أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - في وداع حسين شاهين














المزيد.....

في وداع حسين شاهين


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 5670 - 2017 / 10 / 15 - 01:20
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في جنازته أمس سار آلاف من البشر هم في غالبيتهم اهالي مخيم الدهيشة ومن تربوا فيه ولكن كان معهم عشرات آخرين أتوا مع غيرهم تعبيرا عن مشاركتهم في تشييع الفقيد الكبير .
لماذا كل هذا ؟
أولا : لآن الدهيشة تعتز بابناء المخيم البارزين والمناضلين
ثانيا: لأن حسين قدم خدمات جليلة في المخيم
وثالثا: هو ما يطول شرحه :
ولد الفقيد في النكبة ترعرع في مخيم اللجوء . كان اللجوء لا زال طريا وكان تراب الأرض السليبة لا زال على اقدام الأمهات والآباء ولا زالوا يشمون رائحة الأرض . أرض المفتلح وارض المرعى وارض الكروم . ولا زالوا يشتهون دلق الماء على انفسهم في حر الصيف من آبار وعيون البلاد المسبية . لا زالوا يسمعون ثغاء ماعزهم وخوار ابقارهم. لا زالوا يحلمون انهم في مساكنهم التي طردوا منها . وانهم لا زالوا يقطغون العنب ويصطادون العصافير ويطربون على الناي والشبابة ويتمايلون في السامر...
في النكبة هذه برزت ارهاصات الرفض الفلسطيني والعربي.. ظهرت انشطة الرفض التي تعبر عن الرغبة الأكيدة في تحرير الوطن السليب الذي اعتصبته بريطانيا بموافقة دولية وأقامت عليه دولة إسرائيل.
القوى الأبرز التي حملت اللواء هي حزب العث العربي الإشتراكي وبعده حركة القوميين العرب والحزب القومي السوري الإجتماعي .. وكانت حركة فدائيي مصطفى حافظ وفيض كبير من محاولات التسلل إلى الأراضي المحتلة وممارسة بعض أشكال المقاومة أو لدوافع المعيشة ...
حركات ضد توطين اللاجئين وضد التسويات المذلة ...
انقلابات عسكرية متلاحقة في البلدان العربية على خلفية النقد الذاتي لهزيمة 1948م ومنها الإنقلابات في سوريا وثورة الضباط الأحرار في مصر . وتلاها انقلابات كثيرة ..
الحراك الواسع في الأردن حيث قتل الملك عبدالله وتشكيل حكومة النابلسي .. والإنقلاب الرجعي عليها ...
هذه مناخات فترة الخمسينات ولها انعكاساتها العميقة على التربية ونشوء الأجيال وهذه المناخات كانت اكثر تكثيفا في المخيم وكانت الخبز اليومي للناس الناطرين لعودتهم .
كان حسن يتربى في هذه المناخات .
ثم كبر واصبح طالبا في الكلية الأكاديمية ولكنه كذلك دخل الكلية السياسسية في حركة القوميين العرب التي أعدته ثقافيا وسياسيا وانضجت الإعداد الذي تلقاه في تربية وتربة المخيم .
ثم اعتقل حسين ليستكمل بنائه السياسي والثقافي والأيديولوجي في السجون وتتم عملية صقل عميقة ونوعية تمخض عنها تشكل شخصيته كقائد سياسي وجماهيري بعد تحرره .
هنا انتقل حسين إلى مرحلة العطاء وأصبح رمزا .
أصبح رمزا متمسكا بالموقف الوطني الفلسطيني ومدافعا عن في وجه التنازلات والتبديد.
أصبح من اكبر رموز المخيم هو والرفيق صلاح ابو شيخة وأصبح الشباب ينظرون لهم كقدوة في الشخصية والمسلك والثقافة والموقف الوطني.دون أي تنازلات عن الموقف من تحرير فلسطين .
اصبحت شخصياتهما بحد ذاتها استقطابية كما اصبحتا منارة للوطنية .وصار كل منهما يبث ويعزز الروح الوطنية والثقافية .
منذ بداية سبعينات القرن الماضي انتقل المخيم من حالة التمسك الوطني بفلسطين والإعتزاز بالأمة العربية والخروج في المظاهرات والمساهمة في رفض التوطين وفي اشاعة مناخات النضال ضد الحكم الأردني انتقل إلى التنظيم والفعل المباشر الواعي والهادف من خلال تجذر رموز وطنية من الشعبية وفتح ومن الحزب الشيوعي الذي اصبح اسمه الحزب الشيوعي الفلسطيني لاحقا بعد ان كان اسمه الحزب الشيوعب الأردني .
