أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - مسرحية *نزهة فى أرض المعركة* الإبداع فى ميدان التَورية














المزيد.....

مسرحية *نزهة فى أرض المعركة* الإبداع فى ميدان التَورية


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 5674 - 2017 / 10 / 20 - 04:40
المحور: الادب والفن
    


هل تذوقت يوما "بونبون" بنكهة القهوة؟ أتتذكر كيف يكون مذاقه ومدى تأثيره عليك؟ ... حيث ينتشر مفعوله بقوة على مزاجك العام بسبب استمتاعك بتذوقه واستفادتك منه .. بالتنبية والمساعدة على الإستفاقة والتركيز ... فتلك القطعة الصغيرة من الحلوى المفيدة .. بإمكانها أن تصل إليك بكل هذه الايجابيات بالرغم من صِغَر حجمها وسرعة ذوبانها ...

وهذا هو الحال مع مسرحية "نزهة فى أرض المعركة" وإنما على المستوى الفنى .. فهى عمل مسرحى لا يتخطى الخمسين دقيقة .. ولكنه ببراعة كاتبه الاسبانى فرناندو ارآبال والقائمين على العمل بمعالجته المصرية ... قد قُدِم فى اطار ابداعى يحمل التشويق والاستمتاع وإثراء النفس بمعانى فلسفية يطرحها العمل.

تتحدث المسرحية عن احدى حالات الحرب ... بل عن كل حالات الحرب .. عن العدائية الإنسانية غير المُبرَرَة .. عن عدوانية الحرب الملهوث وراءها وغير المرغوب فيها .. وتعرى بدورها تباين هذا الواقع البشرى .. المضحك المبكى .. والذى ينعكس فى فكرته الاساسية والتى تطل من اسمها "نزهة فى أرض المعركة" .. فكأن أبطالها فى نزهة وفى معركة ... بل تحديدا نزهة فى أرض معركة ... وليست معركة وحسب بل يتنزهون فى احشاء كل معركة ..

ويستطرد هذا التناقض البشرى فى انعكاسه على طريقة طرح القضية مسرحيا .. بداية من النص إلى المعالجة والاداء .. حيث قُدِم فى صورة من الكوميدا السوداء ..

وقُدِمَت الكوميديا السوداء هنا بمعالجة خاصة .. تشبه العملة الفنية ذات الوجهين ولكل وجه إشارة ولكل إشارة معنى ... فإحداهما يشير إلى الحالة الإنسانية عالميا التى توضَع تحت وطأة الحروب .. والوجه الأخر يشير إلى الحالة الخاصة التى تلامس واقعك كمصرى .. إنما بصورة أكثر بهوتا وشحوحا عن إشارات الوجه الأول .. وهذا ما قد جعل العرض أكثر خفة على هضم المشاهد لمعانى العمل ورسائله وحالة العرض التى يعرضها .. بعيدا عن اجواء الحروب القاتمة!!..

فالوجه الاول بشموليته العالمية له استطاع أن يُظلل العرض بمساحة أكبر من إشاراته .. حيث ساهم فيها بشكل كبير .. مقطوعات الإعداد الموسيقى والتى لابد من الإشادة هنا بالتوفيق فى اختيارها .. والتى طَغَت بروحها المرحة على الإنطباع عن العرض عموما .. حيث قَدمَت حالة الحرب إلى المُشاهِد من خلال حاجز نفسي يَحِد من رؤية عتمة الحروب وقسوتها ..

وكانت كـ "الفلتر" الذى يفرز الشوائب التعيسة من نتائج الحروب وذكراها على نفسية المتفرج .. وقامت بتهميشها بعيدا عنه ليستطيع أن يستخلص بقدر الإمكان من العرض رسالة انسانية خالية من الطاقة السلبية .. حتى يتمكن ذهنه من استعادة العرض بأكثر طاقة ايجابية تمكنه من الإستفاده حقا من توجيهاته المشار إليها فى طيات الفكرة والأداء ...

