أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طريق لمقدمي - الواقع المغربي من منظور التحليل النفسي لفرويد














المزيد.....

الواقع المغربي من منظور التحليل النفسي لفرويد


طريق لمقدمي

الحوار المتمدن-العدد: 5676 - 2017 / 10 / 22 - 00:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الواقع المغربي من منظور التحليل النفسي لفرويد

لاحظنا أن الحالة الاجتماعية لفرويد لا تختلف عن حالات رواد الفكر الذين ناقشنا بعضهم في المحاور السالفة، إذ أنهم عانوا وقاسوا الأمرين، خاصة من داخل مجتمعهم أو من قبل أنظمة حكمهم، سواء من خلال التضييق السياسي المتمثل في المحاولات المتكررة لخنق ولجم فكرهم التنويري ونموذجنا على ذلك، المفكر المغربي المهدي المنجرة. وهذا الخناق الفكري إن جاز لنا القول، يؤدي حتما إلى عدم ذيوعه في وسط المجتمع وبالتالي جهل هذا الأخير به. ولاحظنا كذلك أن السواد الأعظم من الذين بصموا بفكرهم في تاريخ الإنسانية عاشوا في غياهب الفقر المدقع. ويبدو لي أنهم لو لم تفعل الصدفة فعلها لما أهدوا الغالي والنفيس للبشرية من نظريات علمية وخبرات معرفية عظيمة... ونموذجنا على ذلك هو كارل ماركس فلولا الصدفة التي جعلته يلتقي بالرجل البرجوازي شكلا والتقدمي الثوري فكرا،فريدريك إنجلز (1820ـ 1895م) الذي قدم له مساعدات بالدرجة الأولى مالية أنقذته من مستنقع البؤس و المرض...
ولن ننسى هنا، إخوان الصفاء الذين يعتبرون عند البعض حتى في القرن 21م من خبر "كان"، فما بالكم في عصرهم العباسي خلال القرن الرابع هجري، الذي كان لهم بالمرصاد من خلال اتهام النظام السياسي العباسي لهم، ونعتهم بالملاحدة والجهلاء والكفار وما إلى ذلك، لا لشيء سوى أنهم طالبوا بل عملوا بأنفسهم على غربلة الموروث الإسلامي من الخرافات والخزعبلات.. وكانوا (أي الإخوان) موسوعيوا الفكر، يناقشون ويكتبون في كل العلوم من فلسفة وهندسة وعلم الفلك وعلم الاجتماع (في بواكيره) والطب ..وهلم جرا.
وسأقف هنا لأن القائمة طويلة بالأمثلة، وسأناقش بشكل مقتضب الاكتشاف العظيم الذي قدمه سيغموند فرويد لبني الإنسان، وهو اللاشعور او اللاوعي، حيث قسم فرويد النفس البشرية نظريا إلى ثلاث جهات أو مناطق: الأنا والأنا الأعلى ثم الهذا، وهذا الأخير اعتبره فرويد بمثابة خزان لكل المكبوتات التي تكدست منذ ولادتنا إلى .. ونحن ماضون إلى -المجهول- والمكبوتات هنا أنواع فعلى سبيل المثال عندما لا يستطيع الإنسان التعبير عن رأيه بكل حرية حول حاكم او رئيس أو انتقاد سياسة معينة(...)، إذ ذاك يتراجع الرأي الغير معبر عنه في الشعور والواقع إلى أن يرقد ويتخمر في منطقة الهذا أو اللاشعور، وهذا المثال يعتبر كبت سياسي، ونفس الشيء ينطبق على ما هو اقتصادي مكبوت أو ثقافي مكبوت (...)، إلا أن فرويد ركز على ما هو جنسي (اللبيدو)  أي الكبت الجنسي، فعندما يكون عدم التوازن في هذا الأخير يتداعى ذلك على منطقة الأنا أي شخصية الإنسان المكبوت. وعدم وجود الطاقة الكافية للإفصاح عن مواقفنا المكبوتة في الشعور أي عمليا، فمرد ذلك إلى جهة الأنا الأعلى أو ضمير الإنسان، وهذا الأخير بدوره هو نتاج تراكمات تمت منذ نعومة أظافرنا إلى مرحلة البلوغ،وتتمثل في كل الأوامر والنصائح سواء تمت بأسلوب الترهيب أو الترغيب، والتي كان يضطلع بها الوالدين (الأم والأب) أو المربي، فعند بلوغ الطفل واستقلاله برأيه وفكره على الأقل عن "مملكة الوالدين"، تبقى تلك الممارسات القديمة موشومة في نفسه وذاكرته وهي التي تشكل في نهاية الأمر الضمير الذي يتقمص دور الوالدين أو المربي في السابق.
وحسب سيغموند فرويد كل خلل أو عدم التوازن بين الجهات الثلاث ( الأنا، الأنا الأعلى، الهذا) يؤدي حتما إلى أمراض عصابية ونفسية، وعلاجهما كما حدده فرويد في نظريته العظيمة حول اللاشعور أو نظرية الغرائز، لا مناص بالرجوع مع المريض إلى الوراء أي إعادة ربطه بذكرياته المشتتة والمفقودة في غياهب لاشعوره أي المكبوتة... ومحاولة تنظيمها وربطه عبرها بواقعه لكي يعود إلى حالته الطبيعية..
إن استحضار فكر فرويد في القرن 21م من خلال هذه الصفحات القليلة، يحيلنا إلى البحث عن جواب للسؤال التالي: هل راهننا المغربي بشكل خاص (ناهيك عن العالمين العربي والإسلامي على امتداد خط طنجة- جاكرتا) يتوفر على مصحات كافية لعلاج مثل تلك الاضطرابات النفسية والأمراض العصابية التي حدثنا عنها سيغموند فرويد خلال القرن 19م بشكل نظري وعملي دقيقين. علما أن كتبه حول التحليل النفسي مترجمة إلى اللغة العربية حتى لا يعترض معارض بقوله أن كتاباته بالألمانية وبالتالي غير مفهومة..
وهناك من سيجيب بالتالي : أن الأمراض النفسية والعصابية التي عالجها فرويد مرتبطة بعصره القرن 19م وما شهده العصر من حروب وأوبئة وما إلى ذلك، لا يهمنا في العصر الحالي (بداية القرن 21 م) خاصة في دولتنا - و لله الحمد-
وسيكون الجواب على - المعترض- وبدون تردد كالتالي: أن الدولة المغربية أرض خصبة لمثل تلك الأمراض التي عالجها فرويد في عصره، لأن الشخص المغربي وأنا أقصد الفئات المسحوقة والفقيرة والمدكدكة إلى أقصى درجة.. تخزن في "هذاها" أو لا شعورها طاقة هائلة تعادل "القنبلة الذرية" من المكبوتات سواء الكبت الجنسي أو الكبت السياسي أو الكبت الاقتصادي أو الكبت الثقافي (...) وبالتالي فالخلل النفسي موجود والمرض العصابي عشش حتى النخاع في الإنسان المغربي.



