أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم جورج - المنقذ في الاديان















المزيد.....

المنقذ في الاديان


سالم جورج

الحوار المتمدن-العدد: 5689 - 2017 / 11 / 5 - 17:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


موجز عن المحاضرة الاخيرة لجمعية الرافدين الثقافية

سالم جورج

منذ فترة وجمعية الرافدين الثقافية العراقية في امستردام تنظم محاضرات ولقاءات حوارية وزيارات تدور كلها حول الاصلاح والتنوير والتسامح الديني ، وكانت البداية بمحاضرة عن التطرف الديني وتلتها محاضرة عن المرجعية الدينية والدولة المدنية ومن ثم محاضرة عن الفيلسوف التنويري سبينوزا وبعدها عن اليهودية ومن ثم عن الاب مارتن لوثر وذلك بمناسبة مرور 500 عام على ثورته الاصلاحية ضد الكنيسة الكاثوليكية .

في يوم السبت الموافق 28-10-2017 كانت جلسة في قاعة الجمعية وحضرها جمهور واسع من العراقيين وبعد تناول وجبة الغداء افتتح الجلسة الزميل حسين سميسم وبعد الترحيب بالحضور وبالمحاضر تحدث عن موضوع الجلسة حول المخلص والمنقذ المنتظر في مختلف الديانات ، وكان هذا مدخل لمحاضرة الزميل د. احمد الشيخ احمد ربيعة وكانت بعنوان " الاثني عشرية ونظرية الامام المهدي المنتظر او المخلص في الفكر السياسي الشيعي " .

وهنا نوجز ما احتوته هذه المحاضرة :

في بدء المحاضرة تطرق المحاضر الى مدخل مهم حول التصالح مع التاريخ وذكر ( نحن شعوب لم تتصالح مع تاريخها وتاخذ الماضي بكل خزعبلاته وتدخله عنوة في الحاضر والمستقبل ولسبب بسيط ولكنه قاهر هو كوننا خير أمة انزلت الى الناس وكون الله اكرمنا بالاسلام ... دخلت اوروبا الحضارة والتمدن حين تصالحت مع تاريخها ومع نفسها واسقطت سلطة المقدس من خلال القراءة النقدية لحياتها وماضيها ، فانهت سلطة الدين على المجتمع والدولة ، وحتى اليهودية دخلت التاريخ حين خرجت من معطفها القديم ... تحول الاسلام الذي اكرم الله العرب به كما يدعى من سلاح خارق للزمان والمكان الى ماكنة للموت والاذلال وتهمة وعار يلاحقنا بكوننا ارهابيين، محكومين بالتخلف ... يبدوا اننا شعوب، مخبولة بالموروث وتتخوف من ملامسته ومراجعته بعقلانية، هي اساس او جذر ازمتنا مع الحياة والمستقبل ... ان التنوير يحتاج الى ارادة سياسية من السلطة او القوى المتنفذة فيها وتتربط بارادة على المستوى الشخصي والجماهيري بالقراءة الناقدة لموروثنا ، وبدون مقدسات، قراءة باحثة عن حقيقة ما حصل وصحة ما كتب، قراءة تنتشلنا من المستنقع الذي نحن فيه ).

وفي هذا الصدد تناول الزميل المحاضرثلاث موضوعات : فكرة المهدي المنتظر او المنقذ ، مفهوم السنة والشيعة ، والروافض .

في موضوعة المهدي المنتظر المنقذ تطرق الى ان الدين هو السحر الذي انقلب على صاحبه، فالانسان خلق الدين وتحول هذا الدين الى قوة خالقة وصانعة للانسان. ان فكرة المنقذ كانت على الدوام جزء من البنى الدينية في كل الاديان وحتى في المجاميع الدينية، انها تجسد تراجيديا العذاب والامل ... تأسست فكرة المنقذ على عودة كائن الهي للارض التي تمتليء جورا وظلما وفسادا، هذا المنقذ سيقوم بعملية تصفية الاشرار ومنابع الشر، وبالتالي يقوم عالم الخير والعدالة، عالم طالما حلم به معذبوا الارض. ان فكرة المهدوية فكرة عميقة في الفكر الانساني، ففكرة المنقذ موجودة في الديانات المصرية القديمة والهندوسية، والبوذية، والزرادشتية، واليهودية، والمسيحية، والاسلام.

