أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله المدني - العتيقي.. وزير كويتي أصوله قرشية وأجداده نزحوا من نجد















المزيد.....

العتيقي.. وزير كويتي أصوله قرشية وأجداده نزحوا من نجد


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5647 - 2017 / 9 / 22 - 10:13
المحور: الادب والفن
    


من ضمن رجالات الكويت الذين خدموا بلدهم بإخلاص وتفانٍ قبل الاستقلال وبعده في مواقع إدارية ووزارية ودبلوماسية واستشارية، يبرز اسم عبدالرحمن سالم العتيقي الذي لا شك أن الكثيرين قد سمعوا به، لكن دون أن يعرفوا سيرته العطرة وجذور أسرته الكريمة وصولاته وجولاته في المناصب التي شغلها على مدى ثلاثة عقود متواصلة من الزمن عاصر خلالها ثلاثة من أمراء الكويت، ناهيك عن مواقفه الوطنية خلال المنعطفات الحادة في تاريخ الكويت الحديث.
ولد عبدالرحمن سالم عبدالله حمد العتيقي في شهر إبريل من عام 1928 في «محلة العتيقي» المعروفة بـ «سكة عنزة» في شمال حي الوسط من مدينة الكويت. والمعروف لدى الرعيل الأول من أبناء الكويت أن «محلة العتيقي» ظهرت بقدوم العلامة الشيخ «سيف بن أحمد بن محمد العتيقي الحنبلي» للكويت في سنة 1775 للميلاد قادمًا من نجد، حيث أسس فيها بيت الأسرة الأول، قبل أن يتكاثر الأولاد والأحفاد وتتعدد منازلهم ويطلق على المنطقة اسمهم.
وتجمع كافة المصادر التي اطلعت عليها، سواء القديمة منها أو الحديثة، على أن العتيقي أسرة قرشية تعود أصولها إلى أحد أحفاد الخليفة أبي بكر الصديق المعروف باسم «العتيق» والذي كان يقيم بالمدينة المنورة. فقد ورد في كتاب «المعارف» من تأليف ابن قتيبة عبدالله بن مسلم الدينوري، وتحقيق الدكتور ثروت عكاشة (ص 174 الطبعة الرابعة، دار المعارف) أن أولاد الصديق رضي الله عنه تفاضلوا فقال أحدهم أنا ابن الصديق، وقال آخر أنا ابن ثاني اثنين، وقال ثالث أنا ابن صاحب الغار، وقال محمد بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق أنا ابن أبي عتيق (في إشارة إلى حديث عبدالله بن الزبير الذي ذكر فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمى أبا بكر الصديق بالعتيق من النار)، فنسب الى ذلك هو وابنه عبدالله وحفيداه محمد وعبدالرحمن. وهكذا عــُرفت ذرية ابن أبي عتيق بـ «العتيقي» كما شرح الإمام السمعاني التميمي في كتابه «الأنساب» (الجزء الرابع، ص 156).
ومن بعد سكنهم في شمال المدينة المنور وعملهم في الإفتاء وتدريس العلوم الشرعية، انتشر أحفاد الخليفة أبي بكر في مناطق الجزيرة العربية ومنها نجد. لذا نجد أن العتيقي في الكويت جاؤوا من إقليم «سدير» في نجد حيث كان أجدادهم ــ طبقًا لما ورد في موقع العائلة الالكتروني ــ يملكون مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية وبساتين النخيل والبيوت في المجمعة وحرمة والزلفي وغيرها، منها ما صار شيئًا من التاريخ مثل: «مدرج العتيقي» في المجمعة، «العتيقية» في حرمة، «العتيقية» في جلاجل، ومنها ما يزال قائمًا كوقف مثل: أرض «الفريحية»، وأرض «الطريفية» الواقعتين في مدينة المجمعة.
