أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - غمكين ديريك - الحراك الديمقراطي والتنظيم في سوريا















المزيد.....

الحراك الديمقراطي والتنظيم في سوريا


غمكين ديريك

الحوار المتمدن-العدد: 1465 - 2006 / 2 / 18 - 10:05
المحور: القضية الكردية
    


ما من شك ان السلطات القمعية والاستبداية لاتترك مجالا للحراك الديمقراطي السياسي المناهض ، ولا تعطي اية فرصة لظهور مفاهيم ديمقراطية معارضة ، او توجهات تعارض افكارها ومفاهيمها في الهيمنة على السلطة والمجتمع ، وهي بذلك تشكل لونا واحدا وشخصية واحدة وهدفا واحدا ، الا وهو الحفاظ على سلطانها ومنعها من السقوط ، والاستمرار في نهب خيرات ومقدرات شعوبها .
ومن التجارب الديمقراطية والتحررية في المنطقة نجد ان تحرك الجبهات والاحزاب يكون لها التاثير الاقل او السلبي في الكثير من الاوقات ، ليس لضعف هذه الجبهة او هذا الحزب او شيء من هذا القبيل ، بل لان هذه الاحزاب او الجبهات السياسية او العسكرية تاخذ جلى اهتمام السلطات الاستبداية ، وتقوم هذه السلطة باخذ التدابير والاساليب الكفيلة بافراغ كافة حملاتها قبل البدء بها ، وذلك باساليبها الاستخباراتية في الترهيب والترغيب ، واستعمال كافة الاساليب الاخلاقية واللاخلاقية في افراغ هذه الحملات من محتواه ، وقد اصبحت هذه الاساليب في النضال اساليب كلاسيكية غير مجدية تقريبا في التغير الديمقراطي السلمي .
بالطبع ان نضال الاحزاب والجبهات والتنظيمات السياسية ايضا هي وجه للنضال الديمقراطي ، ولكنها تكون في طبيعتها السياسية والهرمية مكثفة جدا ، وهذا التكثيف يؤثر على قدرتها على التكيف في التحول والمناورة السياسية ، اي انها تفتقر الى المرونة السياسية والليونة التي من شانها افراغ اساليب السلطات الحاكمة ، وبشكل خاص في سوريا لان كافة الاحزاب هي موجودة في الداخل ، والذين ساعدهم الحظ في الهرب من رحمة السلطات محروم من القاعدة الجماهيرية ، لذا لايمكن لمسؤول حزبي او رئيس حزب ان يناقش عل طاولة السلطات الامنية ويقول كلا لن افعل هذا بل سافعل كذا ، لانه مدعو على طاولته لشرب القهوة وان رفض قد يطول الاستضافة الى العشاء والمبيت ايضا ، هذا عدا عن الاتهامات التي تكيلها هذه السلطات والتي تبدأ بالعمالة لاسرائيل الى ان تنتهي بالتامرعلى الدولة واقتطاع جزء من الاراضي السورية .
فان اردنا تحولا ديمقراطيا سلميا وتدريجيا كما يتفق عليه كل من المعارضة الداخلية والخارجية ، فاننا مضطرين الى الوضول الى الاساليب الامثل في الحراك الديمقراطي ، للوصول الى هكذا تغير او التحول وارغام السلطة على قبول هذه التحولات والتطورات ، لاننا قد نجد صعوبة في التغير الجزري الاني او القصيرة المدى ، اي عبر ثورة شعبية ( عصيان جماهيري ) ، لان الظروف والشروط الموضوعية وان اكتملت الا ان الظروف الذاتية ماذالت في قيد التطور والتبلور ، ولم تجد المعارضة الى الان البديل الحقيقي للنظام في سوريا ، واصبحت تتراوح في مكانها احيانا وتتجه الى اليمين واليسار احيانا اخرى ، ولم تستقر في قناة واحدة لكي يستطيع الجماهير الشعبية الاعتماد عليها ، هذا ان لم نقل بان الجماهير الشعبية لاتثق في المعارضة بشكل عام ، مع احترامي لقوى المعارضة الديمقراطية .