ويشير هنا المحاضر الى ان المهدوية تعكس عمق التناقضات بعد ما يسمى تحول الاسلام المحمدي البدوي الى ما بعده بفعل التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقبلية والاثنية وغيرها بعد الفتوحات، لقد خرج الاعراب الى الفضاء المفتوح والى عالم لم تكن لهم عدة لمواجهته.

اما حول مفهوم السنة والشيعة فيذكر انه لا يوجد في تاريخ الاسلام شيء اسمه السنة، حيث ظهر مفهوم السنة في أواخر العصر العباسي الاول وبالذات بعد تشكيل المذاهب، فالعباسيون كانوا فرقة شيعية ويطالبون بحق ال البيت في قيادة الامة .. ولتوضيح ذلك يشير الى كتاب الدكتور علي الوردي " دراسة في طبيعة المجتمع العراقي " .

المحاضرة كانت واسعة وتطرقت الى جوانب عديدة حول الامويين ونظريتهم الايديولوجية السياسية القائمة على اساس التفويض الألهي وان المسلمون ملزمون بطاعة ولي الامر، بل اعتبر ان خلفائهم لا يتعرضون للحساب والعقاب يوم القيامة، وان الانسان مجبر ومسير وليس مخيراً.  ومن ثم تم التطرق الى الشيعة الذين اضافوا الى اركان الدين عند السنة وهي التوحيد والنبوة والميعاد اضافة الى الامامة والعدل وبذلك خلق الشيعة نظريتهم السياسية بموازاة النظرية الاموية وهي نظرية الأمامة الالهية لان جوهرها التوريث اضافة الى العصمة والنص والتعين وهذه العملية لا تتم بارادة بشرية وانما بارادة الهية  وان الائمة كالانبياء في وجوب عصمتهم وان الامامة مفروضة من الله ولكن لا يوجد فيها وحي، وحيث ان العالم لا يمكن ان يكون بدون امام .

وبعد ذلك انتقل المحاضر الى ظهور فكرة المهدي، وركز على الطبيعة السياسية والايديولوجية والاجتماعية التي شكلت تيار الاثني عشرية ووصولا الى الامام الحادي عشر(الحسن بن علي العسكري) وبسبب وفاته وعدم وجود عقب او ولد ظاهر له ادعى مناصروه اختفاء ولده المزعوم. وهذا الولد المزعوم لا وجود اي اتفاق في المعلومات في كتب فقهاء الشيعة عنه، حيث اختلفت الروايات حول: فترة الحمل وتاريخ وطريقة الولادة ونموه والعمر وسنة اختفائه ولونه ومن كانت امه وطريقة ومكان اختفائه وعلامات ظهوره والتي تتغير من وقت لاخرومن هي وكيلته بعد الاختفاء هل عمته ام جدته حكيمة      ( التي ادعت وصايته ولقاءه وحصولها على اجوبته ) ام السفير الاول ؟ وهل يسمح الفقه الاسلامي او الشيعي ان تتولى المرأة هذه المكانة ؟ وكذلك لم يرَ احد توقيعاته او رسائله.

لقد كانت للحسن العسكري جواري عديدات ولم تلد له اي منهن، وترك وصية لأمه حُديثَ ( أم الحسن )، لذلك نشأ صراع بين اخيه جعفر وام الحسن استمر لسنوات وحصل جعفر في النهاية على نصف الميراث، خاصة انه يعلم ان ليس لاخيه عقب. يروى ان جعفر كان سكيرا، فاجر وحرض الخليفة على شيعة اخيه وكان يعمل لصالح الدولة ضد الشيعة وقام بعد وفاة الحسن بسرقة بيته وجواريه.

