أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - يوميات ناب كافكا المزعج















المزيد.....

يوميات ناب كافكا المزعج


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 5688 - 2017 / 11 / 4 - 14:29
المحور: الادب والفن
    


يوميات ناب كافكا المزعج
قال لي بجلافة سارق محترف وهو يكشف عن أسنانه التي سرقها من فمي وتركني بلا أسنان
هيا بنا سنذهب إلى طبيبتك الشابة , يبدو إنك مغرم بها .
لم يعجبني تدخله في حياتي بهذا الشكل السافر وهو الذي كان قبل يوم واحد تحت إمرتي وسلطاني وكنت ألوك به تحت لساني و واضغط على رأسه بحبات البندق القاسية و لم يتذمر.
كان الناب –المجرم - يضحك بهستيريا وهو يصر على فتح فمه على أوسع مدى لكي يريني أسناني كلها , ولكي أعرف حجم المؤامرة التي تعرضت لها.
إنها أكبر عملية سطو قام بها هذا الملعون بحقي , ثم تحشرجت الكلمات من فمه بصعوبة وهو يقول :" يستحسن عليك أن لا تخبر الطبيبة عن أسنانك المفقودة , فلن يصدقك أحد وسيقولون :" حتما إنك مجنون .
مجنون أعدت ترديد الكلمة بنزق من فقد أسنانه مرة واحدة .ولمن ! لناب أعوج كان يملكه قبل هذا اليوم .
إذن لقد اعترفت بسرقة أسناني يا لص .
هيا عد إلى مكانك أيها الناب المشاغب فسوف اغفر لك هروبك وسرقتك لبقية أسناني , هيا عد .
بحزم قال :اسمعني يا أنت - هذا الكلام لن يفيد , عليك أن تقتنع إن أسنانك لم تعد لك و عليك أن تخبر طبيبتك الشابة التي أنت مغرم بها أن تزرع لك أسنانا جديدة ونظيفة بدلا من هذه الأسنان الصفراء المريضة .يا للقرف عليك أن تشكرني إني مازلت أحتفظ بهذه القمامة الصفراء .
ثم أمسكني بيدي وهو يدفعني للخارج :"هيا بنا , لا بد إنها فتحت عيادتها الآن .
قلت له :" وملابسي , هل ستحتفظ بها هي الأخرى.
أشار بقرف على البنطلون الممزق وصرخ بي قائلا : هل تقصد هذا - هذه القمامة التي ألبسها
ألا تخجل أن تقول إنها تخصك .
اخجل يا رجل و خذ البس هذا, وكان قد دخل للغرفة و فتح خزانة الملابس , واخرج لي بنطلونا آخر .
لبسته وأنا اشتم في قرار سري هذا الناب الحرامي – اللص
وإذا به يقول : ستظل تشتم وأظل اضحك , يالك من ساذج . كف عن الشتيمة واقبل الأمر الواقع .
قلت :" كيف يتسنى له قراءة أفكاري - هذا الملعون .
سمعت صوت أمي من خلف الجدار حيث تنتصب لوحة العائلة الكبيرة
تقول : من انكسر نابه فعلى الله حسابه .