لقد عرفت عائلة العتيقي بأعمال الخير الكثيرة، حيث تشير الوثائق الشرعية والسجلات الرسمية إلى أنها قامت خلال القرون الثلاثة الماضية بتخصيص الكثير من أملاكها في الحجاز ونجد والكويت كأوقاف للأعمال الخيرية والانفاق على المساجد العديدة التي بناها أبناؤها ومنها مسجدان قديمان في الكويت هما: مسجد عبدالعزيز حمد العتيقي المؤسس في عام 1830، ومسجد محمد عبدالله العتيقي المؤسس في عام 1892.
في الكويت تصاهرت العائلة مع العوائل الكويتية المعروفة ومنها على سبيل المثال: البحر، المرزوق، الوقيان، البدر، الخرافي، الرفاعي، العنجري، العدساني، البسام، الجسار، النفيسي، الهلال المطيري، الفوزان، السعيد، الغانم، الجارالله، وغيرها. فبرزت منها شخصيات اشتغلت في مختلف المواقع الرسمية وغير الرسمية. فعلاوة على عبدالرحمن سالم العتيقي هناك أخوه محمد سالم العتيقي (من رواد صناعة الألبان بالكويت من بعد تقاعده من السلك العسكري)، وعبدالله سالم العتيقي (من مؤسسي وكالات السيارات والشاحنات الأوروبية بالكويت)، ومحمد حمد العتيقي (أحد أقدم الكويتيين الذين دخلوا مجال صناعة البلاط والطوب)، والملا عبدالله حمد عبدالمحسن العتيقي (مستشار وسكرتير الشيخ مبارك الصباح)، وفهد محمد صالح منصور العتيقي (أول مدير لمطار الكويت ووكيل وزارة العدل المساعد للشؤون الإدارية عام 1970)، ومحمد أحمد عبدالعزيز العتيقي (سفير الكويت في طهران ومستشار رئيس مجلس الوزراء)، ويوسف عبدالقادر محمد العتيقي (وكيل وزارة الصحة المساعد للشؤون الادارية)، ود. صلاح عبداللطيف العتيقي (عضو مجلس الأمة في عام 2012)، داود محمد العتيقي (قنصل الكويت في سوريا ثم في واشنطون)، وغيرهم.
عن دراسته، يقول العتيقي في مقابلة أجرته معه مجلة الرجل في عدد مارس 1995 إنه التحق في سن السادسة بمدرسة الملا عبدالله عبداللطيف العثمان وإخوانه التي درس فيها القرآن الكريم والحساب لمدة عامين قبل أن يتركها ويلتحق بالمدرسة المباركية مع بدء التعليم النظامي في الكويت في عام 1936. وعن ذكرياته في المباركية أخبرنا العتيقي في المقابلة المذكورة أن دراسته لمدة سنتين عند الملا العثمان أهلته ليبدأ الدراسة في المباركية من الصف الرابع، لكنه يستدرك فيقول إن اعتلال صحته ومعاناته آنذاك من مرض في عينيه أجبره على التوقف عن الدراسة في عام 1942 أي حينما كان في الصف الثاني ثانوي.. فماذا كانت خطوته التالية؟
بقي الرجل في منزله لمدة عام كامل يحاول خلاله تثقيف وتعليم نفسه بنفسه من خلال الاطلاع. وبالتزامن مع ذلك لازم العتيقي أستاذين كويتيين متخصصين كان لهما فضل كبير عليه: أولهما هاشم بدر القناعي الذي تولى تعليمه اللغة الانجليزية والضرب على الآلة الكاتبة، وثانيهما الأديب والشاعر عبدالله سنان الذي علمه النحو والأدب إضافة إلى أصول مسك الدفاتر التجارية والمحاسبية. وبهذا سبق العتيقي ــ بحسب قوله ــ زملاءه «الذين أتيحت لهم فرصة الذهاب إلى الخارج لاستكمال الدراسة الثانوية والجامعية»
لكن ماذا عن مسيرته العملية؟ يقول العتيقي إن ظروف الحياة في كويت الاربعينات جعلته مضطرًا لدخول ميدان العمل مبكرًا، فبدأ خلال حقبة الحرب العالمية الثانية العمل في تموين الأطعمة ثم تموين الأقمشة. لكنه بدءًا من عام 1949 التحق بشركة نفط الكويت، حيث استطاع بسبب تفوقه في اللغة الانجليزية أن يجتاز اختبارات القبول ويتجاوز بقية المتقدمين، وأن يحصل على وظيفة «مشرف عام» على العمال في جميع مناطق التنقيب عن النفط.
