أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبراهيم ابراش - الإرهاب في سيناء : معادلة مختلفة














المزيد.....

الإرهاب في سيناء : معادلة مختلفة


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5673 - 2017 / 10 / 18 - 17:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يبدو أن الجماعات الإسلاموية المتطرفة والإرهابية ومن يدعمها ويمولها لم يكتفوا بما ألحقوه خلال ست سنوات من الخراب والدمار وتفكيك الدولة الوطنية وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية في كثير من البلدان العربية ،ومزيد من تمكين الغرب وتدخله في شؤوننا الداخلية بل إعادة الاستعمار مجددا ،بالإضافة إلى ما حققته إسرائيل من مكاسب حيث تعيش عصرها الذهبي وتفرغت كليا لتوسيع مجال الاستيطان في فلسطين والاستيلاء على المقدسات دون خوف أو خشية من ما يسمى بالعالم الإسلامي والعالم العربي ، فقررت هذه الجماعات بعد أن تم محاصرتها وتراجعها في سوريا والعراق أن تنقل أو تعزز نشاطها في أماكن أخرى .
حاولت هذه الجماعات تمديد أو إعادة نشاطها الإرهابي في المغرب والجزائر والأردن ولم تفلح في ذلك لغياب الذرائع الطائفية والمذهبية في هذه البلاد ولقوة الدولة ووعي الشعب والنخب السياسية في السلطة والمعارضة ، فقررت هذه الجماعات التوجه و تعزيز إرهابها في سيناء في إطار دور وظيفي مختلف .
لا شك أن لإرهاب الجماعات الإسلاموية في مصر تاريخ طويل يعود للتنظيم السري للإخوان في الأربعينيات والخمسينيات ثم للجماعات التي ظهرت في عهد الرئيس السادات كالتكفير والهجرة ،والجماعة الإسلامية والتي استهدفت السياح ومؤسسات الدولة والمثقفين حتى السادات نفسه تم اغتياله على يدهم ، إلا أن الجماعات الإرهابية الحديثة في سيناء تأتي في سياق مختلف .
ظهور هذه الجماعات التي تعتدي على الجيش المصري في سيناء يعود لعام 2004 وهو العام التي بشَّرت به واشنطن بما يسمى (الفوضى الخلاقة) وهو العام الذي تم فيه اغتيال الرئيس أبو عمار ووصول التسوية السياسية لطريق مسدود والتفكير الإسرائيلي بالخروج الأحادي من قطاع غزة وتوجه التفكير الاستراتيجي لصناعة دولة غزة بحدودها القائمة أو التوسع باتجاه سيناء .
وهكذا وبالرغم من إعلان هذه الجماعات وخصوصا (أنصار بيت المقدس) الولاء لتنظيم داعش تحت مسمى (ولاية سيناء) إلا أنها من أكثر الجماعات الإسلاموية إثارة للتساؤلات حول دوافع تأسيسها والجهات التي تقف وراءها ، فلا قاعدة شعبية لها لا في مصر ولا في سيناء ولا في العالم العربي والإسلامي ،كما أن جغرافيا وديمغرافيا سيناء لا يسمحا بإقامة دولة الخلافة الإسلامية ، بخلاف تنظيم القاعدة الذي ارتبط في بداية نشوئه بتحرير أفغانستان من السوفييت ثم لاحقا بمواجهة التدخل والنفوذ الأمريكي في العالم الإسلامي ،وتنظيم داعش الذي ارتبط بفوضى الربيع العربي وبدولة الخلافة الموعودة (الشام والعراق ) بالإضافة إلى وجود تركيبة سكانية متعددة المذاهب والأعراق توفر بيئة خصبة للتطرف حيث يعمل التنظيمان .
بالإضافة إلى ما سبق فإن أغلب أنشطة إرهابيي سيناء تقع في منطقة شمال سيناء وهي منطقة فقيرة ماديا ، وعليه فلا يمكن أن تمول نفسها ذاتيا ، بل وراءها جهات دولية تمدها بالمال والسلاح والدعم اللوجستي ، ومن غير الوارد أن هذه الجهات معنية بإقامة دولة الخلافة في سيناء ،وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذه الجماعات تتمركز في المنطقة المحاذية لقطاع غزة وإسرائيل وتستهدف الجيش المصري ولا تستهدف إسرائيل ، لذا فمن المنطقي أن نتصور أهدافا ومخططات لهذه الجماعات ومن يقف وراءها تتجاوز البعد الديني وتتجاوز سيناء ذاتها .
