أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالله المدني - ما الذي يحمله المستقبل لروسيا اقتصاديًا؟














المزيد.....

ما الذي يحمله المستقبل لروسيا اقتصاديًا؟


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5629 - 2017 / 9 / 3 - 10:07
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


كما في الولايات المتحدة الامريكية، حيث تنتشر مراكز الدراسات الاستراتيجية التي تضع تصورات ورؤى حول آفاق المستقبل سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وتقدمها لصناع القرار كي يسترشدوا بها في سياساتهم الداخلية والخارجية، شهدت روسيا في السنوات الاخيرة مراكز شبيهة لعل أبرزها ذلك الذي يقوده وزير المالية الروسي الاسبق أليكسي كودرين/‏ النائب الحالي لرئيس المجلس الاقتصادي لدى الرئاسة.
في أحدث دراسة أعدها المركز الروسي المذكور، هناك رؤية تشاؤمية حول وضع روسيا في أسواق الطاقة داخل بلدان الاتحاد الأوروبي، وتوصية بضرورة تنويع الاقتصاد الروسي مع تنويع الأسواق المستوردة لصادرات موسكو من النفط والغاز والسلع الأخرى، علاوة على أمر مهم آخر هو التوصية بضرورة الابتعاد عن الخوض في القضايا السياسية الداخلية الخاصة ببلدان الاتحاد الاوروبي للحيلولة دون تسييس تعاون الاخيرة مع موسكو في قطاع الطاقة.
لكن هل لتلك الرؤية التشاؤمية وما صاحبها من توصيات مبرر في ظل جملة الحقائق الاقتصادية المعروفة عن روسيا؟
صحيح أن روسيا هي الدولة الـ12 على مستوى العالم لجهة الناتج المحلي الاجمالي، والدولة السادسة من حيث القوة الشرائية، وصاحبة أكبر احتياطي للغاز في العالم، وصاحبة سادس أكبر احتياطي للذهب في العالم، والدولة المساهمة بربع الانتاج العالمي الاجمالي من الألماس، ومالكة مؤسسات قوية في مجالات صناعة الفضاء والاسلحة والانتاج الزراعي.
لكن الصحيح أيضًا أن الاقتصاد الروسي يعتمد بصورة رئيسية على صادرات النفط والغاز التي توفر اليوم للدولة أكثر من 40 بالمائة من إيراداتها. وبسبب تدني أسعار النفط من جهة، والعقوبات الاقتصادية الاوروبية والامريكية المفروضة على موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية من جهة ثانية، والكلفة الباهظة للتدخل العسكري في سوريا لدعم نظام الاسد، وما استوجبه من التوسع المفرط في الانفاق العسكري تحديثا للأسلحة وبناء للقواعد وغيرهما من جهة ثالثة أشار تقرير (لـ«معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام» إلى أن روسيا رفعت من إنفاقها العسكري خلال عام 2016، بحيث صارت تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم، بزيادة تعادل 5.9%)، فإن الاقتصاد الروسي راح يترنح ويحقق عجوزات متتالية، الأمر الذي تم معه استنزاف ما يقارب من نصف احتياطي البلاد الذي تراكم في سنوات ارتفاع أسعارالنفط. وليس أدل على صحة الجزئية الاخيرة من تصريح أدلى به وزير المالية أنتون سيلوانوف في عام 2015 وقال فيه «إن احتياطي البلاد يتآكل شيئًا فشيئاً، وأن روسيا قد تلجأ إلى السحب من احتياطيات مالية أخرى كصندوق الثروة السيادي المخصص بشكل رئيسي للرعاية الاجتماعية» وذلك للانفاق على مشاريع البنية التحتية وانقاذ البنوك المحلية من الإفلاس ودعم سعر الروبل المتهاوي.
والمعروف أن ما عمـّـق مشاكل روسيا هذه هو وقوف العقوبات الغربية والامريكية عائقًا أمامها للاقتراض من البنوك العالمية لدعم اقتصادها، أو لحصول شركاتها النفطية الكبرى (مثل غازبروم ونوفاتيك وروزنفط) على التمويل الغربي لتحديث تقنيات منشآتها النفطية، أو للبدء في مشاريع صناعية ونفطية جديدة. ولا حاجة لنا هنا لبيان مدى الضرر الذي لحق بالمواطن الروسي العادي جراء هذه التطورات من ناحية فرص العمل والتوظيف والتضخم والدخل القابل للانفاق.