في هذه الأثناء تزوج العتيقي، وبالتالي تضاعفت نفقاته، فكان لزامًا عليه البحث عن وظيفة إضافية يعزز بها دخله المتأتي من عمله مع شركة النفط. هنا أيضا اعتمد الرجل مرة أخرى على تفوقه في اللغة الانجليزية وما تدرب عليه ذاتيًا في أعمال مسك الدفاتر والطباعة على الآلة الكاتبة. دعونا نستمع إلى التفاصيل مباشرة من صاحبها: «كان هناك توجه لدى التجار الكويتيين، بعد انتهاء الحرب، للاتصال مباشرة بالشركات المصدّرة للمنتجات التي كان يستهلكها السوق الكويتي. وعملت مع بعض التجار الكبار، وكان دوري معهم كتابة الرسائل وطباعتها باللغة الانكليزية، وترجمة ما يصلهم من رسائل من تلك الشركات».
ويبدو أن انخراط العتيقي وقتئذ مع كبار تجار الكويت في أعمال الترجمة بلغت مسامع شيوخ البلاد ومسؤوليها، ومنهم رئيس دائرة الشرطة آنذاك الشيخ صباح السالم الصباح (أمير الكويت لاحقًا) الذي طلبه للعمل معه في دائرة الشرطة كمترجم. وهكذا ترك العتيقي شركة النفط في عام 1949 ليلتحق بدائرة الشرطة في العام نفسه.
استمر الرجل يعمل في الدائرة الأخيرة لمدة عشر سنوات، باذلاً جهدًا كبيرًا ليس في مجال الترجمة فحسب، وإنما أيضا في مجال تنظيم دائرة الشرطة التي صار مديرا عاما لها، حيث أنه طلب إذنًا من الشيخ صباح السالم للقيام بذلك كي يبرز مواهبه ويفرغ طاقاته المخزونة، فجاءته الموافقة دون تردد لثقة الشيخ صباح بقدراته وحسن تدبيره، وهي ثقة تكررت حينما نقل الشيخ موظفه العتيقي معه إلى دائرة الصحة بعد أن أسندت رئاسة دائرة الصحه إلى سموه بدلاً من الشرطة في عام 1959، ثم تكررت مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر حينما تم تعيين العتيقي مديرا عاما لدائرة الصحة والخدمات الطبية خلفًا لمديرها السابق الذي استقال بسبب تقدمه في السن.
استمر العتيقي يعمل في دائرة الصحة بنفس الوتيرة التي عـُرف بها في دائرة الشرطة لمدة أكثر من عامين ما بين 1959 و1961. وبعد استقلال الكويت عن بريطانيا في يونيو 1961 أصدر الشيخ عبدالله السالم الصباح مرسومًا أميريًا قضى بتعيين العتيقي كأول مبعوث دبلوماسي للكويت لدى منظمة الأمم المتحدة في مقرها بنيويورك، وفي الوقت نفسه قدم أوراق اعتماده في واشنطون إلى الرئيس الأمريكي جون كينيدي كأول سفير معتمد لبلاده لدى الولايات المتحدة الامريكية.
يقول د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي في مقال له بجريدة القبس الكويتية (16/‏4/‏2016) ما مفاده إن العتيقي لم يشعر بالراحة في الولايات المتحدة لأسباب شخصية، حيث كانت والدته آنذاك مريضة في الكويت ولم يكن بمقدوره الاطمئنان عليها وقتما يشاء بسبب فارق التوقيت بين البلدين من جهة وصعوبة الاتصالات الهاتفية من جهة أخرى، فتوفيت وهو بعيد عنها. ثم توفي والده بعد ذلك وهو بعيد عنه، الأمر الذي أصابه بحزن مضاعف.