فالموسيقى مؤثر هام جدا فى اى عمل فنى وعليها أن توجِه المزاج العام للمتفرج لتقوده مع بقية عناصره الى الهدف المراد تقديمه من التأليف حتى الإخراج ...

ومرورا بالأداء التمثيلى الذى اجاد كونه انعكاس للفكرة واعدادها الدرامى بمعالجة جديدة .. تناسب استخدام الإشارة بالعملة الفنية ذات الوجهين السابق ذكرها .. فقد استطاعوا أن يتنقلوا دراميا ما بين الهزل والجد .. بحيادية تمثيل بعيدة عن التحذلق والتجويد أو اى شخبطة ادائية تعمل على تشويش استمتاع المتفرج أو وصول الرسالة له فى التنقل بين هذا الأداء وذاك.

مسرحية نزهة فى ارض المعركة .. هى إبداع فى ميدان التورية الفنية

فهى تحدثك بإعدادها الدرامى المباشر لأجواء لا تخاطبك أنت ولا تمت لك بصِلَة .. فتجد نفسك هادئ البال .. غير متصارع النفس .. ترى غيرك عمن يتحدثون عن أحوالهم بظروفهم الغريبة عنك .. فتنظر لهم بعين مستكينة الذهن .. مُنظِّرَة عليهم بإدانة .. ولكن فى رسائل إعدادها النفسية غير المباشرة .. والتى تخاطب عقلك اللا واعى .. وذهن لغتك ولهجتك واسلوب ضحكك وبكائك وإفيهات يومك ... تجد نفسك داخل بؤرة الأحداث بلا سابق إنذار ... وإذ انت داخل أرض المعركة ...
داخل معركة نفسك ومجتمعك ومجتمعات الإنسانية من حولك ... والعين التى أدنتهم بها أصبَحَت تنظر إليك وتستجوبك فى لحظة

لماذا تُديِن؟
بل
لماذا أنت تحارب؟
ومع مَن تحارب؟!
ومَن تحارب؟!!

المسرحية: أداء تمثيلى: أحمد السلكاوى - مروة رضوان - نمير القاضى - فاروق قاسم - أحمد سامى - مصطفى سالم، وأحمد طارق .. ديكور: أحمد أمين .. إضاءة: أبو بكر الشريف، أزياء: أسماء عبد الشافى .. إعداد موسيقى: محمد عبد الله .. أداء صوتى: محمد عربى .. رسوم: أحمد صباح .. تأليف: فرناندو أرآبال .. ترجمة: نامق كامل .. ساعد فى الإخراج: نادين يوسف – شريف طارق .. مخرج منفذ: عبدالله الشاعر .. إعداد وإخراج: أحمد فؤاد.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرض *كأنك تراه* عندما تواجه مرآة إيمانك!
- يا جان دارك
- عرض *إن عاش* عندما يُصبح أُناسنا بقشيشاً للشعوب
- الهجرة النفسية
- الصبح وليمة الساهرين
- عودة أوديسيوس!
- أنا لست آسفة على إزعاجكم
- يا جمل تاه فى جبال الصبر
- تقرير عن عرض قطف القاصرات ليس استعراضى وإنما تمثيل صامت
- إنتقام أوديسيوس
- فى محراب فلسفة الفن الروحية لفيلم The Perfume ومسلسل ونوس
- يا من حولتم دماء النساء إلى ذنوب
- الأم تريزا عطاء الأمومة البتولية
- لقد رأيت راسبوتين
- البحث عن الحقيقة باهظة الثمن
- رسالة إلى المتخفين من العنصريين والمتعصبين فى بلدنا
- الإجابات تأتى من النار يا عزيزى
- وإن كان الرحم قَيداً فالنسل سجون
- فى عمرى الواحد والثلاثين اتسائل ها انا وهل من عنوسة؟!
- عرض التمثيل الصامت قطف القاصرات محاولة لإثارة ركود الوعى الم ...


المزيد.....




- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - مسرحية *نزهة فى أرض المعركة* الإبداع فى ميدان التَورية