أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسحق قومي - عشتار الفصول:10688 الشخصية المريضة المزدوجة المعايير تُعيق تقدم المجتمعات المشرقية.














المزيد.....

عشتار الفصول:10688 الشخصية المريضة المزدوجة المعايير تُعيق تقدم المجتمعات المشرقية.


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 5679 - 2017 / 10 / 25 - 20:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عشتار الفصول:10688
الشخصية المريضة المزدوجة المعايير تُعيق تقدم المجتمعات المشرقية.

الأصدقاء ،والمعارف ، الذين عشنا معهم دهراً ،وفرقتنا عنهم ،الأزمنة ،والأمكنة، لايحترمون قدراتنا العقلية ، ولا الثقافية، ويرون بأنّ حريتنا يجب أن تنطلق، دوما من أعماقهم، وبأوامرهم ، وإلا فنحن في نظرهم ،وتقديراتهم ،وموازينهم لانفترق عن الستشرقين الأجانب المغرضين ، لا بل ربما اتهمونا بغير ذلك..كما أنهم لا يقدرون حريتنا في اختيار ،ما نراه مناسباً ، سواء أكان فكرياً، أو عقائديا،أو تصويبا لأخطاء شاعت فيما بيننا ،حين كنا معهم نعيش ، سواء بالنسبة للحسب، والنسب، والعشيرة ، والقبيلة، واللغة والحقيقة القومية لنا، وحتى الدينية ،وكانت تلك الحقائق في نظرنا عبارة عن قاعدة ثابتة ، وعلى مايبدو فنحن، لم نكن نمتلك حريتنا ، في وضع أسس وبحث حقيقي لتلك الحقائق ، بل كانت ممارساتنا تنطلق من مبدأ مسايرتهم حتى يرضون علينا ويباركوا لنا انحلالنا في شخصيتهم القومية وربما الدينية أيضا..، وكنا في حالة رهان على موافقتهم ،التي كانوا يريدون منا أن نكون .
وبعد فترة حين أنكشف العديد من الأسرار، والحقائق أمامنا ،من خلال تغربنا ،وبحثنا بحرية تكاد تكون مطلقة ،ورأينا كم كنا على خطأ من أمرنا ، في أمور كثيرة ، ورحنا نصوبها ، وانتقلنا إلى مرحلة المقارنات بين تلك الحقائق ، والحقيقة الأساسية غير المشوهة ،نراهم تثور ثائرتهم ،وتقوم الدنيا ولا تقعد..لابل نراهم ،بدأوا يستهجنون علينا معارفنا الحالية . ويريدون أن يفصلوا مني مايشاؤون . فهؤلاء على ما يعتقده الرأي العلمي الثابت ، والاجتماعي ، ليسوا بأصدقاء بل بأعداء حتى العظم ..
فإنّ أيِّة جماعةٍ ،أو فردٍ ،لايقبلْ بالمتغيرات، التي تطرأ على الشخصية الإنسانية ،لأترابه
تلك المتغيرات الإيجابية ،من خلال نموه، وتدرجه في السنين ،وهو يطور في قدراته وإمكاناته ، ويسعى بأن يكون شخصا متطوراً فكريا وثقافيا، ومعرفيا ،عن الفترة التاريخية التي عاشها مع أولئك الأصدقاء ،وبعد تغربه،حين يزداد علما ،ووضوحاً للفترة التي أسس فيها شخصيته ،وعندما يريد طرح نفسه ،على ما هو عليه الآن تراه، وكأنه لايشبه ذاك الذي عرفه أترابه .
وهنا تبدأ مشكلة الآخر، الذي لايريد أن يقرأ أيّ متغير، في صديق قديم ،على الرغم من أنه هو نفسه قد تغير، لكنه يستهجن، ويرفض ،لابل يبدأ بالكيل، لهذا الصديق بالنميمة ،هذا الصديق القديم الجديد الذي جاء على بعض من الخقائق المغلوطة فصوبها بشكل علمي، وموضوعي سواء أكان مايتعلق بها في شخصيته العامة، أو نسبه، أو حقائق كثيرة مغلوطة، تعلمها على أساس أنها كانت نهائية بالنسبة للمجتمع الذي عاش به ، لكنه يكتشف فيما بعد ،سلبياتها ،ويعرضها بشكلها الصحيح ، فعوضا عن أن يشكره أترابه ومجتمعه القديم ،لكونه حصل على أشياء جديدة توضح لهم الأمور المصوبة ، نراهم على العكس تبدأ الحرب ،والغيرة، والهجاء ، والقذف والتقريع وربما عُقدت مجالس تكفيرية لهذه الشخصية التي تغيرت.وتنقلب من شخصية صديق إلى شخصية عدو وربما أصبح خطيراً ، والسؤال يقول: لماذا؟.
لكون الآخر، لايفهم معنى التغيير، والتبدل ،ولايؤمن به ، كونه مبرمج على آلية ثقافية شوفينية...فهو لايقبل التغيير والتبديل والتطور ،سواء أكان في الشكل، أو في المضمون .فهو لايقر ،بأثر الزمن، والخبرات ، والبحوث ،والاجتهاد ، وقدرة العقل على تشكيل منظومة فكرية جديدة ،تقوم على الحقائق ،وليس بالمسايرات تتكوّن المعارف الاجتماعية ،ولو كان هؤلاء الأصدقاء الذين يرفضون التقدم والتطور في محاضرة عن العلم ،والتقدم والتطور، لرأيناهم أول المؤيدين ، والمنافحين الصناديد عن التغير والتطور كمفاهيم مهمة للمجتمع والإنسان ، ويمكن أن يطرحوا أنفسهم على أنهم أئمة الحضارة والتقدم ،وعلى الجميع أن يتبعهم. لكنهم في الحقيقة ليسوا أكثر من مزاودين ،يوهمون الآخرين ،بأنهم أصحاب عقلية منفتحة، ولكنهم قمة الجهالة والجاهلية، والتخلف والعنجهية ،والشوفينية ، إنهم سجناء طوطمية قاتلة، سيدفعون الثمن غاليا.إن عاجلا أم آجلا...إنهم آخر من يحق لهم أن ينتقدوا مفهوم التغير ،والتطور، والتقدم على أساس علمي ثابت ،وليس من خلال طفرة، دون خبرة ومعرفة، ودراية، الكثير منا حين يكون في المجالس، أو في تجمع ما ، تراه مصابا بنشطار في أعماق شخصيته ، يُظهر عكس ما هو عليه. وهذا مريض وخطير..فتجنبوه .ليس التجنب ،وحسب بل يجب أن ،تُسن قوانين خاصة بمن يُعيق حركة التقدم ،ويكون حالة مرضية معدية.يُزري بحركة التطور العلمي والثقافي والبحثي والصناعي والزراعي والتعليمي .لأنّ القوانين الوضعية لا تُعاقب على الجريمة في شكلها المادي ،والمنفذ منها ،وحسب ،بل حتى حين تكون في شكل نية أثناء التخطيط لها من قبل أكثر من واحد ، فإذا كانت النوايا يتم التحقق فيها، فكيف بالذي يكذب على مجتمعه ويُجاهر بعكس حقيقته، هذه الأمور هي أولى أسباب تخلف المجتمعات المشرقية، لكونها تقول بأمرٍ ،وحقيقتها تُخالف ذاك القول .
نعتقد بأن الحاجة الأخلاقية ،والدينية ،والاجتماعية، والوطنية والتربوية.تقوم على الاعتراف بالآخر وبإمكاناته العقلية والفكرية والثقافية ودوره في صنع حركة المجتمع ، وأن نقر له بالحرية فيما يختاره ، وأن تنتقل تلك المجتمعات من الآلية التي ترسخت في شكلها المرضي إلى حالة الانفتاح على العالم وفضاءاته، حتى يستقيم الوضع وإلا سيتبقى تلك المجتمعات في أمراضها، ولن تتعافى حتى لو نزلت جميع الآلهة.....
اسحق قومي
25/10/2017م.
شاعر وكاتب وباحث مستقل يقيش في ألمانيا.