لم افهم ما تريده والدتي الشامخة , ولكني حزمت أمري على إخبار الطبيبة عما فعله الناب الملعون بي
فلعل لديها حل بإعادته إلى مكانه بالتراضي .
.قال الناب بحزم :" عليك أن لا تفعل . حسنا , وهز رأسه مجددا تكرار ما قاله .
جاءني صوت أبي قائلا : من يغادرك طائعا ,فلا تترحم عليه .
في الطريق إلى العيادة صادفت نفس الكلب ونفس صاحب الكلب
كان يصرخ على رجل آخر يشبهني , وعندما رآني ابتسم بشماته قائلا :لا تختلفون عن بعض.
إنكم نسخ قميئة مثل الحياة التي تعيشونها , وكأنه لم يلاحظ الناب الذي يرافقني وكنت في سري أتمنى لو أن الكلب يهجم على الناب و يبتلعه ولكن ما حدث أثار تعجبي فالكلب المسعور اقترب بذيله من الناب وصار يمسح به على كتف الناب ويخرج لسانه مبتهجا .
رد الناب ساخرا : يا لك من ساذج , لقد نال بنطلونك هذا حصته . لذا لن يقرب لي الكلب , وعرفت لماذا يصر الناب على إرتدائي رغم قذارة البنطلون .
إنه يحمي نفسه مني .أوربما يحمي نفسه من السعار .
في الحافلة, كان الجابي ينظر لي ضاحكا وسمعت تمتمة من بين شفتيه وكأنه يقول : أين ذهبت أسنانك .
فأشرت مبتهجا إلى الناب الذي يقف بمحاذاتي ولكن الكنترول ضرب كفا بكف و هو يعيد لي الفكة - حتى إنه لم يخصم أجرة الناب.
فقلت في سري :حتى إنهم لا يطالبونه بالدفع !
هل يعقل أن الناب لا يرى ولا يسمع .
فضحك الناب قائلا : حسنا لقد بدأت تفكر مجددا .هذا حسن
عندما وصلنا العيادة قال الناب مؤكدا بأن لا أتكلم عن الموضوع لأنه سيبدو جنونيا وستخاف الطبيبة الشابة –التي نبهني الناب إلى حقيقة مشاعري نحوها وإن كنت أرغب بسؤاله كيف عرف بذلك فرد الناب متثائبا:
" لقد كنت ترص على رأسي بقوة كلما رأيت عيناها فتدفعني للجذور الطرية في لثتك المريضة , يا للحب الأعمى
نعم أنا أحب هذه المرأة وأتمنى أن تكون زوجتي .
همس الناب في أذني :" إذا اعترفت بحقوقي الفردية بالحرية , ولم تعد تطالبني بالعودة إلى فمك
سأساعدك لكي تتزوجها .
في سري قلت :" هذا الملعون فعلا يقرأ أفكاري , ولكني نظرت له ببلاهة قائلا :" كف عن الاستعراض البطولي ستظل مجرد ناب حقير تطاول على أسياده . وخرج عن الطوع .
وستعود إلى سجنك الآن وليس غدا وأمسكته بيداي القويتان من خصره , لكي أعصره فيعود إلى حجمه ويرجع لمكانه - لكنه يا للعجب كان هيكلا عظميا ذو قاعدتين مثبتتان بعظمة كبيرة تقف أمامي بشموخ . وعينان خضراوان تحدقان بي .