تأسيسا على ما سبق نعتقد أن مَن يقف وراء هذه الجماعات الإرهابية التي تنشط في سيناء يسعى لتحقيق هدفين رئيسين : -
1- استهداف الأمن القومي المصري استكمالا لفوضى الربيع العربي
ففي ظل الفوضى التي تضرب المنطقة والصراعات بين الدول العربية وبعضها البعض ، فإن مصر الدولة الأكثر تأهيلا وقدرة على استنهاض الحالة العربية وتصويب مسارها ومواجهة المؤامرات على الأمة العربية من إسرائيل أو الغرب أو دول الجوار ، والجماعات الإرهابية تسعى لإضعاف هذا الدور وعرقلته من خلال إشغالها للجيش المصري ، وما يعزز هذه الأطروحة أن مصر وبعد ثورة 30 يونيو أربكت مخططات مهندسي فوضى الربيع العربي ووجهت ضربة لأحلام الجماعات الإسلاموية ،بالإضافة إلى دور مصر الداعم للدولة والنظام في سوريا في مواجهة الجماعات الإسلاموية المعارضة وخصوصا تنظيم داعش .
2- إحداث فراغ أمني وسكاني في سيناء
حيث إن العمليات الإرهابية وردة فعل الجيش المصري يؤديان إلى حالة امنية متوترة لا تؤسس لتنمية أو استقرار بل وتدفع السكان إلى الهجرة إلى العمق المصري ، فلا نستبعد وجود مخطط لتفريغ سيناء من سكانها تمهيدا لتهيئة سيناء لأية تسوية سياسية تتضمن دولة فلسطينية تكون جغرافيتها قطاع غزة الموَسَع تجاه سيناء . وفي هذا السياق قد لا يكون مصادفة أن العملية الإرهابية الأخيرة في سيناء تزامنت مع تحريك ملف المصالحة الفلسطينية .
وأخيرا نتمنى عدم رهن أو ربط فتح معبر رفح وحصار غزة والمصالحة الفلسطينية بالحرب الدائرة في سيناء .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متغيرات السلطة والمعارضة في العالم العربي
- مصالحة خارج سياق المصالحة الفلسطينية
- ما يريده الشعب وما تستطيعه الحكومة
- ما وراء التحول المفاجئ في ملف المصالحة الفلسطينية
- بعد خطاب الرئيس أبو مازن : فراغ استراتيجي ومستقبل غامض
- نحو مراجعة استراتيجية للفكر القومي العربي
- وفد أمني إداري مصري في قطاع غزة لضمان تنفيذ اتفاق المصالحة
- منظمة التحرير الفلسطينية :يتعنون بها ولا يريدونها
- في ذكرى توقيعها : اتفاقية أوسلو وتداعياتها
- هل تهيء مصر للصفقة الكبرى ؟
- اختزال الوطن في السلطة والوظيفة
- إسرائيل وسياسة تفكيك الصراع وتغيير طبيعته
- التباس مفهوم المصالحة الفلسطينية وزيارة ابو مازن لتركيا
- من سيملأ فراغ انحسار الإسلاموية السياسية ؟
- العودة لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد فشل كل البدائل
- لماذا لم يتجهوا شمالا بدل الاتجاه جنوبا ؟
- حتى لا ننسى : إسرائيل عدونا والاستقلال هدفنا
- هل أصبح قطاع غزة عبئا على القضية الوطنية؟
- مبادرات المصالحة الفلسطينية : ما عليها أكثر مما لها
- القدس وغزة الاختبار الصعب أمام قيام الدولة الفلسطينية


المزيد.....




- الأردن يحذر من -مجزرة- في رفح وسط ترقب لهجوم إسرائيلي محتمل ...
- روسيا.. النيران تلتهم عشرات المنازل في ضواحي إيركوتسك (فيديو ...
- الرئيس الصيني في باريس لمناقشة -التجارة والأزمات في الشرق ال ...
- بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على تصريحات غربية وصفته ...
- المكسيك تحتفل بذكرى انتصارها على فرنسا عام 1862
- ماكرون يؤكد لشي أهمية وجود -قواعد عادلة للجميع- في التجارة
- المفوضية الأوروبية تسلم مشروع الحزمة الـ 14 من العقوبات ضد ر ...
- الإعلام العبري يتحدث عن -خطة مصرية- بشأن أراض فلسطينية وموقف ...
- المتحدث باسم القبائل العربية: مصر لن تتورط في -مهمة قذرة-
- أوكرانيا.. مهد النازية الجديدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبراهيم ابراش - الإرهاب في سيناء : معادلة مختلفة