أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - طارق المهدوي - ذكرياتي مع زلزال القاهرة














المزيد.....

ذكرياتي مع زلزال القاهرة


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5668 - 2017 / 10 / 13 - 14:32
المحور: سيرة ذاتية
    



في مثل هذا اليوم قبل ربع قرن تعرضت القاهرة لزلزال عنيف راح ضحيته آلاف المصريين بين قتيل ومصاب ومشرد وقد كانت لي ذكريات شخصية ومهنية وسياسية مع أحداث ذلك الزلزال أود إشراككم معي فيها ولعل أبرزها هو الآتي:-
1 – فور صحوي في الصباح الباكر كعادتي قمت كعادتي أيضاً بفتح شرفة منزلي الكائن في الطابق الثاني بأحد مساكن حي حلوان لتهوية المنزل أثناء تناولي قهوتي جالساً على مقعد الشرفة، فإذا بمجموعة فئران صغيرة تخرج من مأواها السري في حمام منزلي لتجري بسرعة غريبة وجرأة أغرب نحو الشرفة ثم تقفز منها صوب أرض الشارع حتى قبل شروعي في إحضار المكنسة المخصصة لمطاردة الفئران.
2 – فور نزولي إلى الشارع متجهاً نحو محطة المترو تجمعت حولي كلاب الشارع التي كان يجمعني وإياها حب متبادل قديم لتحاول منعي من استكمال سيري فعدت إلى منزلي وجلبتُ لها طعام وماء لكنها لم تأكل أو تشرب وكررت محاولة منع سيري، فتجاوزتُها بصعوبة على مظنة أنها تريد إبلاغي بأمر هام حدث في الليلة الفائتة سأحاول الاستعلام عنه بعد عودتي من عملي مساء اليوم.
3 – أنهيت عملي الأول في مبنى الهيئة العامة للاستعلامات الكائن بشارع طلعت حرب ظهراً فتوجهت إلى عملي الثاني في قطاع الأخبار بمبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون الكائن في ماسبيرو حيث يتجاور المبنيان بوسط القاهرة، لأجد الفنانة الشابة الجميلة تنتظرني جلوساً على مكتبي في الطابق الرابع وهي شبه عارية كي تؤدي عملها الغرامي المعلوماتي المكلفة به تجاهي، فقد كنت على وشك السفر للعمل كمستشار إعلامي بالسفارة المصرية في السودان بموجب قرار جمهوري أثار غضب الأجهزة الأمنية الكارهة للشيوعيين فحاولت إيجاد أي مبرر معلوماتي يدفع رئيس الجمهورية إلى إلغاء قراره.
4 – بمجرد ما بدأت فتاة السيطرة شبه العارية في تأدية عملها المعلوماتي تجاهي عبر بعض حركات الدلال اللفظي والجسدي وسط سخط زملائي الإسلاميين الذين اكتفوا بالحوقلة والاستغفار وقع الزلزال فاهتزت الدنيا كلها بنا ومن حولنا وتساقطت أجزاء من الأسقف والجدران أرضاً، مما أفقد زملائي الإسلاميين هدوء أعصابهم فخاطبوا فتاة السيطرة قائلين بصوت مرتفع "الله أكبر ده غضب ربنا على المساخر اللي بتعمليها إنتي واللي زيك إتقي الله بقى وبطلي مسخرة" قبل أن يفروا هاربين خارج المبنى.
5 – غابت فتاة السيطرة عن وعيها لمدة دقيقة واحدة ثم استعادت وعيها لتُخرج من ملابسها الداخلية العلوية وحدة الالتقاط والإرسال الصغيرة التي كانت الأجهزة الأمنية قد زودتها بها كعهدة، حيث وضعتها فوق مكتبي وهي تكلم نفسها قائلة "ما اتفقناش على كده ده ما طلعش شيوعي زي ما قلتم إنما طلع ولي من أولياء الله الصالحين"، واختفت من أمامي ومن الوسط الفني وربما من الحياة كلها بعد أن تركت لي وحدة الالتقاط والإرسال "العهدة" التي قمت أنا لاحقاً بتسليمها إلى اللواء علاء بسيوني رئيس قطاع أمن اتحاد الإذاعة والتليفزيون ليعيدها إلى أصحابها.
6 – بالنسبة للإعلامي الحقيقي المحترف في كل بلدان العالم فإن ما كان يحدث آنذاك هو حالة طوارئ مهنية تستلزم استمرار وجوده وتعامله معها على محوري الإعلام والاستعلام، ومع ذلك فقد هرب 99% من الإعلاميين خارج مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ومبنى الهيئة العامة للاستعلامات خوفاً على حياتهم وكان الإسلاميون الشامتون على رأس الهاربين تحت دعوى إن المباني الإعلامية ستنهار كعقاب إلهي، حتى إنني عند نزولي إلى استديوهات الهواء في الطابق الثاني لمبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون لم أجد سوى مذيع واحد ومذيعة واحدة كانا في حيرة من أمرهما حيث لا يحق لهما إذاعة أي شيء على الهواء ما لم يكن موقعاً من أحد رؤساء التحرير على الأقل، ولما كنت أنا آنذاك رئيس تحرير فقد جلستُ معهما لأكتب وأوقع خبر قصير جداً يقول "تعرضت مصر قبل قليل لهزة أرضية وجاري حصر الخسائر والتعامل معها" وتركتُ لهما الخبر ثم غادرتُ عائداً إلى جهة عملي الأولى في الهيئة العامة للاستعلامات، حيث سمعتُ خلال عودتي الخبر القصير يُذاع عدة مرات دون أن أعلم حتى اليوم ما إذا كانا قد عرضاه على أحد غيري لاعتماده وإجازته أم لا.
7 – اعتبرتُ نفسي في حالة طوارئ مهنية مفتوحة فاستمر انتقالي بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون والهيئة العامة للاستعلامات مؤدياً عملي الإعلامي مع أعمال زملائي الغائبين أيضاً ثلاثة أيام كاملة دون عودة إلى منزلي، ثم عدتُ لأرتب أوراقي وحقائبي من أجل سفري الفوري إلى السودان في ظل استمرار غضب الأجهزة الأمنية الكارهة للشيوعيين والتي ربما يكون الزلزال قد أحبط مساعيها لإلغاء سفري!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعة وأربعون عاماً من الاستغفال
- شنبو في المصيدة
- هاتو الدفاتر تتقرا
- فتش عن الصين
- الجاسوس أشرف مروان
- أحضان وقبلات رفاقية في موسكو
- حوار لم يكتمل مع الرفيق لينين
- من يوميات السجناء الظرفاء
- الشيوعيون بين حزب وجبهات وتحالفات
- كيدهن عظيم
- الدعم السياسي المفقود في مصر
- غياب المعلومات عن مجال المعلومات
- الفصل في الفصل
- مخرج استثنائي من أزمة استثنائية
- ما أنا بقاتل لكني قتيل
- بعض أسئلتي الكثيرة حول الفنانة الكبيرة
- الحقيقة والوهم في غياب المحليات المصرية
- معادلة مثيرة للحيرة والتعجب
- لماذا ينتصر الدواعش؟
- مجانين دوت كوم


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - طارق المهدوي - ذكرياتي مع زلزال القاهرة