مستقبل في ظل أوضاع البلد التي أضحى النصيب ألأكبر فيها للمتملقين وأصدقاء المتملقين , بالأمس ينبهني كي لا أتفاجأ فقد أراه ضمن فريق يزور دائرتي للاطلاع على سير العمل فيها وتقييم وضعها العام وتقديم تقرير يتضمن ذلك إلى .....؟ لم يبلغني بالجهة التي ستخوله ورفاقه لهذه الزيارة ولهذا العمل ولكنه أراد أن يكون وفيا لما كان بيننا من ود ويخفف علي هول المفاجئة التي من ضمن ما قد يرافقها هو انه سوف يرتدي أل(قاط) أي البذلة المدنية الرسمية التي غرقت ألأسواق العراقية بها هذه ألأيام واخذ التجار بالتنافس في رفع وخفض أسعارها وكان للصناعة الصينية دور الرياده في تسهيل ألأمر على المتبضعين الجدد ,لا بأس أن يتأنق الناس بما يلاءم وضعهم العام , ولكن البأس أن يتظاهر بالرسمية و العمل كمسؤول من لا يفقه في الحياة غير : كيف ينفع نفسه أولاً .لست مهتما بالبحث النفسي أو الاجتماعي ولكن نحن جزء من الحالة ألاجتماعية لهذا البلد , فحكاية (الصديق) لم تبدأ من هنا أو من وقت قريب ولكن كانت لها جذور وأصول ومحاولات لم يتخللها اليأس رغم تنوع الاتجاهات التي اخذ يسير بها ويغير مسيره عنها أو يحتفظ ببعض العلاقات التي تمكنه من العودة إذا ما تغيرت الظروف والمواقف التي تمكن هذه الجهة أو تلك من أن تتصدر مسؤولية ما في زمن حكم الأحزاب والتيارات لا حكم القانون والمؤسسات المدنية , فحينما تسلم حقيبة وزارية لحزب ما فهي بمثابة بيع بعقد رسمي يسمح للمشتري التصرف على هوى قواعده الجماهيرية التي تنظر إلى وزير أو مسؤول حزبها على انه هو المتصرف في ما بين يديه و يتوجب عليه رد الجميل لمن أوصله لهذا المكان الذي ما كان ليحلم به قبل هذا ,إضافة إلى معارفه و أقاربه ومعارف وأقارب أعضاء الحزب الآخرون حتى أخذت تصرف الرواتب لمن لم يكن لهم وجود داخل دوائرهم أي أن أسمائهم موجودة في سجل الرواتب الشهرية فقط وان منهم من لدية ثلاث أو أربع وظائف من هذا القبيل , ويبقى أبناء (الملحة) هم وحدهم من يضحون يتوسطون من اجل التعيين في سلك الموت والتضحية ولا يعلمون أن ثلثي هذه التضحيات لأجل أصدقاء المسؤولين و معارفهم المتنعمين بالدفء شتاء والتكييف صيفا والباحثين عن المقاولات التي أخذت تُظهر لنا طبقة أثرياء جديدة غير الطبقات التي ظهرت في زمن صدام و زمن (الحوا سم) و مشاريع تحتاج الصيانة في يوم افتتاحها , هدر للأرواح والأموال و الوقت الذي يسرق منا العمر دون الوصول إلى يوم نشهد فيه تحقيق الحلم , أعود إلى (الصديق) والى بدايته , هو يرى ككل الموجودين هذه الحال وكيف أن الكثيرين ممن توصلوا إلى معرفة شخصيات في الأحزاب منهم من عمل وبدون مؤهل أو زور ذلك المؤهل في مكاتب مجلس الوزراء أو الهيئات الأخرى ... وبأعلى الأجور والرواتب , فلا عجب أن يجرب حظه في هذه أللعبه عله يجد ما يستطيع أن يجمع من خلاله المال للمعيشة التي تبدو أثارها الآن اشد وطأة من الحصار الذي عاشه العراقيون , فبدأت المسيرة قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة ليبحث عن حزب أو منظمة ينتمي لها شريطة أن تكون ذات دعم مادي قوي وعدد قليل من الأعضاء لتسهل عليه عملية الظهور والبروز بين أعضائها فكان له ذلك في احد الأحزاب حديثة التشكيل ولم يستقر في مكانه هذا لينتمي إلى حزب أخر تقوده شخصية قوية في نفس الوقت الذي يظهر لأنصار باقي الأحزاب انه من مؤيدوها و الدعاة لها و لقادتها وبالتوازي مع ذلك بحث عن من يمكن أن يتبنى دعايته الانتخابية ففتح لنفسه ثغرة بين الكثير ممن ظنوا أنفسهم منافسين في هذه الانتخابات والباذلين للعطاءت في سبيل ذلك ,هذا هو من سيأتي بصيغة ما ليدخل مؤسسة حكومية ويقيم انجازاتها بعد أن يعرضها عليه السيد المدير (التكنوقراط) يعرضها لرجل جيد في معرفة فن الحياة الديمقراطية الجديدة ..
.............. فـــــــهكذا وإلا فلا ............
#سرمد_قانع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