وبطبيعة الحال هناك من المسؤولين الروس من لم يتفق مع رؤية التقرير التشاؤمية وسارع لتفنيد مضمونه قائلا إن الدور النفطي لروسيا في السوق الاوروبية سوف يتعزز على المدى القصير بسبب تراجع الانتاج والتصدير في بعض الدول النفطية من جهة، وتزايد حاجة أوروبا الى الطاقة من جهة ثانية.
ومن جهة أخرى أشار هؤلاء إلى تعافي الاقتصاد الروسي رويدًا رويدا بعد امتصاصه للصدمة الأولى المتأتية من العقوبات الغربية، وقرارات موسكو الاقدام على بيع الاسهم المملوكة للدولة في الشركات الكبرى بهدف تحقيق الارباح وجمع مليارات الدولارات، ودليلهم أن الاقتصاد انكمش بنسبة 3.7 في المائة في عام 2015، فيما لم يتجاوز الانكماش نسبة 0.7 في المائة في العام التالي.
يقول المراقبون المحايدون إن عام 2018 قد يشهد بداية خروج روسيا من ركودها الاقتصادي، مضيفين أن الأمر مشروط بتخفيف العقوبات الغربية وتخفيض موسكو لأنفاقها العسكري، والكف عن مغامراتها الخارجية في أراضي الاتحاد السوفياتي السابق.
ولا يفوتنا في النهاية الإشارة إلى أن تقرير المركز الاستراتيجي الروسي تضمن جزءًا خاصًا حول الشرق الأوسط والدور الروسي فيه. فمثلما انتقد التقرير موسكو لإضاعتها الكثير من فرص تحديث البلاد وتحسين معيشة المواطن بسبب دخولها في مواجهة مع الغرب حول الدروع الصاروخية والتسليح ومناطق النفوذ، فإنه انتقدها أيضا لأنها وضعت نفسها في مواجهة قوى اقليمية مهمة بسبب حصر اهتمامها بالدفاع عن النظام السوري. وهنا أيضا خرج من لم تعجبه هذه الانتقادات فزعم قائلاً إن موسكو لم تساند الأسد وإنما ساندت الدولة السورية من باب الحفاظ عليها وصيانة وحدتها والحيلولة دون تعرضها إلى وضع مشابه لوضع العراق. كما أشار هؤلاء إلى أن دعم موسكو لدمشق لم يترك آثارًا سلبية على علاقاتها البينية مع الدول العربية المعادية لنظام الاسد. فالقنوات مع الأخيرة بقيت مفتوحة والاجتماعات على أعلى المستويات انعقدت، وصفقات الدفاع والتسليح والاتصالات والطاقة البديلة والتعاون التقني والاستثمارات المشتركة وغيرها وقعت.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهدته ولا تعرفه
- هونغ كونغ في مواجهة مشكلة الخادمات الآسيويات
- خنساء الكويت.. أمرها الحاكم بالكف عن الشعر
- غوام المنسية في بؤرة الضوء فجأة
- الزامل.. عائلة لها بصمات خالدة في أكثر من مكان ومجال
- صراع الرفاق الشيوعيين الذي لا ينتهي
- مريم شريف لن تصبح زعيمة لباكستان
- عميد الأغنية العمانية.. غنى للميغ ويوم العيد وعصر الخميس
- مهاتير يسعى للعودة إلى السلطة مجددًا
- هولمز.. «أبو النفط» لم يكن جيولوجياً!
- النمر الهندي ومنظمة «شنغهاي»
- الحمر.. رجل «التربية» في زمن البدايات الصعبة
- العلاقات الروسية اليابانية ورواسب الماضي
- استراتيجية ترامب الأفغانية.. هل ستنجح؟
- الفلبين..المكان البديل ل «داعش»!
- بكين.. هل تلجم بيونج يانج؟
- ترامب بعد مائة يوم.. ماذا تغير؟
- أساليب داعشية جديدة للتمويه والخداع
- أفغانستان.. ضحية الحرب الباردة الجديدة
- مَنْ هي سكينة يعقوبي؟


المزيد.....




- غدا.. تدشين مكتب إقليمي لصندوق النقد الدولي بالرياض
- شركة كورية جنوبية عملاقة تتخلف عن دفع ضريبة الشركات لأول مرة ...
- تقرير : نصف سكان العالم يغرقون في الديون
- مصر تزيد مخصصات الأجور إلى 12 مليار دولار العام المالي المقب ...
- وزير اقتصاد إيران يزور الرياض الأسبوع المقبل
- رويترز: توقع انخفاض النمو الاقتصادي للسعودية في 2024
- المصرف الوطني السويسري يزيد في متطلبات الاحتياطي النقدي للبن ...
- أرباح -بنك وربة- الكويتي تنمو 10.3% في الربع الأول من 2024
- أرباح -جنرال موتورز- الأميركية تقفز 25% بالربع الأول من 2024 ...
- شركة هونغ يوان دينجلي للطاقة الجديدة بالصين تحضر القمة العال ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبدالله المدني - ما الذي يحمله المستقبل لروسيا اقتصاديًا؟