أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرمد قانع - مُقتَّدى الصَدر ودورهِ في وحدةِ العِراق















المزيد.....

مُقتَّدى الصَدر ودورهِ في وحدةِ العِراق


سرمد قانع

الحوار المتمدن-العدد: 1437 - 2006 / 1 / 21 - 07:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شهد العراق والعالم الحدث ألأهم.... سقوط الطاغية صدام و نظامه الفاشستي في معركة اختلف العرب في تسميتها....
لتبدأ الظواهر الغريبة بالظهور في جو من انفلات لم يعهده العراقيون من قبل ولعل أبرز هذه الظواهر ....... هو (مقتدى الصدر) الذي لا يخفى على متابع نسبه وكيفية ظهوره على الساحة العراقية فهو مقتدى نجل ما يلقب بآية الله محمد محمد صادق الصدر وهو من عائلة الصدر المعروفة على المستوى الديني في ألأوساط الشيعية ,وكانت لأحد أفراد هذه العائلة وهو السيد محمد باقر الصدر مواقف سياسية كثيرة في الدعوة للوقوف ضد نظام البعث في العراق أدت إلى اعتقاله ومن ثم إعدامه هو وأخته وملاحقة أنصاره وطلابه وأتباعه من الطائفة الشيعية في العراق وبالأخص حزب الدعوة الإسلامية الذي اشرف على تأسيسه واستمرت هذه العمليات ضد كل من يتدخل في ألأمور السياسية من العراقيين .
أما محمد محمد صادق الصدر } والد مقتدى { الذي بدا الظهور في منتصف التسعينات مدعياً ألعلمية المطلقة في الفقه الشيعي وانه اعلم من أبو القاسم الخوئي( مرجع الشيعة الكبير لعدة عقود) ثم بدأ بتأسيس ما أطلق عليه بالحوزة الناطقة أي التي تناقش ألأمور السياسية في خطب الجمعة التي كان أول من دعا لها في العراق و التي لم يجز بها من سبقه من أجيال العلماء لعدم توفر شروطها الشرعية والتي من ضمنها وجود الحاكم العادل ,فأثار بذلك جدلاً بين أوساط العلماء والعامة من الناس , واخذ ينشر دعوته بين أوساط الشباب المتدين والذي كان يجد صعوبة في مجالسة من يحملون لقب ألآية العظمى فأثر فيهم وبدورهم أثروا في الشارع الذي أخذ يتقبل ما يدعون إليه نتيجة لابتعاد هذا الشارع عن الخوض في الأمور الدينية و السياسية فازداد عدد أتباعه , وبذلك كون له قاعدة شعبيه كبيره من الشباب المتحمس للدين وللخلاص من الظلم ألبعثي و كان كل ذلك في ألأوساط الشبابية الشيعية الفقيرة أساسا , على الرغم من ملاحظات بقية العلماء والخواص والعوام في قضية الوجوب لصلاة الجمعة وتوقيت ظهوره الذي تزامن مع دعوة صدام لحملته ألإيمانية وإشكالية حصوله على إجازته العلمية ...ولقيادته حمله دينيه إعلامية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل محاكيا بذلك إعلام السلطة المتمثلة بصدام حسين وشعاراته المعروفة........اخذ أتباعه بالتزايد بصورة سريعة ومذهله رغم هذه الملاحظات.
لا نريد الخوض في حياة هذا الرجل الذي أمسى في ذمة التاريخ إلا أن ما خلفه هو تركة صعبة ألاستثمار لمن بعده ومجموعة أخذ الحقد على جميع من اعتقدوه واقفاً ضده لأسبابه العلمية أو الخاصة يزداد في قلوبهم فوقفوا بشدة ضد دخول قوات الحلفاء إلى بغداد وأخذوا يلتفون حول الوريث الشرعي لمرجعهم الذي اعتقدوا بمظلوميته , ابنه مقتدى الصدر الشاب الذي حملوه مسؤولية قيادتهم والصلاة بهم في مسجد الكوفة الشهير الذي انطلقت منه أولى صلوات الجمع على يد الصدر ألأب أخذ ألابن يكمل المشوار الديني بالوقوف ضد الاحتلال ولأن الاحتلال جاء بالذين كانوا خارج العراق (يمارسون دورهم السياسي ضد النظام ) ومنهم من ليس لمقتدى ودٍ معه( أي أن منهم )آل الحكيم الذين يقودون اكبر تجمع للشيعة خارج وداخل العراق (المجلس ألأعلى للثورة الإسلامية في العراق) وسبب الخلاف الكبير بين هاتين العائلتين هو عدم اعتراف آل الحكيم بعلمية ومرجعية الصدر الأب واتهامهم إياه بالعمالة لصدام كل هذه العوامل مجتمعة مع زهو الشباب وحب الشهرة, ظهر الزعيم الديني الشاب ليقف مواقف متطابقة تماماً مع مواقف من تركهم أبوهم صدام أوكما يعبرون غرد خارج السرب الشيعي الذي كان من المفروض أن يكون أول المستفيدين من زوال النظام ألبعثي ألصدامي فكان السير نحو الهدف ذو البعدين :رفض ألاحتلال ألأمريكي للبلاد واتهام العرقيين الذين قَدِموا للعراق بعد اختلاف الظروف للمشاركة في ألعمليه السياسية بالعَمالة للمحتل وأنهم قدموا على ظهور الدبابات الأمريكية فكان الموقف الذي وقفه متناغم مع مواقف معظم الأوساط ألسنيه التي اتصلت فوراً به لتنسيق العمل ضد ألأهداف المشتركة ,فأعلن عن تشكيل مليشيا مسلحة من أتباعه أطلق عليها أسم جيش المهدي الذي أخذ بالتدريب لحماية مقتدى وتطلعاته التي تختلف كثيراً عن باقي ألشيعه فكان بذلك عقبة في توجه القادة ألشيعه الآخرون الذين نادوا بحقوق الطائفة التي سحقت في العهد السابق والتي يسعون إلى إعادتها عن طريق إقرار دستور يضمن لهم حق تكوين الأقاليم التي من الممكن أن تتحول إلى دوله في المستقبل هذا إذا علمنا أن ألشيعه في غالبيتهم يشكلون إقليما متكاملا من حيث التواجد الجغرافي والمشتركات ألعقائديه والمظلومية التي أحاقت بهم, إلا أن وجود مقتدى وأتباعه الذين التف الكثير منهم حوله ودخلوا إلى ما سمي لاحقا بالتيار الصدري الذي انفصلت عنه مجموعات وانضمت إليه أخرى ولكلا أغراضه الخاصة , كان حجر العثرة في طريق هذا التوجه فله أتباع يتمتعون بقدرة عاليه في سرعة التجييش والتظاهر والتصادم مع أي جهة كانت وهذا ما شهدناه في كثير من مواقفهم كما أن أكثرهم من ضعيفي الثقافة ومنهم من لا يعرف حتى حرف واحدا من لغته العربية فكان من السهل على قادتهم سحبهم إلى أية مواجهه يشاءون , وكان أكثر مواقفهم تسير على عكس ما تطرحه باقي الأطراف الشيعية التي عقدت تحالفا بينها للتكتل في سبيل تحقيق أهدافهم التي سعوا من اجلها قرون وعقود من الزمن الماضي والحاضر.
اخذ هؤلاء الأتباع وبتوجيه قادتهم لإثارة الفتن بين أبناء المذهب الواحد وذلك بالتعرض بالسب والشتم لعدة مراجع وشخصيات والاستيلاء على عدة جوامع وحسينيات تعود بإدارتها إلى الحوزة ألمتمثله بأية الله الإمام السيستاني وخلق الذرائع لجر منظمة بدر( الجناح المسلح للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ) لمواجهة عسكرية يعلم الله نتيجتها لو حدثت .