في عام 1963 عاد العتيقي الى الكويت لتقبل العزاء في والده الذي كان قد توفي في تلك السنة، ثم عاد الى مقر عمله في واشنطون ليجد في انتظاره برقية من الشيخ عبدالله السالم الصباح يطالبه فيها بالعودة إلى البلاد لتولي منصب سياسي رفيع كمكافأة وتقدير لقدراته الدبلوماسية والادارية المشهودة. وقد عاد بالفعل وقابل الأمير وعرف منه اختياره لشغل منصب وكيل وزارة الخارجية الذي باشره بعد أن قام بترتيب أوضاع سفارة بلاده في واشنطون وبعثتها لدى الامم المتحدة خلال شهرين.
في منصبه الدبلوماسي الجديد بقي العتيقي لمدة أربع سنوات (من 1963 وحتى 1967) تولى خلالها مهمات صعبة، منها على سبيل المثال التوصل إلى إتفاقية أكتوبر 1963 لترسيم حدود بلاده مع جارتها العراقية المشاكسة بـُعيد الإطاحة بنظام الزعيم عبدالكريم قاسم الذي كان قد أثار زوبعة إقليمية بمطالبته بالكويت فور إعلان استقلالها.
وبحلول فبراير سنة 1967 دخل الحكومة الكويتية السادسة التي شكلها رئيس الوزراء وولي العهد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح في عهد الشيخ صباح السالم الصباح، شاغلاً لأول مرة منصبًا وزاريًا وهو منصب وزير المالية الذي كان يشغله من قبل الشيخ جابر بنفسه، إضافة إلى حقيبة النفط التي دمجت في حقيبة المالية قبل أن تفصل الحقيبتان في التشكيل الوزاري التاسع في عام 1976 ويبقى العتيقي ممسكًا بالمالية لغاية سنة 1981، وهي السنة التي خرج فيها من التشكيل الوزاري الحادي عشر برئاسة الشيخ سعد العبدالله السالم لصالح الوزير عبداللطيف يوسف الحمد، ليختاره الشيخ جابر في السنة ذاتها مستشارًا لسموه. وعن هذا الاختيار الذي سمع به وهو خارج الكويت يقول العتيقي في مجلة الرجل (مصدر سابق) إنه كان قد اتفق مع زملائه على أن يترأس بنك البحرين والشرق الأوسط وبنك الاستثمار العربي (إنفستكورب)، فلما تم تعيينه كمستشار للأمير لم يستسغ أن يجمع المنصبين منعا للاحتكاك والرضوخ للمجاملات والواسطات، فعرض الأمر على الشيخ جابر الذي بارك الخطوة وأيدها طالما أنها خارج الكويت.
ويمكن القول إن أبرز ما قام به الرجل إبان توليه حقيبة المالية والنفط هو: إنهاء إجراءات امتياز البنك البريطاني وتحويله إلى «بنك الكويت والشرق الأوسط»، قيادة الوفد الكويتي إلى الاجتماع التأسيسي لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (الأوابك)، التوصل في عام 1972 إلى اتفاقية المشاركة الجزئية بالملكية في صناعة النفط مع شركتي بريتش بتروليوم وغلف المالكتين لشركة نفط الكويت، كبديل للتأميم؛ السهر على تنفيذ الأهداف الكبرى للمجلس الأعلى للبترول المؤسس في عام 1974 والمتمثلة في بناء صناعة نفطية وطنية، تأسيس التأمينات الاجتماعية لصالح مستقبل طيب وواعد لموظفي الدولة، وتأسيس صندق الأجيال القادمة الذي لا ينسب الرجل فكرته إلى نفسه وإنما ينسبها بكل تواضع إلى آخرين على رأسهم الشيخ جابر الأحمد حينما كان سموه وزيرًا للمالية. وفي هذه الجزئية أخبرنا العتيقي في حواره مع مجلة الرجل أن مداخيل الكويت في البدايات لم تكن بذلك الحجم الكافي للاستثمار، لكن مع مرور الوقت زادت الأرصدة المالية فأنفق جزءاً منها في بناء البنية الأساسية في الداخل وتأسيس المؤسسات التي يعجز القطاع الخاص المحلي عن إنشائها، وانفق الجزء الآخر على الدول الشقيقة والصديقة الاقل دخلا من خلال «صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية».
