أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غمكين ديريك - قصة ميليس














المزيد.....

قصة ميليس


غمكين ديريك

الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 09:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ليس غريبا على المتتبع للاحداث العالمية ملاحظة الظروف والشروط التي تترافق صعود دول وهبوط اخرى ،او صعود نجم امة وأفول نجم أمم اخرى ،فقد تكون غلطة واحدة غير مدركين حجمها تتسبب في اغلاق كافة بوابات الانفتاح وتحدث لنا عزلة دولية خانقة، وتكون القشة التي تقضم ظهر البعير،الذي هو بالأساس مهدد ومكروه من قبل الشعب.

اغتيال رفيق الحريري شكلت نقطة تحول هامة في المنطقة خرجت بسببها القوات السورية من لبنان تحت تاثير المظاهرات والضغط العربي والعالمي،ويبدو ان المنطقة مرشحة الى المزيد من التغيير بعد صدور تقرير ميلتس وذلك لما يتضمنه من أصابع اتهام لسوريا،وقد يشكل بداية النهاية لنظام البعث في سوريا ،او سيكون المنفذ للتغيير المرتقب في الشرق الاوسط بعد سقوط نظام الطاغية بغداد في 9نيسان،لا نعرف ماذا تخبى كواليس ودهاليز الامم المتحدة التي تبني قناعاتها واستراتيجيتها على ضوء الادلة والبراهين المتوفرة أو الى متى سوف تستمر تداعيات أغتيال رفيق الحريري تجر سوريا نحو المزيد من التراجع ليس فقط على مستوى الخارجية المتهمة حاليا بالكذب وتضليل التحقيق بل ايضا في الداخل الذي يشهد حالة حراك سياسي وترقب حذر،وبالطبع فان الانظمة الشمولية والتسلطية ستقول نحن نعرف سلفا ما ستقوم به هذه القوى من تضيق الهوة شيئا فشيئا وصولا الى مثال بغداد في 9 نيسان 2003، لذا فان احكامها المسبقة هي جاهزة ولا تحتاج الى انتظار النتائج والتحقيقات التي ستفرزها هذه الاحداث ، لابل انها تقولها بكل صراحة ( ان المخطط الصهيوني الامبريالي جاهز وسوف يتهموننا باننا من اعداء الانسانية ونساند الارهاب ) ، وعندما تصل هذه التحقيقات الى النتائج المستندة الى الاثباتات والشهود والدلائل العلمية ايضا ، تقولها ( الم نقل لكم انهم سيقولون هذا ) او سيفعلون هذا او ذاك ، من الذي كانوا يقولونه ويحاولون اقناع اكبر عدد ممكن من الناس والشعوب والحكومات بها ، علما انهم كانوا واثقين منها لانهم هم انفسهم الذين فعلو هذا ، وتعرفون ان الشرعية الدولية ستكشف القناع عن وجوهها ، لانها تعلم بان قدرتها على التقمص والمناورة لها حدود ولايمكنها ان تصل ابعد من بيت التبن .

ولكن السيد ميليس قال كلمته بعد تحقيقات وتقصي وعمل دام اربعة اشهر متواصل من العمل والبحث والتحقيق والاستجواب ، وبالاستناد الى الادلة واقوال الشهود والمعطيات العملية لهذا التحقيق ، وتاكد للرجل الذي اكد للعالم اجمع عبر تقريره بان العقلية الرجعية المستندة على الانكار والاقصاء والشوفينية ( القومية منها او الطائفية او الدينية ) هي التي خططت ونفذت هذه الجريمة التي تعتبر مثال لالاف العمليات التي راحت ضحيتها هويات شعوب او مواطنها او حتى جنسياتها وحق المواطنة في وطنها .

وتقرير ميليس لايتهم شخص او رجل عادي ، لان كل الاشخاص ابرياء من دم الحريري ومن ضمنهم احمد ابو عدس ، والشخص الذي خطط ونفذ الجريمة ايضا هو بريء في نظر السيد ميليس ، وفي نظري ايضا ، لان التقرير ولمعرفة القاضي ديتلف ميليس المهنية ، ليس تقريرا يكتب حول سوء فهم بين شخصين او نزاع حول مسالة ما ، بل هو تقرير يظهر مدى التخريبات التي فعلته الانظمة الشمولية والشوفينية في البنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى الثقافية في المجتمع والدولة ، لذا يقول البعض وبكل ارتياح انه تقرير مُسيس ، ويبحثون الان عن الثغرات التي من الممكن الاستفادة منها للهرب من وجه العدالة الدولية ، والبحث عن الاصدقاء والتحالفات وابدى التنازلات من اجل التخلص من المثول امام محاكمة دولية ، واعتقد انهم سيتمرون في هذا الى ساعة المحاكمة نفسها مثلما فعل صدام وقوله (انا رئيس جمهورية العراق ومرشح من قيبل شعب العراق العظيم ) .

ولكن قد تكون الظروف غير مهيئة الان لاجراء هكذا محاكمة ، وتحتاج الى نضوج اكثر لوضع اللبنات الاخيرة لانشاء هكذا محكمة الان ، لذا قرر ميليس ان يطبخ على نار هادئة ، وحذف بعض الاسماء وطلب مهلة لاكمال التحقيقات اللازمة لانضاج العملية ، وعيا منه لانه لو قرر كل شيء ووضع النقط على الحروف ستغرق المنطقة في صراعات طائفية قد يذهب ضحيتها المجتمع الشرق الاوسطي ويبقى بعيدا عن مواكبة ركب العصر ومحروما من التقدم والازدهار والديمقراطية ، لذا اعتقد ان هذه الطبخة تحتاج الى سنتين على الاقل لكي تستوي وتنضج ظروف هكذا تغيير ، ووضع النقاط على الحروف .

ولكن انظمتنا وان كانت تتقي الله و مسلمة وتصوم وتصلي ايضا ، وهي ايضا حامي حمى العروبة وقلعة الصمود والتصدي ، الا انها ليست بافضل من منغستو هايلي مريام او رجالات النظام الديكتاتوري في الارجنتين او تشاوشيسكو او من بول بوت في كامبوديا و ميلوسوفيتش و اوغوستو بينوشيه او من صاحب النخوة العربية وحامي العروبة والاسلام السيد صدام حسين التكريتي والذي نشاهد محاكمته الجليلة في هذه الايام المباركة من شهر رمضان الكريم اعاده الله علينا جميعا بالديمقراطية وحقوق الانسان واحقاق الحق .



#غمكين_ديريك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل يعرف بكلمته التي لن تتغير ولو طارت راسه
- رسالة إلى إعلان حلب
- من بين المتاهات
- هل ستتساوم قامشلوعلى كرديتها
- شذرات سياسية
- دور الشبيبة في ترتيب البيت الكردي السوري
- تأهيل الشرق الأوسط الكبير
- افتتاحية جريدة الوفاق العدد 22
- الانظمة تخلق حفارة قبرها


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غمكين ديريك - قصة ميليس