كل ذلك استوجب من القادة الآخرين أن يعيدوا النظر في حساباتهم وخططهم السياسية لاحتواء هكذا أمر حتى اختلفوا في طريقة التعاطي معه لأن وجود قنبلة موقوتة بينهم تهدد حتى أهدافهم المذهبية العليا يتطلب التعامل بطريقتين : إما عض الشفاه على الألم لئلا يحدث ما يمزق الطائفة ويذهب بريحها أو احتواء هؤلاء الشبان بحكمة الأب والأخ الأكبر وكل هذه حلول سياسية قد تنجح مع هكذا نوع من الكيانات أو تفشل حسب ظروف المحيط المؤثرة فتكون بذلك نتائج الفشل هي في صالح أطراف أرادت للبيت الشيعي التفكك وبالتالي استبعاد فكرة قيام كيان شيعي مع وجود هكذا تيار لا يؤمن إلا برمز واحد ولا يرضخ إلا لقيادة واحدة متمثلة بمقتدى الصدر الذي كان لوجوده في هذه المرحلة أثره الواضح في تغيير التوجهات الداعية لتأسيس كيان شيعي شبه مستقل قادر على إعلان دولته إذا ما سمحت الظروف الدولية بذلك . .أو الانقياد إلى مواجهة مسلحة تصب في مصلحة أطراف داخلية وخارجية (إقليمية)..وهكذا أصبح مقتدى فرضاً سياسياً لا يمكن تجاهله وصعب التعامل معه ,والأكثر صعوبة هو تركه لمن يريد العبث بأمن البلاد لاستغلاله وتياره في تحقيق ذلك , ولا يفوتني أن أذكركم بان هذا التيار بداء بالانحسار والتقلص في الجنوب الشيعي مما زاد من مخاوف مقتدى بان قيام إقليم وسط وجنوب تسيطر عليه باقي ألأحزاب الشيعية وليس لتياره أي تأثير فيه يعني انفراد خصمه (المجلس ألأعلى للثورة ألإسلامية) بالساحة وهذا اشد عليه من رؤية ملك الموت لذلك سيجد جده ويسعى سعيه لأن يكون العراق دولة مركزية الحكم أو تضييق الحدود على تطبيق الفدرالية في الجنوب باستخدام كافة الطرق والأساليب التي ستتاح له .



#سرمد_قانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سرمد قانع - مُقتَّدى الصَدر ودورهِ في وحدةِ العِراق