#طريق_لمقدمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الفكر والتاريخ
- قراءة نقدية في خلاصات عابدالجابري وجورج طرابيشي
- العقل العربي بين الامتداد والانكماش -إسهام في تفنيد ط ...
- رؤية استشرافية للعقل المغربي


المزيد.....




- سر الطرحة.. لماذا تختارها العروس؟
- قتلى عشرات المفقودين بعد غرق عبارة كانت متجهة إلى جزيرة بالي ...
- العراق.. مقتدى الصدر يشعل تفاعلا بدعوة لـ-التطبير- لإغاظة أع ...
- سوريا.. ضجة يثيرها إعلان القبض على العقيد الركن ثائر حسين وم ...
- البابا تواضروس الثاني: 3 يوليو ثورة لتصحيح مواقف ولعودة مصر ...
- جنازة رسمية لرئيس ليبيريا بعد 45 عاماً من اغتياله في انقلاب ...
- موجة حرّ تضرب أوروبا: وفيات وإغلاقات ودرجات حرارة تبلغ مستوي ...
- ماذا يعني تعليق إيران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذر ...
- ماذا تفعل إذا كنت تعاني من سلس البول؟
- قتلى ومفقودون في حادث غرق عبّارة بإندونيسيا


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طريق لمقدمي - الواقع المغربي من منظور التحليل النفسي لفرويد