وأضاف العتيقي قائلاً ما مفاده أن من الافكار التي عرضها على مجلس الأمة الكويتي قبل حله في عام 1976، إما خفض الانتاج النفطي حفاظًا على نصيب الاجيال القادمة من ثروات البلاد الطبيعية، وإما رفع الإنتاج واستثمار إيراداته بالداخل والخارج لصالح الأجيال القادمة مع وضع المستحصل في حساب خاص باسم «حساب الإجيال القادمة»، وقد كان الشيخ جابر من مؤيدي الخيار الثاني. وهكذا كان لدى الكويت، حينما ترك العتيقي وزارة المالية، صندوق احتياط للأجيال القادمة به أكثر من 100 مليار دينار كويتي، ضاع معظمه بسبب الحرب العراقية ــ الإيرانية ثم بسبب الغزو العراقي، وماتبقى منه استخدم في إعادة الإعمار بعد التحرير وتعويض المواطنين. ولم ينف العتيقي حدوث «تصرفات غير لائقة» أفضت إلى ضياع مبالغ طائلة من أموال الصندوق، ولاسيما خلال الفوضى التي أعقبت الغزو العراقي، لكنه شدد على ضرورة عدم التعميم، بمعنى تجنب الشك في كل من عمل في الجهاز لأن «من عليهم أصابع الاتهام لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة. وكان بامكاننا القبض عليهم واسترجاع الأموال التي أخذت في هدوء».
ويجب ألا ننسى، ونحن نتحدث عن أعمال العتيقي إبان توليه حقيبة المالية والنفط، صولاته وجولاته في المحافل العالمية دفاعًا عن الكويت والبلاد العربية بلغة إنجليزية سليمة وخطاب مقنع. حيث أنه شغل الحقيبة المذكورة في زمن كان فيه الاعلام الغربي يهاجم الدول العربية بضراوة بسبب قيامها بوقف تصدير النفط ورفع أسعاره من خلال منظمة الأوبك، وما تسبب فيه هذا الاجراء من شح المعروض من النفط في الأسواق الغربية، وبالتالي تضرر الصناعة ووسائل المواصلات والتدفئة (انظر أيمن نبيل غانم ــ جريدة النهار الكويتية ــ 8/‏6/‏2016).
من ضمن أعمال العتيقي الأخرى عمل يشيد به البعض فيما البعض الآخر ينتقده وهو دعمه ووقوفه خلف مشروع تأسيس «بيت التمويل الكويتي» (بيتك). وملخص القصة هو أن فكرة المصارف الإسلامية كانت في زمن تولي العتيقي لحقيبة المالية جديدة، بل غير قابلة للتنفيذ بسبب قانون البنوك المعمول به منذ الاستقلال. لذا فلكي تنجح الفكرة كان لا بد من وضع قانون خاص بها، وهو ما لم يكن متاحا في ظل وجود برلمان تسيطر عليه المعارضة. لذا انتهز العتيقي تعليق المادة 4 من الدستور في يوليو 1976 لإعطاء الحكومة فترة 4 سنوات تراجع فيها الدستور وتنقحه، وحل مجلس الأمة وتعطيل الانتخابات وقام بتمرير قانون خاص في غياب مجلس الأمة عن طريق عرضه على مجلس الوزراء برئاسة الشيخ جابر الأحمد الذي وافق عليه بعد مناقشات، ثم صادق عليه أمير البلاد وقتذاك الشيخ صباح السالم الصباح. وهكذا ظهر أول كيان مصرفي إسلامي في الكويت هو عبارة عن شركة مساهمة كويتية برأس مال قدره عشرة ملايين دينار، تشارك فيها وزارة المالية بنسبة 20 %، ووزارة العدل (إدارة شؤون القصر) بنسبة 20 %، ووزارة الأوقاف بنسبة 9 %، والجمهور بنسبة 51% عبر الاكتتاب العام. حيث تم افتتاح «بيت التمويل الكويتي» للجمهور لاول مرة يوم 31/‏8/‏1978م بعد مرور نحو تسعة أشهر على تأسيسه بصدور المرسوم الأميري بقانون رقم 72 لسنة 1977م،
وطالما أتينا على ذكر أعماله، فلابد من الإشارة إلى انخراطه في عدد من الأنشطة الخيرية والإجتماعية. فقد ساهم في تأسيس «جمعية الإرشاد الإسلامي» بهدف تربية النشء الجديد على الأخلاق الحميدة. كما شارك في الجمعية الكويتية لرعاية المعاقين كعضو مؤسس، ودعمها وترأس مجلس إدارتها، فأضحت تملك فروعًا في العاصمة والجهراء والاحمدي والصليبخات، وميزانية تفوق المليون دينار كويتي.