وبما ان سوريا تواجه إحتباساً داخلياً خانقاً، و إحتقاناً إجتماعياً خطيراً، صنعتهما سلسلة طويلة من سياسات العسف والإستبداد والفساد وإحتكار السلطة التي مارسها النظام بحقّ المجتمع وأدت إلى تفتيت الحراك السياسي و نهب الإقتصاد الوطني، وأفرغت السياسة و المجتمع من محتواهما ، فان الحراك الديمقراطي قد يجد صعوبة فائقة للتحرك والتنظيم من جديد وباسلوبها الكلاسيكي المعروف ، لانه وفي ظل النظام البعثي لايوجد سوى العامل البعثي والفلاح البعثي والصنائعي البعثي والبويجي البعثي ، والاتحاداة البعثية من النساء والشبيبة والمثقفين والصحفين والكتاب ووو الخ البعثيين ، ولم يترك المجال لاي تنظيم اخر ، بل حكمت على كافة التنظيمات الاخرى بالاعدام موضوعيا عبر اغلاق كافة الطرق امامها واجبارها على اعتناق البعث دينا وعقيدة ، وتم اختزال كافة هذه العناصر في شخص القائد لانه المعلم والفلاح والعامل والمثقف والرياضي والشبيبي وحتى المراة الاولى في الدولة والمجتمع .
بمعنى اخر تعتبر المجتمع السوري مجتمعا عزراءا من الناحية التنظيمية الديمقراطية والاجتماعية ، ولم يسبق لها ان انتظمت على اساس المطالبة بحقوقها ومعرفة واجباتها ( مع وجود حظر الاحزاب ايضا ) ، ولكن ومنذ عام 2000 استطاعت بعض الفئاة الاجتماعية التوجه الى بعض اشكال التنظيم وان تم اجهاضها ، الا انها استطاعت الحفاظ على البنية التنظيمية الاجتماعية والثقافية في المجتمع ، ولكن هذا التنظيم كانت متاثرة بالشكل الهرمي للسلطة ولم تاخذ شكل التنظيم الديمقراطي الليبرالي الافقي في المجتمع ، وبقيت في شكلها العمودي الهرمي ، ومن الممكن ان تتجاوز هذا الشكل لتصل الى شكل التتنظيم الافقي في المجتمع ، وذلك عن طريق تشكيل الاتحادات والمجموعات والمراكز الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في كل مدينة او مجموعة سكنية ، وتكون هذه النقابات او الاتحادات او المراكز على اتصال فيما بينها عن طريق لجان تنسيقية بين المدن والمحافظات .
من خواص التنظيم الافقي هو التناثر والتعددية في الفعاليات والمناطق والاغناء في اشكال النضال الديمقراطي ، لان العمليات السياسية والسلمية التي تقوم بها تكون بمبادرتها الخاصة وتعتمد على الابداع وفق ظروف المناطق والخصوصيات الاجتماعية لتلك المدينة او المنطقة ، وهي بذلك تستطيع الوصول الى التعبئة التنظيمية الاجتماعية والثقافية لمناطق تواجدها ، بالتنسيق مع الفعاليات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفكرية والسياسية في المنطقة ، وهذة الاتحادات او المنظمات تعتمد بشكل مباشر على الديناميكية الشعبية والمجتمعية لمناطق تواجدها ، وبشكل خاص على الفئة المثقفة والشباب والمراة ، لان هذه الفئاة الثلاثة هم الاساس في تطوير المجتمع وتصوير المستقبل المنشود من خلال امال وطموحاتها الى الانفتاح والتحرر الديمقراطي الاجتماعي ، وبمساندة او مؤازرة صغار الكسبة والاصناف والفئاة الاجتماعية الاخرى ، مثل نقابات او رابطة او اتحادات السائقين والفلاحين والعمال والمزارعين ، فمثلا اضراب سائقي السرفيس في القامشلي بسبب ارتفاع اسعار البنزين كانت خطوة نوعية في النضال الديمقراطي في سوريا ، الا انها بقيت وحيدة ولم تجد من تؤازرها من المنظمات الاهلية والاجتماعية الاخرى . والمثال الاخر والتي تعتبر خرقا لجدار الخوف لدى الجماهير الشعبية والتي تمثلت بالاحتجاج الجماهير في ديريك امام مبنى القائمقام ومطالبتهم اطلاق سراح المواطن اذاد عبدالعزيز ولم يتفرقو حتى استطاعو تحقيق مطاليبهم في اطلاح سراحه .