وعندما رأتني السكرتيرة بحالة صراع و ملاكمة عند الباب , وقفت ونادت للطبيبة الجميلة والتي ما أن رأتني حتى أشرق وجهها الجميل قائلة : ألهذا الحد أنت تتألم .
وقبل أن أقول شيئا : رد الناب ساخرا : لا أنا لا أتألم وعليك أن تعالجيني بدون شفقة ولا رأفة ولا حنان .
جفلت الطبيبة لبرهة , ولكني اقتربت منها قائلا:" لا تستمعي لصوته الحقير
هذا الناب سقط من فمي تلك الليلة - التي طردتيني فيها من عيادتك , هل تذكرين !!
في البيت سقط على الأرض و فجأة إستطال . وصار بحجم إنسان مستبد
إنه يحاول السيطرة علي وترتيب حياتي كما يريد هو . لا تصدقي أقواله .
أنا أحبك, وكنت أريد أن أقولها لك و لكنك كنت دوما تبتعدين عني .

كانت الطبيبة تحدق بي وهي جفلة - لأني أكلم نفسي فعلى ما يبدو إنها لا تراه وإلا لسألته عن حالتي .
ألا ترين الناب - لقد تضخم بحجم رجل مفتول العضلات و يرتدي أسمالا بالية تخصني و يضحك بكامل أسناني التي سرقها و رصفها في فمه إمعانا في قهري .
قالت للسكرتيرة : لابد انه محموم , احضري فوطة وماء بارد من الثلاجة
أجلستني السكرتيرة برفق على الكرسي وغادرت عندما سمعت صوت جلبة في الخارج
وبدأت الطبيبة تضع كمادات باردة على وجهي وهي تقول :" عندما تشفى ستنسى كل ما قلت
كان صوت صاحب الكلب في الخارج يعوي بعنف فقد صار صوته نباحا وهو يقول للسكرتيرة إنه ينوي إخبار الطبيبة بشيء هام بخصوص المريض الذي بالداخل
وكنت قد رأيت تورد وجهها الجميل وهي تضع الكمادات على وجهي
هي تعتقد إني مصاب بالحمى وأنا أعتقد إنها تعتني بي لأنها تحبني .
ولكني قلت بحدة : لن أنسى ما قلت , فأنا احبك منذ زمن لطالما كسرت أسناني من أجل أن أرورك هنا .
ولكن هذا الناب القمىء تطاول علي ويريد أن يحكم سيطرته علي , يريدني أن أكون تابعا له وخادما .
لقد سرق كل أسناني بعد أن تطاول على سيده ولبس كل ملابسي .
بأصابع رقيقة كانت الطبيبة تمسح اللثة بمحلول ازرق بارد وتغرز شيئا ما في فمي
وهي تقول : أين ذهبت أسنانك
فقلت : ألا ترين . لا يوجد شيء
ضاحكة قالت : لا تخف :" لا احد يموت من وجع الأسنان .
بإصرار البغل صحت :ألا ترين ما بداخل فمي , لقد سرقها الناب جميعها .
فقالت الطبيبة : عض على أصبعي لكي اعرف ما تشعر به
وعندما عضضت كان ثمة شي ء تحت لساني ,سمعت الطبيبة تصرخ بعدها برعب وهي تخرج أصبعها وتقول :
لقد ألمتني .
نظرت نحو الناب الذي كان يقهقه ويتلوى من الضحك
صرخت مجددا :" انه من عضك - انظري إليه , إنه يكركر .
كانت الطبيبة تنظر لي بحب لقد كانت تشفق علي بمحبة
لا أريد شفقة من احد . إنها تحبني . هذا ما بدا لي
عيناها تشعان ببريق خاص عندما تراني كيف لم انتبه لهذا من قبل .
كنت قد استسلمت لأبر البنج المخدرة وذهبت في إغفاءة إلى الحياة السرمدية
كان وجه الطبيبة يتلاشى رويدا رويدا في الفراغ
وهي تردد :عندما تستفيق ستنسى كل ما قلته
وأنا أدور بحلقة دائرية تضفي إلى الهاوية
ولسان حالي يقول : أنا احبك
ولن أنسى ما قلت .



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناب كافكا المخلوع
- التحرش بالفتيات ., حملة # ME TOO #
- شكرا مرزوق الغانم - أول عربي يطرد وفد اسرائيل في محفل دولي
- بعثة سفراء مؤامرات في أروقة اليونسكو
- درب المرارة و اليهود بالركلات - يامريانا
- تحرش مضاد
- قراءة في كتاب -إختراع الشعب اليهودي - - شلومو ساند
- قصة قصيرة جدا جدا - ماتت -
- سرقات أدبية - و - خذها لا بارك الله لك فيها -
- عصر النبوءات في معركة آخر الزمان -هرمجدون - وشجر الغرقد الأم ...
- سرقات صغيرة
- حغلة التفاهة - خاطرة - سرد و إسهاب وغيرة و نساء
- ولكنه هندي
- علبة الدوف - قصة قصيرة و خاطرة وضحك.
- الشعارات الجوفاء - خواطر
- قصة قصيرة - طفلة وقحة
- الصوم في محراب الأديان
- موهبة الرب الأسطوري بكتابة الروايات , وصانع القبعات المجنون ...
- قصة قصيرة : قطعة لحم في الثلاجة
- قصة قصيرة : فأر - سكنر - الغاضب


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - يوميات ناب كافكا المزعج