وللعتيقي مواقف وطنية ناصعة منها ما ذكره يوسف عبدالرحمن في مقال له بصحيفة الأنباء الكويتية (1/‏1/‏2014) حول قيامه بالرد مباشرة على الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في مؤتمر قمة القاهرة المخصص لبحث الغزو العراقي للكويت، حيث طرح القذافي حلاً يقضي بأن تنسحب القوات العراقية من الكويت بالتزامن مع خروج كافة القوات الامريكية والاجنبية من منطقة الخليج فرد عليه قائلاً (بتصرف): «إذا كان الموجودون من أهل الكويت أصلهم وتربيتهم تفرض عليهم تجاهلك وعدم الرد، فأنا من سيرد عليك .... أنا كمواطن كويتي مستعد للتحالف مع الشيطان لعودة بلدي وطرد الاحتلال العراقي». والمعروف أن العتيقي كان وقت حدوث الغزو العراقي لبلاده في مطلع أغسطس 1990 في الطائرة متجها من ألمانيا إلى الأردن حيث كانت اسرته تمضي إجازة الصيف، فقرر تغيير وجهته للالتحاق بالأمير الشيخ جابر الصباح وإخوانه في السعودية، حيث لازمهم لمدة سبعة أشهر إلى حين تحرير الكويت في فبراير 1991.
----------
رابط الموضوع + صور
http://www.alayam.com/Article/courts-article/407266/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AA%D9%8A%D9%82%D9%8A..-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D9%83%D9%88%D9%8A%D8%AA%D9%8A-%D8%A3%D8%B5%D9%88%D9%84%D9%87-%D9%82%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D9%86%D8%B2%D8%AD%D9%88%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D9%86%D8%AC%D8%AF.html?vFrom=mpLWT



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماعات المتطرفة تهدد وحدة أندونيسيا وتنوعها
- رائد الفنون التشكيلية في السعودية
- أسباب اللهاث الصيني وراء أفريقيا
- الأب الروحي للأغنية السعودية.. قلبه بالمحبة مبتلى
- ما الذي يحمله المستقبل لروسيا اقتصاديًا؟
- شاهدته ولا تعرفه
- هونغ كونغ في مواجهة مشكلة الخادمات الآسيويات
- خنساء الكويت.. أمرها الحاكم بالكف عن الشعر
- غوام المنسية في بؤرة الضوء فجأة
- الزامل.. عائلة لها بصمات خالدة في أكثر من مكان ومجال
- صراع الرفاق الشيوعيين الذي لا ينتهي
- مريم شريف لن تصبح زعيمة لباكستان
- عميد الأغنية العمانية.. غنى للميغ ويوم العيد وعصر الخميس
- مهاتير يسعى للعودة إلى السلطة مجددًا
- هولمز.. «أبو النفط» لم يكن جيولوجياً!
- النمر الهندي ومنظمة «شنغهاي»
- الحمر.. رجل «التربية» في زمن البدايات الصعبة
- العلاقات الروسية اليابانية ورواسب الماضي
- استراتيجية ترامب الأفغانية.. هل ستنجح؟
- الفلبين..المكان البديل ل «داعش»!


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله المدني - العتيقي.. وزير كويتي أصوله قرشية وأجداده نزحوا من نجد