ومن جهة اجرى فان انعقاد مؤتمر الشبيبة الكردية في سوريا تعتبر خطوة نوعية ويجب الاعتماد عليها في اغناء وتطوير النضال الديمقراطي في سوريا ، مثلها مثل انشاء المركز الثقافي الكردي السوري ، ووانشاء المركز الاخباري الكردي في القامشلي ، وتاسيس الهيئة الكردية لحماية البيئة ، وانشاء اللجنة القانونية لحقوق الانسان ( ماف ) وانشاء الفرق الفنية ومجموعات الفلكلور وتطوير الثقافة الكردية في سورية , انها تنظيمات نوعية وجديرة بالاهتمام والتطوير ، وعلى كافة الاحزاب والتنظيمات السياسية تطوير هذه الاشكال من التنظيم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي في سوريا ، وان كان هذه التنظيمات تتطور في مناطق كردستان فلانها تشعر بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها اولا ، ومن ثم انها تعاني من اضطهاد مزدوج ويتطلب منها نضال مضاعف في المراحل الانتقالية والنضال الديمقراطية .
ان شكل التنظيم الافقي يشتت قوة الاستبداد والقمع ويجعلها تتلبك في الحفاظ على الامن (وفق نظرتها ) كمن يحمل الماء في المنخل ، ولن تستطيع السلطات كبح جماح هذه القوات المتعددة والمتفرقة والتي تهاجم على كل الجبهات ،وستضطر السلطة الى استنساخ سياسات وسياسات من اجل السيطرة على الوضع ، الا انها ستفشل حتما لانها اوحادية النظرة وشمولية التفكير وستبحث عن مخرج عبر افساح المجال لبعض القوى وقمع الاخريات الا انها لن تستطيع ان تغض الطرف عن مطاليب كافة المنظمات والهيئات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، وستجد نفسها مرهقة ومضطرة للاستلام اما الارادة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمجتمع ، وعلى هذه التنظيمات والفعاليات ان تجسد الثقافة الديمقراطية في نضالها من حيث الاصرار والاستمرارية واخذ الاسلوب السلمي التنظيمي اساسا في كافة فعالياتها وستصل الى النصر باتحادها ومعرفتها لمسؤولياتها التي تقع على عاتقها .
غمكين ديريك



#غمكين_ديريك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراة بين الواقع وطموح الشعارات
- المعارضة الكردية بعد خدام
- ردا على رياض الترك (م. طلب هلال الثاني ) 2
- نحن ومعوقات الديمقراطية
- القضية الكردية بين الانكار و الوجود
- دراسة تحليلية في البنية التنظيمية للحركة الكردية في سوريا
- قصة ميليس
- الرجل يعرف بكلمته التي لن تتغير ولو طارت راسه
- رسالة إلى إعلان حلب
- من بين المتاهات
- هل ستتساوم قامشلوعلى كرديتها
- شذرات سياسية
- دور الشبيبة في ترتيب البيت الكردي السوري
- تأهيل الشرق الأوسط الكبير
- افتتاحية جريدة الوفاق العدد 22
- الانظمة تخلق حفارة قبرها


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - غمكين ديريك - الحراك الديمقراطي والتنظيم في سوريا