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالح الغربية هي أساس نهاية المسيحية المشرقية ،من على تراب ...
- عشتار الفصول:10684 الأسلوب ، وأنتَ ، والواقع الموضوعي
- جان بول سارتر على شطآن نهر الخابور
- إذا أردنا إنقاذ الشرق فعلينا أن نؤمن بعقد وطني جديد
- رأيّ على رأي
- العبادة الحقة أم عبادة القديسين المنتشرة بين المسيحيين؟!!
- كتابة التاريخ لشعوب الشرق الأوسط
- قصيدة إلى كاوا
- كما قرأنا الحدث التاريخي ، انتخاب رئيس مجلس الشعب السوري الج ...
- اللغات القومية للأمة السّورية .
- بشأن قضية الاستفتاء في كردستان العراق
- الاستفتاء في إقليم كردستان العراق والحقوق المشروعة للمكوّنات ...
- مشروع رؤية لكتابة مناهج تعليمية وتربوية في الدولة السّورية
- رسالة من مواطن سوري إلى الرئيس السّوري الدكتور بشار حافظ الأ ...
- بعدها لم نلتق ِ
- كيف نكتب تعليقاً أو نقداً على نص ٍ ما؟!!! خصائص النقد الأدبي ...
- مؤتمر سلام عالمي ،خاص بقضايا الشرق الأوسط ،وحل مسألة حقوق ال ...
- محكمة العدل الدولية لاهاي هولندا.
- إعصار إيرما ..وكيفية قراءة الأحداث الطبيعية من قبل المشرقيين ...
- الخطاب الديني بين الواقعية، والتدمير


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسحق قومي - عشتار الفصول:10688 الشخصية المريضة المزدوجة المعايير تُعيق تقدم المجتمعات المشرقية.