إذن بدأت الحالة الوطنية تسجل مرحلة نهوض وانتعاش ...
كان حسين شاهين أحد رموزها وعناوينها .
وكان هو وصحبه في المخيم قد برزوا كزعماء نافذين في اعين الجماهير واصبح مركز شباب الدهيشة بقيادتهم مركزا وعنوانا وطنيا وأثّر في مراكز الشباب في المخيمات الأخرى وساهم في استنهاض وانضاج الحراك الشعبي على مستوى الوطن وكان جزءا منه .ساهم في انضاج الشباب ودفعهم للإنخراط في العمل السياسي والنقابي والجماهيري : أي في العمل المنظم .
وكانت الجبهة الشعبية التي ينتمي لها الرفيق حسين في مرحلة نهوض وتوسع وكان ان استُكملت مهام العمل الجماهيري والشعبي في المخيم بأن استقطبت إلى صفوفها العشرات والمئات من الشباب والشابات وظل حسين شاهين ابو عماد في نظر الجميع من الرموز الوطنية البارزة .
إذن فالإنسان هو موقف ودور وقضية وهذا مثله الرفيق حسين ابو عماد كما يليق بشخصية وطنية فلسطينية بارزة .
وحينما ظهرت مناخات رجراجة ومتموجة تسلم بالجزء الأكبر من فلسطين للصهيونية تحت شعارات " السلطة الفلسطينية " والدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة والقطاع " ودولتين لشعبين " والتي تمخضت كلها عن الحكم الذاتي المحدود والمتناقص كما أظهرته اتفاقات اوسلو . في كل هذه المناخات وما فيها من استخذاء المثقفين والسياسيين ظل حسين شاهين يرفع شعار " فلسطين من البحر إلى النهر دون " انتقاص ويتمسك بعودة اللاجئين الى بلداتهم أحرارا، وان تكون فلسطين خالصة لأهلها الفلسطينيين العرب.
أنها فلسطين وإنهم ابنائها الأحرار ... دافعوا عنها جل طاقتهم ... وإن كانت الحياة قد خذلتهم فإنهم لم يهزموا ولم يستدخلوا الهزيمة إلى قلوبهم . هم حملوا الجذوة للأجيال اللاحقة .
أما مخيم الدهيشة فهو ولاد للوطنيين والتحرريين رغم كل أشكال المحاصرة .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناقض بين العقل والنص الديني
- التفاعلات على خطب حسن نصرالله
- هل سيظل اسم حزب الله حزب الشيطان ؟؟؟
- رسالة الى السيد حسن نصرالله
- عبد الناصر لماذا نحيي ذكراه
- حديث في المصالحة
- عبد الناصر
- نقاش مع الدكتور بلال زرينة عن ظهور الإنقسامات والطوائف الإسل ...
- من يخبر محمود عباس
- الأستاذ بدران جابر
- الإستفتاء على مغادرة المنظمة
- يجب مراجعة الخطاب السياسي الفلسطيني من أساسه
- عاد القاتل بلا صفقات
- اعلان موت منظمة التحريرالفلسطينية
- التنسيق الأمني عبادة
- القاتل الإسرائيلي وفنجان القهوة
- نحو التحرر من عباءة هذه القيادة
- يوم الغضب وبوابات الأقصى
- الجنود من اصل فلسطيني هم من جنود العدو
- كلهم يكذبون على الأقصى


المزيد.....




- تحطم طائرة عسكرية في مدرسة ببنغلاديش
- خبيرة تغذية جزائرية تتهم شركة غذائية باستخدام مواد مسرطنة وم ...
- عطل تقني يتسبّب بتوقّف رحلات -ألاسكا إيرلاينز- لثلاث ساعات ...
- أردوغان يتّهم إسرائيل بعرقلة -مشروع الإستقرار- في سوريا: -لن ...
- البرهان يجدد رفض التدخلات الخارجية ويؤكد: قادرون على دحر -مل ...
- زمن الكريبتو في أمريكا.. سياسات ترامب خلقت 15 ألف مليونير جد ...
- روسيا تستبعد إجراء محادثات قريبة مع أوكرانيا وبارو يقول أن ف ...
- بين أنتيغون وإيدن في مهرجان أفينيون... الفرنسية العراقية تما ...
- محلل إسرائيلي: حماس لن ترفع الراية البيضاء وجيشنا يهدم ولا ي ...
- لماذا حصر عدد قتلى الكوارث أمر صعب على الصحفيين؟


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - في وداع حسين شاهين