لم يعيش اي من الائمة في وضع مادي صعب او كان أحدهم فقيراً او معوزاً، وقد ذكرت روايات عديدة عن وجود صراع على المواريث والاملاك والعبيد بعد الوفاة، ويصف الدكتور جواد علي صعوبة تحديد وضع مدخولاتهم بسبب السرية فيما يبعثه الاتباع لهم وقلة ما كتب عن ذلك، لكن واقع الامر وبالنظر لعدد الزوجات والاماء والصراعات على الميراث وغيرها تعكس طبيعة حياتهم المرفهه.

اما ما يمكن التوصل اليه هو ان الائمة الاثنا عشر من عهد علي بن الحسين لم يمارسوا السياسة ولم تكن لهم اي طموحات للوصول للسلطة، وانحصر نشاطهم الاساسي في مجال الفقه وبالذات محمد الباقر وجعفر الصادق، وكان اغلبهم منقطع عن الناس، ولم يسعوا الى بناء تنظيم سري لحركة سياسية او ذات اهداف سياسية، وكل الروايات تعكس شيء من التنظيم ( الوكالة ) محوره الاساسي هو قضايا فقهية والاهم هو جمع الاموال وايصالها للامام المعني.

ان الاثني عشرية كفرقة او تيار او حزب سياسي ظهر كما يقول احمد الكاتب في القرن الرابع الهجري ولم يكن له اي اثر في القرن الثالث ولم يشر لذلك متكلموا الشيعة، حيث الامامة كانت لاخر الزمان .

هنا لا بد من اشارة مهمة للمحاضر تخص وضعنا الحالي وهي انه الان تتحكم ومنذ عام 2003 قوى سياسية قادت الوطن والشعب من خراب الى خراب، وهي سائرة بوعي واصرار على تصفية وطننا وشعبا، مواصلة بذلك سياسة النظام الساقط في معاداة أي طموح انساني مشروع للعراقيين في حياة وعالم سعيد. فقد شنت الطغمة او الاولغارشية المالية الصاعدة وبالذات بعد 2008 حربا شعواء ضد شعب اعزل خرج من أتون نظام فاشي بتحالفها مع رجال الدين وشيوخ العشائر وتلعب البيوت المالية الشيعية وهي القاعدة الاوسع في هذه الطغمة المالية دوراً بارزاً، فهي أضافة الى قدراتها المالية الخارقة، ما زالت متحكمة بمفاصل التكوين والتطوير السياسي للبلد وكل جوانب الحياة الاخرى ... هناك حركة وقوى سياسية مسيطرة في السلطة ومتحكمة في المجتمع بعد عام 2003 تلتزم وتعيد أنتاج الموروث الديني – الطائفي بأعتباره قاعدة فكرية لا يرقى اليها الشك أو التشكيك، الى جانب ذلك اخذت فكرة المهدي المنتظر وعودته تستعيد حيويتها من ايمان قوي لسياسة ذات منهج عقائدي محدد بها من جديد.

وان ازمة الفكر الاسلامي في مواجهة الواقع الحاضر او المستقبل وحتى التعديلات التي انتجتها نظرية ولاية الفقيه فأنها في واقع الحال نظريا وعمليا لم تنتج سوى دولة دكتاتورية ثيوقراطية.

كانت محاضرة الزميل د.احمد شيخ احمد ربيعة واسعة ومتعددة المحاور وغنية بالاحدث التاريخية وصراعاتها وتواريخها وشخوصها.

في هذه المقالة استعرضنا بشكل مختصر لأهم الجوانب الواردة فيها.

وبعد ان انهى الزميل احمد محاضرته وقد استغرقت حوالي الساعة والنصف، فسح المجال لمداخلات واستفسارات الحضور.

في الختام قدم الزميل حسين سميسم باسم جمعية الرافدين الثقافية العراقية في امستردام الشكر للزميل المحاضر على الجهد الكبير الذي بذله وكذلك للحضور الكرام.



#سالم_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم جورج - المنقذ في الاديان